بيروت – أعلن وزير الإعلام اللبناني بول مرقص، امس الخميس، أن مجلس الوزراء وافق على أهداف ورقة المبعوث الأمريكي توماس باراك، بشأن تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل وسط انسحاب الوزراء الشيعة من الجلسة.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده مرقص عقب جلسة عامة لمجلس الوزراء عقدت في قصر الرئاسة اللبنانية في بعبدا، شرق العاصمة بيروت، برئاسة الرئيس جوزاف عون.

وقال مرقص، إن “مجلس الوزراء وافق على الأهداف الواردة في مقدمة الورقة الأمريكية بشأن تثبيت اتفاق وقف الأعمال العدائية، عقب التعديلات التي طلبها المسؤولون اللبنانيون”.

وأضاف: “وافقنا على إنهاء الوجود المسلّح على كامل الأراضي، بما فيها حركة الفصائل اللبنانية، ونشر الجيش اللبناني في المناطق الحدودية”.

ولفت مرقص، إلى أن “قرارات الحكومة تهدف إلى تثبيت الاستقرار وقيام الدولة وإعادة الاعمار”.

وجاء قرار الحكومة اللبنانية عقب أكثر من 3 ساعات من النقاشات، تخللها انسحاب الوزراء الشيعة الأربعة من الجلسة هم تمارا الزين (محسوبة على حركة أمل)، وركان ناصر الدين، ومحمد حيدر (محسوبان على حركة الفصائل اللبنانية)، وفادي مكي (مستقل)، فيما تغيب عن الحضور بداعي السفر وزير المالية ياسين جابر (محسوب على حركة أمل)، وفق مراسل الأناضول.

وقال مرقص، رداً على سؤال أثناء المؤتمر الصحافي الذي عقده عقب الجلسة إن “الزملاء الوزراء الأربعة (الشيعة) قرروا الانسحاب من الجلسة لأنهم لا يريدون المشاركة في إقرار أهداف الورقة الأمريكية”.

ولاحقا، كشف الرئيس جوزاف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، في منشورين لكل منهما على منصة إكس عن “الأهداف” الـ11 الواردة في الورقة الأمريكية التي أقرها مجلس الوزراء.

وتتضمن الأهداف بحسب ما أعلنه عون وسلام، “تنفيذ اتفاق الطائف (الذي تعرف به وثيقة الوفاق الوطني اللبناني 1989) والدستور اللبناني وقرارات مجلس الأمن وفي مقدمها القرار 1701”.

وفي أغسطس/آب 2006، صدر عن مجلس الأمن الدولي القرار 1701، عقب حرب استمرت 33 يوما بين حركة الفصائل اللبنانية والجيش الإسرائيلي، ودعا القرار إلى وقف تام وفوري للأعمال القتالية وبسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع أراضيها وممارسة سيادتها، ومنع تداول الأسلحة أو استخدامها دون موافقة الحكومة.

كما تتضمن أهداف الورقة الأمريكية، وفق عون وسلام، “اتخاذ الخطوات الضرورية لبسط سيادة الدولة بالكامل على جميع أراضيها، بهدف تعزيز دور المؤسسات الشرعية، وتكريس السلطة الحصرية للدولة في اتخاذ قرارات الحرب والسلم، وضمان حصر حيازة السلاح بيد الدولة وحدها في جميع أنحاء لبنان”.

ومن بين الأهداف كذلك “الإنهاء التدريجي للوجود المسلح لجميع الجهات غير الحكومية بما فيها حركة الفصائل اللبنانية، في كافة الأراضي اللبنانية، جنوب (نهر) الليطاني وشماله، مع تقديم الدعم للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي”.

وتضمنت الأهداف أيضا “انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس وتسوية قضايا الحدود والأسرى بالوسائل الدبلوماسية، من خلال مفاوضات غير مباشرة بين بيروت وتل أبيب، وعودة المدنيين في القرى والبلدات الحدودية إلى منازلهم وممتلكاتهم.

