العراق على مفترق الانتخابات: شبكة تدخلات خارجية تهدد بتحويل الاقتراع إلى مزاد دولي
تاريخ النشر: 23rd, October 2025 GMT
23 أكتوبر، 2025
بغداد/المسلة: في أكتوبر 2025، يقترب العراق من انتخابات برلمانية حاسمة في 11 نوفمبر، ليس كعملية ديمقراطية نقية، بل كساحة لصراعات إقليمية تُقزم الإرادة الشعبية.
و الانتخابات، التي ستحدد 329 مقعداً في مجلس النواب، تُعد اختباراً لاستقرار دولة ما زالت تئن تحت وطأة الطائفية والفساد.
لكن الخطر الأكبر يكمن في التدخلات الخارجية الوقحة، التي تحول القرار الوطني إلى رهينة لمصالح أجنبية، مُهددةً بتفتيت النسيج الاجتماعي وإشعال فتيل فوضى جديدة تشبه تلك التي أحرقت البلاد في العقود الماضية.
تتقدم تركيا بخطى جريئة نحو قلب الانتخابات العراقية، مدعومةً بأجندة توسعية تتجاوز الحدود. بدعم علني للجبهة التركمانية وبعض القوى السنية،
و تسعى أنقرة إلى تعزيز نفوذها في الشمال، مستغلةً التوترات مع الأكراد والإيرانيين. هذا التدخل ليس مجرد مساندة انتخابية؛ إنه محاولة لإعادة رسم خريطة السيطرة الطاقوية والأمنية، حيث تتنافس تركيا مع طهران على السيطرة على كركوك والمناطق النفطية، مُهددةً بتحويل الاقتراع إلى ساحة حرب بالوكالة.
واشنطن تُلقي بثقلها: مبعوث ترامب وتدخلات السفاراتمن الجانب الآخر، تعود الولايات المتحدة إلى اللعبة بقوة، مع إرسال مبعوث شخصي للرئيس دونالد ترامب إلى بغداد في توقيت يثير الشكوك.
هذا الزيارة، وسط حملة “الضغط الأقصى” على إيران، تُشير إلى محاولة أمريكية لدعم قوائم موالية، بينما تُتدخل السفارة الأمريكية مباشرة في الشأن الانتخابي عبر اجتماعات سرية وتمويل غير معلن. إنها ليست مجرد مراقبة؛ بل هي تدخل يُعيد إحياء شبح الاحتلال، مُقسمًا المجال السياسي بين حلفاء واشنطن وخصومها.
إيران تُمسك بزمام الشيعة: دعم للإطار التنسيقي وسط تشققاتلا تتراجع إيران عن سيطرتها، مدعومةً بتاريخ طويل من التأثير . حيث تدعم طهران بعض القوى الشيعية داخل الإطار التنسيقي، محاولةً توحيد الصفوف أمام انشقاقات داخلية.
قطر في الظلال: أنباء عن دعم سني وولاية سوداني ثانيةأما قطر، فتُلعب دورها الخفي، مدعومةً بثروتها النفطية، حيث تُساند قوى سنية متنوعة وتتردد أنباء غير مؤكدة عن دعم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
هذا الدعم يأتي في سياق تحالفات خليجية، مُستغلًا التوترات الإيرانية لتعزيز نفوذ الدوحة في بغداد، مُضيفًا طبقة أخرى من التعقيد إلى المشهد.
تراخي الحكومة: دليل على الضعف أمام الضغوط الخارجيةأمام هذه العاصفة، تُظهر حكومة السوداني تراخيًا مذهلاً إزاء التدخلات، ربما خوفًا من إسقاطها أو رغبة في الحفاظ على التوازن الشيعي. هذا التراخي يُعمق الشعور بالخيانة الوطنية، حيث يُفضل السوداني التوفيق بين القوى الخارجية على مواجهتها، مُهددًا بتحويل الانتخابات إلى مجرد صفقة دولية تُقزم صوت الشعب العراقي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
فراس العجارمة: الخلافات الفلسطينية ليست جديدة لكنها اليوم أمام مفترق تاريخي حاسم
قال فراس العجارمة، رئيس لجنة فلسطين في البرلمان الأردني سابقًا، إن الخلافات الفلسطينية الداخلية ليست أمرًا جديدًا على الساحة، فقد شهدت الفصائل على الدوام تباينات في المواقف أدت إلى اتساع الهوة فيما بينها، خاصة مع وجود تيارات عربية كانت تؤازر طرفًا على حساب آخر، ما زاد من عمق الانقسام وأضعف وحدة الصف الفلسطيني في مراحل متعددة من مسيرة القضية.
وأضاف العجارمة، خلال تصريحات لقناة القاهرة الإخبارية، أن المرحلة الراهنة تُعد مفصلًا تاريخيًا في مسار القضية الفلسطينية، وتتطلب تجاوز كل الخلافات السابقة بين الفصائل من أجل صياغة موقف موحد في مواجهة ما وصفه بـ"الخطة الأمريكية المشوهة الملامح" التي تسعى لرسم مستقبل غامض لقطاع غزة، مؤكدًا أن استثمار الدعم المصري في هذا الوقت ضروري لتوحيد الجهود تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية.
الموقف الفلسطينيوأكد رئيس لجنة فلسطين البرلمانية الأردنية سابقا، أن وحدة الموقف الفلسطيني هي السبيل الوحيد لقطع الطريق أمام أي مشاريع تستهدف تفتيت القطاع أو عزله، مشددًا على ضرورة الاتفاق بين الفصيلين الرئيسيين، فتح وحماس، حول آليات إنهاء المأساة في غزة، والمحافظة على وحدته تمهيدًا لتحقيق وحدة شاملة مع الضفة الغربية، بما يضمن مستقبلًا وطنيًا جامعًا لكل الفلسطينيين.