من «طوفان الأقصى» إلى شرم الشيخ.. عامان من الدم والمفاوضات
تاريخ النشر: 7th, October 2025 GMT
في السابع من أكتوبر عام 2023، استيقظ العالم على عملية عسكرية غير مسبوقة نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية «حماس» ضد الاحتلال الإسرائيلي تحت اسم «طوفان الأقصى»، لتفتح فصلًا جديدًا من الصراع الأكثر تعقيدًا في الشرق الأوسط خلال العقود الأخيرة.
اليوم، وبعد مرور عامين كاملين على تلك اللحظة المفصلية، لا تزال تداعيات العملية والحرب التي تلتها تلقي بظلالها الثقيلة على غزة، التي تحولت إلى ما يشبه المدينة المدمّرة.
فالمشاهد اليومية هناك لا تزال تختصر المأساة، أطفال يبحثون عن ألعابهم بين الأنقاض، وأمهات يودعن أبناءهن على بوابات المستشفيات المهدّمة، وناجون يحكون للعالم قصة شعبٍ يقاتل من أجل البقاء.
حصيلة الدمار والخسائروفقًا لتقارير الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، فقد أسفرت الحرب التي تلت «طوفان الأقصى» عن مقتل أكثر من 67 ألف فلسطيني، بينهم آلاف الأطفال والنساء، فيما لا يزال آلاف آخرون مفقودين تحت الركام.
كما دُمرت أكثر من 95% من البنية التحتية لقطاع غزة، بما في ذلك المستشفيات والمدارس وشبكات المياه والكهرباء، مما فاقم من المعاناة الإنسانية وجعل القطاع على حافة الانهيار الكامل.
من جهة أخرى، تشير بيانات اقتصادية إلى أن الخسائر المالية تجاوزت 68 مليار دولار، بينما يعيش أكثر من مليوني شخص في ظروف إنسانية قاسية، يعانون نقص الغذاء والدواء وغياب أبسط مقومات الحياة.
أرقام تتحدث عن مأساة البيانات الأولية الصادرة عن المؤسسات الفلسطينية والدولية تكشف حجم الكارثة:68 مليار دولار: تقديرات الخسائر الاقتصادية المباشرة للحرب حتى الآن.
400 ألف وحدة سكنية: تعرضت لتدمير كلي أو جزئي.
38 مستشفى و494 مؤسسة تعليمية: خرجت عن الخدمة.
2.8 مليون متر من الطرق: تم تدميرها، ما شل الحركة التجارية والمدنية.
94% من الأراضي الزراعية: لم تعد صالحة للاستغلال.
288 ألف أسرة فقدت منازلها، فيما تجاوز عدد النازحين مليوني شخص.
التحولات السياسية والإقليميةلم تكن عملية «طوفان الأقصى» حدثًا ميدانيًا فحسب، بل نقطة تحول سياسية كبرى في المنطقة، فقد أعادت الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي إلى واجهة الاهتمام الدولي بعد أن كان يعاني من التهميش، وأجبرت القوى الكبرى على إعادة تقييم مواقفها.
وأعادت العملية النقاش حول مستقبل القضية الفلسطينية، وفتحت تساؤلات حول جدوى المفاوضات التقليدية ومسار التطبيع العربي الإسرائيلي الذي كان يتقدم بوتيرة سريعة قبل أكتوبر 2023.
الفرصة الأخيرةانطلقت في 6 و7 أكتوبر 2025 جولة من المحادثات بين ممثلين عن الجانبين، في مدينة شرم الشيخ، بحضور وفود من مصر والولايات المتحدة ودول أخرى، وتركّزت المرحلة الأولى من النقاشات على التوصل إلى اتفاق مرحلي لتبادل الأسرى والرهائن، إلى جانب تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي يواجه أوضاعًا كارثية.
وقدّم الوسطاء خلال الاجتماعات خطة أمريكية جديدة تُعرف باسم «خطة ترامب»، تضمنت مقترحًا لوقف مبدئي لإطلاق النار، يليها إفراج تدريجي عن الرهائن الإسرائيليين مقابل معتقلين فلسطينيين، مع ترتيبات أمنية تضمن لإسرائيل مراقبة الوضع الميداني، وتلزم حماس على المدى المتوسط بخطوات لنزع سلاحها تدريجيًا، وإعادة إدخال المساعدات الإنسانية وإمكانية تشكيل إدارة مؤقتة للشؤون المدنية في غزة بإشراف دولي.
