نيوزويك تقارن القدرات العسكرية لفنزويلا والولايات المتحدة
تاريخ النشر: 7th, September 2025 GMT
عقدت مجلة نيوزويك مقارنة بين القدرات العسكرية التي تمتلكها كل من الولايات المتحدة وفنزويلا في ضوء التصعيد الجديد الذي تشهده العلاقات المتوترة أصلا بين البلدين.
ووفقا لتقرير نشرته المجلة اليوم الأحد، فإن تصاعد التوتر بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو أعاد تسليط الضوء على الفوارق الهائلة بين القدرات العسكرية للبلدين.
وكان ترامب قد هدد بإسقاط أي طائرات ترسلها كراكاس إذا شكّلت تهديدا للولايات المتحدة، في حين نددت وزارة الدفاع الأميركية بإقدام فنزويلا على نشر طائرات عسكرية قرب سفينة أميركية في المياه الدولية، ووصفته بأنه عمل "استفزازي للغاية".
وجاء هذا التطور -وفق نيوزويك- بالتزامن مع إرسال واشنطن سفنا حربية وأصولا عسكرية إضافية إلى منطقة الكاريبي.
وأعلن ترامب أن ضربة استهدفت زورقا تابعا لعصابة فنزويلية تسمى "ترين دي أراغوا" (TdA) تتهمها واشنطن بصلات مع مادورو، وهي مصنفة لدى الأميركيين منظمة "إرهابية أجنبية".
البون شاسع
واستنادا إلى البيانات المتاحة لنيوزويك، فإن الجيش الأميركي يمتلك أكثر من 13 ألف طائرة عسكرية، مقابل 229 طائرة فقط لدى فنزويلا، تتنوع بين مقاتلات "سو-30" الروسية وطائرات مسيّرة إيرانية ومقاتلات أميركية عتيقة من طراز "إف-16" تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي.
وبين عامي 2006 و2011، اشترت كراكاس من موسكو 23 مقاتلة و8 مروحيات و12 بطارية مضادة للطائرات و44 منظومة صواريخ أرض جو.
لكن الخبير إيفان إيليس من معهد الدراسات الإستراتيجية التابع لجامعة الحرب الأميركية أوضح أن الجيش الفنزويلي لم يجرِ تدريبات متكاملة تمكّنه من تنسيق كل هذه القدرات البرية والبحرية والجوية، مما يعرقل أي عمليات معقدة، حسب ما ورد في تقرير المجلة.
تفيد نيوزويك أن الإنفاق العسكري لفنزويلا تراجع إلى نحو 4 مليارات دولار 2023 بعد أن كان 6.2 مليارات دولار قبل عقد، وفق معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
إعلانوبالمقارنة، فإن الإنفاق العسكري للولايات المتحدة يبلغ 895 مليار دولار، بحسب موقع "غلوبال فاير باور" المتخصص في الإحصاءات العسكرية، وهو ما يعكس فجوة هائلة في القدرات.
وعلى صعيد القوى البشرية، يتحدث مادورو عن "قوة شعبية" مقاتلة قوامها 8 ملايين شخص، إلا أن المجلة الأميركية ترى أن الأرقام الواقعية تكشف عن نحو 123 ألف جندي فقط واحتياط محدود، يعانون من ضعف المعنويات وارتفاع نسب الانشقاق.
أما الجيش الأميركي فيضم أكثر من مليوني عسكري نشط واحتياطي، مع خبرة قتالية ممتدة من الشرق الأوسط إلى آسيا.
وضمن إستراتيجيتها لمكافحة تهريب المخدرات، عززت واشنطن وجودها العسكري في منطقة بحر الكاريبي. وأفادت تقارير بأن الولايات المتحدة أرسلت 10 مقاتلات إضافية من طراز "إف-35" إلى بورتوريكو لتنفيذ عمليات ضد عصابات المخدرات.
وأعلن البنتاغون أيضا عن تعزيز قواته ضمن نطاق قيادة المنطقة الجنوبية، بإضافة مجموعة من سفن هجومية برمائية من طراز "إيوو جيما" التابعة للوحدة الـ22 لمشاة البحرية، والطراد "يو إس إس ليك إيري"، إلى جانب المدمرات "جيسون دونام" و"غرافيلي" و"سامبسون" المنتشرة هناك سلفا.
