كتارا تعلن الفائزين بدورتها الحادية عشرة وتدشن مبادراتها السردية
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
شهدت دار الأوبرا في المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" بالعاصمة القطرية الدوحة احتفالية الإعلان عن الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها الحادية عشرة لعام 2025، بحضور واسع من الأدباء والمفكرين والنقاد والإعلاميين وجمهور الثقافة العربية. وقد جاءت نتائج هذه الدورة لتؤكد استمرار الجائزة في ترسيخ حضور الرواية العربية وتوسيع نطاق تأثيرها في المشهدين الإقليمي والدولي.
الفائزون في فئة الروايات المنشورة
حصد حميد الرقيمي من اليمن جائزة الروايات العربية المنشورة عن روايته "عمى الذاكرة"، وشاركه الفوز رولا خالد محمد غانم من فلسطين عن "تنهيدة حرية"، ومحمد جبعيتي من فلسطين عن "الطاهي الذي التهم قلبه"، حيث تبلغ قيمة كل جائزة 30 ألف دولار أمريكي، إلى جانب ترجمة الروايات الفائزة إلى اللغة الإنجليزية.
الروايات غير المنشورة
في فئة الروايات غير المنشورة، فاز أحمد صابر حسين من مصر عن روايته "يافي"، وسعد محمد من العراق عن "ظل الدائرة"، ومريم قوش من فلسطين عن "حلمٌ على هدب الجليل"، حيث ستتم طباعة هذه الأعمال الفائزة وترجمتها إلى الإنجليزية، وتبلغ قيمة كل جائزة 30 ألف دولار.
الدراسات النقدية
أما فئة الدراسات النقدية المتخصصة في البحث الروائي، فقد فاز بها الدكتور سامي محمد أمين أحمد القضاة من الأردن عن دراسته "التقنيات السردية لرواية ما بعد الحداثة (الرواية الخليجية نموذجًا)"، والدكتور عبد الرزاق المصباحي من المغرب عن "الردّ بالرواية: دراسة في استراتيجيات السرد الثقافي"، والدكتور محمد مشرف خضر من مصر عن "استراتيجيات السرد في الرواية العربية: جدلية الجمالي والثقافي في روايات ما بعد الربيع العربي"، وتبلغ قيمة كل جائزة 30 ألف دولار، إضافة إلى طباعة الدراسات الفائزة وتسويقها.
رواية الفتيان
وفي فئة رواية الفتيان فاز كلٌّ من ربيع فريد مرشد من سوريا عن روايته "جيمة وجوما في عواصمنا المعلومة"، وسميرة بن عيسى من الجزائر عن "سيفار"، ونعيمة فنو من المغرب عن "أجنحة من خشب"، وتبلغ قيمة كل جائزة 15 ألف دولار أمريكي، مع طباعة الأعمال الفائزة ونشرها.
الرواية التاريخية والرواية القطرية
أما في فئة الرواية التاريخية غير المنشورة، فقد فاز عمر الجملي من تونس عن روايته "ديان بيان فو.. تاريخ من أهملهم التاريخ"، فيما فازت في فئة الرواية القطرية المنشورة الدكتورة هدى النعيمي عن روايتها "زعفرانة".
كلمة مدير عام كتارا
وفي كلمته خلال الحفل، أعرب سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، مدير عام المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، عن تهانيه للفائزين، مؤكدًا أن الجائزة على مدار أحد عشر عامًا أصبحت منصة عربية مرموقة تحتفي بفن الرواية وتمنح السرد العربي مكانته العالمية. وأوضح أن عدد المشاركين في الجائزة منذ تأسيسها بلغ 17,110 كاتبًا وكاتبة، تُوِّج منهم 183 فائزًا في فئات الجائزة المختلفة، من بينهم 142 من الرجال و41 من النساء.
وأشار السليطي إلى أن جائزة كتارا أسهمت في ترسيخ حضور الرواية العربية عالميًا عبر مشروع ترجمة الروايات الفائزة، حيث وصل عدد الإصدارات حتى الآن إلى 253 إصدارًا، بينها 143 بالعربية و77 بالإنجليزية و33 بالفرنسية، مؤكدًا أن اعتماد منظمة اليونسكو للأسبوع العالمي للرواية (13-19 أكتوبر من كل عام) جاء بناءً على اقتراح من كتارا ودعم من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) ووزراء الثقافة العرب.
وأضاف السليطي أن هذه الدورة تحمل صبغة استثنائية مع دخول الجائزة عقدها الثاني، إذ تم إطلاق مجموعة من المبادرات الجديدة، من أبرزها مبادرة "ضيف الشرف" التي تحتفي في كل دورة برواية بلد عربي، وقد وقع الاختيار هذا العام على الرواية السعودية لما تمثله من تجربة راسخة تمتد نحو قرن من الزمان. كما أعلن عن مشروع "الرواية تجمعنا"، الهادف إلى إقامة توأمة إبداعية بين روائي قطري وآخر عربي من دولة ضيف الشرف.
