المغرب يرفع راية الصمود في أسطول عالمي لكسر حصار غزة
تاريخ النشر: 28th, August 2025 GMT
الرباط- يضع "ناشطون مغاربة من أجل فلسطين" اللمسات الأخيرة لمشاركتهم في الأسطول البحري لكسر الحصار عن غزة، في خطوة تضامن تجسد دعمهم للقضية الفلسطينية.
ويتوزع المشاركون على مجموعتين:
الأولى يشرف عليها "الحراك العالمي من أجل غزة – المغرب"، الذي سبق له قيادة مسيرة "الأحرار لكسر الحصار"، والتي كانت تهدف للوصول إلى العاصمة المصرية القاهرة ثم معبر رفح قبل أن تُجهض.فيما تنضم المجموعة الثانية لـ"أسطول الصمود المغاربي"، بتنظيم من نشطاء من مختلف دول المغرب العربي، لتأكيد الوحدة والتضامن المغاربي مع غزة.
ويقول عبد الله درازي، المسؤول الإعلامي للحراك العالمي من أجل غزة بالمغرب، إن المشاركة المغربية ستتم من خلال سفينتين؛ الأولى مغربية خالصة يقودها طاقم إبحار مغربي (ربان، مساعد ربان، مهندس ميكانيكي)، والثانية ضمن سفينة مغاربية مشتركة تضم مشاركين من دول المغرب العربي.
مشاركة دوليةوأوضح درازي للجزيرة نت، أنه سيتم توزيع مشاركين من جنسيات مختلفة (مغاربية وأوروبية وأميركية) على السفينتين لتفادي استهدافهما من جيش الاحتلال الإسرائيلي بدوافع عرقية.
وتندرج هذه المشاركة المغربية ضمن "أسطول الصمود العالمي"، وهو أكبر تجمع عالمي بحري لكسر الحصار على غزة، ويتكون من حوالي 70 سفينة، ومشاركين يمثلون 44 دولة، سينطلق من ميناءين مركزيين، في برشلونة يوم 31 أغسطس/آب، وتونس يوم 4 سبتمبر/أيلول.
ويشارك في أسطول الصمود العالمي "الحراك العالمي نحو غزة" و"مناضلون من أسطول الحرية"، و"أسطول الصمود المغاربي" و"أسطول المبادرة الشرق آسيوية".
ويؤكد المنظمون أن هذه المبادرة العالمية تهدف إلى كسر الحصار الظالم عن غزة، وإشراك الشعوب وأحرار العالم في الفعل المباشر ضد الحصار، إلى جانب إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية وتسليط الضوء على المجازر والإبادة في غزة، وإيصال بعض المساعدات الإنسانية الرمزية لأهل غزة.
وقال درازي للجزيرة نت إنه منذ الإعلان عن تنظيم أسطول الصمود العالمي شهدت منصة التسجيل التي أطلقها "الحراك العالمي من أجل غزة" بالمغرب تفاعلا واسعا من المتطوعين المغاربة.
إعلانوأسفرت عملية الانتقاء التي استندت إلى معايير موضوعية عن اختيار حوالي 20 مشاركا مغربيا، ووصفها بأنها ستكون "تمثيلية وازنة من حيث تنوعها وكفاءتها".
وتم اختيار المشاركين في الأسطول وفق معايير أهمها قدرة المشارك النفسية على تحمل مشاق الرحلة، والقيمة المعنوية والضغط الإعلامي الذي يمكن أن يضيفه المشارك للأسطول، إلى جانب قدرة المشارك على الالتزام بالضوابط التي وضعتها اللجنة التنظيمية وفي مقدمتها السلمية، وضبط النفس، والقدرة السريعة على التفاعل واتخاذ القرارات السليمة تحت الضغط.
