قبل نحو عام، سُجّلت أول إصابة بشلل الأطفال في غزة منذ 25 عامًا، ما أعاد المخاوف من المرض إلى الواجهة، في وقت أسهمت فيه الحرب وسوء التغذية والتلوث الحاد لمياه الشرب في تفشيه مجددًا، مثيرًا قلق المؤسسات الدولية لما يمثله من تهديد لصحة الأطفال. اعلان

أفادت وسائل إعلام فلسطينية، الأربعاء، عن وفاة الطفل محمد صلاح رجب قديح من سكان مدينة خان يونس نتيجة إصابته بمرض شلل الأطفال المتصاعد.

في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قالت الأمم المتحدة إن أكثر من نصف مليون طفل في قطاع غزة تلقوا الجرعة الثانية من لقاح شلل الأطفال، مستكملين بذلك برنامج التطعيم المطلوب، ليصبح 94% من الأطفال دون سن العاشرة محميين من هذا المرض المُهَدِد للحياة.

لكن في أبريل/ نيسان الماضي، قالت وزارة الصحة في غزة إن إسرائيل تمنع إدخال تطعيمات شلل الأطفال لأكثر من 40 يوماً ما يعيق جهود تنفيذ المرحلة الرابعة لتعزيز الوقاية من المرض.

وقالت إن 602,000 طفل يتهددهم خطر الاصابة بالشلل الدائم والاعاقات المزمنة ما لم يتم إدخال التطعيمات.

عام على ظهور شلل الأطفال

نهاية يوليو/ تموز 2024، كُشف عن فيروس شلل الأطفال في عيّنات أُخذت من مياه الصرف الصحّي في غزّة، بعد مضي تسعة أشهر على الحرب الدائرة.

حينها وعلى الرغم من عدم تسجيل أية حالات إصابة بشلل الأطفال، قال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن "المسألة هي مسألة وقت ليس إلا قبل أن يطال المرض آلاف الأطفال غير المحميين، إن لم تُتخذ إجراءات فورية بصدده. فالأطفال دون سن الخامسة معرضون للخطر، وخاصة الرضع دون سن الثانية لأن الكثيرين منهم لم يُلقّحوا خلال الأشهر التسعة من الصراع".

بعدها بأيام في 22 أغسطس/ آب، أصبح طفل يبلغ من العمر 10 أشهر مصابًا بشلل الأطفال في غزة أول حالة مؤكدة من المرض القاتل يتم اكتشافها في القطاع منذ 25 عاماً.

نجحت الجولة الأولى من حملة التطعيم في الوصول إلى 559 ألف طفل دون سن العاشرة على مدى ثلاث مراحل في جنوب ووسط وشمال قطاع غزة في الفترة من 1 إلى 12 سبتمبر/ أيلول، تخللتها "هدنات إنسانية" محلية اتفقت عليها إسرائيل والفصائل الفلسطينية.

بحسب الأمم المتحدة، يوفر الأفراد ذوو المناعة المنخفضة أو المعدومة للفيروس فرصة لمواصلة الانتشار واحتمال التسبب في المرض. وتخلق البيئة الحالية في غزة - بما فيها الاكتظاظ في الملاجئ والبنية التحتية المتضررة بشدة للمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية - ظروفا مثالية لمزيد من انتشار فيروس شلل الأطفال.

وفقاً لتحديث صدر عن منظمتي اليونيسف والصحة العالمية في فبراير/ شباط الماضي، لم يتم الإبلاغ عن أي حالات إضافية لشلل الأطفال منذ أن أصيب الطفل الأول في أغسطس/ آب 2024. لكن العينات البيئية الجديدة التي تم جمعها من دير البلح وخان يونس في ديسمبر/ كانون الأول 2024 ويناير/ كانون الثاني 2025، تؤكد انتقال فيروس شلل الأطفال. والسلالة التي تم اكتشافها مؤخرا مرتبطة جينيا بفيروس شلل الأطفال الذي تم اكتشافه في قطاع غزة في يوليو/ تموز 2024.

Related حملة تطعيم شلل الأطفال في غزة تصل إلى نهايتها اليومباكستان تطلق حملة تطعيم لحماية 45 مليون طفل من شلل الأطفالإصابات بقصف إسرائيلي على مركز تطعيم ضد شلل الأطفال في غزة وحزب الله يصعد هجماته بالصواريخ والمسيرات

أمراض أخرى تفتك بالأطفال

ليس شلل الأطفال وحده ما يشكل الخطر على الأطفال في غزة. مطلع أغسطس/ آب الحالي، أعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة 3 أطفال بالشلل الرخو الحاد ومتلازمة "غيلان باريه"، محذرة من تصاعد وصفته بأنه خطير في حالات الإصابة بالشلل والمتلازمة بين الأطفال في قطاع غزة، نتيجةً الإصابة بالتهابات غير نمطية وتفاقم وضع سوء التغذية الحاد.

وقالت إن الفحوصات الطبية كشفت عن وجود فيروسات معوية غير شلل الأطفال، ما يؤكد وجود بيئة خصبة لانتشار الأمراض المعدية بشكل خارج عن السيطرة.

وأوضحت الوزارة أن حالتين من الوفيات الثلاث، لطفلين لم يتجاوزا 15 سنة، توفيا بعد فشل محاولات إنقاذهما بسبب عدم توفر العلاج اللازم جراء الحصار.