ورغم نفي كراكاس، تواصل إدارة ترامب اتهام حكومة مادورو بالضلوع في تهريب المخدرات، وتدرس خيارات لشن ضربات إضافية، قد تشمل استهداف مواقع يُشتبه في ارتباطها بالعصابات داخل الأراضي الفنزويلية، وفق ما نقلته نيوزويك عن شبكة "سي إن إن" الأميركية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات
إقرأ أيضاً:
خيار الضربات على الطاولة.. هل تقترب واشنطن من استهداف فنزويلا؟
تتزايد مؤشرات التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا في ظل تحركات عسكرية أميركية متسارعة وتلميحات إلى توسيع العمليات نحو الداخل الفنزويلي. اعلان
تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا توتراً متصاعداً بعدما شنّ الجيش الأميركي ضربات استهدفت قوارب في البحر الكاريبي، تقول إدارة الرئيس دونالد ترامب إنها كانت تهرّب المخدرات. وترافق ذلك مع مؤشرات على احتمال سعي واشنطن إلى مواجهة مباشرة مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي كانت وزارة العدل الأميركية قد وجّهت إليه في الولاية الأولى لترامب اتهامات بالاتجار بالمخدرات والفساد. لكن الأهداف النهائية لهذه التحركات لا تزال غامضة.
ضغوط داخل إدارة ترامب لإسقاط مادوروذكرت "نيويورك تايمز" أن عدداً من كبار مساعدي ترامب يضغطون عليه للموافقة على عملية عسكرية تهدف إلى الإطاحة بمادورو. ومن بين هؤلاء وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي ماركو روبيو، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف، ومستشار الرئيس للسياسات الداخلية والأمن الداخلي ستيفن ميلر. وقد صعّد روبيو بشكل خاص لهجته ضد مادورو، إذ ضاعفت وزارة الخارجية الأميركية في آب/أغسطس الماضي المكافأة المرصودة للقبض عليه، وقال روبيو لشبكة "فوكس نيوز" في أيلول/سبتمبر: "لن نسمح لكارتل يتخفّى في شكل حكومة بالعمل في نصف الكرة الغربي".
إعلان "حالة حرب" ضد كارتلات المخدراتتقول إدارة ترامب إن الولايات المتحدة في حالة "نزاع مسلح" مع كارتلات المخدرات التي صنّفتها كمنظمات إرهابية. وشملت هذه التصنيفات عدداً من الجماعات الفنزويلية أبرزها "ترين دي أراغوا" و"كارتل دي لوس سوليس" التي تصفها واشنطن بأنها شبكات إجرامية قائمة في فنزويلا. ويتّهم ترامب مادورو بالتحكم في الأولى وقيادة الثانية.
Related وسط تصاعد المواجهة مع واشنطن.. فنزويلا تستعرض ترسانتها العسكرية الروسية خلال مناورات في الكاريبيبتهمة تهريب المخدرات.. واشنطن تعلن مقتل أربعة أشخاص بضربة استهدفت قاربًا قبالة سواحل فنزويلاقتلى بقصف أمريكي جديد على فنزويلا ومادورو ينتقد إدارة ترامب تعزيز الوجود العسكري الأميركي في البحر الكاريبيفي تموز/يوليو، وقّع ترامب أمراً سرياً يوجّه وزارة الدفاع إلى استخدام القوة العسكرية ضد المجموعات المصنّفة إرهابية. ومنذ آب/أغسطس، عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في جنوب البحر الكاريبي، حيث نشرت ثماني سفن حربية وعدداً من طائرات المراقبة البحرية وغواصة هجومية. كما نُشرت مقاتلات F-35 في بورتو ريكو، ليصل إجمالي القوة المنتشرة بحراً وبراً إلى أكثر من 6,500 عنصر. ويشير خبراء عسكريون إلى أن حجم هذه القوات يتجاوز بكثير ما هو مطلوب لاعتراض قوارب صغيرة يشتبه بتهريبها المخدرات.
