استمعت محكمة غزة الرمزية في إسطنبول، إلى شهادات صادمة عن الإبادة الجماعية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانها على قطاع غزة.

ومحكمة غزة مبادرة دولية مستقلة أسسها بالعاصمة البريطانية لندن، في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أكاديميون ومثقفون ومدافعون عن حقوق الإنسان وممثلو منظمات مدنية، بسبب إخفاق المجتمع الدولي تماما في تطبيق القانون الدولي بقطاع غزة.

وعقدت المحكمة أمس الخميس، جلسة بعنوان "التهم وشهادات الشهود" في إطار الجلسة الختامية للمحكمة التي تعقد في إسطنبول على أن تصدر قرارها النهائي الأحد المقبل.

انطلاق جلسات محكمة غزة في إسطنبول لكشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي في القطاع.. التفاصيل مع مراسل الجزيرة المعتز بالله حسن #حرب_غزة pic.twitter.com/nJEWgfPelP

— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 24, 2025

شهادات

وانضم الأكاديمي الفلسطيني حيدر عيد، المقيم حاليا في جنوب أفريقيا، إلى الجلسة عبر الإنترنت، وروى معاناته من التهجير القسري المتكرر وفقدانه 54 فردا من أهله و39 زميلا أكاديميا و280 طالبا من جامعة الأقصى في غزة.

وقال عيد إن قادة إسرائيل السياسيين والعسكريين بدأوا إبادة جماعية لتسوية وطني غزة أرضا، واصفا ما يحدث بأنه شر مطلق، مؤكدا أن الهجمات استهدفت المدنيين عمدا وجعلت غزة غير صالحة للحياة، وأن جذور الإبادة الحالية تعود إلى نكبة عام 1948.

من جهتها، وصفت المحامية الفلسطينية وأستاذة جامعة روتجرز الأميركية نورا عريقات، ما يجري في غزة بأنه انهيار للقانون الدولي، مؤكدة أن الأنظمة القضائية أخفقت في محاسبة إسرائيل على جرائمها.

وأشارت عريقات إلى أن إسرائيل هجّرت 80% من الفلسطينيين ودمرت أكثر من 500 قرية فلسطينية بين عامي 1947 و1949، واستمرت في سياسة الإفلات من العقاب حتى اليوم.

إعلان

وأضافت أن الولايات المتحدة وفّرت الغطاء السياسي لإسرائيل باستخدام الفيتو في مجلس الأمن ضد أي قرارات لوقف الإبادة.

وأكدت أن الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل بغزة على مدى عامين كانت أيضا مدعومة أميركيا، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 68 ألفا و280 فلسطينيا، وإصابة 170 ألفا و375، وتدمير نحو 90% من البنى التحتية المدنية في القطاع.

#متابعة | بدأت في إسطنبول الجلسة الختامية لـ"محكمة غزّة"، وهي مبادرة عالمية ومستقلة أُنشئت للتحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في غزة.

– ستعلن "محكمة غزّة" قرارها النهائي في 26 أكتوبر.

– وعلى مدى أربعة أيام، ستُقام فعاليات وبرامج مختلفة حول غزة وفلسطين.

– تُعقد… pic.twitter.com/dWREB4kIZ5

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) October 23, 2025

شاهد ناج من مجزرة

من جهته، قدم رضوان أبو معمر، الناجي من مجزرة في خان يونس جنوب القطاع، شهادة أخرى للمحكمة "إن عشرات المدنيين احتموا بمنزل ظنوه آمنا 18 يوما، لكن في 20 ديسمبر/كانون الأول 2023، قصفت الطائرات الإسرائيلية المنزل دون إنذار، فاستشهد 30 شخصا من أصل 51 كانوا في المكان، معظمهم نساء وأطفال.

وروى تفاصيل مأساوية عن محاولته العثور على أسرته بين الجثث، "كانت أسوأ لحظة في حياتي، وجدت والدي وأخي بين الجثث، وفقدت أمي وابنة أختي الصغيرة جراء توقف قلبيهما من الخوف".

أما الشاهدة سمر أبو فورة، فتحدثت عن مشاهد مهينة على المعابر الحدودية بين غزة وإسرائيل.

وقالت أبو فورة، إنها رأت جنودا يجلبون فتاة إلى أحد الممرات أمام الناس، كانت في حالة نفسية سيئة، وحين حاولت أمها الاقتراب منها بدأ الجنود بضربها.

وأكدت أن الجنود يهينون المدنيين ويعتقلونهم بصورة عشوائية، وأن كثيرين قُتلوا في تلك المعابر من الضرب وسوء المعاملة.

وفي شهادة أخرى صادمة، قال محمود الخطيب "إن القوات الإسرائيلية ارتكبت إعدامات جماعية بحق شبان في رفح".

وأضاف الخطيب "حفروا حفرة كبيرة في منطقة سكنية، وجمعوا كل الشبان ودفعوهم داخلها، ثم أعدموهم أمام أهاليهم".

وتُعقد جلسات المحكمة بعناوين من قبيل، الجرائم واستهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية والتواطؤ، النظام الدولي، المقاومة والتضامن.

وتزامنا مع جلسات المحكمة، تُنظَّم سلسلة من الفعاليات الهادفة إلى تسليط الضوء على المجازر المرتكبة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات فی إسطنبول محکمة غزة

إقرأ أيضاً:

أردوغان يطالب بالضغط على إسرائيل لعدم خرق اتفاق غزة

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة إن على الولايات المتحدة والدول الأخرى بذل المزيد من الجهود لدفع إسرائيل إلى التوقف عن انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بما في ذلك عبر إمكانية استخدام العقوبات أو وقف مبيعات الأسلحة.

ووفقا لتصريحات أدلى بها للصحفيين على متن رحلة عودة من سلطنة عُمان، قال أردوغان إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تلتزم بالاتفاق.

وأضاف أن تركيا لا تزال مستعدة لدعم قوة العمل المزمع تشكيلها لقطاع غزة بأي طريقة لازمة.

دمار شامل في قطاع غزة (الفرنسية)إعادة الإعمار

وأشار أردوغان إلى أن إعادة إعمار قطاع غزة ليست بالعمل السهل، وأن تركيا ستتخذ هذه الخطوة بشكل جماعي لا سيما مع دول الخليج. وذكر أن هناك مفاوضات شاملة بشأن قوة المهام بالقطاع لأنها قضية متعددة الأبعاد.

وفي 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل وفقا لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي دعمت بلاده حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة التي استمرت سنتين.

وارتكبت إسرائيل هذه الإبادة منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وخلفت 68 ألفا و234 شهيدا فلسطينيا، و170 ألفا و373 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا واسعا شمل 90% من البنية التحتية المدنية في القطاع.​​

مقالات مشابهة

  • "محكمة غزة".. شهود يروون فظائع إسرائيل وانتهاكاتها بحق الفلسطينيين
  • أردوغان يطالب بالضغط على إسرائيل لعدم خرق اتفاق غزة
  • أصوات عالمية تطالب بالعدالة لفلسطين في محكمة غزة
  • "الصحفيين" تحتفي باليوم الوطني للمرأة الفلسطينية وتوثّق أصوات النساء في حرب الإبادة
  • رئيس مبادرة محكمة غزة: حان وقت الإصرار على محاسبة إسرائيل
  • الخارجية ترحّب برأي محكمة العدل الدولية وتؤكد التزام إسرائيل بالقانون الدولي تجاه الفلسطينيين
  • سباق الزمن لانتشال حفنة جنود… وآلاف الفلسطينيين تحت ركام غزة بلا صوت أو صدى
  • القضاء الدولي يعرّي إسرائيل ويفضح جرائم التجويع ضد الفلسطينيين
  • إسطنبول.. “محكمة غزة” للتحقيق بجرائم إسرائيل تعقد جلساتها الخميس