هل المواظبة على الصلاة تغني عن قضاء ما فات منها؟.. الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 31st, August 2025 GMT
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: “ما حكم الذي يواظب على صلاة الفرائض والسنة على قدر استطاعته إلا أنه قد فاته كثير جدًّا من الصلوات والفرائض لمدة تكاد تصل إلى 10 سنوات؟”.
وأجابت دار الإفتاء عن السؤال قائلة: إن الله تبارك وتعالى شرع لعباده شرائع من شأنها أن تجعل الإنسان على صلة وقرب من ربه عز وجل، ومن هذه الشرائع الصلوات الخمس التي فرضت ليلة معراج الرسول صلى الله عليه وسلم.
ونوهت أن الله تبارك وتعالى أكد في قرآنه على فرضية الصلاة والمحافظة عليها، قال عز وجل: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ [البقرة: 43]، وقال: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: 238]، وقال: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ [المؤمنون: 9]، وقال عز وجل: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ [العنكبوت: 45]، ووقَّت الحق تبارك وتعالى لها مواقيت فقال: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103].
ولفتت الى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا رَقَدَ -نام- أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلَاةِ، أَوْ غَفَلَ عَنْهَا، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، فَإِنَّ اللهَ يَقُولُ: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةِ لِذِكْرِي﴾ [طه: 14]» رواه مسلمٌ من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
وشددت على أنه يجب على المسلم أن يحافظ على الصلاة قدر استطاعته، وأن يؤديها في أوقاتها، فإذا نسي صلاةً أو نام عنها، فليصلها عند تذكره لها.
وفى حالة إذا ترك الإنسان الصلاة لمدة طويلة -كما هو الحال في واقعة السؤال- فليقضِ ما فاته منها بأن يصلي مع كل فريضة حاضرة فريضة مما فاتته، والله تعالى يتولى سرائر خلقه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صلاة صلاة الفرائض الصلاة
إقرأ أيضاً:
ما حكم قراءة القرآن حال لبس الحذاء؟
حول قراءة القرآن الكريم في الأماكن العامة أثناء ارتداء الحذاء، أوضحت دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي لهذه المسألة، مؤكدة أن القراءة جائزة شرعًا مع مراعاة الطهارة الشخصية والأدب مع كلام الله عز وجل.
قراءة القرآن من أفضل العبادات
تُعد تلاوة القرآن الكريم عبادة عظيمة يتقرب بها الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى، لأنها سبيل للخشوع ومصدر للعلوم. عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أفْضَلُ العِبادَةِ قِراءةُ القُرآنِ» [أبو نُعيم، الدَّيْلَمِي].
كما أوضح الإمام زين الدين المُنَوي أن القراءة أفضل من جميع الأذكار العامة، لما فيها من مناجاة الله والاشتغال بعلمه.
حكم قراءة القرآن حال لبس الحذاء
أكدت الفتوى أن الأمر الشرعي بالقراءة والاستماع للقرآن مطلق، ويشمل جميع الأوقات والأماكن والأحوال إلا ما استثناه الشرع.
وردت النصوص القرآنية والسنية على مشروعية القراءة في كافة الأحوال، مثل:
قوله تعالى: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ﴾ [العنكبوت: 45]
حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «اقْرَؤوا القُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ» [رواه مسلم]
وعليه، جازت قراءة القرآن حال ارتداء الحذاء، مع مراعاة أن يكون خاليًا من نجاسة ظاهرة.
الاستئناس بسنة الصلاة بالنعلين
ثبت في السنة النبوية أن الصلاة في النعال الطاهرة جائزة، لما ورد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: «فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ فِيهِمَا قَذَرًا…» [أبو داود، أحمد]، كما أشار الإمام النووي إلى جواز الصلاة في النعال إذا كانت طاهرة.
وبما أن القراءة خارج الصلاة لا تشترط إزالة الحذاء، فإن قراءة القرآن أثناء المشي أو في وسائل المواصلات جائزة شرعًا، بشرط عدم الانشغال الكامل عن الذكر وقراءة القرآن.
لا مانع شرعًا من قراءة القرآن الكريم حال لبس الحذاء، ما دام الإنسان طاهرًا مما يمنع القراءة، كالجنابة، وما دامت نعالُه نظيفة. ومع أن القراءة بدون الحذاء أفضل من باب الأدب مع الله عز وجل، فإن الأمر واسع ويشمل جميع الأماكن والأحوال ما لم يرد دليل استثناء من الشرع.