مدغشقر تطارد رجل أعمال عبر الإنتربول بدعوى التهريب
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
طلبت وزارة العدل في مدغشقر من الشرطة الدولية (الإنتربول) إصدار "نشرة حمراء" بحق رجل الأعمال النافذ مامي رافاتومانغا المقرب من الرئيس المخلوع أندري راجولينا، والمتهم بالضلوع في فضيحة تهريب طائرات "بوينغ 777" إلى إيران، في واحدة من أكبر القضايا التي تهز الدولة منذ سقوط النظام.
ووفق وثائق رسمية اطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية، يواجه رافاتومانغا (56 عاما) اتهامات بـ"غسل أموال" وتورط مباشر في عملية نقل غير قانونية لـ5 طائرات "بوينغ 777" إلى شركة "ماهان إير" الإيرانية الخاضعة لعقوبات أميركية.
وقد فر الرجل -الذي كان ضمن قائمة "فوربس" لأكبر 10 أثرياء في مدغشقر عام 2017- إلى جزيرة موريشيوس المجاورة حيث جُمدت أصوله، في حين أصدرت السلطات في أنتاناناريفو مذكرة توقيف بحقه منتصف أكتوبر/تشرين الأول بعيد استيلاء الجيش على السلطة.
وكانت القضية قد تفجرت بعد أن حصلت "ماهان إير" على شهادات تسجيل مؤقتة للطائرات من هيئة الطيران المدني في مدغشقر.
لكن الهيئة نفسها سارعت لاحقا إلى التبرؤ من العملية، متحدثة عن "تزوير" و"تعديل غير قانوني" لتمديد صلاحية الوثائق.
وكشفت التحقيقات شبكة تضم مسؤولين بارزين، بينهم وزير النقل المقال فاليري رامونجافيلو والمدير العام لهيئة الطيران المدني، إلى جانب رافاتومانغا الذي وُصف بأنه "العقل المدبر" خلف الوزير.
وأكد أحد الموقوفين -ويدعى سينغ خوشويندر- خلال استجوابه أن ممثلين عن "ماهان إير" دفعوا مليون يورو إلى كل من وزير النقل والمدير العام لهيئة الطيران المدني مقابل تسهيل تمرير الصفقة.
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف بي آي) شارك في استجواب بعض المشتبه بهم، في ظل حساسية الملف المرتبط بالعقوبات الأميركية على إيران.
إمبراطورية اقتصادية مثيرة للجدليذكر أن رافاتومانغا المعروف أيضا باسمه الكامل مامينيانا رافاتومانغا يملك مجموعة "سوديات" العملاقة التي تمتد أنشطتها من تصدير الفانيليا والليتشي إلى قطاعات السيارات والطيران والأمن الخاص والإعلام والبناء والصحة والعقارات والسياحة.
إعلانلكن هذه الإمبراطورية الاقتصادية تحولت في الأسابيع الأخيرة إلى رمز لغضب الشارع، إذ يتهمه المحتجون بـ"احتكار الثروات" و"الهيمنة على مفاصل الاقتصاد" بفضل قربه من الرئيس المخلوع راجولينا.
وقد عجّلت الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت مدغشقر وانضمام وحدة عسكرية إلى صفوف المتظاهرين بسقوط راجولينا وفراره مع عدد من المقربين منه، ومعه وجد رافاتومانغا نفسه في قلب العاصفة مطاردا من القضاء المحلي ومطلوبا دوليا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
الملف الأسود لتمويل الحرب والتجنيد.. إيران تنقل مصانعها من سوريا لليمن وتوسع شبكات التهريب لإغراق دول المنطقة بالمخدرات
في السنوات الأخيرة تحوّل ملف المخدرات في اليمن من ظاهرة محلية إلى قضية إقليمية ذات بعد أمني وسياسي دولي, تقارير أممية والدولية تتحدث عن زيادة في تهريب وتجارة مخدرات عبر المياه الإقليمية وفي الداخل اليمني، وتحمّل جماعة الحوثي دوراً محورياً في الاستفادة من هذه التجارة لتمويل عملياتها، بينما تشير تقارير أخرى ضلوع إيران في توسيع شبكات تهريب المخدرات عبر اليمن وبناء مصانع للمخدرات بعد تعرضها لضربات موجعة في سوريا.
