عربي21:
2025-10-18@07:04:50 GMT

إبادة مع وقف التنفيذ

تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT

كما كان واضحا، صراع التكتيكات ضد الاستراتيجيات بات فعَّالا وواضح المعالم: البيت الأبيض يعمل على إنقاذ الكيان من نفسه ومن الورطة التي أوصل إليها نفسه، دون أن يظهر للمقاومة أن الكيان في حالة ضعف أو تآكل. على العكس، إنه يريد أن يظهر للعالم ولحماس أنه الأقوى الآن بعد استعادة أسراه فيضغط من أجل الإسراع في انتشال جثث أسراه، هو من قتلهم ودفنهم تحت الأنقاض وداخل الأنفاق.

إنهم يعملون على تحميل المقاومة ذنب ما اقترفوه هم بأنفسهم لأنفسهم.

منطق الاستقواء الغبي الذي يفضح كل يوم الصلف الذي لا يزيد إلا في كشف عورات من يخفون ما لا يخفى وما لم يعد ينطلي على أحد. إنهما يعملان كما لو أنهما يمثّلان أدوارا سخيفة غبية يعرف المشاهد كم أنها ساذجة وكاذبة وغير ذات مصداقية حتى بينهم وبين أنفسهم.

البيت الأبيض ينفخ الساخن والبارد ويتقلب من موقف إلى آخر ومن تصريح هادئ، إلى تجريح وقح، الغرض منه المزيد من الضغط على المقاومة لتقديم المزيد من التنازلات والقبول بوضع رقبتها تحت سيف دمقليس، تحت ذريعة الرؤية الصهيونية المشروخة، رغم أنها تعلم الحقيقة على الأرض وتعرف أنه من مصلحة المقاومة الإسراع بالمرور إلى المرحلة الثانية من تفاهمات شرم الشيخ وتنفيذ بنود الاتفاق بلا مواربة ولا إطالة ولا عراقيل صهيونية، التي لم يعد أحدٌ ينكرها أو يتجاهلها، بمن فيهم الإدارة الأمريكية، إلا أنها لا تستطيع أن تغيظ الذئب إرضاءً للحمل كما تراه؛ فالذئب في الرواية الأمريكية معه الحق دوما ولو كان الحمل يشرب من النهر ذاته بعكس التيار، كما تقول القصة.
المقاومة تدرك من جهتها أن الكيان لعوب ولا يمكن الوثوق به
المقاومة تدرك من جهتها أن الكيان لعوب ولا يمكن الوثوق به، إذ لا ميثاق لهم، وأن الإدارة الأمريكية ليست محايدة ولا ضامنة لعدم العودة إلى الإبادة أبدا، حتى ولو كان ذلك الاحتمال ضعيفا، وأن أوراق القوة لديها قد قدِّمت على مذبح الضغوط العربية قبل الأمريكية والصهيونية، وأن سلاحها المتبقي هو ما بقي لها التفاوض بشأنه، وأن هذا لن يكون إلا بشروطها المعروفة: السلاح مقابل دولة وسلطة فلسطينية وطنية، جامعة غير موالية للكيان ولا عميلة، كما تعمل الإدارة الأمريكية وإدارة الكيان على التخطيط له استراتيجيًّا. صراع التكتيكات المقاومة ضد الاستراتيجيات القائمة، تنطلق من هذا الباب: لا لنزع سلاح المقاومة مادام الاحتلال قائما، ولا لتسليم السلاح إلا لسلطةٍ وطنية فلسطينية. لهذا، يرفض الكيان ويرفض البيت الأبيض التحدُّث اليوم عن مستقبل غزة إلا ضمن تصوُّر تقني إنساني: إعادة الإعمار بمال الأغنياء العرب الذين يشترطون نزع سلاح حماس أوَّلا، وكأنما هذا السلاح موجَّه ضدهم!

في ظل هذه الضغوط الإقليمية والدولية، التكتيك لدى المقاومة المرحلي هو الاستعانة بضمانات أكثر قوة وفعالية: الدور التركي، نظرا للتقارب العقائدي الأيديولوجي بين المقاومة الإسلامية في غزة والتيار الحاكم في إسطنبول. دخلت تركيا، وبطلب ملحّ من حماس، كضامن في اتفاقيات شرم الشيخ، مع أن الكيان رفض ذلك سابقا، كما رفض أي دور لروسيا. غير أن ترمب اضطرَّ في الأخير إلى قبول دور تركي في الحل بما يراه حلًّا قد يقبله نتنياهو على مضض. مع ذلك، يصر الكيان على رفض أي مساهمة تركية في رفع الأنقاض بحثا عن أشلاء وجثث أسرى الكيان، إبقاء على ورقة المساومة والضغط والذرائع التي لا تنتهي، ولكن أيضا رفضًا منه لأي دور تركي، لا تريده حتى الأطراف العربية المطبِّعة.
وعليه، فالإبادة تبقى حاضرة، مع وقف التنفيذ فقط.

الشروق الجزائرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه المقاومة الإبادة الاحتلال غزة غزة الاحتلال المقاومة الإبادة مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أن الکیان

إقرأ أيضاً:

الحبل الانزلاقي بمسفاة العبريين.. مشروع سياحي واعد ينتظر التنفيذ

في قرية مسفاة العبريين المصنّفة ضمن قائمة منظمة السياحة العالمية لأجمل القرى السياحية في العالم، يظلّ مشروع الحبل الانزلاقي -رغم مرور أكثر من سبع سنوات على الإعلان عنه– حبيس الملفات، في انتظار التمويل والإرادة اللازمة لتحويله من فكرة إلى واقع ملموس.

