المملكة العربية السعودية ومفاوضات معاهدة البلاستيك: قيادة واقعية لحلول بيئية مستدامة
تاريخ النشر: 4th, August 2025 GMT
في 23 يوليو 2025، نشرت صحيفة The Guardian البريطانية تقريرًا بعنوان “الاختراق الكامل: كيف أغرقت صناعة البلاستيك محادثات معاهدة عالمية حيوية”، تحدثت فيه عن التأثير الكبير للقطاع الصناعي في مفاوضات الأمم المتحدة بشأن معاهدة الحد من التلوث البلاستيكي.
وبينما أبرز المقال شكاوى بعض المشاركين من ضغوط الشركات، فقد أشار بوضوح إلى دور بعض الدول، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، في الدفاع عن نهج مختلف للمشكلة.
فبينما يُسلّط التقرير الضوء على الهواجس البيئية، إلا أنه يغفل السياق الأوسع الذي تتحرك فيه دول ذات سيادة مثل المملكة، والتي لا تسعى إلى العرقلة كما يُفهم من بعض العناوين، بل إلى صياغة حلول قابلة للتطبيق تراعي التوازن بين البيئة والاقتصاد. المملكة العربية السعودية، باعتبارها إحدى الدول الرائدة في قطاع الطاقة والصناعة، تؤمن بأن معالجة أزمة البلاستيك لا ينبغي أن تُختزل في إجراءات متسرعة كفرض سقف إنتاج شامل، بل في بناء منظومة متكاملة تشمل تطوير التقنيات النظيفة، وتحسين إدارة النفايات، وتشجيع التدوير، وخلق اقتصاد دائري مستدام. وهي رؤية تتسق مع الحقائق العلمية؛ إذ يُظهر تقرير منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD) لعام 2022 أن العالم لا يُعيد تدوير سوى 9% من نفاياته البلاستيكية، مما يؤكد أن المشكلة في الإدارة، لا فقط في الإنتاج.
ما ورد في تقرير الغارديان من تصوير للمملكة كـ “قائدة تحالف” يسعى لتقويض جهود البيئة، يفتقر إلى الإنصاف. فالمملكة لم تكتف بالمشاركة الدبلوماسية فحسب، بل كانت وما زالت من أكبر الداعمين الفعليين لبرامج الأمم المتحدة البيئية، بمساهمات تتجاوز 20 مليون دولار بين عامي 2020 و2024، فضلًا عن استضافتها ليوم البيئة العالمي في 2024، وزيارات متعددة لمسؤولي UNEP إلى الرياض، في إطار شراكة بيئية متقدمة.
وقد عبّر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة، عن رؤية المملكة بقوله: “نحن لا ننكر التحديات البيئية، بل نملك الإرادة والمعرفة والموارد لمواجهتها، ولكننا نرفض اختزال الحلول في قرارات عاطفية لا تراعي العدالة البيئية والتنموية.”
وهذا الموقف يتجلى كذلك في رؤية 2030، التي وضعت الاستدامة في قلب التحول الوطني، من خلال مشاريع ضخمة للطاقة النظيفة، والتشجير، وتقنيات التقاط الكربون، وإدارة النفايات الصناعية.
وقد جاءت هذه الرؤية المناخية المتقدمة لتعكسها أيضًا قرارات الحكومة السعودية في أعلى مستوياتها. ففي اجتماع مجلس الوزراء المنعقد بتاريخ 29 يوليو 2025، استعرض المجلس مستجدات جهود المملكة في تطوير تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون، ومن أبرز ما تم الإعلان عنه تشغيل وحدة اختبارية لتقنية التقاط الكربون من الهواء مباشرة في مدينة الرياض.