ورغم المساعي الدبلوماسية الجارية، تواصلت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة بالتزامن مع الاجتماعات، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، وفق مصادر طبية فلسطينية.
ويرى مراقبون أن استمرار العمليات العسكرية خلال التفاوض يعكس حجم التعقيد وانعدام الثقة بين الجانبين، كما يهدد فرص التوصل إلى اتفاق نهائي في المدى القريب.
اقرأ أيضاًأبو عبيدة: عام على رحيل «الضيف».. قائد طوفان الأقصى التي أعادت قضية فلسطين للصدارة
في ذكرى «طوفان الأقصى».. سرايا القدس تنشر مشاهد لعملياتها العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي
عام على طوفان الأقصى.. كيف حطمت المقاومة أسطورة الاحتلال الإسرائيلي
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: القضية الفلسطينية قطاع غزة الأمم المتحدة الاحتلال الإسرائيلي غزة حماس الفلسطينيون طوفان الأقصى الطوفان طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
“قداسة البابا “: من الأسرة يخرج القديسون وهي التي تحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها
شهد قداسة البابا تواضروس الثاني مساء امس، احتفالية اليوم السنوي للصحافة والإعلام القبطي، والتي أقيمت فعالياتها في المقر البابوي بالقاهرة، بحضور أصحاب النيافة الأنبا تادرس مطران بورسعيد، والأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة، والأنبا بطرس الأسقف العام، والأنبا إرميا الأسقف العام، والأنبا ماركوس أسقف دمياط وكفر الشيخ والبراري، وعدد من الآباء الكهنة وممثلي الصحافة والإعلام القبطي.
حملت احتفالية يوم الصحافة والإعلام القبطي التي تقام للسنة الثالثة على التوالي،عنوان "الصحافة والإعلام القبطي والبيت المسيحي"، وتضمنت كلمات لصاحبي النيافة الأنبا مرقس والأنبا ماركوس، وندوة أدارها الدكتور رامي عطا مع أ.د سامية قدري أستاذ علم الاجتماع والدكتور سامح فوزي كبير الباحثين في مكتبة الإسكندرية، والدكتور رامي سعيد المتخصص في مجال الذكاء الاصطناعي.
وتم تكريم قنوات أغابي وC. T.V وMe sat وكوجي والمنظومة الإعلامية الرسمية للكنيسة (المركز الإعلامي - الموقع الإلكتروني - قناة C.O.C) ومجلة دنيا الطفل. كما تم تكريم أسماء عدد من الكتاب والمفكرين الراحلين.
وفي كلمته تناول قداسة البابا ثلاث مقولات تخص الأسرة، وهي:
١- "الأسرة أيقونة الكنيسة": وتعني أن الأسرة هي مصدر جمال الكنيسة، فمن الأسرة يخرج القديسون، وهي التي تحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها، ولفت إلى أن العروسين تصلى لهما الكنيسة صلوات سر الزيجة المقدس أمام الهيكل في نفس المكان الذي تتم فيه سيامة الأسقف والكاهن والشماس.
وذَكَّرَ بأن كلمة Family يمكن اعتبارها اختصارًا للعبارة (father and mother I love you).
٢- "منذ أن ظهر الموبايل انتهى عصر الإنسانية": أصبحت الأجهزة هي المتحكم في الإنسان، لذا فلا بد أن نجاهد روحيًا لتقوية أرادة الإنسان، بما يحفظ له قيمته. وحذر من أن الموبايل يسرق الوقت، وبالتالي فإنه يسرق العمر.
٣- "عصر التفاهة": ومن سماته أن الناس يختارون الأسهل والأسوأ، ويصفقون للشخصيات الفارغة ويرفعونها، حتى صار هؤلاء من المشاهير ويحصلون مكاسب خيالية، بينما صارت الشخصيات الجادة على الهامش. والأسرة دور حاسم في هذا فإما تخرج شخصًا تافهًا أو جادًا.
وطالب قداسته الصحافة والقنوات بالاهتمام بإعداد برامج توعوية في سياق تكوين الأسرة بدءًا من سن الطفولة.