ضربات أميركية ضد أهداف فنزويلية في البحرنفّذ الجيش الأميركي أربع ضربات معروفة ضد زوارق سريعة في البحر الكاريبي قالت إدارة ترامب إنها كانت تهرّب المخدرات لصالح "إرهابيين مخدرات"، من دون تقديم أدلة. وأعلنت واشنطن أن الضربات تمت في المياه الدولية وأسفرت عن مقتل 21 شخصاً. الضربة الأولى، في 2 أيلول/سبتمبر، كانت الأكثر جدلاً؛ إذ قال ترامب إن الزورق كان يحمل 11 شخصاً من "ترين دي أراغوا"، وبرّر الهجوم أمام الكونغرس بأنه "دفاع عن النفس ضد مهربين". أما الضربات التالية فأسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص في 15 أيلول/سبتمبر، وثلاثة آخرين في 19 أيلول/سبتمبر، وأربعة في 3 تشرين الأول/أكتوبر. ولم تحدد وزارة الدفاع هوية القتلى أو انتماءاتهم.
بحث خيار الضربات داخل الأراضي الفنزويليةنقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن الجيش الأميركي وضع خططاً لتوسيع عملياته لتشمل ضربات داخل فنزويلا نفسها، بناءً على توجيهات من البيت الأبيض. ولم يتضح ما إذا كانت هذه الخيارات تشمل عملية "قتل أو أسر" تستهدف مادورو، أو إن كان ترامب قد أعطى موافقته على أي ضربات داخلية.
الموقف في كاراكاس والمعارضةنفت حكومة مادورو أن يكون القتلى من مهربي المخدرات، واتهمت ترامب بمحاولة إشعال حرب. في المقابل، قال شخصان من المعارضة الفنزويلية إنهما يجريان اتصالات مع إدارة ترامب تحضيراً لتولي السلطة في حال الإطاحة بمادورو، فيما التزمت واشنطن الغموض بشأن مدى تعاونها مع المعارضة.
مزاعم ترامب تحت التدقيقرغم أن واشنطن وحلفاءها يتهمون مادورو بتزوير الانتخابات الرئاسية عام 2024، فإن كثيراً من مزاعم إدارة ترامب تواجه تشكيكاً واسعاً. تصف الإدارة الكارتلات بأنها "منظمات إرهابية مخدّراتية"، وهو استخدام غير مسبوق لهذا التوصيف الذي يُطلق عادة على الجماعات ذات الدوافع الأيديولوجية أو الدينية لا الإجرامية.
كما أن وكالة الاستخبارات الأميركية لا تؤيد ادعاء ترامب بأن مادورو يسيطر على "ترين دي أراغوا"، وتعتبر أن "كارتل دي لوس سوليس" هو أقرب إلى توصيف لشبكات فساد متغلغلة في المؤسسة العسكرية والحكومة الفنزويلية، وليس تنظيماً مركزياً واحداً. وتبرر إدارة ترامب هجماتها على مهربي المخدرات باعتبارها دفاعاً عن النفس في ظل أزمة وفيات الجرعات الزائدة في الولايات المتحدة، رغم أن هذه الأزمة مرتبطة أساساً بمادة الفنتانيل القادمة من المكسيك، وليس من أميركا الجنوبية.
جدل قانوني حول شرعية استخدام القوةيؤكد خبراء في القانون الدولي أن الادعاء الأميركي بوجود "نزاع مسلح" مع كارتلات المخدرات لا يستند إلى أساس قانوني واضح، إذ لم يمنح الكونغرس تفويضاً بذلك، كما أن هذه الجماعات لا تمتلك هيكلاً مركزياً منظماً يرقى إلى مستوى "طرف متحارب" وفق القانون الدولي. وبحسب تقييم الاستخبارات الأميركية، فإن "ترين دي أراغوا" تتكون من خلايا محلية غير مركزية ولا تملك قيادة موحدة. كما لم تقدّم الإدارة أي تبرير قانوني لاعتبار نشاط تهريب المخدرات عملاً عدائياً يرقى إلى مستوى "العمليات الحربية".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة