(CNN)-- تُوفيت رضيعة فلسطينية تبلغ من العمر 6 أشهر، تعاني من سوء تغذية حاد، بين أحضان والدتها في غزة، الجمعة، لتكون بذلك إحدى أحدث ضحايا أزمة المجاعة التي أثارت غضبا دوليا ولا تزال تتفاقم.

وتُوفيت الطفلة زينب أبو حليب، الجمعة، أثناء محاولة والدتها نقلها إلى مستشفى في جنوب غزة.

وقالت والدتها، إسراء أبو حليب، لشبكة CNN، السبت: "كانت زينب تدخل المستشفى وتخرج منه بشكل متكرر خلال الأشهر الثلاثة الماضية".

وأضافت: "اضطررت للمشي لأكثر من 30 دقيقة لعدم وجود وسائل نقل... كان الطريق الترابي طويلا للغاية، وكان الطقس حارا جدا، لكنني واصلت المشي رغم أنني كنت جائعة ولم يكن لديّ ماء".

وقالت أبو حليب: "فجأة شعرت أنها توقفت عن الحركة والتنفس؛ أصبح جسدها أثقل".

وتساءلت: "لم أعد أعرف ماذا أقول بعد الآن. كم عدد الأطفال الأبرياء مثل زينب يجب أن يموتوا جوعا حتى يستيقظ العالم؟".

وقال الدكتور منير البرش، مدير عام وزارة الصحة، في منشور على موقع "إكس": "توفيت زينب بسبب مضاعفات سوء التغذية الحاد".

وأضاف البرش: "تُركت لتضيع حتى أصبحت جلدا على عظم... يعاني أكثر من 260 ألف طفل دون سن الخامسة في غزة من سوء التغذية".

كما توفي 5 أشخاص آخرين في غزة بسبب سوء التغذية والجوع، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.

وقال مدير عام الوزارة، الدكتور منير البرش، إن اثنين من بين الذين توفوا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية كانا طفلين "أجسادهما الهشة لم تتحمل قسوة الجوع".

وأضافت الوزارة أن هذه الوفيات الأخيرة رفعت عدد الوفيات المرتبطة بالجوع إلى 127 حالة منذ بدء الصراع، من بينهم 85 طفلا.

وقال البرش إن هذه "أرواح حقيقية زُهقت في صمت، والعالم لا يزال صامتا بشكل مخجل".

وقد حدثت معظم هذه الوفيات منذ أوائل مارس/آذار، عندما رفضت إسرائيل السماح باستمرار إيصال المساعدات إلى غزة. وعلى الرغم من رفع الحظر جزئيًا في أواخر مايو/أيار، تقول وكالات إغاثة إن حجم المساعدات الموزعة لا يلبي بأي حال احتياجات غزة، مع تفشي سوء التغذية.

وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن ربع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وخمس سنوات، والنساء الحوامل أو المرضعات، الذين خضعوا للفحص الأسبوع الماضي في منشآتها في غزة، يعانون من سوء التغذية. وأضافت أن عدد الأشخاص الذين تعالجهم بسبب سوء التغذية قد تضاعف أربع مرات منذ 18 مايو الماضي.

وفي الوقت نفسه، قُتل 6 أشخاص وأُصيب أكثر من 160 آخرين أثناء انتظارهم مساعدات في شمال غزة في حادثين منفصلين ليلة الجمعة وصباح السبت، وفقا لمسعفين.

وقال بيان صادر عن الموقع الرسمي للخدمات الطبية في غزة على تطبيق تيليغرام في وقت متأخر ليلة الجمعة: "انتشلت طواقم خدمات الطوارئ والإسعاف 133 جريحا وستة قتلى من بين منتظري الحصول على مساعدات في شمال قطاع غزة".

وأضافت المنظمة نفسها في منشور لاحق أن 30 شخصًا آخرين أصيبوا أثناء انتظارهم مساعدات في شمال غزة، صباح السبت.

وتواصلت شبكة CNN مع الجيش الإسرائيلي بشأن الحادثين.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 1000 شخص قُتلوا على يد القوات الإسرائيلية أثناء بحثهم عن الطعام منذ أواخر مايو، عندما بدأت مؤسسة غزة الإنسانية، وهي منظمة إغاثة جديدة مثيرة للجدل مدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، عملها في جنوب غزة.

ومن بين هؤلاء، قتل المئات قرب مواقع مؤسسة غزة الإنسانية، وفقًا للأمم المتحدة. كما لقي آخرون حتفهم أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات من قوافل المساعدات القادمة إلى جنوب وشمال غزة.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الأمم المتحدة الجيش الإسرائيلي الحكومة الإسرائيلية حركة حماس غزة سوء التغذیة فی غزة من بین

إقرأ أيضاً:

أطباء غزة يعجزون عن معالجة المرضى بسبب الجوع

قال الأطباء والطاقم الطبي في قطاع غزة إن الجوع المتزايد ونقص الغذاء المتاح بدأ يضعفهم لدرجة أنهم لا يستطيعون تقديم الرعاية العاجلة للمرضى داخل المستشفيات المليئة بالجرحى والمدنيين الذين يعانون من سوء التغذية.

