اللواء المجاهد الغماري.. عنوان للتضحية والإخلاص
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
في مسيرة الشعوب العظيمة، تولد أسماء لا تموت، رجال صنعوا من الإيمان قضيةً، ومن الوفاء طريقاً، ومن التضحية حياةً خالدة في ذاكرة الوطن. ومن بين أولئك الرجال الأشداء، يودعنا اليوم إلى سبيل الخالدين عند رب العالمين المجاهد اللواء محمد عبدالكريم الغماري، كقائد استثنائي من أبرز قادة المسيرة القرآنية ومن رجال السيد حسين رضوان الله عليه، الأوائل الملتحقين بالمسيرة القرآنية منذ اليوم الأول في الجهاد و الذين نذروا حياتهم دفاعاً عن الكرامة والسيادة، ووفاءً لرسالةٍ إنسانية سامية آمن بها حتى آخر لحظة من عمره، رسالة تحرير القدس وغزة من دنس الصهاينة.
لم يكن الشهيد مجرد قائدٍ عسكريّ، بل كان مدرسة في الإيمان والثبات، ومثالاً فريداً للصدق في الموقف والعمل. حمل همّ وطنه وشعبه، ووقف في الميدان مقداماً لا يعرف التراجع، يرى في كل معركة مسؤولية تاريخية أمام الله والوطن، لا مجرد مهمة عسكرية عابرة.
ومن أسمى ما يُذكر عنه، أنه قدّم نفسه ونجله ورفاقه الأوفياء قرباناً في سبيل المبادئ التي عاش من أجلها وهو تحرير القدس من دنس اليهود الظالمين . لم يكن الرحيل عنده نهاية، بل ولادة لمعنى جديد للتضحية، ومعنى أسمى للوفاء والبطولة. فحين تتجسد القيم في رجالٍ من هذا الطراز، يصبح الموت ذاته رسالة حياة، ودماؤهم حروفاً تكتب بها الأجيال تاريخ الكرامة.
رحل اللواء الشهيد المجاهد تاركاً خلفه أثراً لا يُمحى في قلوبنا ، وسيرةً ناصعةً تُروى للأجيال القادمة. كان قائداً يعرف جنوده واحداً واحداً، يشاركهم همومهم، ويعاملهم بروح الأب والأخ، لا بروح المتسلّط. كان يرى في المقاتل البسيط شريكاً في النصر، وفي دماء الشهداء وقوداً لطريقٍ لا ينتهي بالعزيمة والإصرار.
الثابت في سيرتة أنه قدّم روحة ونجله ورفاقه نصرة للقدس الشريف ولغزة العزة وقدم ما لم يقدّمه كثيرون: صدق النية، وثبات المبدأ، وسخاء التضحية. فقد آمن بأنّ الكرامة لا تُشترى، وأنّ الاستقلال لا يُهدى، بل يُنتزع بثمنٍ باهظٍ من أرواح الرجال العظماء.
اليوم، ونحن نعزي أنفسنا والأمة الإسلامية في استشهاد اللواء محمد عبدالكريم الغماري، لا نستحضر فقط شخصاً رحل، بل نستحضر قيمةً إنسانية ووطنية ينبغي أن تبقى حاضرة في الوعي الجمعي لكل يمني حرّ: أن الإخلاص للوطن لا يقاس بالمناصب، بل بما يقدمه الإنسان من صدقٍ وإيمانٍ وتفانٍ في سبيله.
لقد عاش اللواء الشهيد مجاهدا منذ انطلاق المسيرة القرآنية ومناضلاً صادقاً، ورحل شهيداً وفياً، تاركاً وراءه إرثاً من الكبرياء والكرامة، وإيماناً بأنّ الأوطان تُبنى بالعقول المخلصة والدماء الطاهرة، لا بالخطابات والشعارات.
رحمه الله رحمة الأبرار، وأسكنه فسيح الجنان مع الصديقين والشهداء، وجعل من ذكراه منارةً تهدي الأحرار إلى دروب العزة والإباء. الأسيف وخالص عزائنا للسيد القائد.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
تشييع جثمان الفقيد المجاهد محمد عبدالله العياني في صعدة
الثورة نت /..
شُيع في محافظة صعدة اليوم، في موكب جنائزي مهيب جثمان الفقيد المجاهد محمد عبدالله سالم العياني، الذي وافاه الأجل بعد حياة حافلة بالجهاد والعطاء في سبيل الله.
وخلال التشيع الذي تقدمه محافظ صعدة محمد عوض ومساعد قائد المنطقة العسكرية السادسة العميد مرتضى الهاشمي، وقيادات رسمية ومجتمعية، أشار محافظ صعدة إلى أن الفقيد كان أحد المجاهدين السباقين في الالتحاق بالمشروع القرآني منذ انطلاقته.. مؤكدا أن محافظة صعدة خسرت برحيله أحد رجالها المخلصين.
فيما أشاد المشيعون بمواقف الفقيد الراحل، الجهادية في نصرة الحق ومقارعة الباطل، والتصدي للعدوان على بلدنا، وأدواره الوطنية والجهادية.
وعبروا عن خالص العزاء والمواساة لأسرة الفقيد وآل العياني كافة في هذا المصاب.. سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
وقد تمت مواراة جثمان الفقيد في روضة الشهداء بمنطقة آل الصيفي بعد الصلاة عليه في مسجد الإمام الهادي.