لم تعد المركبات الكهربائية (EV) مجرد فكرة مستقبلية، بل تحولت إلى واقع ملموس يُعاد رسمه بسرعة في منطقة الشرق الأوسط، متماشيةً مع الأهداف الطموحة التي تسعى لتحقيق الاستدامة. دول مثل المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، ومصر أظهرت التزامات جريئة تجاه تقليل انبعاثات الكربون من خلال مبادرات ريادية مثل "رؤية 2030" السعودية و"استراتيجية الحياد المناخي 2050" الإماراتية.

 

 ركيزة أساسية للاستدامة  

يشكل تبني المركبات الكهربائية حجر الزاوية في هذه الاستراتيجيات، لما لها من دور فعّال في تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري، وإعادة صياغة منظومة الطاقة داخل المدن. وبدعم من استثمارات ضخمة تتجاوز المليارات من القطاعين العام والخاص، يشهد قطاع المركبات الكهربائية نمواً متسارعاً، مما يعزز مكانته كجزء لا غنى عنه من مستقبل النقل.  

تتوافق رؤية "جنرال موتورز"، التي تمتد خبرتها الإقليمية لما يقارب قرناً من الزمن، مع الأولويات الوطنية في المنطقة.

 وتعمل الشركة على تمكين مستقبل التنقل من خلال توفير مجموعة متنوعة من المركبات الكهربائية التي تناسب مختلف الأهداف والميزانيات. ومن سيارات السيدان الانسيابية مثل "شيفروليه إكوينوكس EV"، إلى الشاحنات القوية مثل "جي إم سي هامر EV"، والسيارات الفاخرة مثل "كاديلاك ليريك"، تثبت "جنرال موتورز" التزامها بتقديم حلول مبتكرة تلبي احتياجات السوق المحلية.  

 تكلفة أقل على المدى الطويل  

رغم أن التكلفة الأولية للمركبات الكهربائية قد تبدو مرتفعة، إلا أن التوفير على المدى الطويل كبير وملحوظ. فبفضل قلة الأجزاء المتحركة، وانخفاض احتياجات الصيانة، وعدم الحاجة لتبديل الزيت، تقل تكاليف التشغيل بشكل كبير مقارنة بالمركبات التقليدية. كما أن الشحن المنزلي أو في محطات الشحن العامة يُعدّ أقل تكلفة وأكثر ملاءمة من تعبئة الوقود.  

دراسة أجرتها شركة "مورنينغ كونسالت" عام 2023 أظهرت أن 70٪ من العملاء في الإمارات و65٪ في السعودية يفكرون في شراء مركبات كهربائية كخيارهم التالي، ما يؤكد ارتفاع مستوى الجاهزية لتبني هذا النوع من التنقل في الأسواق الإقليمية.  

 تجربة قيادة متطورة وذكية  

لا تقتصر المركبات الكهربائية على كونها صديقة للبيئة فقط، بل إنها توفر تجربة قيادة ممتعة ومريحة. العزم الفوري يتيح تسارعاً سريعاً بدون مجهود، والهدوء داخل المقصورة يعزز الراحة، خصوصاً في حركة المرور الكثيفة. كما أن المركبات الكهربائية أصبحت منصات ذكية متصلة، قادرة على التكيف مع احتياجات السائق بفضل تقنيات متقدمة مثل أنظمة التحكم الصوتي وتحديثات البرمجيات عبر الهواء.  

"جنرال موتورز" تقدم تقنيات بارزة مثل منصة "أونستار" التي توفر مساعدة فورية ومعلومات دقيقة حول المركبة، مما يعزز الأمان وراحة البال للسائقين.  

 البنية التحتية تتطور بسرعة  

تعمل دول الشرق الأوسط بشكل مكثف على تعزيز البنية التحتية لشبكات الشحن الكهربائي. الإمارات تحتوي على أكثر من 1,500 نقطة شحن، مع خطط لإضافة 500 نقطة جديدة بحلول عام 2025. وفي السعودية، بلغ عدد محطات الشحن 2,803 محطة حتى الآن، مع هدف الوصول إلى 30,000 محطة بحلول 2030.  

"جنرال موتورز"، بالتعاون مع شركائها، تضمن سهولة الوصول إلى محطات الشحن، مع أكثر من 110 محطة شحن متوفرة لدى شبكة وكلائها الإقليمية، بالإضافة إلى تقديم حلول شحن منزلية مبتكرة.  