ومن المشاريع الجديدة أيضًا تحويل الروايات غير المنشورة والروايات التاريخية إلى أفلام بالذكاء الاصطناعي، إضافة إلى إطلاق مسابقة كتارا للرواية الشبابية الخاصة بطلاب الجامعات العرب، وجائزة كتارا الدولية للروايات المكتوبة باللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، لتعزيز الحوار بين الثقافات.
بهذه الرؤية الطموحة، تواصل جائزة كتارا للرواية العربية مسيرتها نحو توسيع دائرة الإبداع السردي العربي وتعزيز حضوره في الفضاء الإنساني العالمي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: غیر المنشورة جائزة کتارا عن روایته ألف دولار فی فئة
إقرأ أيضاً:
"مركز الدراسات": بعد حرب غزة انهيار السردية الإسرائيلية وصعود الرواية الفلسطينية على المسرح العالمي
غزة - صفا
أصدر المركز الفلسطيني للدراسات السياسية ورقة تحليلية بعنوان: "الكيان الإسرائيلي بعد حرب غزة: انهيار السردية الاستراتيجية وصعود الرواية الفلسطينية".
وتناولت الورقة قراءة معمقة للمشهد بعد حرب غزة التي امتدت بين 2023 و2025، مع التركيز على مرحلة وقف إطلاق النار في أكتوبر 2025 وما ترتب عليها من تبادل الأسرى، والتحولات الرمزية التي أعادت تشكيل إدراك العالم للصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.
وأشارت الورقة إلى مفارقة أساسية: بينما نجحت حكومة الاحتلال في انتزاع ترتيبات أمنية محدودة، مثل الرقابة على محور صلاح الدين ومعابر غزة وآليات الإعمار، إلا أنها فقدت السردية التي بنت شرعيتها على مدار عقود. فقد تحول الاحتلال من "دولة ضحية" إلى كيان يُنظر إليه كقوة استيطانية متجاوزة للحدود الأخلاقية، فيما ارتفعت الرواية الفلسطينية في الأبعاد الرمزية والقانونية والإعلامية، لترسيخ صورة المقاومة المنظمة والصمود الوطني أمام العالم.
وبيّنت الورقة ثلاث مؤشرات رئيسية لانهيار السردية الإسرائيلية:
1. الانكشاف البصري للفظائع: صور المجازر في غزة، شهادات الشهود، والتقارير المصورة عن الناجين أسقطت الهيمنة الإسرائيلية على الرواية الأخلاقية أمام الرأي العام الدولي.
2. مشاهد تسليم الأسرى والاحتشاد الشعبي: أظهرت المقاومة كقوة منضبطة وفاعلة، عكس المشهد الرمزي الذي حاولت إسرائيل ترويجه.
3. اهتزاز الثقة الداخلية: الاعترافات الإسرائيلية بخسائر كبيرة وظهور تمرد جنود الاحتياط والضغط الشعبي أدى إلى تآكل شرعية الجيش والمؤسسات الأمنية.
كما تضمنت الورقة توصيات عملية واستراتيجية قابلة للتنفيذ، أبرزها:
• توحيد السردية الفلسطينية الرسمية عبر غرفة تنسيق سياسية وإعلامية تشمل الفصائل وممثلي الشتات الفلسطيني.
• تدويل ملفات جرائم الحرب عبر المحاكم الدولية، لاستثمار الزخم الأخلاقي العالمي ضد الاحتلال.
• الاستثمار في الإعلام الميداني والشهود البصريين، وتحويل أرشيف الحرب إلى حملات رقمية ووثائقية مدروسة.
• إنشاء مرصد دائم لمتابعة السرديات الدولية والإسرائيلية وتقديم تحليل مهني لصناع القرار والصحفيين.
• تعزيز الخطاب الإنساني الذكي الذي يعرض غزة كرمز للنجاة والكرامة وليس مجرد ضحية.
وأكد المركز أن مرحلة ما بعد الحرب ليست مجرد استراحة بين جولات القتال، بل هي منعطف وجودي للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، حيث تصبح قوة المعنى والسردية الفاعلة أداة أساسية لتحديد موقع كل طرف في الوعي الدولي.
وشدد على أن الرواية الفلسطينية اليوم تمتلك قوة التأثير الرمزي والسياسي، وتشكل نقطة انطلاق لبناء شرعية مستدامة، تجعل فلسطين قادرة على مواجهة محاولات الاحتلال لفرض معادلات أمنية وسياسية على المدى الطويل.
كما وأكد في هذه الورقة على ضرورة الاستثمار في السردية والفعل الإعلامي الاستراتيجي، باعتبارهما خط الدفاع الأول عن الحقوق الوطنية، والأداة الأبرز لترسيخ موقف فلسطين على المستويين الإقليمي والدولي.