رغم التجديدات للمحافظ.. مشاكل الوادي الجديد بين إهمال البنية التحتية وغياب الخدمات
تاريخ النشر: 3rd, September 2025 GMT
تعد محافظة الوادي الجديد من أكبر المحافظات المصرية مساحة وأقلها كثافة سكانية، وتمثل صحراءها الواسعة تحديًا بيئيًا وعمرانيًا واقتصاديًا في آن واحد.
ورغم ما تحمله من فرص استثمارية واعدة في الزراعة والسياحة والطاقة، إلا أن مشاكل القرى ما زالت قائمة تعصف بحياة المواطنين، بداية من تدهور الطرق وتلوث المياه، وصولًا إلى ضعف الخدمات الصحية والتعليمية، لتبقى التنمية الحقيقية بعيدة عن متناول الأهالي حتى الآن.
فمنذ عام 2017 يتولى اللواء محمد سليمان الزملوط قيادة محافظة الوادي الجديد، ومع تجديد الثقة فيه ثلاث مرات متتالية حتى 2024، كان الأمل أن تنتهي أزمات القرى ويُفتح الباب أمام التنمية المستدامة. لكن على الرغم من الخطط والمبادرات الحكومية ما زالت القرى تعيش معاناة يومية بسبب تدهور البنية التحتية وضعف الخدمات الأساسية.
مشاكل الوادي الجديد تتصاعد بين إهمال البنية التحتية وغياب الخدماتمشاكل القرى في الوادي الجديد لم تعد مجرد شكاوى عابرة بل تحولت إلى أزمات متكررة تؤثر على حياة آلاف الأسر في عمق الصحراء المصرية.
هذه المعاناة تتجلى في ضعف البنية التحتية ونقص الخدمات الأساسية وعدم اكتمال المشروعات التنموية رغم الوعود المتكررة، ورغم مرور سنوات على إطلاق مبادرات حكومية مثل "حياة كريمة" إلا أن جزءًا كبيرًا من هذه القرى ما زال يعاني من أوضاع متدهورة
يشتكي أهالي القرى من سوء حالة الطرق التي تربط مراكز المحافظة، خصوصًا طريق النقب المؤدي إلى الخارجة، حيث تتراكم الرمال بشكل يعيق الحركة ويهدد سلامة المسافرين. ورغم البدء في بعض أعمال التطهير والتوسعة فإن الأهالي يرون أن الجهود لا تزال محدودة وأن الخطر قائم يوميًا مع استمرار حوادث السير
ضعف خدمات المياه وتدهور البنية التحتيةتصاعدت المطالب في قرى الأربعين التابعة لمركز باريس بتوفير مياه شرب نقية بعد أن عانى الأهالي طويلًا من وصول المياه ملوثة بالحديد والمنجنيز أو انقطاعها لساعات طويلة. وتزداد المشكلة حدة بسبب استمرار الاعتماد على مواسير أسبستوس متهالكة. كما اشتكى السكان من غياب الأطباء في الوحدات الصحية، وحرمان المزارعين من خدمات أساسية مثل صرف الأسمدة أو الحصول على كارت الفلاح وتقنين الأراضي
نقص النقل والسلع الأساسيةيواجهون الأهالي صعوبة كبيرة في الانتقال من قراهم إلى المراكز الرئيسية نتيجة نقص سيارات الأجرة. هذا النقص انعكس أيضًا على توافر السلع الغذائية حيث ترتفع الأسعار مع غياب المعارض الحكومية المنتظمة، ما دفع السكان إلى المطالبة بإقامة منافذ بيع ثابتة توفر احتياجات الأسر بأسعار مناسبة
برزت في مركز بلاط أزمة المستشفى المركزي والوحدات الصحية التي تفتقر إلى الأطباء والتجهيزات. المرضى يضطرون إلى السفر لمسافات طويلة نحو الداخلة أو أسيوط لتلقي العلاج وهو ما يثقل كاهلهم ماليًا وجسديًا. المحافظ محمد سليمان الزملوط شدد في اجتماعاته على تحسين الموارد وتقديم قروض ميسرة للفئات الأولى بالرعاية لكن الواقع الميداني ما زال يعكس فجوة واضحة بين الخطط والتنفيذ