ويشارك ضمن الوفد المغربي في الأسطول العالمي شخصيات وطنية وحقوقية بارزة وأطباء في تخصصات جراحية متنوعة مثل التشريح الدقيق وأمراض القلب والشرايين إضافة إلى طاقم تمريضي وأساتذة جامعيين ومهندسين وتقنيين.
ويواكب هذا الوفد فريق ميداني مهمته التنسيق والدعم اللوجستي والإعلامي والتعبوي لضمان مواكبة ميدانية ومستمرة لمختلف مراحل إبحار السفن.
وأعلنت "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" عن انخراطها في الترتيبات الجارية للتحضير والمشاركة في فعاليات أسطول كسر الحصار إلى جانب قوى من مختلف بلدان العالم.
وقالت المجموعة إن مشاركتها في هذا الجهد الدولي يمثّل جزءا من مسؤوليتها الوطنية والقومية والإنسانية في الوقوف إلى جانب الفلسطينيين في غزة، وتأكيدا على أن الشعب المغربي بكل مكوناته وقواه الحية حاضر في معركة الحرية والكرامة والعدالة.
وقال عضو "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" عبد الرحيم الشيخي، إن ممثلين عن التنسيقية سجلوا أنفسهم في هذه المنصة المغربية وأسفرت عملية الانتقاء عن اختيار 4 مشاركين سيمثلون الهيئة في هذه المبادرة العالمية.
وأوضح الشيخي للجزيرة نت، أن هذه المشاركة تأتي في سياق الحراك المغربي الذي انطلق منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 عبر الوقفات الاحتجاجية والمسيرات والاعتصامات للتنديد بحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
كما تأتي هذه المشاركة -بحسب الشيخي- للإسهام في الجهود العالمية لفك الحصار اللاإنساني المفروض على قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين الذي يتعرضون لحرب تجويع ممنهجة منذ أشهر.
أسطول الصمود
وشارك 3 مغاربة في "أسطول الصمود المغاربي"، الذي أشرفت على إعداده وتنسيقه "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين" في تونس، تحت شعار "أشرعتنا نحو غزة وغايتنا كسر الحصار".
واستضاف الاتحاد العام التونسي للشغل الاجتماعات التحضيرية لهذه المبادرة، فيما أعلنت هيئات شبابية ومدنية في ليبيا والجزائر وموريتانيا انخراطها في الدعم اللوجستي والمشاركة في الأسطول.
وقال الرئيس السابق للجمعية المغربية لحقوق الإنسان عزيز غالي، أحد منسقي "أسطول الصمود المغاربي" إن من تم اختيارهم سيصلون إلى تونس قبل أيام من انطلاق الأسطول، حيث سيخضعون لتدريبات متخصصة للتعامل مع أي محاولة لسيطرة جنود الاحتلال الإسرائيلي على السفن، بهدف الحفاظ على الطابع السلمي للمبادرة، إلى جانب تدريبات جسدية ونفسية.
وأضاف غالي للجزيرة نت أن أسطول الصمود يمثل صرخة عالمية ضد الحصار المفروض على غزة، مشيرا إلى تجاوب واسع من مواطنين وفاعلين مدنيين وسياسيين في أوروبا ودول المغرب العربي وبقية دول العالم.
"قافلة الصمود" من #تونس إلى رفح لكسر الحصار عن قطاع #غزة#حرب_غزة #الجزيرة_رقعة pic.twitter.com/X6MJLaLzua
— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 9, 2025
إعلانوأوضح أن الإقبال على التسجيل كان كبيرا، لافتا إلى أنه من بلجيكا وإسبانيا سجل نحو 16 ألف مشارك، بينما كانت المشاركة المغربية محدودة بسبب الإمكانيات وطواقم الإبحار.
