وداد الإسطنبولي
في يوم الأربعاء الموافق 31 يوليو 2025م، تشرفتُ بحضور ملتقى الصداقة والتعاون العُماني الصيني، الذي أُقيم في منتجع ميلينيوم بمحافظة ظفار، برعاية صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد، وبإشراف جريدة الرؤية، ليأتي بحلة تليق بعراقة العلاقات بين البلدين، وبمضمون ثري جمع بين نخبة من الدبلوماسيين، والمهتمين بالعلاقات الدولية، وعدد من المثقفين.
وتجدر الإشارة إلى أن الملتقى في دورته الثالثة، افتُتح بكلمة ترحيبية ألقاها حاتم الطائي، رئيس تحرير جريدة الرؤية، الأمين العام للملتقى ورئيس لجنته العليا، أكد فيها أن لكل من سلطنة عمان وجمهورية الصين سياقا تنمويا خاصا، إلا أنهما يلتقيان في الجوهر والرؤية والهدف، مشيرًا إلى إيمان كلا البلدين بأهمية التخطيط الاستراتيجي طويل المدى، وبناء اقتصاد قائم على الإنتاجية والتنافسية.
كما ألقى سعادة هو ليو جيان، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى سلطنة عمان، كلمة استعرض فيها فرص زيادة حجم الاستثمارات وتوسيع مجالات التعاون الاقتصادي، إلا أن أبرز ما لفت الانتباه في كلمته كان موقف الصين الإيجابي من القضية الفلسطينية، حيث دعا إلى وقف الحرب والإبادة، في تعبير واضح عن موقف إنساني داعم للقضايا العادلة في المنطقة.
سلّط الملتقى الضوء على العلاقات الثنائية، والتواصل الثقافي، وآفاق التعاون المستقبلي، إلى جانب تبادل وجهات النظر حول مجالات متنوعة من الاقتصاد والتكنولوجيا، في إطار التأكيد على أن هذه العلاقة ليست وليدة اليوم، بل تمتد بجذورها إلى روابط تاريخية عميقة، حيث شكّلت عُمان بوابة بحرية للتواصل بين الحضارات.
تنوعت جلسات الملتقى لتشمل موضوعات الطاقة، والابتكار، والاستثمار، وقد شهدت مداخلات ثرية ومشاركات فاعلة من كلا الجانبين. ولم يكن هذا اللقاء مجرد فعالية عابرة، بل هو امتداد لمسار طويل من التعاون والاحترام المتبادل.
وكانت هذه أبرز المحاور المهمة:
التحديث الصيني النمطي ورؤية "عُمان ٢٠٤٠"، أدارها الدكتور أحمد كشوب رئيس مركز المؤشرات الاقتصادية والمالية. التعاون في مجال الطاقة، وأدارها الدكتور يوسف البلوشي الخبير الاقتصادي مؤسس البوابة الذكية للاستثمارات. التعاون في الابتكار والتكنولوجيا، وأدارها الدكتور يوسف البلوشي، وأدار أيضا أعمال الجلسة الختامية للملتقى.وقد صاحب أعمال الملتقى معرض للصور من تنظيم سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى سلطنة عمان.
وأخيرًا، نأمل أن يُسهم هذا الملتقى في فتح آفاق جديدة أمام الشباب، وتعزيز العمل المشترك نحو مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا للجميع.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
السفير الصيني لـ"الرؤية": توافق تام بين رؤية "عُمان 2040" و"التحديث الصيني النمط"
◄ مساعٍ لإبرام اتفاقية للتبادل التجاري بالعملات المحلية بين عُمان والصين
◄ العلاقات العُمانية الصينية ترتكز على التعاون المُثمر لتحقيق مصالح الشعبين الصديقين
◄ عُمان والصين تتبادلان الثقة والاحترام والدعم على المستويات كافةً
◄ ضرورة افتتاح خطوط طيران مباشرة بين عُمان والصين
◄ العلاقات العُمانية الصينية دخلت مرحلة تاريخية نوعية بعد إعلان "الشراكة الاستراتيجية"
◄ التواصل بين قائدي البلدين يُبرهن مستوى الثقة السياسية العالية
◄ بكين تُثمِّن عاليًا السياسة الخارجية العُمانية المتوافقة مع الدبلوماسية الصينية
◄ القيم والمبادئ المشتركة بين عُمان والصين تضع الأساس المتين للتعاون
◄ تكامل عميق بين مبادرة "الحزام والطريق" و"عُمان 2040"
◄ تعاون مُتزايد في مجالات الطاقة المتجددة والاتصالات والفضاء والكهرباء
◄ 36.7 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين عُمان والصين
◄ الصين أكبر شريك تجاري وثالث أكبر مُستثمر أجنبي في سلطنة عُمان
◄ الشركات الصينية أسهمت في تنمية الكفاءات العُمانية وتدريبهم في مجالات عدة
◄ مُباحثات لطرح تخصص اللغة الصينية في جامعة ظفار
◄ نأمل إنشاء منصة مشتركة مع عُمان لتطوير مسارات التعاون الاستثماري
الرؤية- فيصل السعدي
شدَّد سعادة ليو جيان سفير جمهورية الصين الشعبية لدى سلطنة عُمان على عراقة العلاقات العُمانية الصينية، والتي تمتد لفترات زمنية بعيدة، مشيرًا إلى أن التعاون الفعلي بين البلدين خلال السنوات الأخيرة، أثمر نتائج مُتعددة، مُستشهدًا في هذا السياق بمخرجات منتدى الصداقة والتعاون العُماني الصيني، الذي عُقِد في صلالة قبل أيام قليلة.
وقال سعادة السفير- في حوار خاص مع "الرؤية"- إن إعادة تسمية "منتدى الصداقة الصينية" إلى "منتدى الصداقة والتعاون العُماني الصيني" خطوة فاعلة تؤكد مدى التعاون الجاد والحرص الثنائي على تحقيق نتائج ملموسة، من خلال التواصل والتعاون المباشر بين الشركات العاملة في البلدين الصديقين، مُعربًا عن تطلعه لأن يتطور هذا المنتدى ليُصبح منصة دائمة للجانبين من أجل التواصل وتحقيق نتائج إيجابية كل عام.
وانطلق سعادة السفير الصيني في حديثه من علاقات الصداقة التاريخية بين عُمان والصين، مُعرِّجًا على أواصر الصداقة التي تمتد إلى عصور بعيدة، مشيرًا إلى أنه قبل أكثر من 1200 عام، وَصَلَ المَلاَّح العُماني الشهير أبو عبيدة إلى مدينة قوانغتشو الصينية، وهو أول عربي يُسجَّل في الوثائق التاريخية أنه وصل إلى الصين. وأضاف أنه قبل أكثر من 600 عام، زار المَلاَّح الصيني الشهير تشنغ خه، عُمان أربع مرات، وتحديدًا إلى ظفار التي تحتضن أعمال منتدى الصداقة والتعاون العُماني الصيني سنويًا، وقد جاء إلى عُمان حاملًا معه الخزف والشاي، وعاد باللُبان والتمور؛ وذلك في إطار التبادل التجاري، وهو ما يُبرز أن شعبي البلدين نسجا عُرى الصداقة المتينة عبر الزمن، وعزَّزا التبادل الحضاري.
علاقات دبلوماسية
ولفت سعادة ليو جيان إلى أنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وعُمان عام 1978، ظلَّ البلدان يتشاطران الثقة والاحترام والدعم المُتبادل. وذكر أنه في عام 2018، أعلن البلدان ترقية العلاقات الثنائية إلى "شراكة استراتيجية"، ليكون ذلك إيذانًا بدخول العلاقات الصينية العُمانية فصلًا جديدًا في تاريخها، علاوة على أنه في السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات بين الصين وعُمان تطورًا مستقرًا وصحيًا.