التطوير الحضري ومحاربة العشوائياتشهدت مدينة الخارجة مشروعات لتطوير المناطق غير المخططة شملت رصف الشوارع بالإنترلوك وتجميل الواجهات وتوسيع شبكات المياه والصرف إضافة إلى إدخال الغاز الطبيعي. غير أن هذه المشروعات ظلت محصورة داخل نطاق المدينة ولم تمتد بالشكل الكافي إلى القرى التي تعاني من انهيار المرافق
تعرضت قرية جناح جنوب الخارجة لعواصف رملية متكررة دفعت الأهالي إلى هجرها بالكامل بعد أن ابتلعت الرمال منازلهم وأراضيهم الزراعية. اليوم لم يتبق سوى أطلال من النخيل والمنازل المتهالكة وبعض الأسر التي تعود موسميًا للزراعة فقط. هذه المأساة تمثل تهديدًا قائمًا للقرى المجاورة التي تواجه نفس الخطر مع استمرار حركة الكثبان الرملية
مشاكل النفايات والصرف الصحي القديمفي قرية الشيخ والي التابعة لمركز الداخلة تتفاقم معاناة الأهالي بسبب محطة صرف صحي قديمة تسببت في روائح كريهة وانتشار البعوض والزواحف داخل المنازل، ما جعل الحياة اليومية شبه مستحيلة. الأهالي طالبوا بسرعة تطوير المحطة أو إنشاء بديل حديث يضمن سلامة البيئة وصحة المواطنين، خصوصًا أن تلوث المياه الجوفية بدأ يظهر في بعض الآبار المحيطة.
قطاع الثروة الحيوانية يعاني في الوادي الجديد من نقص الأعلاف وارتفاع تكاليفها، حيث أشارت تقارير محلية إلى أن 28 في المئة من الأسر تواجه أمراضًا متكررة في المواشي و21 في المئة تعاني من ضعف الإنتاجية، بينما تصل نسبة الصعوبات في تسويق المنتجات إلى 35 في المئة. هذه التحديات أدت إلى تراجع دخل العائلات الريفية وأثرت على استقرار المزارعين الذين يعتمدون على الثروة الحيوانية كمصدر رزق أساسي.
مبادرات حكومية بلا حلول جذريةأعلنت المحافظة عن مبادرات لدعم الزراعة وزيادة زراعة النخيل واستعادة موارد البلح، كما جرى توقيع اتفاقيات لمكافحة التصحر. إلا أن المزارعين يؤكدون أن تلك الوعود لم تتحول بعد إلى إجراءات ملموسة، خاصة مع استمرار فرض رسوم تصدير التمور دون ضمان سعر عادل ما أدى إلى خسائر مالية فادحة لهم
مشاكل الوادي الجديد مستمرة رغم تجديد الثقة المتكرر بالمحافظورغم تجديد الثقة في المحافظ محمد سليمان الزملوط ثلاث مرات منذ 2017، إلا أن الواقع في القرى يشير إلى أن الملفات العالقة ما زالت تبحث عن حلول جذرية، وأن التنمية الحقيقية لم تصل بعد إلى المواطنين.
وتبدو مشاكل القرى في الوادي الجديد متشابكة بين بنية تحتية ضعيفة وغياب خدمات صحية وتعليمية وزراعية وتحديات بيئية قاسية. وبينما يواصل المحافظ محمد سليمان الزملوط الإعلان عن خطط تنموية كبرى، يبقى السؤال قائمًا: متى يشعر المواطن في قرى الوادي الجديد بثمار هذه المشروعات على أرض الواقع
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مشاكل القرى الوادي الجديد البنية التحتية مياه الشرب الخدمات الصحية مشاكل الوادي الجديد غياب الخدمات البنیة التحتیة الوادی الجدید إلا أن
إقرأ أيضاً:
«السياحة»: رفع كفاءة البنية التحتية وخدمات الاتصالات بالفنادق والقرى السياحية بالغردقة
أجرت لجنة مشتركة من وزارة السياحة والآثار والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، جولات ميدانية على عدد من المنشآت الفندقية فئات (3- 4- 5 نجوم) بمدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر، لمتابعة التزامها بالحد الأدنى لمستوى خدمات الإنترنت فائق السرعة.
