كشف الإعلامي محمد موسى في حديثه عن أن المخططات الصهيونية التي تستهدف الشرق الأوسط ليست وليدة اليوم، بل ممتدة منذ عقود طويلة، ومبنية على دراسات وخطط وضعت داخل مراكز أبحاث أمريكية وإسرائيلية وبريطانية.
 

محمد موسى: الهدف الحقيقي لاتفاقات إبراهام هو دمج إسرائيل كقوة مهيمنة محمد موسى: الإفراج عن ميدو لحظة انتصار لمصر ورسالة للإخوان الإرهابيين

 

وقال  موسى خلال تقديم برنامج "خط أحمر" على قناة الحدث اليوم،  إن من أبرز هذه الخطط ما عُرف بـ"مخطط برنارد لويس" الذي قُدم للإدارة الأمريكية في ثمانينيات القرن الماضي، وكان الهدف الرئيسي منه تقسيم المنطقة العربية إلى كيانات صغيرة وضعيفة تقوم على أسس دينية وعرقية وطائفية، لضمان بقاء الكيان الصهيوني القوة الوحيدة المهيمنة في المنطقة.


وتابع أن ما يُسمى بـ"الشرق الأوسط الجديد" ليس كما يروج له الإعلام الغربي باعتباره مشروعًا للتعاون الاقتصادي والسلام الدائم، بل هو إعادة رسم لخريطة المنطقة بما يخدم تأسيس ما يُعرف بـ"إسرائيل الكبرى" وضمان تفوقها العسكري والسياسي والاقتصادي.


وواصل موسى  أن ملامح هذا المخطط تتضح في عدة نقاط، أبرزها تفتيت الدول العربية الكبرى مثل مصر، العراق، سوريا والسعودية إلى دويلات أصغر، تغذية الصراعات الطائفية والمذهبية (سنة/شيعة، مسلم/مسيحي، عربي/كردي)، إضعاف الجيوش الوطنية واستبدالها بميليشيات تابعة أو قوات بديلة، السيطرة على الثروات الطبيعية من بترول وغاز ومياه، دمج إسرائيل في المنطقة ليس كعدو بل كقائد ومركز اقتصادي وأمني.


وأضاف موسى أن اتفاقات إبراهام، التي أُعلنت عام 2020، جاءت كمرحلة عملية من هذا المخطط الكبير، فهي ليست مجرد اتفاقيات "سلام"، بل بوابة لفتح التطبيع الاقتصادي والأمني والثقافي مع إسرائيل، وتحويلها إلى محور للتكنولوجيا والتجارة والاستثمار في المنطقة.


وأكد أن هذه الاتفاقات تهدف أيضًا إلى إعادة صياغة التحالفات بحيث يجد العرب أنفسهم في جبهة واحدة مع إسرائيل ضد أطراف أخرى مثل إيران، فضلًا عن تغيير وعي الشعوب عبر الإعلام والفن ووسائل التواصل الاجتماعي لإظهار إسرائيل كـ"جار طبيعي" لا كيان محتل.


وشدد موسى على أن اتفاقات إبراهام لم تأتِ من فراغ، بل كانت نتيجة عقود من التمهيد السياسي والعسكري والإعلامي، خاصة بعد انهيار قوى عربية كبرى مثل العراق وسوريا وليبيا، وفرض إسرائيل لواقع جديد في فلسطين بالقوة، بالتوازي مع تسريع الإدارة الأمريكية آنذاك بقيادة ترامب تنفيذ ما سُمّي بـ"صفقة القرن".


