لندن - صفا

أظهر باحثون أنه يمكن اكتشاف آفات الحبال الصوتية من خلال صوت المريض، وتفتح هذه النتائج الباب أمام تطبيق جديد للذكاء الاصطناعي للتعرف على الإنذارات المبكرة لسرطان الحنجرة من خلال التسجيلات الصوتية، حيث يمكن أن تكون مثل هذه الآفات حميدة، وقد تمثل أيضا المراحل المبكرة من سرطان الحنجرة.

وأجرى الدراسة باحثون من قسم المعلوماتية، علم الأوبئة السريرية، جامعة أوريغون للصحة والعلوم في الولايات المتحدة، ونُشرت نتائجها في مجلة آفاق الصحة الرقمية (Frontiers in Digital Health) في 12 أغسطس/آب، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.

يشكل سرطان الحنجرة عبئا صحيا عاما كبيرا، وقد قدِّر عدد حالات سرطان الحنجرة حول العالم في عام 2021 بنحو 1.1 مليون حالة، وتوفي بسببه ما يقرب من 100 ألف شخص.

تشمل عوامل الخطر الإصابة بهذا السرطان التدخين، والخمر، والإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، وتتراوح نسبة البقاء على قيد الحياة لمرضى سرطان الحنجرة بين 35% و78% على مدى 5 سنوات بعد العلاج، وذلك حسب مرحلة الورم وموقعه داخل الحنجرة.

ويعد الكشف المبكر عن السرطان أمرا بالغ الأهمية لسلامة المريض، يتم تشخيص سرطان الحنجرة حاليا من خلال تنظير الأنف بالفيديو والخزعات، وهي إجراءات شاقة وتتطلب تدخلا جراحيا، قد يستغرق الوصول إلى أخصائي قادر على إجراء هذه الفحوصات وقتا، مما يسبب تأخيرا في التشخيص.

صرح الدكتور فيليب جينكينز، باحث ما بعد الدكتوراه في المعلوماتية السريرية بجامعة أوريغون للصحة والعلوم، والمؤلف المشارك للدراسة: "نظهر هنا أنه باستخدام مجموعة من البيانات، يمكننا استخدام المؤشرات الحيوية الصوتية لتمييز أصوات المرضى الذين يعانون من آفات الحبال الصوتية عن غير المصابين بها".

شارك جينكينز وزملاؤه أعضاء في مشروع "جسر إلى الذكاء الاصطناعي المتعلق بالصوت" (Bridge2AI-Voice) ضمن ائتلاف "جسر إلى الذكاء الاصطناعي" "Bridge2AI" التابع للمعهد الوطني الأميركي للصحة، وهو مسعى لتطبيق الذكاء الاصطناعي على التحديات الطبية الحيوية المعقدة.

قاموا بتحليل الاختلافات في النبرة، والطبقة، والحجم، والوضوح ضمن النسخة الأولى من مجموعة بيانات عامة للذكاء الاصطناعي المتعلق بالصوت، مع ما يزيد عن 12 ألف تسجيل صوتي لـ306 مشاركين من جميع أنحاء أميركا الشمالية.

كان عدد قليل من المرضى مصابين بسرطان الحنجرة المعروف، أو تشوهات حميدة في الحبال الصوتية، أو حالتين أخريين في الحنجرة: خلل النطق التشنجي وشلل الحبال الصوتية أحادي الجانب.

تتمثل خطوة الباحثين التالية في استخدام الخوارزميات الجديدة على المزيد من البيانات واختبارها في المستشفيات على أصوات المرضى.

يقول جينكينز "للانتقال من هذه الدراسة إلى أداة ذكاء اصطناعي تتعرف على آفات الحبال الصوتية، سنقوم بتدريب النماذج باستخدام مجموعة بيانات أكبر من التسجيلات الصوتية، مصنفة من قبل متخصصين، ثم نحتاج إلى اختبار النظام للتأكد من أنه يعمل بشكل جيد على قدم المساواة للنساء والرجال".

تجرى حاليا تجارب على أدوات صحية تعتمد على الصوت، وبناء على نتائج الدراسات توقع جينكينز أنه مع توافر مجموعات بيانات أكبر وتحقق سريري، قد تدخل أدوات مماثلة للكشف عن آفات الطيات الصوتية مرحلة الاختبار التجريبي خلال العامين المقبلين.

المصدر: يوريك ألرت

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: الحبال الصوتیة سرطان الحنجرة

إقرأ أيضاً:

فحص سرطان القولون يكشف عن التأثير السلبي للذكاء الاصطناعي على الأطباء

كشفت دراسة جديدة عن أن الاستخدام المنتظم للذكاء الاصطناعي قد يضعف مهارات العاملين في مجال الرعاية الصحية.

وأعرب أكاديميون عن قلقهم إزاء هذا الاكتشاف نظرا للانتشار السريع للذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية.

