وثائق مسربة تكشف إرشادات مثيرة للجدل لروبوتات الدردشة في ميتا
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
كشفت وكالة رويترز عن تفاصيل وثيقة داخلية تابعة لشركة ميتا، المالكة لفيسبوك وإنستجرام وواتساب، تتضمن إرشادات توجيهية لروبوتات الدردشة الذكية الخاصة بها. وقد أثارت هذه الوثيقة جدلاً واسعًا بعد أن تبيّن أنها تحتوي على أمثلة غير مقبولة أخلاقيًا تتعلق بمحادثات حسية مع أطفال وعبارات تحمل إيحاءات عنصرية.
محتوى يثير القلقوفقًا لما أوردته رويترز، تضمنت الوثيقة أمثلة توضح ما يُعتبر “مسموحًا” و“غير مسموح” في تفاعلات روبوتات الدردشة.
كما تضمنت أمثلة أخرى ردودًا حسية موجّهة إلى طلاب في المرحلة الثانوية، مع السماح بجمل مثل: "أمسك بيدك وأرشدك إلى السرير، وأعتز بكل لحظة"، وهو ما يشير إلى تجاوز واضح لخطوط حمراء في مجال حماية القُصّر من أي محتوى جنسي أو موحٍ.
عنصرية مضمّنة في الأمثلةولم تقتصر الإشكاليات على قضايا القُصّر. فقد أشارت الوثيقة أيضًا إلى أن روبوتات الدردشة قد يُسمح لها بتكرار عبارات تصف السود بأنهم "أغبى من البيض"، مع تقديم استشهادات مزعومة من اختبارات الذكاء. وبحسب الوثيقة، عُدَّ هذا الرد "مقبولًا"، بينما عُدَّ غير مقبول وصف السود بعبارات حيوانية مثل "قرود بلا عقول".
هذا النوع من الأمثلة يعكس نهجًا إشكاليًا في وضع الحدود الأخلاقية لعمل الذكاء الاصطناعي، حيث يبدو أن بعض المخرجات العنصرية أو التمييزية قد تم التعامل معها بوصفها "حقائق إحصائية"، رغم كونها تحيزات مثبتة وخطيرة.
تبريرات ميتاعقب انتشار التقرير، أكدت ميتا صحة الوثيقة لكنها شددت على أن الأجزاء المثيرة للجدل لم تكن تمثل السياسة الرسمية للشركة. وصرّحت لموقع إنجادجيت أن ما ورد كان مجرد ملاحظات داخلية وتعليقات خاطئة أُدرجت أثناء صياغة الإرشادات، وأن هذه الأمثلة قد حُذفت لاحقًا.
وقالت الشركة في بيانها: "لدينا سياسات واضحة تمنع أي محتوى يُضفي طابعًا جنسيًا على الأطفال أو يروّج لعلاقات بين قاصرين وبالغين. الأمثلة التي أُشير إليها في الوثائق كانت خاطئة، ولا تعكس سياساتنا، وقد تم حذفها فورًا".
مشاركة من مستويات عليا داخل الشركةرغم هذه التبريرات، ذكرت رويترز أن الوثيقة خضعت لمراجعة من أقسام الشؤون القانونية والسياسات العامة والهندسة في ميتا، بما في ذلك كبار مسؤولي الأخلاقيات. كما أوضحت الوثيقة نفسها أن الأمثلة المذكورة لم تكن بالضرورة "مخرجات مثالية أو مفضلة"، لكنها أُدرجت ضمن الإرشادات لتوضيح الحدود.
هذا يثير تساؤلات حول مدى التدقيق الداخلي قبل إقرار مثل هذه الوثائق، خاصة أن مراجعتها تضمنت أطرافًا يفترض أن دورها الأساسي هو حماية الشركة من الممارسات غير الأخلاقية أو المخاطر القانونية.
سياق أوسع: نهج ميتا مع الذكاء الاصطناعيالجدل الجديد يأتي في سياق انتقادات أوسع لنهج ميتا في تطوير روبوتات الدردشة. ففي أبريل الماضي، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقريرًا يربط بين سلوكيات غير مرغوبة للروبوتات وبين فلسفة الشركة القديمة المتمثلة في "التحرك بسرعة وكسر الأشياء". وأشارت الصحيفة إلى أن مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي، وبّخ موظفيه بعد أداء ضعيف في مؤتمر ديفكون 2023، معتبرًا أنهم بالغوا في الحذر عند ضبط ردود الروبوتات.
ووفقًا للتقرير، أدى هذا التوبيخ إلى تخفيف بعض القيود الداخلية، بما في ذلك السماح باستثناءات تتعلق بمحتوى تقمص الأدوار الصريح، وهو ما زاد من المخاوف بشأن سلامة التجربة، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالمراهقين أو الفئات الحساسة.
