استمر السودان في تصدر اهتمامات رواد السوشيال ميديا وعبر مؤشر البحث العالمي جوجل، على المستوى العربي والإفريقي، خاصة بعد زيارة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان إلى مصر.

فيما قال رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان اليوم الخميس، أن الحرب الجارية ستؤدي إلى تفتيت البلاد إذا لم تحسم سريعا.

وناشد البرهان خلال مخاطبته قيادات الشرطة في مدينة بورتسودان بشرق السودان متمردي الدعم السريع بالعودة إلى رشدهم  وتسليم السلاح، وأفاد " بات كثير من المتمردين يدركون أنهم مخدوعين ويقاتلون بلا هدف لخدمة أشخاص وجهات".

عبد الفتاح البرهان: تمرد قوات الدعم السريع استهدف استقرار السودان وأمن المواطنين البرهان: الشرطة تقاتل إلى جانب القوات المسلحة للحفاظ على أمن السودان السودانيون يتعرضون إلى مؤامرة كبرى

 

وقال البرهان " الحرب قامت على كذب وستنتهي عاجلا"، وأضاف أن السودانيون يتعرضون إلى مؤامرة كبرى تنفذها عصابات إرهابية تقاتل وهي لا تعلم أسباب القتال واهداف".

 

وذكر ان السودانيون سيكتشفون بعد وقف الحرب حقائق مؤلمة من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبها المتمردون في الجنينة وزالنجي  وقارسيلا وغيرها في دارفور والخرطوم أيضا".

وتابع " نواجه حربا باتت تأخذ ابعادا عنصرية وجهوية واذا لم نحسمها سريعا فستهدد وحدة السودان واستقراره وتؤدي إلى تفتيته ".

الدولة قائمة ومتماسكة ولكن هناك من يعمل لانهيارها

 

وأكد البرهان أن الدولة قائمة ومتماسكة ولكن هناك من يعمل لانهيارها وتفتيت الدولة وتفكيكها".

ودعا الشرطة إلى الاستعداد لما بعد الحرب والعمل لاستعادة أموال وممتلكات المواطنين التي نهبها المتمردون من الخرطوم.

وذكر ان الشرطة ستواجه بعد  الحرب انتشار الجريمة والسلاح والمخدرات وربما نشاط الجماعات الإرهابية.

وكشف أن التقرير الذي تلقاه من المدير العام للشرطة يفيد بأن عدد قوات الشرطة العاملة تبلغ ٩٥% ، وتعهد بمراجعة رسوم إصدار الجواز بعد شكاوي المواطنين من ارتفاعها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المخدرات المتمردين الخرطوم قوات الشرطة قيادات الشرطة شكاوى المواطنين

إقرأ أيضاً:

السرديات المضللة في حرب السودان… حكاية الغزو الأجنبي

 

السرديات المضللة في حرب السودان… حكاية الغزو الأجنبي

فيصل محمد صالح

في إطار التحولات المستمرة لسرديات الحرب في السودان تغيّرت التسميات من مقاومة تمرد الميليشيا، إلى محاولة الانقلاب، وإلى حرب الكرامة… وانتهت إلى حكاية الغزو الأجنبي. فالقول الجديد الآن أن السودان يتعرض لغزو أجنبي ينبغي حشد كل الإمكانات والموارد للتصدي له، وكل من لا يسهم في هذا الاتجاه إما أنه متآمر وإما ساكت على الغزو الأجنبي ومؤيد له بطريقة ما.

ليست هذه هي المرة الأولى في حروبات السودان المتعددة أن تُطلق الحكومات على الحروب الأهلية تسميات تحاول أن تحشد بها الناس، وترفع الحرج عن عدم قدرتها على المواجهة بالقول إن ما يحدث هو مؤامرة كونية ضد السودان، وغزو أجنبي يفوق قدرات البلاد.

حدث هذا في حرب الجنوب الأولى «1955-1972»؛ حيث كانت تُسمى مؤامرة استعمارية كنسية من تدبير الدوائر الغربية المسيحية، تستهدف ثقافة السودانيين ودينهم، ثم انتهى الأمر بتفاوض تحت رعاية مجلس الكنائس العالمي، تم على أثره توقيع اتفاقية أديس أبابا في 27 فبراير (شباط) 1972، وتم تعيين زعيم المتمردين الجنرال جوزيف لاقو في عدة مناصب، من بينها نائب رئيس الجمهورية.

ثم جاءت حرب الجنوب الثانية «1983-2005»، وهي أيضاً كان يتم توصيفها بأنها مؤامرة صهيونية وأميركية على السودان وسيادته، وحين تقدّمت قوات «الحركة الشعبية» بقيادة الدكتور جون قرنق في بعض المحاور تمت تسمية ذلك بالغزو الأوغندي الإثيوبي، وشهدت تلك المرحلة عمليات الحشد والتجنيد تحت شعارات الجهاد لمواجهة الغزو الأجنبي الذي «يستهدف دين الأمة وعقيدتها»، وكان يتم تصوير جون قرنق صوراً مشينة. خاضت الحكومة مفاوضات مع «الحركة الشعبية»، برعاية أميركية غربية، وانتهت بتوقيع اتفاق السلام الشامل في نيروبي يناير (كانون الثاني) 2005، وأيضاً انتهت المرحلة بالدكتور جون قرنق نائباً أول لرئيس الجمهورية، ثم خلفه سلفا كير.