كما تضمنت “ضمان انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية ووقف جميع الأعمال العدائية، بما في ذلك الانتهاكات البرية والجوية والبحرية، ترسيم دائم ومرئي للحدود الدولية بين لبنان وإسرائيل، وترسيم وتحديد دائم للحدود بين لبنان وسوريا”.

ومن بين الأهداف كذلك “عقد مؤتمر اقتصادي تشارك فيه الولايات المتحدة، وفرنسا، والمملكة العربية السعودية، وقطر، وغيرها من أصدقاء لبنان لدعم الاقتصاد اللبناني وإعادة الإعمار ليعود لبنان بلدا مزدهرا وقابلا للحياة، وفق ما دعا إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”.

وتضمنت الأهداف الواردة في الورقة الأمريكية كذلك “دعم دولي إضافي للأجهزة الأمنية اللبنانية، لا سيما الجيش اللبناني، عبر تزويدها بالوسائل العسكرية الملائمة لتنفيذ بنود الاقتراح وضمان حماية لبنان”.

في يوليو/ تموز الماضي، زار باراك بيروت، وتسلم ردا رسميا من الرئيس عون، على مقترح واشنطن المتعلق بسلاح “حزب الله” وانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان.

والثلاثاء، أقر مجلس الوزراء تكليف الجيش بوضع خطة لحصر السلاح بيد الدولة (بما فيه سلاح حركة الفصائل اللبنانية) قبل نهاية عام 2025، وعرضها على المجلس خلال أغسطس/ آب الجاري.

وردا على ذلك، اعتبرت حركة الفصائل اللبنانية، الأربعاء، عبر بيان، أن حكومة نواف سلام، ارتكبت “خطيئة كبرى” باتخاذ قرار حصر السلاح بيد الدولة بما فيها سلاح الحزب، مؤكدا أنه “سيتجاهل” القرار.

فيما قالت “حركة أمل” التي يتزعمها رئيس مجلس النواب نبيه بري، الأربعاء، في بيان، إنه كان حري بالحكومة “ألا تستعجل” تقديم مزيد من “التنازلات المجانية للعدو الإسرائيلي باتفاقات جديدة (في إشارة لقرار مجلس الوزراء)”.

وطالبت بأن تسخر الحكومة جهودها “لتثبيت وقف النار أولاً ووضع حد لآلة القتل الإسرائيلية التي حصدت حتى الساعة المئات من المواطنين اللبنانيين بين شهيد وجريح”.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بدأت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول في سبتمبر/ أيلول 2024 إلى حرب شاملة قتلت خلالها أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا.

وخرقت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار، الساري منذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، أكثر من 3 آلاف مرة، ما خلف 276 قتيلا و580​​​​​​​ جريحا.

وفي تحد للاتفاق، نفذ الجيش الإسرائيلي انسحابا جزئيا من جنوب لبنان بينما لا يزال يحتل 5 تلال سيطر عليها في الحرب الأخيرة، إضافة لمناطق لبنانية أخرى يحتلها منذ عقود.

كما تحتل إسرائيل منذ عقود فلسطين وأراضي في سوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: حرکة الفصائل اللبنانیة الورقة الأمریکیة مجلس الوزراء إسرائیل من بما فی

إقرأ أيضاً:

فرنسا ترحّب بقرار لبنان "الشجاع والتاريخي" نزع سلاح حزب الله

هنّأ وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو لبنان، الخميس، على "القرار الشجاع والتاريخي" الذي اتّخذته حكومته هذا الأسبوع لنزع سلاح حزب الله، معتبرا أنّ هذا القرار سيتيح لبلاد الأرز "التقدم نحو السيادة الكاملة".

وفي منشور على منصة إكس، "رحّب" بارو بقرار صادر عن "دولة قوية، تحتكر القوة الشرعية، قادرة على ضمان حماية جميع الطوائف، وإعادة بناء بلد دمّرته الحرب والأزمة الاقتصادية، وضمان وحدة أراضيه ضمن حدود متّفق عليها مع جيرانه".