هذا التوسع النشط يأتي في ظل تصاعد مهول في الأرباح الاقتصادية التي حققتها المليشيا من تلك التجارة وكشفت تقديرات حقوقية واقتصادية أن مليشيا الحوثي تجني المليارات من الدولارات سنويًا من تجارة المخدرات.
مسارات التهريب
تشير تقارير أممية وإقليمية إلى تحوّل مسارات التهريب بعد تقلّص بعض قنوات التهريب من سوريا ولبنان وأماكن أخرى نتيجة ضغوط متزايدة، باتت اليمن تُعتبر مساراً بديلاً للطرق البحرية والبرية إلى دول شبه الجزيرة العربية.
تشير تقارير أمنية إلى أن إيران تلعب دورًا محوريًا في دعم تجارة المخدرات داخل اليمن، حيث يشرف ضباط من الحرس الثوري الإيراني على عمليات تهريب المواد المخدرة إلى مناطق سيطرة الحوثيين، بهدف تمويل المجهود الحربي للمليشيا وتحقيق أرباح ضخمة بعيدًا عن الرقابة الدولية.
مافيا التهريب ومصانع التصدير
كشف العميد عبدالله أحمد لحمدي، مدير عام الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية، عن تحول خطير في نمط تهريب وتصنيع المخدرات في اليمن، مؤكدًا أن البلاد أصبحت وجهة رئيسية لعصابات المافيا الإقليمية بعد تلقيها ضربات موجعة في سوريا.
وأوضح العميد لحمدي أن العمليات الأمنية محافظة المهرة، كشفت عن أول مصنع متكامل لصناعة مادتي الكبتاجون والشبو على الأراضي اليمنية، مضيفًا أن ستة متهمين يمنيين ضُبطوا مرتبطين بشبكات تمويل ودعم تتبع مليشيا الحوثي الإرهابية، إضافة إلى خبراء أجانب سبق ضبط بعضهم في عدن والمهرة.
وأشار إلى أن المعلومات الاستخباراتية أكدت وجود مصانع نشطة للمخدرات في مناطق سيطرة الحوثيين، ما يعكس حجم التهديدات الأمنية والإنسانية التي تواجه اليمن والمنطقة بأكملها.
وأوضح مصدر أمني خاص لـ"مارب برس" أن "المستهدف الأساسي من تهريب المخدرات هي دول الخليج العربي واليمن ليست سوى محطة ترانزيت" رغم توسّع انتشارها داخل اليمن.
ولفت إلى أن المليشيا الحوثية تعتبر نشاطها في تهريب المخدرات إلى دول الخليج جزءً من حربها الطائفية ضد الخصوم وتعتمد على هذه التجارة منذ بداية ظهورها، قبل نحو ثلاثة عقود، كأحد أهم مصادر تمويل أنشطتها التوسّعية, لافتاً إلى أنها تستند في ذلك على فتوى لمؤسسها الأوّل بدر الدين الحوثي، الذي أجاز لها تجارة الممنوعات لمحاربة من الوهابية وتمويل الجهاد.
كما أكّدت مصادر أمنية وعسكرية لـ"مارب برس" أن مليشيا الحوثي هي من تتحكّم بأنشطة التهريب من اليمن إلى السعودية على طول الشريط الحدودي بين البلدين الذي يبلغ طوله 1,458 كم، بدءً من مدينة ميدي بمحافظة حجّة غرباً إلى المهرة شرقاً.
