علماء يكتشفون دودة تصطاد فريستها بالكهرباء
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
اكتشف علماء الأحياء دودة تستخدم الكهرباء في الصيد، عبر قوانين الفيزياء، مخاطِرةً بحياتها في كل مرة.
فقد توصل باحثون أميركيون إلى أن الدودة الطفيلية الصغيرة "Steinernema carpocapsae" تستخدم الكهرباء الساكنة لتلتصق فعليًا بفريستها.
ويعدّ هذا أول دليل تجريي مباشر على أن الطفيليات يمكن أن تستفيد من الشحنة الكهربائية التي تحملها ضحاياها كسلاح — أو بالأحرى كـ"لاصق".
قفزة بطول 25 ضعف جسمها
تعيش هذه الدودة الخيطية في التربة وتتغذى على الحشرات. وهي قادرة على القفز لمسافة تصل إلى 25 ضعف طول جسمها، إذ تلتف على نفسها أولاً لتشكل حلقة، ثم تنبسط فجأة.
تستغرق القفزة أجزاء من الثانية، لكنها تحدد مصير الدودة: فإذا التصقت بالحشرة، تُطلق بكتيريا تقتل الفريسة خلال يومين، لتتحول الجثة إلى مصدر غذاء وبيئة للتكاثر، أما إذا أخفقت في الالتصاق، فتموت جوعا.
كيف اختُبرت الفرضية
أجرى باحثون من جامعة إيموري وجامعة كاليفورنيا في بيركلي تجربة لقياس تأثير الكهرباء الساكنة.
قاموا بتثبيت ذبابة فاكهة على سلك متصل بمصدر جهد عالٍ، وصوّروا قفزات الديدان باستخدام مجهر عالي السرعة.
أظهرت النتائج أن الحقل الكهربائي جعل جسم الذبابة يكتسب شحنة موجبة، بينما شُحن جسم الدودة بسالب، ما تسبب بقوة جذب بينهما تساعد الدودة على الوصول إلى الفريسة في نهاية القفزة – كما لو كانت تعمل كمغناطيس.
بدون وجود كهرباء، نجحت دودة واحدة فقط من بين 19 قفزة في الالتصاق بالفريسة.
لكن عند جهد يبلغ نحو 880 فولتا، ارتفعت احتمالات النجاح إلى 80 بالمئة، وهي النسبة نفسها تقريبا التي تُلاحظ في الطبيعة عندما تولّد أجنحة الحشرات شحنات أثناء احتكاكها بالهواء.
كما اختبر العلماء تأثير الرياح داخل نفق هوائي، وتبيّن أن تدفق الهواء يساعد الدودة على الانجراف نحو الفريسة، مما يزيد فرص الصيد .
وقال الفيزيائي ران جيانشان ران: "باستخدام الفيزياء، اكتشفنا شيئا جديدا ومثيرا حول استراتيجيات تكيف هذه الكائنات. نحن نساهم في تمهيد الطريق لمجال جديد يُعرف باسم البيئة الكهروستاتيكية".
وهكذا، أظهر العلماء لأول مرة أن النجاح في الصيد في العالم المجهري لا يعتمد فقط على السرعة أو السم، بل أيضًا على القدرة على استغلال الشحنة الكهربائية الطبيعية التي تولدها الحشرات بنفسها.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الطفيليات الشحنة الكهربائية بكتيريا الفريسة الشحنة الكهربائية البكتيريا الطفيليات الطفيليات الشحنة الكهربائية بكتيريا الفريسة الشحنة الكهربائية أخبار علمية
إقرأ أيضاً:
باحثون يكتشفون آلية خفية تحفّز نمو سرطان نادر وخطير
اكتشف باحثون في مركز علوم الصحة بجامعة تكساس A&M، آلية خفية تحفز نمو أحد أكثر أنواع سرطان الكلى خطورة لدى الأطفال والشباب، وابتكروا طريقة لتعطيلها من جذورها.
وكشفت الدراسة، أن الخلايا السرطانية تنشئ داخل نواتها "مراكز قطرية تشبه السوائل"، لكنها بدلاً من تعزيز التعاون، تنشّط الجينات التي تغذّي الورم.
وتبين أن هذه المراكز تتكون عندما يُستغل الحمض النووي الريبي (RNA)، الذي يعمل عادة كناقل للمعلومات الوراثية، كأداة بناء لتجميع قطرات سائلة تعمل كمحاور لتكاثر الخلايا.
وأوضح الدكتور يون هوانغ، المعد الرئيسي للدراسة، أن "الحمض النووي الريبي ليس مجرد مرسال صامت كما كنا نعتقد، بل يشارك بفاعلية في بناء هذه المراكز داخل الخلية".
وتركّز الدراسة على نوع نادر من السرطان يعرف باسم سرطان الخلايا الكلوية الانتقالي (tRCC)، وهو يصيب الأطفال واليافعين ولا توجد له علاجات فعالة حتى الآن.
أخبار ذات صلةوينشأ هذا السرطان نتيجة اندماج جينات TFE3، حيث تتبادل الكروموسومات أماكنها بشكل غير طبيعي، فتنتج بروتينات هجينة تحفّز انقسام الخلايا بلا توقف.
كما اكتشف الباحثون أن بروتينا يسمى PSPC1 يثبت القطرات السائلة ويزيد من قدرتها على تنشيط الجينات المسببة للورم.
ولم يكتف الباحثون بفهم آلية المرض، بل صمموا أداة جزيئية تعمل كمفتاح للتحكم في هذه المراكز، إذ تستخدم أجساما نانوية ترتبط ببروتينات الاندماج، وتقوم، عند تنشيطها كيميائيا، بإذابة القطرات السائلة التي تغذي الورم.
وأظهرت التجارب أن هذه التقنية أوقفت نمو السرطان كليا في خلايا مختبرية وفي نماذج فئران مصابة بالمرض.
ويرى الباحثون أن النتائج لا تقتصر على سرطان الكلى الانتقالي، إذ يمكن تطبيق هذا النهج على أنواع أخرى من السرطان التي تحركها بروتينات اندماجية، خاصة لدى الأطفال.
المصدر: وام