تحذيرات داخلية من المخاطرلم يقتصر القلق على الصحافة، إذ أشارت تسريبات إلى وجود تحذيرات من بعض موظفي ميتا أنفسهم. حذّر هؤلاء من أن اتباع نهج متساهل قد يفتح الباب أمام مستخدمين بالغين للتفاعل مع شخصيات افتراضية قاصرة ذات طابع جنسي. وكتب أحد الموظفين في ملاحظة داخلية: "لا تزال الآثار النفسية للعلاقات مع روبوتات دردشة مجهولة على نطاق واسع غير معروفة. لا ينبغي أن نجرّب هذه القدرات على الشباب الذين لم يكتمل نمو أدمغتهم بعد".
تداعيات أخلاقية وتنظيميةتكشف هذه القضية عن مأزق جوهري تواجهه شركات التكنولوجيا الكبرى: كيف تضع حدودًا أخلاقية واضحة لروبوتات الذكاء الاصطناعي، مع ضمان أنها لا تُعيد إنتاج أنماط التمييز أو تسمح بمحتوى ضار. وبينما تؤكد ميتا أن سياساتها الرسمية تحظر هذه الانحرافات، فإن مجرد وجود مثل هذه الأمثلة في وثيقة داخلية يثير تساؤلات حول آليات المراجعة والرقابة.
ومن المرجح أن تزيد هذه التطورات من الضغط على المشرّعين والمنظمين في الولايات المتحدة وأوروبا لمطالبة الشركات بقدر أكبر من الشفافية، وربما وضع أطر قانونية أكثر صرامة للذكاء الاصطناعي التوليدي.
تكشف الوثائق المسرّبة عن ثغرات مقلقة في آلية عمل ميتا تجاه روبوتات الدردشة، سواء في ما يتعلق بالتعامل مع القُصّر أو معالجة قضايا العرق. وبينما تحاول الشركة احتواء الأزمة بالتأكيد على أن الأمثلة لا تعبّر عن سياساتها الرسمية، فإن الضرر على مستوى السمعة بات قائمًا، كما أن القضية تفتح نقاشًا أوسع حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي والحدود الفاصلة بين الابتكار وحماية المستخدمين، خصوصًا الفئات الأكثر عرضة للمخاطر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی روبوتات الدردشة
إقرأ أيضاً:
معلومات عن منزل فضل شاكر.. تفاصيل مثيرة
حصل "لبنان24" على معلوماتٍ جديدة تتعلق بالمكان الذي كان يمكثُ فيه الفنان فضل شاكر قبيلَ تسليم نفسهِ لمخابرات الجيش، السبت الماضي، في حدثٍ أثار ضجة على صعيد لبنان.وتقولُ المعلومات إنَّ شاكر كان يمكثُ في منزلٍ صغير جداً داخل حيّ المنشية عبارة عن غرفتين صغيرتين اشتراهما وقام بتأهيلهما، ثم عاد ورمّم السطح الذي استخدمه لتصوير أغنيته الأخيرة "روح البحر".
وذكرت المعلومات أنَّ شاكر لم يكن يخرجُ من المنزل بتاتاً، فيما علاقته كانت مع جيرانه القريبين منه فقط، إذ لم يكن يتردّد أبداً إلى أي مكانٍ آخر.
وأوضحت المصادر أن منزل شاكر كان يبعدُ 40 متراً عن الشارع التحتاني حيث تسيطر جماعات مثل الشباب المسلم وجند الشام، فيما بقعة منزله الجغرافية قريبة من نطاق سيطرة عصبة الأنصار إلى جانب وجود عناصر أخرى تابعة للشباب المسلم وجند الشام.
إلى ذلك، تقول المصادر إنَّ منزل فضل شاكر كان يبعد أكثر من مئة متر عن مدخل مخيم عين الحلوة لجهة جامع الموصلي، فيما يحتاج الإنتقال إليه سيراً على الأقدام حوالى 10 دقائق انطلاقا من المدخل المُشار إليه.
أمنياً، كانت هناك فرقة حراسة تتولى حماية منزل شاكر، وحينما دخل إلى مخيم عين الحلوة عام 2013، تولى أمنه شخصٌ يسمى رامي ورد تُوفي قبل سنوات بسبب المرض. وإثر ذلك، وحتى تسليم نفسه، كان المسؤول عن أمن شاكر شخصٌ من آل العابد.
وخلال اشتباكات مُخيم عين الحلوة عام 2023 بين حركة "فتح" والجماعات المُتششدة، بقي شاكر داخل منزله ولم يُغادره، فيما الزقاق الذي كان يسكنه لم يتعرض لأي إطلاق نار إذ كانت الاشتباكات بعيدة عنه تماماً.ج المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة بعد تهديده.. اجتماع في منزل فضل شاكر Lebanon 24 بعد تهديده.. اجتماع في منزل فضل شاكر