ثم تكرر الأمر مع حركات دارفور المسلحة، التي يتولّى أحد قادتها الآن وزارة المالية، والآخر حكم إقليم دارفور، ويتحالفون مع الحكومة ويقاتلون مع الجيش الذي سبق أن قاتلوه.

هو تقليد قديم إذن، أن نتجنّب الاعتراف بحقيقة الحروب الأهلية التي تتقاتل فيها أطراف سودانية لأسباب متعددة، ونحول الأمر كأنه غزو أجنبي، وهناك ظنٌّ أن في الأمر فوائد آنية، منها حشد الطاقات الوطنية، واستقطاب الدعمين الإقليمي والدولي، وإيجاد التبرير المناسب في حالة عدم القدرة على المواجهة، بحجة وجود إمكانات كبيرة لدى الطرف الأجنبي، ثم إلقاء اللوم على الآخرين بالتسبب في الحرب بدلاً من لوم النفس.

هذه حرب سودانية بين أطراف سودانية، ومن انتهكوا وارتكبوا الجرائم وقتلوا وذبحوا المدنيين هم، مع الأسف الشديد، مواطنون سودانيون، ومن قصفوا المنشآت المدنية ومحطات الكهرباء والأسواق العامة هم أيضاً سودانيون، ولن تُغير نسبتهم لبلاد أجنبية من هذه الحقيقة، ولن تُفيد محاولات الإنكار وإلقاء اللوم على الآخرين.

هل يعني هذا الأمر نفي وجود تدخل أجنبي في الحرب الحالية وحروب السودان السابقة…؟

الإجابة بالتأكيد لا كبيرة… وكبيرة جدّاً، فالتدخلات الإقليمية والدولية لم تغب يوماً عن الشأن السوداني، بل في كل البلاد التي تشهد صراعات ونزاعات داخلية. ومن المؤكد أن البلاد تتدخل وفقاً لمصالحها هي أولاً، ثم تأتي بعد ذلك العوامل الأخرى التي يمكن أن تُشكل مبررات موقفها. لكن الفرق كبير بين التدخل عبر مساعدة طرف ودعمه بالسلاح وبالتأييد السياسي، والغزو الذي يستلزم دخولاً مباشراً في الحرب بعناصر أجنبية مقاتلة.

لو استمرت الحرب الحالية بما يملكه الطرفان من أسلحة وذخائر لما استمرت ثلاثة أشهر، بعدها لن يملك طرفا الحرب ما يتقاتلان به غير السلاح الأبيض، لكن الإمداد الخارجي، الذي هو شكل من أشكال التدخل، وهو الذي تسبب في استمرار الحرب. ولم يأتِ هذا السلاح والإمداد لأي من طرفي الحرب حبّاً وكرامة، وإنما هو جزء من استراتيجية التدخل والتأثير في مجريات الأوضاع، ومحاولة الاستفادة من أوضاع الحرب ومآلاتها ونتائجها.

الأفضل للسودانيين أن يبدأوا من حقيقة مسؤوليتهم عن الحرب واستمراريتها، وأن يعرفوا أن عملية وقف الحرب يمكن أن تتم إذا توفرت إرادة وطنية حقيقية، عندها فقط يمكن قفل الباب أمام التدخل الدولي الضار والخبيث، أما غير ذلك من التوصيفات والتسميات فلن يفعل شيئاً غير ذر الرماد في العيون..

 

نقلاً عن الشرق الأوسط

الوسومالحركة الشعبية الحروب الأهلية السرديات المضللة جون قرنق حرب السودان... الغزو الأجنبي مؤامرة صهيونية

مقالات مشابهة

  • حقائق و بديهيات «للأسف يجب ان تقال»
  • السرديات المضللة في حرب السودان… حكاية الغزو الأجنبي
  • «لا سلام مع إسرائيل بدون الدولة الفلسطينية».. رسائل الرئيس السيسي في القمة العربية ببغداد
  • غزة في صدارة الاهتمام المصري.. رسائل حاسمة من السيسي في قمة بغداد
  • من بغداد.. العليمي يوجه رسائل حاسمة في القمة العربية ويطالب بموقف عربي موحّد تجاه الحوثيين
  • مساعد قائد الجيش السوداني إبراهيم جابر يبلغ غوتيريش أمر مهم عن “مسيرات الإمارات” ويشارك في قمة بغداد بدلًا عن البرهان
  • شاب يواجه الشرطة بمسدس لعبة.. فيديو
  • الحلقة الخامسة من سلسلة “من أشعل الحرب في السودان؟”
  • ويتكوف: أمريكا ترفض اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف الحرب في فزة
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: هل بات السودان خارج الحسابات الأمريكية؟