وأجرى الدراسة باحثون من قسم أمراض الجهاز الهضمي، كلية الطب، أكاديمية سيليزيا، بولندا، ونشرت في  مجلة لانسيت لأمراض الجهاز الهضمي والكبد في 11 أغسطس/آب، وكتبت عنها صحيفة الإندبندنت.

وتناولت الدراسة العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يجرون اختبارا للكشف عن العلامات المبكرة لسرطان القولون.

ويجري الأطباء اختبارا يسمى تنظير القولون للبحث عن السلائل، وهي أجزاء لحمية نامية في البطانة الداخلية للقولون، وتعد أوراما حميدة سابقة للتسرطن، أي أنها ليست سرطانية لكن يمكن أن تتحول إلى سرطان.

وعبر تنظير القولون يمكن اكتشاف هذه السلائل وإزالتها، وهذا يمنعها من التحول إلى سرطان الأمعاء.

وقد أدى التقدم في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إلى تطوير أنظمة الكشف عن السلائل بمساعدة الحاسوب، والتي وجد أنها تساعد هؤلاء العاملين في مجال الرعاية الصحية على اكتشاف المزيد من السلائل.

وأراد الباحثون تقييم ما إذا كان الاستخدام المستمر للذكاء الاصطناعي يؤدي إلى انخفاض في الأداء عند إجراء أطباء التنظير الداخلي لتنظير القولون بدون الذكاء الاصطناعي من خلال تحليل العمل الذي أجري في بولندا.

الذكاء الاصطناعي يتفوق

وحلل فريق البحث 1442 تنظيرا للقولون أجراها أطباء ذوو خبرة قبل وبعد طرح أنظمة الذكاء الاصطناعي في بعض المراكز عام 2021.

وأفاد الباحثون أن معدل اكتشاف السلائل انخفض بنسبة 6% بعد إدخال الذكاء الاصطناعي في تنظير القولون القياسي وغير المساعد بالذكاء الاصطناعي.

وصرح الدكتور مارسين رومانتشيك أحد مؤلفي الدراسة من أكاديمية سيليزيا في بولندا: "على حد علمنا، هذه أول دراسة تشير إلى تأثير سلبي للاستخدام المنتظم للذكاء الاصطناعي على قدرة الأطباء على إكمال مهمة تتعلق بالمريض في الطب من أي نوع".

إعلان

وأضاف: "نتائجنا مثيرة للقلق نظرا للانتشار السريع لتبني الذكاء الاصطناعي في الطب، ونحن بحاجة ماسة إلى مزيد من البحث في تأثير الذكاء الاصطناعي على مهارات متخصصي الرعاية الصحية في مختلف المجالات الطبية".

وأوضح أنهم بحاجة إلى معرفة العوامل التي قد تسبب أو تساهم في حدوث مشاكل عندما لا يعمل مختصو الرعاية الصحية وأنظمة الذكاء الاصطناعي بشكل جيد معا، وتطوير طرق لإصلاح هذه التفاعلات أو تحسينها.

وكتب عمر أحمد، استشاري أمراض الجهاز الهضمي ومختص التنظير الداخلي التداخلي وزميل الأبحاث السريرية في كلية لندن الجامعية في مقالة افتتاحية مرتبطة: "تخفف هذه النتائج من الحماسة الحالية للتبني السريع للتقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي، وتبرز أهمية دراسة العواقب السريرية غير المقصودة المحتملة بعناية، تقدم الدراسة أول دليل واقعي على ظاهرة انخفاض المهارات، والتي قد تؤثر على النتائج المتعلقة بالمرضى".

مقالات مشابهة

  • «يوتيوب» تختبر أداة ذكاء اصطناعي تتيح معرفة عمر المستخدم
  • يوتيوب تختبر ذكاءً اصطناعيًا لتحديد عمر المستخدمين حمايةً للقُصّر
  • فحص سرطان القولون يكشف عن التأثير السلبي للذكاء الاصطناعي على الأطباء
  • الأحد القادم..انطلاق أولى ندوات الكشف المبكر عن سرطان الثدي بالشرقية
  • الأحد المقبل.. انطلاق أولى الندوات التوعوية للكشف المبكر عن سرطان الثدي بالشرقية
  • إرجاء إطلاق نموذج ذكاء اصطناعي جديد لديب سيك
  • جمال شعبان: الذكاء الاصطناعي نجح في الاكتشاف المبكر لسرطان الحنجرة
  • نجاح نوعي للبرنامج الوطني للكشف المبكر بالذكاء الاصطناعي عن اعتلال الشبكية لمرضى السكري
  • دراسة علمية: تسجيل صوتي مدعوم بالذكاء الاصطناعي قد يساعد في الكشف المبكر عن سرطان الحنجرة