واختتم الإعلامي محمد موسى مؤكداً أن هذه الاتفاقات ليست سوى الأداة التنفيذية في المرحلة الحالية من المخطط الصهيوني الأكبر، الذي يهدف في النهاية إلى شرق أوسط مقسّم وضعيف، تحتل فيه إسرائيل موقع القوة المهيمنة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإعلامي محمد موسى محمد موسى المخططات الصهيونية الصهيونية سوريا محمد موسى

إقرأ أيضاً:

رأي.. إردام أوزان يكتب: الشرق الأوسط.. ذاكرة بلا تعلّم

هذا المقال بقلم الدبلوماسي التركي إردام أوزان *، سفير أنقرة السابق لدى الأردن، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

الشرق الأوسط يتذكر كل شيء، لكنه يتعلم القليل. بعد 50 عامًا من حرب 1973 وحظر النفط -الذي رسّخ تفاهم النفط مقابل الأمن بين المنتجين الإقليميين والقوى الغربية- بات الهيكل الذي بُني في تلك اللحظة يتشقق. الدولة الريعية، والدولة الأمنية، و"النظام الإقليمي" الذي تقوده الولايات المتحدة، قُدمت جميعها كضمانات للاستقرار. 

اليوم، تتعرّض هذه الركائز نفسها لضغوط. قرار جديد لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن غزة يضع إطارًا لـ"مسار" نحو إقامة دولة فلسطينية من خلال قوات حفظ استقرار خارجية، وترتيبات انتقالية، ووعود مشروطة. في سوريا والسودان واليمن وليبيا، أصبح انهيار الدولة أمرًا طبيعيًا. 

تعزّز روسيا وإيران أدوارهما من خلال الحروب، والوكلاء، ومساومات تُعقد فوق رؤوس المجتمعات المحلية. والمفارقة قاسية: الهشاشة ليست جديدة، ومع ذلك تعيد الخيارات السياسية نفسها إنتاجها باستمرار.

من الريع النفطي إلى الدول الهشة

الرّيع عزز الولاء، لكنه أيضًا خلق الهشاشة. خصصت الأنظمة الملكية الدعم. وأنشأت الأنظمة العسكرية دولًا أمنية. وأعاد الحلفاء الخارجيون تدوير عائدات النفط وقدموا ضمانات أمنية. أُدرجالمواطنون في "صفقة ريعية": قبول حقوق محدودة وإقصاء سياسي مقابل الرعاية الاجتماعية الأساسية، والوظائف، والشعور بالحماية. كانت الشرعية معاملاتية، وليست دستورية.

لكن الريع خلق التبعية. وعرقل التنوع الاقتصادي. ورسخ تحالفات الحكم وشبكات المحسوبية. وعندما تراجعت الإيرادات، انهارت الصفقة. كانت الحرب الأهلية اللبنانية بمثابة إنذار مبكرة. واليوم، تكشف سوريا والسودان واليمن وليبيا عن النمط نفسه: بمجرد انهيارالصفقة الريعية أو شبه الريعية، تنهار الدولة. الهشاشة لم تعد استثناءً، بل أصبحت القاعدة.

مقالات مشابهة

  • أقوى الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط في العام 2025 (إنفوغراف)
  • قوى الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط في العام 2025 (إنفوغراف)
  • تعاون بين «أنور قرقاش الدبلوماسية» ومنتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط
  • رأي.. إردام أوزان يكتب: الشرق الأوسط.. ذاكرة بلا تعلّم
  • بسبب الحروب والمناخ .. الأمم المتحدة: الجوع في الدول العربية يبلغ أعلى مستوى
  • هند الضاوي: الشرق الأوسط الجديد يعيد مشهد الانتداب عقب سقوط الخلافة العثمانية
  • محافظ الجيزة يناقش المراحل النهائية للمخطط التفصيلي لمنطقة عزبة الصفيح بأبو رواش بمدينة كرداسة
  • لماذا تثير خطة ترامب لبيع طائرات F-35 للسعودية جدلا واسعا؟
  • «فوربس الشرق الأوسط»: رئيس أرامكو السعودية يتصدر أقوى 100 رئيس تنفيذي
  • مظلوم عبدي يشارك في منتدى الشرق الأوسط بدهوك في أول ظهور خارجي له