من استهدف السفينة فالكون؟ غموض الفاعل ونفي حوثي وتشكيك إعلامي
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
قطع بيان جماعة الحوثي ونفيهم لاستهداف ناقلة النفط فالكون قرب ساحل مدينة أبين (جنوبي اليمن) التكهنات عن وقوف الجماعة خلف تنفيذ هذا الهجوم، الذي يعد الأحدث في سلسلة الهجمات البحرية، ووقع بعد دخول وقت تنفيذ إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ.
البيان الذي نشرته وكالة "سبأ" في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين أعلن عدم علاقة القوات التابعة للجماعة بالحادث، وذلك نقلا عن مصدر مسؤول في وزارة الدفاع بحكومة صنعاء غير المعترف بها دوليا.
ويعد هذا النفي لجماعة الحوثي الأكثر أهمية في سياق معرفة الجهة الفاعلة، خاصة مع مبادرة الجماعة لتأكيد صلتها ببعض الهجمات، كما حدث معها في هجمات سابقة، حتى ولو كان الإعلان من قبلها متأخرا.
لكن النفي الذي بادرت الجماعة لسرعة إعلانه أضاف غموضا واضحا حول الجهة المتورطة بعملية الهجوم، خصوصا مع تاريخ الحوثيين في العمليات البحرية، وتنفيذهم لعمليات مشابهة، سواء في استهداف ناقلات النفط، أو تنفيذ هجمات في نفس المكان الجغرافي، وآخرها مهاجمة سفينة هولندية في الأول من أكتوبر الجاري.
هذا الغموض للجهة تطرق له بيان شركة أمبري التابعة للجيش البريطاني والمهتمة بالأمن البحري، واستبعدت علاقة جماعة بعملية الاستهداف، قبل صدور بيان الحوثيين أنفسهم، ونفي علاقتهم.
وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية رجحت في تقرير مبكر لها حول الحادثة عدم صلة الحوثيين، وقالت إن التفاصيل المقدمة حول السفينة المستهدفة تتوافق مع ذات الناقلة التي سبق لمنظمة "متحدون ضد إيران النووية"، وهي مجموعة ضغط مقرها نيويورك، واتهمتها بالعمل ضمن أسطول إيراني من السفن، في مهمة نقل المنتجات النفطية في أعالي البحار، على الرغم من العقوبات الدولية.
تسند هذه المعلومات ما كشفته وكالات أنباء أن السفينة المستهدفة والتي تحمل نفس الاسم "فالكون" جرى استهدافها أثناء توجهها من ميناء صحار في سلطنة عمان إلى جيبوتي، وهو ذات الخط البحري الذي تتحرك فيه السفن المتجهة من وإلى السواحل الإيرانية.
ومع هذا الغموض المهيمن على الجهة الفاعلة والمستهدفة لهذه السفينة، تثار التكهنات حول الفاعل المتورط في عملية التنفيذ، وفيما إذا كان هناك طرف ثالث نفذ العملية، لخلط الأوراق، ودخل على خط استهداف السفن التابعة لإيران، أم ماذا؟
وفي هذا الصدد يرجّح الكاتب والصحفي أحمد الشلفي أن جماعة الحوثي لن تعود إلى مهاجمة السفن، أو إسرائيل، ويعزو ذلك إلى أن الحرب في غزة توقفت، ومعها تلاشت المبررات التي استندت إليها الجماعة لتبرير هجماتها باسم "نصرة غزة"، وكذلك وصول الحوثيين إلى وضع لا يسمح لهم بخوض مواجهة جديدة مع إسرائيل أو أمريكا، مضيفا في منشور له على صفحته بفيسبوك بالقول: "الضربات التي تلقتها الجماعة خلال العامين الماضيين لم تمرّ دون أثر".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: السفينة فالكون احتراق سفينة سواحل أبين أمبري جماعة الحوثي
إقرأ أيضاً:
من هو الغماري رئيس أركان الحوثيين الذي اغتالته دولة الاحتلال؟
يعد محمد الغماري (43 عاما) أحد القيادات العسكرية البارزة في جماعة الحوثي اليمنية، والتي كان لها دور بارز في حملة الإسناد لغزة خلال العدوان.
نشأ الغماري في منطقة "عزلة ضاعن" بمديرية وشحة في محافظة حجة، وتدرج في سلم القيادات الميدانية العسكرية للحوثيين إلى أن وصل إلى رئاسة أركان "القوات المسلحة" كآخر منصب تقلده قبل الإعلان عن رحيله رسميا في عملية اغتيال نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل أشهر.
لا يُعرف عنه الكثير عربيا ودوليا فقد تردد اسمه على نطاق واسع محليا، لكن صيته ذاع أكثر بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ضمن حملة الإسناد التي قادتها الجماعة للمقاومة في غزة، ما جعله هدفا لقوات الاحتلال التي اتهمته مع قادة آخرين بالوقوف خلف مئات العمليات والضربات الصاروخية التي طالت مواقع حيوية في "إسرائيل".
دور رئيسي
وتقول المعلومات المتاحة عنه، إنه اضطلع بالدور الرئيسي في تنسيق الجهود العسكرية للحوثيين، سواء في اليمن أو خارجها، خصوصا تلك العمليات التي طالت مصالح لدولة الاحتلال، بصفته رئيس هيئة الأركان العامة لقوات الحوثيين.
برز اسمه كقيادي محلي برز اسمه منذ أحداث محافظة صعدة عام 2013 وسقوط العاصمة صنعاء في أيلول/ سبتمبر2014، حيث كان أحد المشاركين في تلك الأحداث.
تقول مصادر يمنية إلى الغماري كان ناجحا في أداء مهامه المكلف بها، ما دفع به إلى الصفوف الأمامية، حيث تولى في كانون الأول/ ديسمبر 2016 رئاسة هيئة الأركان العامة في حكومة الحوثيين 2016.
على إثر نشاطه العسكري الداخلي، أدرج اسمه على قوائم العقوبات من قبل الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية بسبب دوره في الحرب اليمنية، حيث تتهمه التقارير الدولية بالضلوع في انتهاكات لحقوق الإنسان وقيادة عمليات عسكرية تسببت في تفاقم الأزمة الإنسانية.
ففي آيار/ مايو2021، صنفت الولايات المتحدة الغماري على أنه "تهديد للاستقرار والسلام"، وفرضت عقوبات عليه، كما أُدرج اسمه على قائمة العقوبات الأممية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021.
اغتياله
نفذت طائرات الاحتلال غارة في نهاية آب/ أغسطس الماضي، مستهدفة ما قالت إنه اجتماع لعدد من القيادات الحوثية الرفيعة، داخل مبنى فيه أكثر من عشرة من كبار القادة العسكريين والسياسيين للحوثيين. بينهم الغماري.
نعته فصائل فلسطينية عدة، على رأسها حركة حماس وجناحها العسكري، كتائب القسام، التي قالت إن الغُمَاري رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اليمنية، "ارتقى شهيدًا على طريق القدس".
وأكّدت الكتائب في بيانها أنَّ الشهيد الغُمَاري ارتقى "في أشرف المعارك، دفاعاً عن الأقصى وفلسطين"، وضمن "معركة الإسناد المباركة التي تصدرتها اليمن العظيمة واستمرت فيها حتى اللحظات الأخيرة قبل وقف العدوان".
كما قدمت حركة الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحركة الأحرار، تعازيها للشعب اليمني وقيادة أنصار الله والقوات المسلحة اليمنية في استشهاده.