وعدَّدَ سعادة السفير الصيني مظاهر تنوع وتعدد العلاقات بين البلدين، وقال: يُولِي قادة البلدين أهمية كبرى لتطوير العلاقات الثنائية، ويقومان بدور استراتيجي ريادي؛ حيث تبادل الرئيس شي جينبينغ وجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، العديد من الرسائل والتواصل الإيجابي؛ مما يعكس عُمق الصداقة ويُظهر الثقة السياسية العالية بين الجانبين، ويوفر ضمانًا سياسيًا قويًا لتطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وتابع سعادته بالقول إنَّ البلدين يتشاركان رؤى مُتقاربة حول التنمية، وهُما صديقان حميمان يتفقان في المبادئ؛ حيث تعارف البلدان تاريخيًا عبر طريق الحرير البري والبحري، وتعاونا كذلك لتحقيق المنفعة المتبادلة في ظل موجة العولمة الاقتصادية، كما تمسَّكا بالمبادئ الأخلاقية رُغم تقلُّبات الأوضاع الدولية، وأصبحا بذلك صديقين وشريكين يساند كل منهما الآخر، وفق أُسس وركائز تقوم على المساواة والمنفعة المتبادلة والتسامح.
سياسة عُمانية رصينة
وامتدح سعادة السفير الصيني التزام عُمان الدائم بسياسة خارجية سلمية مُستقلة، وأنها تضع "حُسن الجوار، والتسامح، والحوار، والانفتاح، والواقعية" ركائز لسياستها الخارجية، وهو ما يتوافق تمامًا مع الرؤية الصينية للدبلوماسية، ويعكس توافقًا عميقًا في القيم والمبادئ الأخلاقية بين البلدين، مما يضع أساسًا متينًا للتعاون المتبادل المنفعة.
وقال السفير الصيني إن التعاون العملي بين البلدين في مختلف المجالات يشهد إنجازات بارزة وتقدمًا كبيرًا؛ حيث يتمتع الاقتصادان بتكاملية قوية وإمكانيات هائلة؛ الأمر الذي يُعزز من جهود التكامل العميق بين مبادرة "الحزام والطريق" ورؤية "عُمان 2040". وأشار إلى التعاون المتزايد في مجالات الطاقة المتجددة والاتصالات والفضاء والكهرباء.
وذكر سعادته أن الصين أكبر شريك تجاري لعُمان؛ حيث بلغ حجم التبادل التجاري الثنائي في عام 2024 حوالي 36.7 مليار دولار أمريكي، كما تحتل الصين المرتبة الثالثة بين أكبر المستثمرين في عُمان؛ حيث إنه بنهاية عام 2024، بلغ إجمالي الاستثمارات الصينية في عُمان أكثر من 3.3 مليار دولار أمريكي.
وحول مسارات التعاون بين البلدين، قال سعادة السفير الصيني: "ما يزال البلدان يكتشفان إمكانيات التعاون بين الجانبين؛ حيث يجري تنفيذ العديد من المشاريع التي تستثمرها أو تُنفِّذها الشركات الصينية، والتي تُسهم في تحقيق تطلعات ومصالح الشعب العُماني". وأوضح سعادته أن الصين وفَّرت تدريبًا طويل الأمد للكوادر العُمانية، من خلال تقديم تدريبات متنوعة لحوالي 1200 من الموظفين الحكوميين ومديري الشركات والعمال الفنيين العُمانيين، كما نفذت شركات صينية مثل "هواوي" و"الشبكة الوطنية للكهرباء- فرع عُمان" مشاريع تدريبية فعَّالة ساهمت في تنمية كفاءات الشباب العُماني.
العلاقات الثقافية
وأشار سعادة السفير إلى أن العلاقات الثقافية تُعزِّز التقارب بين البلدين؛ إذ جرى تشييد النصب التذكاري للملاح الصيني "تشنغ خه" ليكون رمزًا للصداقة الصينية العُمانية، على شاطئ الحافة في ولاية صلالة بمحافظة ظفار، لافتًا إلى أن هذا النصب التذكاري بات معلمًا نوعيًا في المحافظة.
