خبيران عسكريان: احتلال غزة خطة مبهمة ويُحضّر لها بالقصف والتدمير
تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT
يتفق محللان عسكريان على أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ التخطيط للهجوم على مدينة غزة كمرحلة أولى لتنفيذ خطة احتلالها بالكامل، وقالا إن العملية ستأخذ وقتا في حال قرر إخراج المدنيين من المنطقة المستهدفة، وحذر أحدهما من أن عدم إخراج المدنيين سيعني أنه سيرتكب إبادة جماعية بحقهم.
ويرى الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي أن جيش الاحتلال يقوم باستكمال عملية الهجوم على مدينة غزة، مشيرا إلى أن اجتماع القيادات العسكرية يتركز على مستوى قيادة المنطقة الجنوبية المسؤولة عن قطاع غزة على غرار المنطقة الشمالية التي تعمل فيها الفرقة 36.
ورجح الفلاحي أن عملية تطويق مدينة غزة ستكون من 3 جهات، حيث تعمل الفرقة 99 في المحور الجنوبي باتجاه حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، ووصلت الآن إلى طريق صلاح الدين، وتحاول الضغط باتجاه مدينة غزة، وهناك الفرقة 162 النظامية والمكونة من ألوية عدة، وتوجد في المحور الشرقي وتحاول أن تضغط باتجاه الشجاعية ومدينة غزة.
كما توجد قطاعات إسرائيلية أخرى في شمال القطاع، بما فيها لواء غفير وعدد من الألوية التي يمكن أن تضغط باتجاه منطقتي التفاح والدرج.
وقال العقيد الفلاحي -في تحليل للمشهد العسكري بغزة- إن الهجوم على مدينة غزة سيستغرق وقتا في حال قام جيش الاحتلال بإخراج المدنيين الغزيين من المنطقة، أما في حال قرر تنفيذ هجومه دون إخراجهم فسيعني ذلك أنه يريد ارتكاب إبادة جماعية بحقهم.
ولفت إلى أن خطة الاحتلال لا تزال مبهمة، ولا توضح ما إذا كان الهجوم سيقتصر على مدينة غزة أم سيشمل المنطقة الوسطى من القطاع الفلسطيني.
من جهته، قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا -في تحليل للمشهد العسكري بغزة- أن القادة العسكريين الإسرائيليين تم تكليفهم بإعداد خطة شاملة لما تسمى المناورة، أي كيفية الدخول إلى مدينة، وسيوافق عليها رئيس الأركان إيال زامير لاحقا.
إعلانويعتمد جيش الاحتلال على وحدات من الهندسة المتخصصة في الأنفاق والدبابات التي تحمي هذه الوحدات وبعض المشاة على عربات جند، وكلها تعمل على تحضير الأرضية من خلال تدمير البنى التحتية، وهو ما حدث في حي الزيتون، حيث دمر في يومين ما يقارب 300 مبنى ومنزل.
ولتأمين حرية الحركة والمناورة لقواته خصص جيش الاحتلال الإسرائيلي -حسب العميد حنا- ما يقارب 5 ألوية، وقال حنا إن هذه الألوية ستنفذ مهمة الدخول إلى مدينة غزة والذهاب بعدها إلى مخيمات وسط قطاع غزة، حيث يعتقد الاحتلال أن أسراه يوجدون في تلك المنطقة.
ويرى العميد حنا أن جيش الاحتلال مع ذلك لن ينفذ خطة إعادة احتلال غزة بالكامل اليوم أو غدا، لأن رئيس الأركان يريد الجاهزية واستدعاء الاحتياط، كما أن تهجير الغزيين إلى جنوب القطاع يتطلب وقتا.
وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية (الكابينت) قد صدّق على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، وهو ما أثار احتجاجات داخلية اعتبر منظموها أن العملية تمثل "حكما بالإعدام" على الأسرى الإسرائيليين في غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات على مدینة غزة جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
الخطة بدأت فعليا.. كيف يمارس الاحتلال التضليل بشأن احتلال غزة؟
رغم إعلان الاحتلال أنه بصدد وضع خطة لاحتلال مدينة غزة بالكامل في إطار جدول زمني محدد، إلا أن معلومات ميدانية حصلت عليها "عربي21" تؤكد أن الخطة بدأت فعليا على الأرض، بعيدا على الإعلان الرسمي ووسائل الإعلام.
وصدّق رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير على "الفكرة المركزية" لخطة إعادة احتلال غزة بالكامل الأربعاء، والتي تشمل تهجير سكانها نحو جنوب القطاع، وهدم مبانيها ومنشآتها وتسويتها بالأرض، أسوة بما حصل في مناطق أخرى واسعة من قطاع غزة.
وقالت مصادر صحفية وشهود عيان في غزة لـ"عربي21" إن قوات الاحتلال بدأت الزحف نحو الأحياء الجنوبية الشرقية من مدينة غزة منذ عدة أيام، بالتزامن مع عمليات قصف وهدم واسعة النطاق للمنازل والمنشآت والبنى التحتية.
وأكدت المصادر أن حي الزيتون، جنوب شرق المدينة، يتعرض منذ أيام لعمليات قصف ونسف غير مسبوقة للمنازل، بالتزامن مع تهجير سكانه نحو المناطق الجنوبية، المكتظة بالنازحين، في إطار خطة احتلال غزة التي يزعم الاحتلال أنه لم يبدأ بتنفيذها بعد، فيما تفضحه الوقائع على الأرض.
ولفتت المصادر أن أكثر من 300 منزل جرى تدميرها بالفعل في حي الزيتون، خصوصا في المناطق التي تقع شرق شارع صلاح الدين، ومحيط مسجد علي، والمصلبة، وشارعي 8، وطوطح، ومناطق أخرى تقع في عمق الحي المذكور، والذي يتاخم ما بات يعرف بـ"محور نتساريم" من الجهة الشمالية، والذي يفصل جنوب القطاع عن شماله.
وذكرت شهود عيان أن عمليات الهدم والقصف والتدمير امتدت إلى حي الصبرة أيضا، والذي يقع على الحد الغربي من حي الزيتون، حيث تعمد قوات الاحتلال إلى قصف المنازل المأهولة فيه، في خطوة تهدف إلى تهجير ما تبقى في الحي من سكان، تمهيدا لتجميره بالكامل.
وكشف الشهود ومصادر صحفية في أحاديث منفصلة لـ"عربي21" أن قوات الاحتلال تسيطر بالنيران الجوية على حي الزيتون وأجزاء واسعة من حي الصبرة، وتنشر الرعب في كل مكان، في محاولة لتهجير الأهالي من منازلهم، مؤكدة أن الساعات الماضية شهدت تدمير طائرات الاحتلال منازل مأهولة بالسكان على رؤوس ساكنيها في حي الصبرة، ما أدى إلى استشهاد وجرح العشرات، في ظل تعذر وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني.
وأثارت خطة إعادة احتلال قطاع غزة انتقادات رسمية وشعبية في أنحاء العالم، مع تحذيرات من مزيد من الضحايا الفلسطينيين جراء حرب الإبادة وسياسة التجويع الممنهجة.
وسبق أن احتلت "إسرائيل" قطاع غزة 38 سنة بين 1967 و2005، ويعيش فيه حاليا نحو 2.4 مليون فلسطيني، وتحاصره منذ 18 عاما.
وترتكب دولة الاحتلال منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الجماعية أكثر من 61 ألف شهيد وو154 ألفا و88 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 227 شخصا، بينهم 103 أطفال.