أهالي الطواقم الطبية بغزة يطالبون بالإفراج عن ذويهم من سجون إسرائيل
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
شارك أهالي الطواقم الطبية المعتقلة بسجون إسرائيل في وقفة احتجاجية جنوبي قطاع غزة -اليوم السبت- للمطالبة بالإفراج عن ذويهم بعد نحو عامين من التغييب القسري وسط ظروف اعتقال وُصفت بالقاسية.
ورفع المشاركون في الوقفة -التي تم تنظيمها في مجمع ناصر الطبي بمشاركة وزارة الصحة- لافتات تطالب بالإفراج عن ذويهم إلى جانب صور لبعض الأسرى من الكوادر الطبية.
كما شارك في هذه الوقفة عدد من الأطفال من أبناء الأطباء والممرضين المعتقلين، والذين عبروا عن اشتياقهم لآبائهم الذين انقطعت عنهم أخبارهم منذ لحظة اعتقالهم ولا يعلمون عنهم شيئا.
وأفادت معطيات سابقة للمكتب الإعلامي الحكومي بأن إسرائيل اعتقلت على مدى عامين من الإبادة الجماعية 362 من الطواقم الطبية، من بينهم 88 طبيبا، و132 ممرضا، و72 مساعدا طبيا، و47 من الموظفين الإداريين في القطاع الصحي.
وسبق وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة في بيان أنّ ما يرشح من معلومات حول الأوضاع الصحية للأسرى من الطواقم الطبية في سجون الاحتلال يؤكد كارثية ظروف الاعتقال والتنكيل بحقهم.
وقال مدير عام المستشفيات في غزة محمد زقوت، إن أفراد الكوادر الطبية المعتقلين بسجون إسرائيل تعرضوا لظروف صعبة وتعذيب شديد تسببت بمقتل عدد منهم وإصابة آخرين بإعاقات مستديمة.
ولم يقدم زقوت أرقاما بشأن المفرج عنهم من أفراد الكوادر الطبية خلال الأشهر الأخيرة، لكنه أضاف في كلمته خلال الوقفة أنّ ما يزيد على 130 من أفراد تلك الكوادر ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال، رغم اتفاق وقف إطلاق النار.
وضمن صفقة التبادل في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، أفرجت إسرائيل عن 1968 أسيرا بينهم 250 من المحكومين بالمؤبد أو أحكام عالية أبعدت 154 منهم خارج فلسطين، و1718 من أسرى غزة اعتقلوا بعد منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير في فلسطين.
إعلانفي حين أطلقت حركة حماس، سراح 20 أسيرا من الأحياء، و11 من جثامين الأسرى من أصل 28، إلا أن إسرائيل تقول إن إحدى الجثث المستلمة لا تتطابق مع أي من أسراها.
وأشار زقوت إلى أن الوزارة طالبت مرارا بأن يكون للكوادر الطبية أولوية في الإفراج عنهم من سجون الاحتلال، خاصة أن القانون الدولي الإنساني يكفل لهم حقوقهم في العمل الصحي والإنساني.
ولفت إلى أن إسرائيل اعتقلت تلك الكوادر رغم أنها لم ترتكب أي ذنب، إلا أنها وقفت إلى جانب مرضاها وجرحاها خلال فترة حرب الإبادة الجماعية.
واعتبر زقوت إصرار إسرائيل على مواصلة اعتقال الأطباء والممرضين إمعانا في الجرائم وفي تعمدها إيذاء الطواقم الطبية.
وطالبت المؤسسات الطبية والحقوقية والوفد المفاوض بأن يكون هناك ملحق (ضمن اتفاق وقف إطلاق النار) للإفراج عن الطواقم الطبية المعتقلة.
مطالبات بالإفراجبدورها، قالت المسنة فطوم أبو طعيمة (75 عاما) والدة الطبيب المعتقل ناهض أبو طعيمة، والمدير الإداري لمجمع ناصر الطبي، إن نجلها معتقل بسجون إسرائيل منذ سنة و7 شهور.
وأكدت أنه كان على رأس عمله في المستشفى ويعالج المرضى حينما تم اعتقاله.
وطالبت منظمة الصحة العالمية والمنظمات المعنية بالعمل للإفراج عن نجلها من داخل السجون، خاصة في ظل التقارير الواردة عن تعرض الأسرى لتعذيب شديد.
وأشارت إلى أنها لم تتمكن من التواصل معه أو زيارته على مدى أشهر الاعتقال.
من جانبها، قالت ابنة الطبيب غسان أبو زهري المعتقل بسجون إسرائيل منذ عام و7 شهور، إن أكبر أمنياتها رؤية والدها وسماع صوته.