وتطرق سعادة السفير الصيني إلى قرار الصين إعفاء المواطنين العُمانيين من تأشيرة الدخول؛ مما يفتح الباب أمام تسهيل سفر العُمانيين إلى الصين. وأضاف أن جامعة ظفار و4 مدارس عُمانية ستبدأ في العام الدراسي الجديد تقديم دورات لتعليم اللغة الصينية؛ مما سيجعل تعلُّم اللغة الصينية أمرًا مُتحققًا في عُمان. ودعا سعادة السفير إلى أهمية العمل المشترك بين البلدين للتعجيل بفتح خطوط طيران مباشرة بين عُمان والصين، وليكون شعار "البعيد يُصبح قريبًا" حقيقةً واقعةً.
وحول مستقبل تعليم اللغة الصينية في سلطنة عُمان، قال سعادته إن هناك مباحثات مع جامعة ظفار لطرح تخصص دراسة اللغة الصينية، إلى جانب تأسيس معهد كونفوشيوس في سلطنة عُمان، ليكون مركزًا لتعليم اللغة ونشر الثقافة الصينية.
وبيَّن سعادته أهمية تعزيز التعاون السياحي والتبادل الثقافي في مجالات المتاحف والعروض الفنية والكتب والأفلام، بما يضمن تحقيق التقارب في المجالات الثقافية بين الصين وعُمان، وأن تتحول هذه العلاقات إلى نموذجٍ للاحترام المتبادل والمساواة والحوار والتسامح بين الحضارات المختلفة.
منتدى الصداقة والتعاون
وعبَّر سعادة السفير عن فخره بنجاح منتدى الصداقة والتعاون العُماني الصيني الذي تنظمه جريدة الرؤية سنويًا، مشيرًا إلى أن المنتدى خرج بنتائج إيجابية تتمثل في 3 نقاط رئيسية؛ أولًا: تميَّز المنتدى بتركيزه الواضح على تعزيز التعاون العملي بين البلدين؛ حيث أُعِدَّت جميع جلساته حول هذا المحور بصورة مباشرة؛ مما أتاح الفرصة لصُنَّاع السياسات العُمانيين وأصحاب المصلحة إلى جانب كبرى الشركات الصينية والعُمانية؛ لمناقشة مُتعمِّقة حول ترسيخ الشراكة الثنائية وتوسيع آفاقها، فضلًا عن إيجاد حلول للتحديات المُشتركة.
وأضاف: "ثانيًا: تميَّزت المشاركة بمستوى رفيع وتمثيل واسع النطاق؛ مما أسفر عن حوارات مُثمِرة، مكَّنت المسؤولين والخبراء من التشاور حول موضوعات تتعلق بالاستثمار والمناطق الاقتصادية الخاصة وقطاع الاتصالات والنقل في عُمان، بصورة مباشرة مع الشركات الصينية. وذكر سعادته أن مثل هذه النقاشات تُتيح الفرصة لمعالجة القضايا الأكثر أهمية للشركات الصينية مثل تسهيل الاستثمار، والتوافق حول المعايير التنظيمية، وتخطيط الاستراتيجيات التنموية. وأشار إلى أن الشركات الصينية أظهرت بوضوح قدراتها واستعدادها للإسهام في تحقيق مُستهدفات رؤية "عُمان 2040"، علاوة على أن الجانبين سعيا بنشاطٍ لإيجاد نقاط تقارب؛ مما أسفر عن العديد من التوصيات والأفكار الممتازة، وبذلك، حقق المنتدى النتائج المرجوة منه.
وتابع القول: ثالثًا: ساد المنتدى جو مُفعم بالحيوية والتفاؤل نحو آفاق أرحب؛ حيث تكرر مصطلح "إعطاء دفعة قوية للتعاون العملي الصيني العُماني" كشعارٍ رئيسي خلال النقاشات، وقد اتفق الجميع على الإشادة بعلاقات البلدين وبتعاون "الحزام والطريق". وأشار سعادته إلى أن جميع المشاركين في المنتدى أعربوا عن تطلعهم لبذل جهود مشتركة لتسريع وتيرة تنفيذ نتائج قمة الصين والدول العربية وقمة الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأضاف سعادته أن انعقاد المنتدى في صلالة حيث تقع المنطقة الحرة بصلالة يحمل دلالات نوعية، حيث إن هذه المنطقة تضم 97 مشروعًا استثماريًا صينيًا بإجمالي استثمارات تتجاوز 47.4 مليون ريال عُماني، إضافة إلى استثمارات ناجحة أخرى تغطي مجالات اقتصادية متعددة. وقال إن صلالة تُمثِّل نموذجًا للمناطق الحرة المتعددة في عُمان.
