مظاهرات في النمسا تطالب بقطع العلاقات مع إسرائيل
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
شهدت العاصمة النمساوية فيينا، أمس الثلاثاء، وقفة احتجاجية حاشدة أمام مبنى البرلمان، بدعوة من منظمات حقوقية وأحزاب يسارية، للمطالبة بوقف فوري للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ووقف "الإبادة الجماعية" المستمرة بحق المدنيين.
ودعا المتظاهرون الحكومة النمساوية إلى اتخاذ خطوات ملموسة، من أبرزها قطع العلاقات مع إسرائيل، والاعتراف بدولة فلسطين، والخروج من اتفاقية الشراكة الأوروبية-الإسرائيلية.
كما رفع المشاركون لافتات تطالب بإدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى القطاع المحاصر، وتندد بما وصفوه بـ"تواطؤ" بعض الحكومات الأوروبية مع السياسات الإسرائيلية.
وقد نُظّمت هذه الوقفة بدعوة من منظمة العفو الدولية (أمنستي)، وبالتعاون مع الحزب اليساري (لينكس)، والحزب الشيوعي الثوري، إضافة إلى تحالفات مدنية وشبابية مثل "ستاندينغ توغيذر".
أصوات من الميدانوشهدت المظاهرة مشاركة واسعة من مئات النمساويين، إلى جانب عدد من نواب الأحزاب اليسارية، الذين عبّروا عن رفضهم للموقف الرسمي النمساوي الداعم لإسرائيل، واستنكروا صمت الحكومة تجاه المجازر المتواصلة في غزة.
وعبّر عدد من المشاركين في المظاهرة عن مواقفهم بشكل مباشر، حيث قالت مديرة منظمة "أمنستي" في النمسا شورا زيهتنر هاشمي، في تصريحات خاصة للجزيرة نت، "نظمنا هذه المظاهرة بتحالف واسع مع المجتمع المدني في النمسا، للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، ومن أجل فلسطين".
من جهته، قال توبك أحد المشاركين باسم "حركة التضامن مع فلسطين "ومجموعات طلابية أخرى أنا "هنا لإيصال رسالتنا حرروا فلسطين، حرروا غزة، يسقط جيش الاحتلال الإسرائيلي".
نداء أوروبي
وفي وقت سابق، وجّه أكثر من ألف موظف في مؤسسات الاتحاد الأوروبي -بينهم دبلوماسيون وخبراء قانونيون- نداء عاجلا إلى قادة الاتحاد، مطالبين باتخاذ إجراءات فورية ضد إسرائيل.
إعلانوأكدت الرسالة، التي صيغت بلغة قانونية حاسمة، أن المجاعة في قطاع غزة تتفاقم بسرعة، ولا يمكن وقفها بمساعدات مؤقتة أو إسقاطات جوية، مشددة على أن استمرار الحصار الإسرائيلي يمثل انتهاكا صارخا لاتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية والقانون الدولي العرفي.
وتعزيزا لهذا الحراك الشعبي، واصل المحتجون تحميل المسؤولية للمنظومة الأوروبية، حيث قالت إحدى المتظاهرات للجزيرة "نحن أيضا نتحمل مسؤولية ما يجري في غزة، النمسا، والاتحاد الأوروبي، مسؤولون عن المجازر والإبادة الجماعية التي تحدث".
كما وجّهت مشاركة أخرى رسالة مباشرة إلى أهالي غزة، قائلة "أنا هنا اليوم لدعم حقوق الإنسان في غزة أقول لهم نحن نراكم، نسمعكم، ولن نصمت نعم، للمحبة والسلام والحرية للجميع".
ولم تقتصر التحركات الاحتجاجية على العاصمة، إذ شهدت مدينة سالزبورغ في وقت سابق تحركا رمزيا لافتا، حيث قام ناشطون بعرقلة حفل الافتتاح الرسمي لمهرجان سالزبورغ 2025، تعبيرا عن تضامنهم مع غزة ورفضهم للعدوان الإسرائيلي ولسياسة التجويع المفروضة على سكان القطاع.
وقد ردد المتظاهرون هناك شعارات من قبيل "أيديكم ملطخة بالدماء"، ورفعوا لافتات كُتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية"، في رسالة احتجاجية وجّهوها إلى المؤسسات الثقافية والسياسية النمساوية، مؤكدين أن الصمت تجاه ما يحدث في غزة يُعد تواطؤا لا يمكن قبوله.
وجاءت هذه المظاهرة في ظل تواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أسفرت، وفق وزارة الصحة في غزة، عن استشهاد أكثر من 60 ألف فلسطيني، بينهم أكثر من 47% من النساء والأطفال.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات فی غزة
إقرأ أيضاً:
فلسطين تدعو مجلس الأمن لزيارة غزة وفرض وقف الإبادة الإسرائيلية
دعت وزارة الخارجية الفلسطينية، الاثنين، مجلس الأمن الدولي إلى زيارة قطاع غزة، وفرض الوقف الفوري لحرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل منذ 22 شهرا.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل - بدعم أمريكي - حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 210 آلاف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
وقالت الخارجة الفلسطينية في بيان: "نطالب مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته في فرض الوقف الفوري لإطلاق النار وجرائم الابادة والتهجير والضم ضد شعبنا".
ودعت إلى "اعتماد وتنفيذ مخرجات المؤتمر الأممي لتسوية القضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين"، الذي عُقد قبل أيام في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.
وهذا المؤتمر صدر عنه إعلان تضمن اتفاقا بين الدول المشاركة على اتخاذ خطوات ملموسة محددة زمنيا لتحقيق حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية).
وأكد الإعلان ضرورة اتخاذ إجراءات جماعية لإنهاء الحرب على قطاع غزة، وانسحاب إسرائيل منه، وتسليمه إلى السلطة الفلسطينية.
الوزارة أضافت: "ننظر بخطورة بالغة لتعطيل وتغييب دور مجلس الأمن في إنقاذ حياة أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة".
وتابعت أنهم "يعيشون ضمن دائرة موت محكمة من القتل والتجويع والتعطيش والحرمان من الأدوية والعلاج وجميع الحقوق الإنسانية الأساسية، في ظل استمرار إطالة أمد الحرب المتعمدة خدمة لأجندات ومصالح سياسية مختلفة".
وقالت: "نرى أن قيام المجلس بزيارة القطاع تكتسب أهمية كبيرة لكسر الحصار والتعتيم الإسرائيلي وللاطلاع على الكارثة الإنسانية التي يعيشها أبناء شعبنا وحجم الدمار الذي حل بالقطاع".
وحذرت من أن "المماطلة والتسويف في الوقف الفوري للحرب يخدم مخططات التهجير القسري لشعبنا".
ومنذ 18 عاما تحاصر إسرائيل غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.
وتحتل إسرائيل منذ عقود فلسطين وأراض في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.