وتساءلت مستنكرة: ما ذنبه كي يتم اعتقاله، هل ذنبه أنه أوفى بقسمه الطبي كي يخفف آلام الناس؟.
وأوضحت أنها كانت تتلهف لرؤية اسم والدها في قوائم الأسرى المفرج عنهم، لكنها أصيب بخيبة أمل عدة مرات.
وطالبت الجهات المعنية بالإفراج عن والدها، الذي مر بظروف صعبة جدا قبل اعتقاله حيث حُوصر المستشفى الذي كان يعمل به (دون ذكر اسمها).
وقفة داخل مجمّع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، تضامنا مع الكوادر الصحية المعتقلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي وللمطالبة بالإفراج عنهم#حرب_غزة pic.twitter.com/iZ2M0Z3bqU
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 13, 2025
شهادة من داخل السجونوقال الأسير الفلسطيني المحرر تامر الزعانين، الذين كان أحد المشاركين في الوقفة، إن الجيش الإسرائيلي اعتقله لمدة عام و6 أشهر منذ بدء الإبادة الجماعية.
وأوضح أنه قضى مدة من فترة اعتقاله برفقة عدد من الطواقم الطبية داخل السجون خاصة سجني نفحة ورامون جنوبي إسرائيل.
وأكد أن قوات مصلحة السجون الإسرائيلية تعمدت إذلال الأطباء ووضعهم داخل غرف وزنازين معتمة.
ودعا المؤسسات الدولية والإنسانية لضرورة التدخل للإفراج عن الطواقم الطبية المعتقلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الطواقم الطبیة بسجون إسرائیل سجون إسرائیل بالإفراج عن
إقرأ أيضاً:
بي طومن.. الوجه الخفي لقانون المقاتل غير الشرعي داخل سجون الاحتلال
كشف السفير عاطف سالم، سفير مصر السابق لدى تل أبيب، عن تفاصيل مثيرة تتعلق بالتعامل الإسرائيلي مع الأسرى الفلسطينيين، مؤكدا أن إسرائيل تستند إلى ما يسمى بـ قانون المقاتل غير الشرعي، الذي أُقر عام 2001، والذي يسمح باحتجاز المعتقلين الفلسطينيين لفترات مفتوحة دون محاكمة أو ضمانات قانونية.
وأوضح عاطف سالم، لـ “صدى البلد”، أن هذا التصنيف يُستخدم حاليا على نطاق واسع، حيث تشير الإحصاءات الإسرائيلية الأخيرة إلى وجود أكثر من 16661 معتقلا مصنفين كـ“مقاتلين غير شرعيين”، من بينهم عناصر من حزب الله وسوريا، فضلا عن الآلاف الذين شاركوا في عملية السابع من أكتوبر.
وأضاف أن معظم هؤلاء محتجزون في سجن “بي طومن” شديد العنف، الذي يضم نحو 30 جناحا، ويُعتبر من أقسى أماكن الاحتجاز، حيث يُجبر المعتقلون على النوم على الأرض، ويُحرمون من أبسط حقوقهم الإنسانية، مشيرا إلى أن “القوانين الإسرائيلية الخاصة بالسجون لا تطبق عليهم مطلقا”.
وتابع: “الاعتقال الإداري هو السمة الغالبة على ملف الأسرى الفلسطينيين، إذ يُحتجز أكثر من 90% منهم دون محاكمة، بناء على تقييمات أمنية فقط، ما يجعل وضعهم القانوني بالغ الخطورة”.
وأشار السفير سالم إلى أن بعض الدول تتعامل مع ملفات مشابهة بمنهج “المرحلية”، أي أنها تختار التوقيت المناسب للتحرك السياسي أو القانوني، مضيفا أن “حماس تتبع هذا النهج بذكاء، إذ تدرك أن الظرف الحالي لا يخدمها عسكريًا، لكنها تراهن على المكاسب السياسية المستقبلية”.
وأكد أن الحركة “تتعامل ببراغماتية عالية، وتقرأ المشهد بدقة، فكل كلمة وكل رد محسوب بدقة شديدة”.
وأوضح أن “المرحلة الحالية بالنسبة لها تُعد مرحلة خسارة مؤقتة، لكنها تدرك أن المكاسب السياسية والرمزية في المستقبل قد تكون أكبر”.
واختتم السفير المصري تصريحاته بالتنويه إلى “تحوّل واضح في الموقف الأوروبي خلال الأشهر الأخيرة، إذ خرجت بعض الدول الأوروبية عن النمط الأمريكي التقليدي في دعم إسرائيل، وهي المرة الأولى التي يظهر فيها هذا التباين في المواقف داخل المعسكر الغربي”.