ثمار التعاون
وقال سعادة السفير الصيني إن هذا وضاف هذا العام يوافق الذكرى الثانية عشرة لطرح مبادرة "الحزام والطريق"، والذكرى السابعة لتوقيع مذكرة تفاهم بين الصين وسلطنة عُمان بشأن المبادرة، ومن هذا المنطلق فإنَّ الجانبين يواصلان جهود توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وسلطنة عُمان؛ مما يضفي زخمًا قويًا على العلاقات بين البلدين.
وأضاف أنه في الوقت الراهن، تتواصل جهود تعزيز التعاون بين الصين وسلطنة عُمان في مجالات الاستثمار في قطاعات النفط والغاز والكهرباء والطاقة المتجددة والتكنولوجيا الرقمية وتصنيع السيارات والزراعة ومصائد الأسماك. وتابع أن الصين أطلقت بنجاح أول قمر صناعي عُماني على متن صاروخ صيني في 11 نوفمبر 2024، كما أنجزت شركة شبكة الكهرباء الوطنية الصينية في عام 2023 أكبر مشروع وطني لتوليد وتوزيع الكهرباء في تاريخ شبكة الكهرباء العُمانية، علاوة على أن مشروع مستودع النفط الاستراتيجي في صلالة استفاد من المزايا التقنية والقدرات المهنية للشركات الصينية؛ مما ساهم في تعزيز أمن الطاقة الوطني في عُمان.
وأضاف أن مشروع منح للطاقة الكهروضوئية، سيعمل على تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بمقدار 100 ألف طن سنويًا، وسوف يُلبي احتياجات الكهرباء لحوالي 120 منزلا عُمانيا. ومضى قائلًا إنه في إطار علاقات التعاون، وقَّعت إدارة الجمارك الصينية ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بروتوكول فحص وتفتيش المنتجات البحرية العُمانية المُصدَّرة إلى الصين، وبدأت سلطنة عُمان تصدير منتجاتها البحرية إلى الصين. وأشار إلى المزيد من المشاريع الاستراتيجية الرائدة بين البلدين، مثل: باوو، وهينان جوندا، وجينان للصلب. وشدد سعادته على أن نتائج التعاون العملي بين الصين وسلطنة عُمان تزداد ثراءً، باعتبار أن البلدين شريكان حقيقيان في مصالح تقوم على الثقة السياسية والمصالح الاقتصادية المتبادلة والتواصل الثقافي.
الانفتاح الصيني
وأشار سعادة إلى أنَّه رغم الاضطرابات العالمية الراهنة وتصاعد النزعة الأُحادية والحمائية التجارية، ظلَّت الصين ثابتةً في نهجها نحو الانفتاح؛ مما أثبت أن دولة الصين جديرة بثقة الصداقة من قِبَل الشعب العُماني، مؤكدًا أن الصين على استعداد للعمل بلا كللٍ مع الأصدقاء العُمانيين لتعزيز التعاون الثنائي العملي في إطار مبادرة الحزام والطريق، وفقًا لمبدأ "التشاور المشترك، والمساهمة المشتركة، والمنافع المشتركة".
وحول سُبل جذب المزيد من الشركات الصينية للاستثمار في عُمان، قال سعادته: "تزخر عُمان بمزايا ومواقع فريدة، وتتصدر دول المنطقة في مجال استغلال الطاقة المُتجددة، كما إنها ميناء للسلام الإقليمي والدولي؛ مما يُوَفِّر العديد من العوامل الجاذبة للاستثمار؛ الأمر الذي دفع الحكومة الصينة لتشجيع شركاتها على الاستثمار بقوة في عُمان؛ حيث تزداد جاذبية عُمان في أعين المستثمرين الصينيين، في مجالات الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا المتقدمة، وصناعة السيارات، والبنية الأساسية، إضافة إلى التعليم التقني والمهني المتعلق بالنمو المُستدام.