 استدامة تدوم طويلاً  

صُممت المركبات الكهربائية الحديثة لتدوم لفترة طويلة، حيث تُظهر الدراسات أن وحدات البطاريات الحالية يمكن أن تعمل لمدة تتراوح بين 10 إلى 20 عاماً. وتحتفظ المركبات الكهربائية بنسبة تصل إلى 80٪ من سعة البطارية حتى بعد قطع مسافة تصل إلى 240,000 كيلومتر، مما يجعلها خياراً مستداماً وفعّالاً حتى في الظروف المناخية القاسية في منطقة الشرق الأوسط.  

 خيار بيئي ذكي  

الإقبال على المركبات الكهربائية يُعدّ خطوة ذكية نحو تقليل التلوث وتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية. مع انعدام انبعاثات العوادم، والمزايا الحكومية المشجعة مثل الإعفاءات الضريبية ومساحات الركن المجانية، تُصبح المركبات الكهربائية الحل المثالي للمستقبل.  

 نحو مستقبل واعد  

تستمر "جنرال موتورز" في لعب دور محوري في دفع عجلة التحول إلى التنقل الكهربائي في الشرق الأوسط، من خلال الابتكار وتوسيع البنية التحتية وتعزيز الشراكات مع الحكومات. المركبات الكهربائية ليست مجرد وسيلة نقل، بل هي استثمار في مستقبل أكثر استدامة وابتكاراً.

طباعة شارك سيارة سيارات تكنولوجيا

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سيارة سيارات تكنولوجيا المرکبات الکهربائیة الشرق الأوسط جنرال موتورز

إقرأ أيضاً:

الشرق الأوسط بين الدليل والبديل!

 

كثيرون ربما لا يعرفون أن عاصمة أوكرانيا «كييف» كانت لفترة تاريخية عاصمة لروسيا القيصرية، فيما مسمى أوكرانيا هو مسمى بولندي ارتبط بسيطرة بولندا على مساحة مما تسمى أوكرانيا لفترة..

هذا يقدم مدى ارتباط الأمن القومي لروسيا بما باتت تسمى أوكرانيا، فيما كون كييف كانت عاصمة لروسيا يقدم الربط التاريخي أو الحق التاريخي..

كيف لنا مقارنة هذه الحقائق الواقعية والاستحقاق التاريخي مع أمريكا ترامب التي تطرح وتريد علناً السيطرة على كندا وبنما والجزيرة النرويجية الشهيرة؟..

أوكرانيا تاريخياً وفي فترة لاحقة أصبحت جمهورية من جمهوريات الاتحاد السوفيتي ووصل أكثر من رئيس من هذه الجمهورية إلى رئاسة الاتحاد السوفيتي، وبالتالي فإنه حتى لو سيطرت روسيا على أوكرانيا فهي استعادت حقاً تاريخياً مشهوداً في عهد القياصرة وحقاً واقعياً وتاريخياً في عهد السوفيت غير البعيد، وأمريكا لا تمتلك مثل هذا المنطق ولا مثل هذه الحقائق وهي تطرح أطماعها التوسعية..

في مسألة تايوان فالصين انتزعت مبكراً اعتراف الأمم المتحدة بواحدية الصين ولذلك فأمريكا تؤجج الحرب حول هذه المحورية بذريعة أنها لا تعارض حق الصين بالوحدة لكنها ترفض استعمال القوة أو توحيد الصين بالقوة ولها أساليبها وأدواتها لمنع توحيد الصين وإن حتى بالديموقراطية والخيار الشعبي..

في أمور عالمية أخرى فالصين وروسيا وأكثرية دول وشعوب العالم يطالبون بعالم جديد أكثر عدالة ومتعدد الأقطاب بينما الاستعمار الأمريكي الغربي يرفض ذلك بالطبع..

ربطاً بذلك فالصين وروسيا والعالم يطالبون باحترام النظام الدولي «الأمم المتحدة» وإعادة كل صلاحياتها كما في ميثاق الأمم المتحدة، فيما أمريكا والاستعمار الأمريكي الغربي حولوا الأمم المتحدة إلى مجرد رهينة لديهم وأسسوا قواعد لعب استعمارية باتت تستعمر الأمم المتحدة ذاتها وتحولها إلى مجرد أداة لأفعال وتفعيل الاستعمار قديمه وحديثه.

الصين وروسيا يتعاملان ومعهما «بريكس» مع الأمر الواقع للمتراكم الأمريكي الذي لازال لتفعيله فاعلية أكان في تهميش الأمم المتحدة ومصادرة صلاحياتها أو فى حتى تموضع الدولار عالمياً وأمور وقضايا أخرى كثيرة الأهمية وهذا ما يتطلب التدرج والنفس الطويل في السير إلى عالم أكثر عدالة ومتعدد الأقطاب..