ويمثل هذا الإنجاز خطوة مهمة ضمن مساعي المملكة لاستكشاف حلول تقنية مبتكرة وواعدة تعزز تحقيق الطموحات المناخية بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030. المملكة لا تسعى إلى تقويض أي جهد بيئي دولي، بل تُطالب بنقاش علمي وواقعي يأخذ في الاعتبار تباين الدول في قدراتها وظروفها الاقتصادية. وهي تؤدي دورًا مسؤولًا في المفاوضات، لا بوصفها عائقًا، بل بصفتها شريكًا مؤثرًا يُقدّم بدائل واقعية تضمن الاستدامة دون المساس بالحق في التنمية.
وقد أثبتت المملكة من خلال مبادرة السعودية الخضراء أنها تتبنى التحول البيئي كخيار وطني استراتيجي، عبر زراعة 10 مليارات شجرة وخفض الانبعاثات بأكثر من 278 مليون طن سنويًا بحلول 2030.
وهو التزام يفوق ما تعهدت به العديد من الدول الصناعية الكبرى. كما تُعزز المملكة حضورها في المحافل البيئية الدولية، لا بصفتها مدافعة عن صناعات تقليدية، بل كمصدر لحلول ومبادرات عملية. ومن أبرزها مبادرة الاقتصاد الدائري للكربون التي أطلقتها خلال رئاستها لمجموعة العشرين عام 2020، ونالت تأييدًا عالميًا بوصفها إطارًا مرنًا يوازن بين البيئة والتنمية.
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
بدعم من صندوق البيئة.. إطلاق مبادرة "رابطة البيئة" في الملاعب السعودية
أطلق صندوق البيئة مبادرة تفاعلية تحت شعار "رابطة البيئة"، بالتعاون مع جمعية أصدقاء اللاعبين الخيرية, وعدد من الجهات التنظيمية, ومشاركة عدد من نجوم كرة القدم السعودية المعتزلين.
وانطلقت المبادرة، بمباراة الاتحاد والشباب التي أقيمت السبت ضمن الدور ربع النهائي لكأس خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم, إذ تأتي بهدف تعزيز الوعي وتبنّي الممارسات الصديقة للبيئة في مدرجات ملاعب كرة القدم السعودية، وتضمنت تكريم المشاركين وتقديم جوائز نوعية، وإشراك الجماهير في أنشطة تفاعلية، وأجنحة توعوية تبرز أهمية الحفاظ على البيئة في المدرجات، والأثر الذي تحققه المبادرة بمشاركة الجماهير.
وستعمل "رابطة البيئة" على تنفيذ فعالياتها في ثماني مباريات خلال الموسم الحالي، في ملعبي الأول بارك، والمملكة أرينا بالرياض, وملعبي مدينة الملك عبدالله الرياضية، والأمير عبدالله الفيصل بجدة، لتشمل المشاركة في مختلف البطولات الرياضية المقامة بالمملكة العربية السعودية.
وأوضح رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء اللاعبين الكابتن ماجد عبدالله, أن هذه الخطوة جاءت نتيجة الأهداف المشتركة بين صندوق البيئة وجمعية أصدقاء في الحفاظ على البيئة ورفع مستوى الوعي في الملاعب السعودية وتحفيز الجماهير على المشاركة في ممارسات الصديقة للبيئة، لافتًا النظر إلى أثر المبادرة الذي سينعكس على جميع أطياف المجتمع.
فيما أوضح المتحدث الرسمي لصندوق البيئة نائب الرئيس الأول للتسويق والتواصل فواز العنزي, أن المبادرة جاءت لتكوين شراكة تعمل على إبراز الجهود التي تقوم بها المملكة لتحقيق مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للبيئة، وإظهار وعي المشجع السعودي بما يعكس مدى الدعم الذي يتلقاه القطاعان البيئي والرياضي من القيادة الرشيدة.
يذكر أن صندوق البيئة يعمل من خلال برنامج الحوافز والمنح على الاستثمار في الممارسات الصديقة للبيئة لدى الأفراد والقطاعات الاقتصادية والمنظمات البيئية، ودعم البحث والابتكار والتطوير، وتشجيع الاستثمار في القطاعات البيئية، بما يحقق الإستراتيجية الوطنية للبيئة.
أخبار السعوديةآخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.