واقترح سعادته أن تُنشئ عُمان منصة مشتركة لدفع مسارات التعاون الاستثماري مع الصين نحو آفاق أرحب؛ وذلك وفق أولوياتها التنموية وتكاملها مع مبادرة "الحزام والطريق". وذكر سعادته أنه في ظل التحديات العالمية الراهنة، تكتسب الشراكة الصينية- العُمانية- في إطار "الحزام والطريق"- أهمية بالغة، داعيًا إلى التعجيل بتنفيذ اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ودول الخليج، والحفاظ على استقرار سلاسل التوريد العالمية.
وأشار إلى أن اللجنة المشتركة الثنائية تواصل تعزيز قنوات الحوار وإنشاء آليات للتعاون الصناعي والاستثماري الثنائي، لافتًا إلى أن الصين تسعى لتعزيز الترابط مع عُمان، من خلال تطوير أساسات العلاقات مثل الخطوط الجوية المباشرة، وتحسين ربط المعايير واللوائح. وأعرب سعادة السفير عن ترحيب الصين بمشاركة سلطنة عُمان الفاعلة في معرض الصين الدولي للواردات، وتتطلع لزيادة وارداتها من المنتجات غير النفطية العُمانية، خاصةً المنتجات الزراعية والغذائية.
وتابع سعادته: "نأمل أن يواصل الجانب العُماني تعزيز بيئة مُرحِّبة بالشركات الصينية وتدعمها كشركاء متساوين وموثوقين وفاعلين، خاصةً وأننا نؤمن بأن تعزيز التعاون مع المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة العُمانية يمثل عاملًا أساسيًا لتحقيق هذا الهدف". وأضاف أنه يمكن تحويل "مدن الأمل" إلى "مدن المستقبل" الصديقة للمستثمرين والقادرة على المنافسة عالميًا؛ مما يُعزِّز النمو والازدهار المشترك.
وأعرب سعادة السفير عن أمله في تعزيز التعاون المالي بين عُمان والصين؛ ليكون مؤشرًا على مستقبل اقتصادي أكثر ازدهارًا.
تبادل العملات
وكشف سعادة السفير عن مساعي الصين للتوقيع على اتفاقية تبادل العملات المحلية، مُعربًا عن ترحيبه بانضمام المؤسسات المصرفية العُمانية إلى نظام المقاصَّة والدفع عبر الحدود باليوان الصيني، إلى جانب التطلُع لتعزيز التبادل والتعاون مع الجانب العُماني في مجال العملات الرقمية للبنوك المركزية، وكذلك تعزيز التعاون مع جهاز الاستثمار العُماني، وتعميق التعاون الاستثماري الثنائي الاتجاه.
وشدد سعادة السفير على التوافق التام بين رؤية "عُمان 2040" و"التحديث الصيني النمطي"، موضحًا أن التحديث الصيني النمط يعني "أننا نستخدم أسلوبنا الصيني للتطوُّر وتحقيق إنجازات اقتصادية عظيمة". وقال: "نحن رُوَّاد في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة الخضراء والتصنيع، وهو ما يُمثِّل فرصة جيدة لعُمان لتحقيق أهداف رؤية "عُمان 2040"؛ حيث إن عُمان تسعى إلى تحقيق التنويع الاقتصادي، وتبذل جهودًا كبيرة للتوسُّع في قطاعات الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة الهيدروجين".
القمة الصينية العربية
وتحدث سعادة لو جيان، عن القمَّة الصينية العربية الثانية المقررة في الصين العام المقبل؛ إذ تتطلع الصين إلى العمل مع عُمان لتعزيز الصداقة التاريخية، وتعزيز التكامل بين مشروع "الحزام والطريق" ورؤية "عُمان 2040"، وتوسيع التعاون العملي الشامل والمتعدد المجالات، وتعزيز التبادلات الإنسانية، وذلك لتقديم إنجازات متميزة ترحب بالانعقاد الناجح للمنتدى.