يأتي ذلك في ضوء توجيهات وزير السياحة والآثار بالارتقاء بجودة الخدمات المقدمة داخل المنشآت الفندقية والقرى السياحية والفنادق العائمة، وتعزيز التجربة الرقمية للنزلاء، بما يواكب المعايير العالمية، وتماشيًا مع المبادرة الرئاسية لرفع كفاءة البنية التحتية وخدمات الاتصالات بقطاع السياحة.
وأوضح رئيس الإدارة المركزية للمنشآت الفندقية والمحال والأنشطة السياحية محمد عامر أن الوزارة تدفع بهذه اللجان بصفة دورية إلى جميع المقاصد السياحية المشمولة، ضمن نطاق أعمال المبادرة الرئاسية، وذلك للتحقق من تطبيق المواصفات القياسية لخدمات الإنترنت ورفع كفاءة البنية التحتية الرقمية داخل المنشآت الفندقية، بما يعزز مستوى رضا النزلاء ويرفع القدرة التنافسية للمقصد المصري عالميًا.
وأضاف أن هذه الجهود تأتي في إطار رؤية الوزارة لتمكين التحول الرقمي داخل القطاع السياحي، وخلق بيئة خدمية متطورة تعتمد على بنية تحتية قوية ومستقرة للاتصالات، تلبّي توقعات السائحين وتدعم خطط الدولة نحو الارتقاء بمستوى التجربة السياحية.
من جانبه أوضح معاون الوزير للخدمات الرقمية ورئيس اللجنة المشكلة لمتابعة تنفيذ المشروع الدكتور محمد شعبان، أن مشروع رفع كفاءة البنية التحتية وخدمات الاتصالات بالفنادق والقرى السياحية الذي بدأ العمل به عام 2021، يجري تنفيذه على ثلاث مراحل وفق التوزيع الجغرافي محدد حيث تشمل المرحلة الأولى محافظات القاهرة والجيزة ومدينة شرم الشيخ، والمرحلة الثانية تشمل محافظات البحر الأحمر والأقصر وأسوان والإسكندرية، إضافة إلى مدن دهب وطابا ونويبع، أما المرحلة الثالثة فتشمل باقي محافظات الجمهورية.
وأشار إلى أن اللجان الفنية المختصة تقوم خلال الزيارات بإجراء القياسات الفنية لسرعات الإنترنت وقوة الإشارة، والتأكد من مطابقة الشبكات الداخلية للمواصفات القياسية، فضلًا عن متابعة الموقف التنفيذي لمدّ كابلات الألياف الضوئية واعتماد الفنادق عليها لضمان جودة واستقرار الخدمة، كما يتم عقد اجتماعات مع مديري تكنولوجيا المعلومات بالمنشآت الفندقية لمناقشة التحديات الفنية والعمل على حلها بالتنسيق مع الجهات المختصة.
وأكد أن البنية التحتية الرقمية داخل الفنادق والقرى السياحية شهدت تطورًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، انعكس بشكل إيجابي على مستوى رضا النزلاء وتحسين تجربتهم داخل المقاصد السياحية المصرية، وفقًا لمؤشرات المتابعة الميدانية وتقارير الجهات المختصة.
وخلال الجولات، شددت اللجان على مديري الموارد البشرية والتدريب بالمنشآت الفندقية والمنتجعات السياحية أهمية تعميم توجيه العاملين بالتسجيل على منصة السياحة والآثار للتدريب (Egtap) للحصول على الدورات التدريبية المجانية في مجال الفندقة، وذلك في إطار حرص الوزارة على رفع كفاءة العاملين وتنمية مهاراتهم بما يتوافق مع متطلبات تطوير الخدمات السياحية.
وقالت الوزارة إنها سوف تستمر في تنفيذ هذه الجولات بشكل موسع خلال الفترة المقبلة، دعمًا لجهود الدولة في تحسين جودة الخدمات داخل المنشآت السياحية وتوفير بيئة رقمية متطورة، تليق بمكانة المقصد المصري، وتدعم تنافسيته على خريطة السياحة الدولية.