ومتلازمة "غيلان باريه" هي حالة يهاجم فيها الجهاز المناعي للجسم، الأعصاب ويمكن أن تسبب ضعفًا أو خدرًا أو شللاً، وعادة ما تشمل الأعراض الأولى الشعور بضعف ووخز في اليدين والقدمين، ويمكن أن تنتشر هذه الأعراض بسرعة وربما تؤدي إلى الشلل، وهي حالة طبية طارئة في أخطر أشكالها، ومعظم الأشخاص المصابين بها يحتاجون إلى علاج في المستشفى.

الجوع يقتل الأطفال أيضاً

قالت وزارة الصحة الفلسطينية، الأربعاء، إنه خلال الـ24 ساعة الماضية سجلت 8 حالات وفاة نتيجة "المجاعة وسوء التغذية"، من بينهم 3 أطفال، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 235 حالة وفاة من بينهم 106 أطفال.

وقال برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، الأربعاء إن الجوع وسوء التغذية في غزة وصلا إلى أعلى مستوياتهما منذ بدء هذا الصراع في أكتوبر/ تشرين الأول/ 2023.

وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليب لازاريني إن 100 طفل لقوا حتفهم في غزة بسبب سوء التغذية والجوع، بالإضافة إلى التقارير التي تفيد بمقتل أو إصابة أكثر من 40 ألف طفل في القصف والغارات الجوية.

جاء ذلك على منشور على موقع إكس، بدأه لازاريني بجملة: "آخر التطورات بشأن الحرب على الأطفال والطفولة في غزة".

وقال المسؤول الأممي إن 17 ألف طفل على الأقل غير مصحوبين بأسرهم أو انفصلوا عنهم، وأن مليون طفل مصابون بالصدمات وخارج التعليم.

وأضاف: "يجب ألا يصمت أحد عندما يموت الأطفال أو يُحرموا بقسوة من المستقبل، أينما كان هؤلاء الأطفال بما في ذلك غزة".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل غزة بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إيران دونالد ترامب إسرائيل غزة بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إيران دونالد ترامب الأمم المتحدة غزة شلل الأطفال إسرائيل غزة بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إيران دونالد ترامب فلسطين حركة حماس الاتحاد الأوروبي فرنسا فلاديمير بوتين قطاع غزة شلل الأطفال فی غزة بشلل الأطفال قطاع غزة دون سن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تعيد فتح معبر رفح بعد تسلّم رفات ثلاثة محتجزين من حماس

أعلنت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل قررت إعادة فتح معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وذلك بعد تسلّم رفات ثلاثة محتجزين إسرائيليين من حركة حماس.

وأوضحت القناة أن السلطات الإسرائيلية تراجعت عن إجراءات عقابية كانت تعتزم اتخاذها ضد الحركة، من بينها خفض عدد شاحنات المساعدات إلى النصف، مؤكدة أن القرار الجديد يشمل سماح إسرائيل بدخول نحو 600 شاحنة إغاثة إلى غزة اعتبارًا من اليوم.

وجاء القرار بعد أن سلّمت حماس، أمس الثلاثاء، رفات محتجزين آخرين عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في خطوة اعتُبرت مؤشرًا على تقدم محدود في المفاوضات بعد فترة من الجمود والتوترات السياسية والعسكرية.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له، إنه تسلّم أربعة توابيت عبر الصليب الأحمر عند نقطة التقاء في شمال القطاع، وتم نقلها إلى داخل إسرائيل عند الساعة التاسعة مساءً بتوقيت غرينتش، لإجراء فحوص الطب الشرعي والتأكد من هوية الرفات.

وكانت إسرائيل قد أعلنت في وقت سابق أنها ستقلّص دخول شاحنات المساعدات إلى غزة إلى النصف، ردًا على ما وصفته بـ"انتهاك حماس لاتفاق وقف إطلاق النار"، الذي تضمن تسليم جثامين المحتجزين الإسرائيليين.

ولا تزال قضية إعادة باقي رفات المحتجزين من بين الملفات العالقة في الاتفاق الرامي إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين. وبحسب التقارير الإسرائيلية، فقد سلّمت حماس حتى الآن 8 جثامين من بين المحتجزين لديها، فيما يبقى 19 آخرون يُعتقد أنهم قُتلوا، إضافة إلى محتجز واحد لا يزال مصيره مجهولًا داخل القطاع.

 

مقالات مشابهة

  • إصابة غويري في الكتف لا تدعو إلى القلق
  • الصحة تكشف عن تسجيل 50 ألف إصابة بالملاريا في السودان
  • إسرائيل تعيد فتح معبر رفح لإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة
  • إسرائيل تعيد فتح معبر رفح بعد تسلّم رفات ثلاثة محتجزين من حماس
  • “الصحة العالمية”: مئات الآلاف من سكان قطاع غزة يحتاجون لرعاية نفسية عاجلة
  • لقاح الإنفلونزا.. تنبيه عاجل من المصل واللقاح بشأن الجرعة للكبار والصغار
  • برنامج الأغذية العالمي يتعهد بتوفير الغذاء لـ1.6 مليون شخص من سكان غزة
  • منظمة الصحة العالمية: الحالات العصبية تصيب أكثر من 40% من سكان العالم
  • كيف واجه الغزيون التجويع وسوء التغذية بالأغذية البديلة؟
  • ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يناقش دور التغذية السليمة في بناء الصحة الجسدية والنفسية للطلاب