في غزة.. الطحين ذهب أبيض و15 كيلومترًا تحت النار من أجل رغيف خبز
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
يقول خضر في حديثه مع أسوشيتدبرس: "نحن في غزة نرى كيس الطحين كأنه ذهب أبيض. مشيت حوالي 15 كيلومترًا، وسحبت الكيس 3 كيلومترات أخرى، وكل ذلك تحت النار. والله، ودّعت أطفالي وكأنها المرة الأخيرة التي أراهم فيها، فإما أعود محمولًا أو جريحًا." اعلان
في مشهد يعكس عمق المأساة الإنسانية التي تعصف بقطاع غزة، شوهد آلاف الفلسطينيين، الثلاثاء، وهم يحملون أكياس الطحين على ظهورهم أثناء عودتهم سيرًا على الأقدام من منطقة معبر زيكيم، شمال القطاع، في محاولة يائسة لتأمين الغذاء لأسرهم وسط حصار خانق ونقص حاد في الإمدادات.
من بين هؤلاء، كان عيسى خضر، معلم لغة عربية نزح من شمال غزة، يحمل كيس طحين لأطفاله الستة، في رحلة محفوفة بالخطر.
يقول خضر في حديثه مع أسوشيتدبرس: "نحن في غزة نرى كيس الطحين كأنه ذهب أبيض. مشيت حوالي 15 كيلومترًا، وسحبت الكيس 3 كيلومترات أخرى، وكل ذلك تحت النار. والله، ودّعت أطفالي وكأنها المرة الأخيرة التي أراهم فيها، فإما أعود محمولًا أو جريحًا."
خضر، الذي اضطر للتنقل بين ستة مواقع مختلفة منذ بدء الحرب، يصف أوضاع النزوح بالمأساوية: "هذا سادس مكان أتنقل إليه، وكل مكان كان أسوأ من الذي قبله. لم أعرف الراحة في أي منهم، والمكان الذي أنا فيه الآن هو الأسوأ."
خيمة مثقوبة... وشظايا الموتفي لقطات مصورة من داخل خيمته، تظهر آثار القصف واضحة. يقول خضر إن مسجد الخالدي القريب من مكان إقامته المؤقتة تعرض لضربة جوية قبل يومين: "كل الشظايا والحجارة أصابت الخيمة وتسببت بهذه الفتحات... الله وحده من أنقذنا."
تُظهر المشاهد كذلك مئات الأشخاص يجلسون فوق المركبات، وجرحى يُنقلون على عربات تجرها الحمير، فيما ترتفع أكوام الطحين على الأكتاف وكأنها غنائم معركة من أجل البقاء.
ارتفاع حصيلة الضحايا وسط تحذيرات دوليةيتزامن ذلك مع تصعيد عسكري إسرائيلي جديد، حيث لمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى توسيع العمليات في غزة، رغم دعوات متزايدة من قادة سابقين في الجيش والمخابرات الإسرائيلية إلى وقف الحرب المستمرة منذ ما يقارب 22 شهرًا.
وفي المقابل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن عدد الضحايا تجاوز 61 ألف قتيل، بينهم المئات ممن لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع الغذاء أو مناطق إسقاط المساعدات جوا.
إطلاق نار عند مواقع الإغاثةوبحسب شهادات شهود عيان، وتقارير من مسؤولين صحيين محليين ومكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فإن مئات الفلسطينيين سقطوا برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء توجههم إلى أماكن توزيع المساعدات.
الجيش الإسرائيلي من جهته قال إنه يكتفي بإطلاق "طلقات تحذيرية"، ويشكك في دقة الأرقام المتعلقة بالضحايا.
اتفاق جديد لتحسين الإغاثةومع تصاعد الضغوط الدولية، أعلن جهاز التنسيق الإسرائيلي المسؤول عن دخول المساعدات أنه توصل إلى اتفاق مع تجار محليين لتحسين وصول الإمدادات الغذائية، في وقت يتزايد فيه القلق من مجاعة وشيكة في القطاع المحاصر.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب روسيا غزة حزب الله حركة حماس إسرائيل دونالد ترامب روسيا غزة حزب الله حركة حماس حركة حماس قطاع غزة المساعدات الإنسانية ـ إغاثة بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل دونالد ترامب روسيا غزة حزب الله حركة حماس اليابان فلاديمير بوتين قطاع غزة حيوانات بنيامين نتنياهو لبنان فی غزة
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي ينسحب تدريجيا داخل قطاع غزة نحو الشرق
يواصل الجيش الإسرائيلي، الجمعة، انسحابه التدريجي داخل قطاع غزة على أن يستكمل خلال 24 ساعة الانسحاب إلى المواقع المحددة في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب على قطاع غزة، وفق ما ذكر إعلام عبري.
وقالت "القناة 12" العبرية الخاصة: "خلال الـ24 ساعة القادمة سيكمل الجيش الإسرائيلي انسحابه من مناطق معينة داخل قطاع غزة إلى الخط الأصفر، كما تم الاتفاق عليه في خطة ترامب بين إسرائيل وحماس".
وأضافت: "ومن المتوقع أن تنسحب القوات شرقا من رفح وخان يونس (جنوب) ومن مناطق شمال قطاع غزة وتقترب من الحدود مع دولة إسرائيل".
وأردفت القناة: "وفقا للاتفاق، فإن الفرق الثلاث العاملة في مدينة غزة في إطار عملية عربات جدعون2 ستنسحب من المدينة خلال الـ 24 ساعة القادمة، وسيتمركز آلاف الجنود على خطوط جديدة".
وتابعت: "مع تقدم الصفقة، سينسحب الجيش الإسرائيلي من مناطق سيطرته داخل قطاع غزة إلى مناطق أخرى حتى يسيطر على 53 في المائة من قطاع غزة".
وفجر الجمعة، صادقت الحكومة الإسرائيلية على اتفاق وقف الحرب على قطاع غزة وتبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية، وهو ما يعني دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بشكل فوري.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن "وقف إطلاق النار في غزة يدخل حيز التنفيذ رسميا بعد موافقة إسرائيل (الحكومة) على صفقة الأسرى".
وأضافت: "وافقت الحكومة الإسرائيلية صباح الجمعة، على اتفاق طال انتظاره مع حماس لإطلاق سراح الرهائن (الأسرى الإسرائيليين)، مما أدى إلى تفعيل وقف إطلاق النار في القطاع".
كما أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن "اتفاق وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ وفق خطة ترامب".
ولم يصدر إعلان رسمي من الحكومة الإسرائيلية أو الجيش الإسرائيلي بشأن دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
إلا أن الجيش الإسرائيلي شن عدة هجمات على مناطق بقطاع غزة، صباح الجمعة، بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
وفجر الخميس، أعلن ترامب توصل إسرائيل وحركة "حماس"، إلى اتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، وذلك بعد أربعة أيام من مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بمدينة شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.
وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و194 قتيلا، و169 ألفا و890 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.