وقال عبدالله بن زاهر بن سعيد العبري مالك نزل المسفاة للضيافة ومتحف مسفاة العبريين، إن هذا المشروع لا يُمثّل مجرد نشاط ترفيهي، بل يُعدّ ركيزة استراتيجية؛ لتنشيط سياحة المغامرات في سلطنة عمان، وتعزيز القيمة الاقتصادية والاجتماعية لمجتمع محلي أثبت قدرته على الصمود والمبادرة، في ظل رؤية وطنية ترتكز على التنويع الاقتصادي، وتفعيل الشراكة مع المجتمعات.

تعود فكرة المشروع إلى عام 2018 عبر اتفاق مبدئي ثلاثي الأطراف بين وزارة التراث والسياحة كمشرف فني، وشركة عُمان للمرطبات كممول محتمل ضمن برامج المسؤولية الاجتماعية، وشركة المسفاة الأهلية كممثل للمجتمع المحلي والمشغّل المستقبلي.

شملت المرحلة الأولى دراسة أولية للموقع، وتخصيص ثلاث قطع أراض، وتحديد مسار الحبل الانزلاقي، واعتمادًا فنيًا مبدئيًا من الجهات المعنية، ومع ذلك بقي المشروع معلقًا بانتظار التمويل الفعلي، والانطلاقة التنفيذية.

وأضاف العبري أنه في خطوة إيجابية لاحقة، أبدت شركة فودافون عُمان رغبتها في دعم المشروع ضمن مسؤوليتها المجتمعية، ما أعاد الأمل في تحريكه، إلا أنه حتى الآن لم يتم اتخاذ أي خطوات فعلية، أو التزامات ملموسة تجاه التمويل أو التنفيذ مما يسلّط الضوء على أهمية تحويل النوايا إلى أفعال خاصةً في المشاريع التي تُحدث فرقًا مباشرًا في المجتمعات الريفية، وأهمية النظر في تسهيل إجراءات دعم مثل هذه المشاريع الوطنية المستدامة.

وتجدر الإشارة إلى أن شركة المسفاة الأهلية تمثل ركيزة هذا المشروع والمجتمع المحلي بأكمله، إلا أنها تُعاني من ضعف الإمكانيات المادية، وتواجه معوّقات اجتماعية وتنظيمية أعاقت تنفيذ عدد من المشاريع التنموية سابقًا، وبالنسبة لها يُعد مشروع الحبل الانزلاقي شريان حياة حقيقي يمكن أن يُعيد لها التوازن المالي، ويعزز قدرتها على الاستثمار في مشاريع أخرى تخدم أهالي القرية، وتدعم النشاط السياحي، لاسيما بعد أن شهدت مسفاة العبريين خلال السنوات الأخيرة تطورًا ملموسًا أبرزها مشروع تطوير القرية الحكومي الذي بدأ تنفيذه في يونيو 2025 بإشراف مكتب محافظ الداخلية، ويشمل إضافة مواقف سيارات، ومرافق عامة، وتنظيم وتبليط الممرات، وإخفاء المشوهات البصرية، وتحسين الواجهة السياحية بشكل عام.

كما ارتفع عدد زوار القرية بشكل كبير، وزاد عدد النزل التراثية، والمطاعم والمقاهي جنبًا إلى جنب، مع وجود متحف متكامل يحكي قصة هذه القرية العريقة، وفريق تسلق ومغامرات يعد من بين أفضل الفرق المختصة في سلطنة عمان، مما يُبرز الحاجة إلى أنشطة نوعية أخرى؛ لتعزيز التجربة السياحية، واستدامة النشاط السياحي على مدار العام.

ولتجاوز المعوقات الاجتماعية يوجد مقترح بتعديل مسار الحبل الانزلاقي ليبدأ من قلعة روغان التاريخية وينتهي عند الجبل المقابل (الساب) شرق القرية، وهو موقع يبعد عن مساكن المواطنين، ويقدّم تجربة بانورامية تربط المعالم الطبيعية والتراثية في تناغم تام، وسيكون له أثر اقتصادي واجتماعي طويل الأمد، من خلال خلق فرص عمل جديدة لأبناء القرية، وتشجيع استثمارات إضافية في قطاع السياحة.

ويؤكد المشروع في رسالته أهميةَ أن يتبنى القطاعان العام والخاص تمويله؛ ليُحلّق بمسفاة العبريين نحو آفاق تنموية جديدة؛ تُعزّز حضورها محليًا وعالميًا، وتُثبت أن السياحة المجتمعية قادرة على أن تكون محرّكًا فعّالًا للتنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • كاتبة إسبانية: المتفرجون على إبادة غزة هم المشكلة وليست غريتا ثونبرغ
  • الإعلام الإسرائيلي يعترف بتأثير العمليات العسكرية اليمنية على أهداف حساسة داخل الكيان
  • رد فيدرا على منتقدي دعمها لحملة مقاطعة منتجات الكيان الصهيوني
  • الحبل الانزلاقي بمسفاة العبريين.. مشروع سياحي واعد ينتظر التنفيذ
  • مختار نوح: تظاهرات الإخوان أمام السفارات المصرية مؤامرة على مصر بدعم من الكيان الصهيوني
  • “ميك والاس”: الاتحاد الأوروبي يعج بالعقلية الاستعمارية ويدعم إبادة غزة
  • “انتصاف” تدعو لتحرك دولي بعد توثيقها لجريمة الكيان الصهيوني في صنعاء
  • السوداني صعد قطار التطبيع مع الكيان الصهيوني من أجل ولايته الثانية
  • لأول مرة.. كامالا هاريس تتحدث عن "إبادة جماعية" في غزة