في كل زمان ومكان يخرج إلينا بعض الطغاة من مزابل التاريخ، يروون سيرتهم، ويختالون زهوا، ونرجسية، وطغيانا، يطلون علينا دون أنياب وحشية، يحاولون تبرير أفعالهم، ويمررون جنونهم بكل وقاحة، طل علينا عبر التاريخ طغاة مثل هولاكو، ونيرون، وهتلر، وموسوليني، وغيرهم الكثيرون، وجاء في العصر الحاضر آخرون يحملون لواء القتل من أجل القتل، ويبررون ما يقومون به بمسوغات يخدعون بها أنفسهم قبل أن يخدعوا العالم، جاؤوا من كل قارات الأرض، حكموا على شعوبهم بالموت بذريعة الأمن، وقتلوا الأبرياء بحجة السلام، ولكن مع كل جرائم هؤلاء الطغاة يبقى «بنيامين نتنياهو»، وجيشه البربري المجرم، متربعين على القمة دون منازع.
كل هيئات الإغاثة العالمية أدانت، وصرخت، واستغاثت، وروت حكايات تقشعر منها جلود البشر، وترق لها حتى قلوب الوحوش، والحيوانات المفترسة، ولكن كل ذلك لا يعني هذا الجيش القذر، لا يرى إلا التعطش للدماء، ولا يشم إلا رائحة الموت الذي يفوح في كل مكان، ولا يعيش إلا على جثث الأطفال، الذين يموتون في مجاعة جماعية لا مثيل لها، اعترفت بها كل كيانات العالم، واهتزت لها الضمائر الحية، وتظاهر لأجلها شعوب الأرض، ورأى الناس مشاهد الدمار، والقتل، والجرائم المروعة على الفضائيات بشكل مباشر، ومؤثر، وجاء تقرير موثق من منظمات دولية لتعترف أن بعض الأطفال أصيبوا «بطلق مباشر في الرأس أو الصدر»، كل هذه الاعترافات، والمشاهد التي صدمت أعين العالم، لم ترُقْ لشخصين هما «نتنياهو»، و«ترامب» اللذين رأوا أنه لا توجد مجاعة في «غزة»!!، وهو ما يعطي الوقت والمسوغ الكافي لأقذر جيوش الأرض بمواصلة حملة التطهير العرقي، والإبادة الجماعية، ويكمل المهمة التي بدأها بعد السابع من أكتوبر، رغم أن جرائم الاحتلال بدأت منذ أكثر من سبعة عقود، ولم تنتهِ بعد حين يصوّر جندي بملابس عروس فلسطينية، وحين يلتقط مختل آخر صورا لجثث أطفال قتلهم للتو، وحين يسخر آخر من طفل يزحف إلى «مصائد القتل» الغذائية، فما الذي بقي من إنسانية لدى هؤلاء «شبيهي البشر»؟ وحين يتباكى «نتنياهو» ومن خلفه المتخلفون أخلاقيا في العالم على أسيرين إسرائيليين أصابهم الهزال، وضمرت أجسادهم، ويعقد مجلس الأمن جلسة لمناقشة ذلك «المشهد المروع»، بينما يتناسى هؤلاء ملايين الفلسطينيين الذين يموتون جوعا، وبردا، ويساوون الضحية بالمجرم، فهناك خلل ما في منظومة الأخلاق والقيم الإنسانية، وتعطي ذريعة لعصابات الإجرام المحتلة لمواصلة القتل الجماعي دون أي محاسبة.
سيكتب التاريخ في صفحاته السوداء أن ما يسمونه ـ زورا ـ «جيش الدفاع الإسرائيلي» ارتكب أعظم الجرائم في السجلات البشرية، وقام بأكثر الأعمال دناءة، وحقارة في فترات الحروب الحديثة والقديمة، وأنه تربّع دون منازع وبامتياز، وبفارق كبير عن أقرب منافسيه من الجيوش النازية، ليكون الأول على رأس قائمة «أقذر الجيوش في العالم».. فهنيئا له هذا الإنجاز.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
شبانة: نظام ريبيرو يفرض على الأهلي بيع هؤلاء اللاعبين
كشف الإعلامي محمد شبانة أن الأهلي لديه أزمة في بيع بعض اللاعبين ويجب إتمام بيعها بسبب نظام ريبيرو المدير الفني للأهلي.
وأضاف شبانة خلال برنامجه "من الآخر" والمذاع عبر راديو شعبي إف إم، أن ريبيرو محدد عدد مناسب من اللاعبين في الملعب يخوض بهم التدريبات والمباريات ويركز معهم ويعمل على تحسين أدائهم بشكل مركز ليتم الاعتماد عليهم، فهو لا يحبذ وجود عدد بدلاء زيادة عن الحد في نفس المركز.
وأكمل شبانة أن من أجل تنفيذ نظام ريبيرو الأهلي أصبح مضطر بيع بعض اللاعبين من بينهم أحمد عبد القادر وكوكا.