أرقام صادمة… اليمن يغرق في سموم المخدرات
منذ بداية عام 2025، سجلت الأجهزة الأمنية ضبطيات ضخمة، أبرزها:
599 كجم من الكوكايين داخل شحنة سكر في عدن
646,290 قرص بريجابالين في دار سعد
314 كجم شبو و25 كجم هيروين و108 كجم حشيش في سواحل لحج
432 كجم شبو عبر البحر الأحمر
150,000 حبة كبتاجون في قارب بباب المندب
13,750 قرص كبتاجون عبر منفذ الوديعة في شاحنة قادمة من صنعاء
المخدرات أداة للتجنيد والسيطرة
بحسب تقارير دولية، يستخدم الحوثيون المخدرات لتجنيد الشباب والأطفال، حيث يُعطى المقاتلون الكبتاجون قبل المعارك لزيادة العدوانية والولاء، ما يفاقم الانهيار الاجتماعي ويحوّل المدمنين إلى أدوات حرب يمكن الاستغناء عنها.
وحول ذلك حذرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من أن تجارة المخدرات تحولت إلى وسيلة للسيطرة النفسية على المجندين، في مشهد يعكس تشابك العنف والإدمان في مشروع الجماعة.
الحوثيون ينقلون زراعة المخدرات إلى اليمن
كشفت مصادر قبيلة بمحافظة الجوف لمأرب برس أن المليشيات الحوثية باشرت في زراعة عدة أنواع من المخدرات في عدة مناطق من الجوف العالي وفي عشرات المزارع , وقالت المصادر أن المليشيات تمنع المزارعين والأهالي القاطنين بالقرب من تلك المزارع من الاقتراب من تلك المزارع أو الوصول اليها , خاصة في ظل السلطة القمعية التي تفرضها المليشيات على مناطق سيطرتها, كما كشفت ذات المصادر عن قيام جماعة الحوثي بزراعة المخدرات قبل سنوات في عدة مديريات من محافظة صعدة مسقط رأس عبدالملك الحوثي ويشرف علي ذلك جهاز أمني خاص مهمته توفير الأمن والحماية لتلك المناطق.
احتكار التهريب وتأهيل العصابات
بعيد سيطرتهم على العاصمة صنعاء هيمنت جماعة الحوثي على تجارة الممنوعات بأنواعها، وأخضعت المهربين المحليين لسلطتها مستغلّة سطوتها على الأجهزة الأمنية والعسكرية، وفقاً لما أكّدته مصادر أمنية لـ"مارب برس".
وخلال السنوات الماضية تقول المصادر إن الحوثيين اطلقوا عشرات المعتقلين على ذمّة تهريب أو ترويج وبيع المخدّرات، مشترطين عليهم العمل لصالحهم, مضيفة أنهم تلقّوا بعد إطلاقهم أموالاً وتسهيلات لاستعادة نشاطهم في تجارة الممنوعات.
وفي سبتمبر 2016، تداول نشطاء على مواقع التواصل وثائق تؤكّد إفراج الحوثيين عن تجار مخدرات، منهم 82 سجينًا من السجن المركزي بصنعاء أغلبهم تجار مخدرات، و4 تجار مخدرات أفرجوا عنهم من مركزي محافظة حجة.
وقال مسؤول أمني كان يعمل بمحافظة الجوف لـ"مارب برس"، طلب عدم كشف هويّته، إن مليشيا الحوثي اعتقلت مهربي الحشيش ممن لا يخضعون لسلطتها خصوصاً الذين كانوا ينشطون في محافظة صعدة على الشريط الحدودي مع السعودية.
ووفقاً للمسؤول فإن من جملة من اعتقلتهم "950 رجلًا و50 امرأة كانوا يعملون ضمن شبكات التهريب", موضحاً أن ذلك جاء ضمن مساعيها لمنع أي "عملية تهريب حشيش أو مخدرات في اليمن أو من خلالها إلى المملكة إلا عن طريقها وتحت إشرافها".