هاشم الغماري.. شهيد على طريق القدس
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
يمانيون| بقلم: عبدالمؤمن محمد جحاف
في لحظةٍ عاشتها الأمة، وقرنها حزن الفقد بعزيمة الصمود، تتجلّى شهادة الشهيد محمد عبدالكريم الغماري “هاشم” كعلامةٍ بارزةٍ في سجل الإسناد اليمني لغزة. هذه الشهادة ليست مجرد فقدانٍ لشخصٍ فاعل فحسب ، بل هي تتويجٌ لعطاءٍ متواصل، ودرعٌ يزداد بريقه كلما توالى الزمن، ومحطة فخرٍ لشعبٍ قدم الغالي والنفيس دفاعاً عن المستضعفين في فلسطين.
باستشهاد القائد العظيم الفريق الركن محمد عبدالكريم الغماري يُسجل التاريخ اليمني فصلًا جديدًا من تضحياته الجهادية الباسلة أثناء تأديته واجبه الجهادي في دعم صمود أبناء غزة وفلسطين. يُعد الغماري، رمزًا للعطاء اليمني المتواصل الذي امتد على مدار أكثر من عامين من الإسناد الفعّال للقضية الفلسطينية.
فاليمن، وعلى مدى أكثر من عقد، صمد وشهد انتصارات متتالية على عدوان متنوع ومعقد وتحالفات كبرى، كان نصيرها الأبرز إيمان شعبه وعظمة تضحياته. دماء شهدائنا لم تذهب هدراً، بل تحولت إلى وقود يدفع نحو آفاق النصر، ومدرسة يتعلم منها كل أحرار اليمن.
يُبرز هذا الحدث مستوى عظيم من التضحية والفداء والإخلاص. فقد ثبتت التجارب أن دماء الشهداء ومواقفهم أصبحت مدرسة متجددة للشعب اليمني، ومصدرًا للروح المعنوية في جميع الجبهات، بما يعكس ثبات اليمنيين أمام التحالفات الكبرى التي حاولت مرارًا إضعافهم.
في الختام، يظل استشهاد اللواء الغماري درسًا جديدًا في سجل التضحيات اليمنية، ورواية حيّة عن الصمود، والإخلاص، والثبات في مواجهة العدوان، مؤكدًا أن دماء الشهداء تتحول إلى مدرسة ووقود للجبهة اليمنية، وتظل القضية الفلسطينية حاضرة في قلب كل مجاهد جندي ومقاتل يمني، في معركة هي امتداد لمسيرة طويلة من الصمود والتحدي.
#الغماري_شهيدالمصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
في الذكرى الأولى لاستشهاد القائد يحيى السنوار.. "حماس": دماء القادة تعزّز طريق المقاومة
غزة - صفا
أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن جذوة الطوفان لن تخبو، وأن دماء القادة الشهداء ستبقى وقودًا لمسيرة المقاومة وتحرير الأرض والمقدسات.
وأضافت الحركة في بيان بالذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد المجاهد يحيى السنوار، أن تضحياته وإخوانه الشهداء ستظل منارة تهدي الأجيال على طريق الثبات والصمود والمقاومة، مجددةً العهد بالوفاء لمسيرتهم حتى تحقيق النصر والتحرير الكامل.
ويصادف اليوم 16 أكتوبر الذكرى الأولى لاستشهاد القائد السنوار، بعد 377 يومًا من عملية طوفان الأقصى، مشتبكًا مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
سيرته
في التاسع عشر من أكتوبر عام 1962، وُلد يحيى إبراهيم السنوار في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، بعد أن هجّرت "إسرائيل" عائلته من مدينة مجدل عسقلان عام 1948.
تلقى السنوار تعليمه في مدارس خان يونس، وأنهى الثانوية العامة في مدرستها الثانوية للبنين، قبل أن يلتحق بالجامعة الإسلامية بغزة، حيث درس اللغة العربية، وبدأت شخصيته السياسية والتنظيمية تتبلور.
في أروقة الجامعة، كان الصوت الأبرز للكتلة الإسلامية، والمنظّر الأهم في ساحات النقاش الطلابية بين مختلف الكتل. تنقل بين مواقع قيادية داخل مجلس الطلبة من 1982 حتى 1987، حتى ترأسه لاحقًا، وكان أحد مؤسسي فرقة “العائدون للفن الإسلامي” بإشراف الشيخ الإمام الشهيد أحمد ياسين، في محاولة لاستخدام الفن كوسيلة مقاومة ثقافية.
مع بدايات الثمانينيات، انتقل السنوار من العمل الطلابي إلى العمل التنظيمي المسلح، فقد شارك عام 1983 في تأسيس جهاز “أمن الدعوة” إلى جانب الشيخ أحمد ياسين، وهو النواة الأولى لما أصبح لاحقًا جهاز الأمن العام لحركة حماس. وبعد ثلاث سنوات، ساهم في تأسيس منظمة “مجد” – الجهاز الأمني للحركة – التي تولت ملاحقة العملاء وكشف المتعاونين مع الاحتلال.
تعرض السنوار للاعتقال عدة مرات؛ أولها عام 1982 في سجن الفارعة لمدة ستة أشهر، ثم عام 1988 حين حكم عليه الاحتلال بأربعة مؤبدات، قضى منها 23 عامًا متواصلة، بينها نحو أربع سنوات في العزل الانفرادي.
داخل الأسر، لم يتوقف عن العمل التنظيمي والفكري، فقاد الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس، وأشرف على عدة إضرابات كبرى عن الطعام.
كما أتقن اللغة العبرية وكرّس سنواته للبحث والكتابة، فألف وترجم كتبًا عن الأمن والسياسة الإسرائيلية، من أبرزها “الشاباك بين الأشلاء”، و“الأحزاب الإسرائيلية”، و“المجد”، و“التجربة والخطأ”، إضافة إلى روايته الأدبية “شوك القرنفل” التي وثقت مراحل النضال الفلسطيني بعد عام 1967.
عام 2011 نال يحيى السنوار الحرية وخرج من السجن في صفقة “وفاء الأحرار”، وكان أحد مهندسيها الأساسيين.
بعد عام من تحرره، تزوج وأنجب ثلاثة أبناء: إبراهيم وعبد الله ورضا، ودخل بعدها مباشرة العمل السياسي والتنظيمي في صفوف الحركة، فانتخب عضوًا في المكتب السياسي، وتولى الملف الأمني عام 2012، ثم الملف العسكري عام 2013.
في 2015 أدرجته الولايات المتحدة على قائمتها “للإرهابيين الدوليين”، وهو العام ذاته الذي كُلّف فيه بإدارة ملف الأسرى الإسرائيليين لدى كتائب القسام.
عام 2017، انتُخب السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحماس في قطاع غزة، وأعيد انتخابه لدورة ثانية عام 2021، قبل أن يقود الحركة بعد اغتيال القائد إسماعيل هنية في واحدة من أكثر مراحلها حساسية خلال حرب الإبادة الجماعية على غزة عام 2023.
وفي السادس من أغسطس 2024، انتُخب يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس خلفًا لإسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران، ومثّل ذلك لحظة تتويج لمسيرة امتدت أكثر من أربعة عقود، جمع خلالها السنوار بين الفكر والتنظيم والميدان، وبين السجن والقيادة.
وضعه الاحتلال على قائمة الملاحقة ودمر منزله للمرة الرابعة بعد أن استُهدف في حروب سابقة أعوام 1989 و2014 و2021.