كل ذلك لا يعني تفوق أمريكا فهي باتت توافق مبدئياً على التعددية القطبية ولكنها تشترط أن تكون قطب الأقطاب أو رئيس مجلس إدارة للتعددية القطبية وهذا دليل عجز أو ضعف أمريكي في المواجهة العالمية حتى في ظل التسليم باستمرار الفاعلية للمتراكم الأمريكي..

عجز أمريكا عن إلحاق هزيمة استراتيجية لروسيا في أوكرانيا هو أقرب إلى الهزيمة حيث لم يعد بمقدور ترامب الحفاظ على ماء وجه أمريكا..

في المحورية العالمية الأخرى «تايوان»، فأمريكا في اليوم الأول طالبت من اليابان وأستراليا تحديد موقفهما إزاء حرب محتملة إلى جانب تایوان وضد الصين..

في اليوم التالي قالت أمريكا إنها ليست ملزمة ولا ملتزمة بالحرب مع تايوان أو من أجل تايوان، فكيف نقرأ أسئلة اليوم الأول لأستراليا واليابان وتصريح اليوم التالي «أمريكياً»، وكيف يقرأ تضارب وتخبط أمريكي كهذا من يوم إلى آخر؟..

أمريكا كانما باتت تدرك أن هزيمتها ستكون أسهل وأسرع ربطاً بتايوان وهي مترددة بين البحث عن إجابة لأسئلتها من حلفائها وبين ترددها بين موقف الحرب أو اللا حرب مع الصين..

فالمتراكم الأمريكي مهما ظل له من قوة أو فاعلية هو ماضوي ينحدر ويتراجع تلقائياً حتى التلاشي، فيما الإنجاز الروسي الاستراتيجي في أوكرانيا والانتصار الصيني القادم بحتمية توحيد الصين باتا ربطاً بمتغيرات وقضايا أخرى يقدمان مستقبل العالم متعدد الأقطاب فوق ما بقي للمتراكم الأمريكي من نقاط أو محاور قوة وفوق حاجية لمظلة أمريكية بمسمى قطب الأقطاب أو رئيس مجلس إدارة..

ربما منطقتنا بمسماها الأمريكي «الشرق الأوسط» لا زالت أمريكا فيها هي الراجحة بخصوصية تركز وتركيز المتراكم بالإضافة إلى متراكم استثنائي مؤسس لعمالة أنظمة كثيرة لبريطانيا ثم لأمريكا، ومع ذلك فأمريكا هي أقرب للفشل منه للنجاح في تنفيذ مشروعها المسمى الشرق الأوسط الجديد والعدوان على إيران وما مثله الرد الإيراني من صفعة مهينة للعدو الصهيوني ولأمريكا وضع المشروع الشرق أوسطي الأمريكي الصهيوني في واقع شلل وفشل فوق كل الحملات الإعلانية الإعلامية الضالة والمضللة وإلى درجة اختلاف علني ومعلن بين الثنائي «ترامب – نتنياهو»..

فنتنياهو يطالب أمريكا بأولوية حرب على اليمن قبل إيران، فيما ترامب يرد بأن أمريكا لم تعد تريد حرباً في الوضع القائم لا على اليمن ولا على إيران وهذا ما تم تعاطيه في الإعلام العالمي، وإيراده هو فقط لاستقراء أدق أو أعمق للمشروع الأمريكي الصهيوني الشرق أوسطي والأمر متروك للمتلقي لفهم فوق الحاجة حتى لعلامة استفهام..

الانتصار الإيراني على إسرائيل وأمريكا معاً هو مؤشر أقوى وأوثق لشرق أوسط مغاير ومضاد للمشروع الأمريكي الصهيوني، والزمن بيننا!!.

 

 

مقالات مشابهة

  • ترامب: من المهم جدا أن تنضم جميع دول الشرق الأوسط إلى الاتفاقيات الإبراهيمية
  • ترامب يدعو جميع دول الشرق الأوسط إلى التطبيع مع إسرائيل
  • ترامب يدعو جميع دول الشرق الأوسط إلى الانضمام لـ اتفاقيات إبراهيم
  • المغرب يستهدف بلوغ المركبات الكهربائية 60% من صادرات صناعة السيارات
  • بوليفارد حمص… مشروع عمراني بمواصفات عالمية
  • العراق على رأس القائمة.. الهند تتجه إلى الشرق الأوسط لاستيراد النفط
  • الشرق الأوسط بين الدليل والبديل!
  • الخارجية الأمريكية: الشرق الأوسط يتغير وفق رؤية ترامب لتحقيق سلام دائم
  • شركة نقل سيارات عملاقة تحظر فجأة شحن المركبات الكهربائية والهجينة