وقالت صحيفة غارديان -في تقرير بقلم آني كيلي وهدى عثمان- إن نحو 12 من الطاقم الطبي في جميع أنحاء القطاع أبلغوها وأبلغوا شبكة أريج للصحافة الاستقصائية العربية، عن بحثهم المتزايد عن الطعام وتدهور صحتهم البدنية بسبب الجوع.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غارديان: الكلمات وحدها لا تكفي لوقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزةlist 2 of 2صحيفة روسية: تل أبيب تحذر موسكو من عواقب التعاون العسكري مع طهرانend of list

وقال مدير مستشفى الشفاء في مدينة غزة الدكتور محمد أبو سلمية "إنهم في حالة إرهاق شديد. بعضهم أغمي عليه في غرف العمليات"، وأكد أن الطاقم الطبي، شأنه شأن سكان غزة، لم يتلق أي مساعدة أو وجبات طعام خلال 48 ساعة الماضية"، وأضاف "ستتأثر الخدمات الطبية لأن طاقمنا لن يتمكن من الصمود لفترة أطول في مواجهة هذه المجاعة".

أطباء في غزة يفقدون القدرة على مواصلة العمل بسبب تفاقم المجاعة (قسم الإعلام بمستشفى العودة)

وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الأطباء والممارسين الطبيين رفضوا الكشف عن أسمائهم مخافة استهدافهم من قبل الجيش الإسرائيلي، وقال أحد الأطباء في مستشفى الشفاء "كنت اليوم في مناوبة عمل لمدة 24 ساعة، وكان من المفترض أن يعطونا بعض الأرز في كل مناوبة، لكنهم أخبرونا اليوم أنه لا يوجد شيء. عالجت أنا وزميلي 60 مريضا في جراحة الأعصاب، والآن لا أستطيع حتى الوقوف".

وقال طبيب متطوع آخر "لم آكل شيئا منذ أمس، وعائلتي ليس لديها ما تأكله. طوال اليوم، أفكر كيف يمكنني أن أحضر لهم دقيقا أو عدسا أو أي شيء يأكلونه. لا يوجد شيء في الأسواق. لم نعد قادرين على المشي. لا نعرف ماذا نفعل".

 

لم أستطع تناول الطعام منذ يومين، وبسبب انخفاض ضغط الدم، اضطررت إلى التوقف أثناء عملية جراحية لفتاة أصيبت برصاصة في البطن

بواسطة أحد الجراحين

العمل أم البحث عن الطعام؟

ونبه أحد الجراحين في مجمع ناصر الطبي إلى أن عبء العمل الذي يواجهه الطاقم الطبي المنهك يتزايد مع دخول المزيد من المرضى بسبب أعراض سوء التغذية، وقال "لم أستطع تناول الطعام منذ يومين، وبسبب انخفاض ضغط الدم، اضطررت إلى التوقف أثناء عملية جراحية لفتاة أصيبت برصاصة في البطن".

إعلان

وقال أبو سلمية إن الطاقم الطبي لا يزال يعمل رغم نقص الغذاء، إلا أن حجم سوء التغذية الذي يعاني منه المرضى يشكل ضغطا هائلا على القوى العاملة المستنزفة والمنهكة أصلا، وأضاف أن 21 طفلا ماتوا في أنحاء الأراضي الفلسطينية خلال الأيام الثلاثة الماضية "بسبب سوء التغذية والجوع".

وصرح فيليبي لازاريني رئيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بأن فريقه تلقى تقارير عن إغماء عمال الرعاية الصحية والإغاثة في جميع أنحاء غزة بسبب الجوع والإرهاق نتيجة نقص الغذاء.

وتحدث بعض الطاقم الطبي عن اضطرارهم للاختيار بين البقاء في العمل وتقديم الرعاية الطبية العاجلة من جهة، والخروج بحثا عن الطعام لعائلاتهم، وتحدث آخرون عن خوفهم من أن يجبروا على الذهاب إلى مراكز توزيع الغذاء التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية ويحرسها الجيش الإسرائيلي، حيث قتل أكثر من ألف شخص، حسب الأمم المتحدة.

وختمت الصحيفة ببيان للجيش الإسرائيلي قال فيه إنه يعمل على تسهيل توزيع المساعدات الإنسانية لتمكين مستشفيات غزة من مواصلة عملها، وأضاف أنه "في أعقاب حوادث أُبلغ فيها عن إلحاق الضرر بالمدنيين الذين وصلوا إلى مراكز التوزيع، أُجريت تحقيقات دقيقة في القيادة الجنوبية، وأُصدرت تعليمات للقوات في الميدان. وتجري الجهات المختصة في الجيش مراجعة هذه الحوادث".

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تحذر من تفاقم أزمة «الجوع المميتة» في غزة
  • اشتباك ومطاردة.. طفلة رضيعة مخطوفة في البقاع!
  • نيجيريا... وفاة أزيد من 600 طفل بسبب سوء التغذية خلال ستة أشهر
  • وفاة رضيعة بخانيونس بسبب التجويع وسوء التغذية
  • وفاة طفل بسبب المجاعة وسوء التغذية بغزة
  • وفاة طفل بسبب المجاعة وسوء التغذية في قطاع غزة
  • استشهاد طفلة فلسطينية بسبب الجوع وسوء التغذية في غزة
  • مش بحب خلفة البنات| كيان قصة رضيعة شعرت بالموت في أحضان والدها بأسيوط .. القصة الكاملة
  • أطباء غزة يعجزون عن معالجة المرضى بسبب الجوع