ووافق مجلس الوزراء اللبناني، يوم الخميس، على الأهداف الواردة في مقدمة الورقة الأميركية حول تثبيت إعلان وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، على ما أفاد وزير الإعلام بول مرقص.

وأوضح الوزير مرقص أن المجلس وافق على الورقة الأميركية :" بشأن تمديد وتثبيت اتفاق وقف الأعمال العدائية في نوفمبر/ 27 عام  2024 من أجل تعزيز حلّ دائم وشامل، وذلك في ضوء التعديلات التي كان قد أدخلها المسؤولون اللبنانيون".

وعدّد مرقص الأهداف وهي " تنفيذ لبنان لوثيقة الوفاق الوطني المعروفة باتفاق الطائف والدستور اللبناني وقرارات مجلس الأمن وفي مقدّمها القرار 1701 عام 2006 واتخاذ الخطوات الضرورية لبسط سيادته بالكامل علي جميع أراضيه بهدف تعزيز دور المؤسسات الشرعية وتكريس السلطة الحصرية للدولة في اتخاذ قرارات الحرب والسلم وضمان حصر حيازة السلاح بيد الدولة وحدها في جميع أنحاء لبنان".

وأشار إلى أن من الأهداف " ضمان ديمومة وقف الأعمال العدائية بما في ذلك جميع الانتهاكات البرية والجوية والبحرية من خلال خطوات منهجية تؤدي إلى حلّ شامل ومضمون. والإنهاء التدريجي للوجود المسلّح لجميع الجهات غير الحكومية بما فيها حزب الله في كافة الأراضي اللبنانية جنوب الليطاني وشماله مع تقديم الدعم المناسب للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. ونشر الجيش اللبناني في المناطق الحدودية والمواقع الداخلية الأساسية مع الدعم المناسب له وللقوى الأمنية".

وأضاف " من بين الأهداف انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس وتسوية قضايا الحدود والأسرى بالوسائل الدبلوماسية من خلال مفاوضات غير مباشرة . وعودة المدنيين في القرى والبلدات الحدودية إلى منازلهم وممتلكاتهم. وضمان انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية ووقف جميع الأعمال العدائية بما في ذلك الانتهاكات البرية والجوية والبحرية. 

وانسحب الوزراء الشيعة تمارا الزين، ركان ناصر الدين، محمد حيدر وفادي مكي من جلسة مجلس الوزراء اعتراضاً على القرار.

وكان مجلس الوزراء قد عقد جلسة بعد ظهر الخميس، في القصر الجمهوري في بعبدا، لاستكمال البحث في بند متعلّق ببسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها الذاتية حصراً، والورقة الأمريكية حول تثبيت إعلان وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل. 

مقالات مشابهة

  • فرنسا ترحّب بقرار لبنان "الشجاع والتاريخي" نزع سلاح حزب الله
  • الرئاسة اللبنانية: الحكومة أقرت الأهداف الواردة في الورقة الأمريكية لتثبيت وقف إطلاق النار
  • بعد إقرار الأهداف الواردة في الورقة الأميركيّة.. هذا ما سيشهده لبنان
  • الحكومة اللبنانية توافق على الورقة الأمريكية… و«حزب الله» يصف القرار بـ«الخطيئة الكبرى»
  • أوّل تعليق... ماذا قال برّاك بعد مُوافقة الحكومة على الورقة الأميركيّة؟
  • إليكم أهداف ورقة برّاك التي وافق عليها مجلس الوزراء
  • مجلس الوزراء يُقرّ أهداف ورقة برّاك
  • جلسة حاسمة لمجلس الوزراء اللبناني لبحث ورقة المبعوث الأمريكي
  • لبنان.. جلسة حكومية مفصلية تبحث مصير سلاح “حركة الفصائل اللبنانية”