وأشار غالي إلى أن المرحلة التالية ستشهد التحضير لقافلة صمود برية، مضيفا "مع تغير حالة البحر بدءا من أكتوبر/تشرين الأول سننظم قوافل برية ضمن الجهود العالمية للضغط على الاحتلال وكسر الحصار عن قطاع غزة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات من أجل فلسطین لکسر الحصار فی الأسطول للجزیرة نت إلى جانب
إقرأ أيضاً:
إسرائيل ترحل 171 مشاركا بأسطول الصمود منهم الناشطة السويدية ثونبرغ
رحلت السلطات الإسرائيلية، اليوم الاثنين، 171 ناشطا من المشاركين في أسطول الصمود العالمي، بينهم ناشطة المناخ السويدية غريتا ثونبرغ.
وقال موقع إسرائيل اليوم إن السلطات الإسرائيلية رحلت النشطاء إلى كل من اليونان وسلوفاكيا.
وأظهرت صور نشرتها مواقع إسرائيلية الناشطة ثونبرغ وآخرين في مطار رامون الدولي في جنوب إسرائيل مرتدين ملابس رياضية وقمصانا بيضاء.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن المرحلين مواطنون من اليونان وإيطاليا وفرنسا وأيرلندا والسويد وبولندا وألمانيا وبلغاريا وليتوانيا والنمسا ولوكسمبورغ وفنلندا والدانمارك وسلوفاكيا وسويسرا والنرويج والمملكة المتحدة وصربيا والولايات المتحدة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد استولى مساء الأربعاء الماضي على 42 سفينة تابعة للأسطول أثناء إبحارها في المياه الدولية باتجاه غزة، واحتجز مئات النشطاء الدوليين على متنها.
مشاهد جوية لمظاهرة في العاصمة الهولندية #أمستردام تطالب بوقف #حرب_غزة، وتتضامن مع أسطول الصمود pic.twitter.com/PhZKvHCdwG
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 5, 2025
ترحيل بقية المشاركينوفي السياق، رجح الفريق القانوني التونسي المساند لأسطول الصمود أن تستكمل إسرائيل، غدا الثلاثاء، عملية ترحيل بقية المشاركين من الدول العربية والإسلامية، وبينهم 15 تونسيا لا يزالون رهن الاحتجاز منذ اعتراض الأسطول في البحر أثناء محاولته كسر الحصار المفروض على غزة.
وأوضح الفريق، في بيان له أن "الترحيل سيتم إلى الأردن عبر جسر الملك حسين، ويشمل إلى جانب التونسيين مواطنين من الجزائر والمغرب والكويت وليبيا والأردن وباكستان والبحرين وتركيا وسلطنة عمان".
وأضاف البيان أن نحو 170 مشاركا أوروبيا نُقلوا بالفعل إلى اليونان، بينما لا يزال 167 آخرون قيد الترحيل.
ومساء الأحد، وصل 10 ناشطين تونسيين إلى مطار قرطاج الدولي عقب الإفراج عنهم، واستُقبلوا بحفاوة من مئات المواطنين الذين لوحوا بالأعلام التونسية والفلسطينية ورددوا الهتافات المؤيدة لفلسطين.
معاملة قاسية
وتحدث بعض المفرج عنهم للصحفيين عن "انتهاكات ومعاملة قاسية" خلال احتجازهم، مشيرين إلى أنهم تعرضوا "للتجويع والإذلال"، وأن بعضهم اضطر إلى "شرب مياه الصرف الصحي" خلال الاعتقال.
إعلانويمثل أسطول الصمود العالمي، الذي انطلق في أواخر أغسطس/آب الماضي، أحدث محاولة من النشطاء لتحدي الحصار البحري الإسرائيلي على قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية من طرف قوات الاحتلال الإسرائيلي راح ضحيتها أكثر من 67 ألف شهيد، إضافة إلى عشرات الآلاف من الجرحى ودمار واسع في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
ويحاول أسطول جديد مكون من 11 سفينة يضم مسعفين وصحفيين، الإبحار إلى شواطئ غزة وتحدي الحصار المستمر منذ أكثر من 18 عاما.