ترامب قد يعاقبه بشدة.. قلق أمريكي متصاعد من سلوك نتنياهو بعد اتفاق غزة
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
يأتي هذا القلق في وقت أنهى فيه نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس زيارته إلى إسرائيل، الخميس، ليخلفه وزير الخارجية ماركو روبيو الذي وصل إلى تل أبيب، في إطار جهود أميركية متواصلة للإشراف على تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق غزة.
ذكرت "القناة 12" الإسرائيلية أن البيت الأبيض أعرب عن قلق متزايد حيال تصرفات الحكومة الإسرائيلية منذ توقيع اتفاق غزة الذي تم بوساطة أمريكية.
ونقلت القناة عن مسؤول أمريكي رفيع قوله إن “رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسير على خيط رفيع للغاية في تعامله مع الرئيس دونالد ترامب”، مضيفًا: “إذا استمر على هذا النحو فسينتهي الأمر إلى تخريب الاتفاق، وإذا حدث ذلك، فإن ترامب لن يتردد في معاقبته بشدة”.
تحركات أمريكية متواصلة لمتابعة تنفيذ الاتفاقيأتي هذا القلق في وقت أنهى فيه نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس زيارته إلى إسرائيل أمس الخميس، ليخلفه وزير الخارجية ماركو روبيو الذي وصل اليوم إلى تل أبيب، ضمن جهود أمريكية متواصلة للإشراف على تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق غزة، الذي يعد أبرز إنجاز دبلوماسي للبيت الأبيض في الشرق الأوسط منذ تولي ترامب الحكم.
وكان نائب الرئيس الأمريكي قد أعرب عن تفاؤله بأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس سيستمر كجزء من خطة الرئيس دونالد ترامب للسلام في المنطقة، لكنه شدّد على أنه لا يمكنه التأكيد بنجاح الاتفاق "بنسبة 100٪".
وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده فانس في إسرائيل، الثلاثاء، بعد ساعات من وصوله إلى البلاد، حيث قال: "أعتقد أن الجميع يجب أن يكونوا فخورين بما نحن عليه اليوم، سيتطلب الأمر جهدًا مستمرًا، وسيتطلب مراقبة وإشرافًا مستمرًا".
وأضاف: "أشعر بتفاؤلٍ عميق. هل يمكنني أن أجزم بنجاح الاتفاق بنسبة 100%؟ لا. لكنك لا تنجز المهام الصعبة بالاقتصار فقط على ما هو مضمونٌ تمامًا. بل تحاول، وتُقدِم وهذا بالضبط ما كلّفنا به رئيس الولايات المتحدة."
ورداً على سؤال من صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" حول دور تركيا في قطاع غزة ما بعد الحرب، قال نائب الرئيس إن أنقرة يمكن أن تضطلع "بدور بنّاء" هناك، لكنه شدّد على أن "أي وجود عسكري أو أمني على الأراضي الإسرائيلية لن يُفرض على إسرائيل بأي حال".
Related "اتفاق غزة" يهتزّ.. والولايات المتحدة تتحرك لمنع انهيار التفاهمتقرير: أميركا تضغط على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للمضي قدماً في تنفيذ اتفاق غزةالأردن تنضم إلى مركز دولي بقيادة أمريكية لمراقبة اتفاق غزة وتسهيل وصول المساعدات ترامب: اتفاق غزة أوقف الحرب لسنواتفي مقابلة مع مجلة تايم، كشف الرئيس ترامب أن الاتفاق حال دون استمرار إسرائيل في حربها على غزة لعدة سنوات أخرى، مشيرًا إلى أنه فوجئ بمدى إصرار الإسرائيليين على استعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس.
وقال ترامب: “كنت أظن أن إسرائيل ستضحي بعدد من الرهائن لتواصل القتال، لكنني رأيت أن الشعب يريد عودتهم قبل أي شيء آخر، فقلت لحماس: لا مزيد من ذلك، ستُسلّموننا جميع الرهائن فورًا”.
أما بخصوص ضم الضفة الغربية فقد حذّر الرئيس الأميركي من هذه الخطوة، مؤكداً أن بلاده ستسحب دعمها لإسرائيل إذا أقدمت على خطوة الضمّ.
وأعاد ترامب التأكيد على موقفه خلال حديثه مع الصحافيين في البيت الأبيض قائلاً: "لا تقلقوا بشأن الضفة الغربية، إسرائيل لن تفعل شيئاً بالضفة الغربية".
نزع سلاح حماس شرط أساسيوفيما يتعلق ببند نزع سلاح حركة حماس، شدد ترامب على أن الحركة “يجب أن تتخلى عن سلاحها أو ستواجه مشكلة كبيرة”، محذرًا من أن فشل نزع السلاح قد يؤدي إلى استئناف الحرب.
وأضاف: “في الوقت الحالي يجري الحديث عن تفكيك العصابات، لكن السؤال هو: متى تتحول هذه العصابات إلى معارضين سياسيين؟”.
فراغ قيادي فلسطيني... وعباس ليس خيارًا لغزةكما تطرّق ترامب إلى المشهد الفلسطيني الداخلي، مؤكدًا أن الفلسطينيين “لا يملكون قيادة واضحة حاليًا، لأن معظم القادة الذين برزوا خلال السنوات الماضية تمت تصفيتهم”.
وأوضح أنه يرى في رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس شخصية “عقلانية”، لكنه استبعد أن يكون خيارًا مناسبًا لحكم قطاع غزة في المرحلة المقبلة.
و تعكس تصريحات ترامب والمسؤولين الأمريكيين قلقًا متزايدًا داخل واشنطن من محاولات نتنياهو المناورة في تنفيذ الاتفاق، خشية أن تؤثر أي انتكاسة في غزة على مسار التسوية السياسية التي تعمل عليها إدارة ترامب منذ شهور.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس روسيا دراسة سوريا دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس روسيا دراسة سوريا حركة حماس الضفة الغربية دونالد ترامب غزة بنيامين نتنياهو دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس روسيا دراسة سوريا الصحة فرنسا غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كندا نائب الرئیس اتفاق غزة
إقرأ أيضاً:
محللون: هذا ما جعل أميركا مصممة على تنفيذ اتفاق غزة
تبدو الولايات المتحدة عازمة على المضي قدما في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة رغم محاولات إسرائيل تعطيله بأكثر من طريقة، لكن هذا سيضع الفصائل الفلسطينية أمام تحديات المرحلة الثانية التي تشمل نزع السلاح، كما يقول محللون.
فقد وصل جيه دي فانس، نائب الرئيس الأميركي وجاريد كوشنر والمبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف، إلى تل أبيب الثلاثاء وبحثا الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق.
وخلال تواجده في تل أبيب، قال دي فانس، إن تنفيذ خطة دونالد ترامب يسير بشكل أفضل من المتوقع، وإن حصول بعض العنف لا يعني انهيار الاتفاق. كما قال ويتكوف إن الولايات المتحدة تعمل بشكل كبير مع إسرائيل والأمم المتحدة من أجل إدخال المساعدات.
في الوقت نفسه، نقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أن موفدي ترامب وجهوا رسالة قوية لبنيامين نتنياهو، بأن عليه تجنب التصعيد.
وكان ترامب قال إن الحلفاء أبلغوه بأنهم سيرحبون بدخول قوة ضخمة لقطاع غزة، وتهديد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إذا خالفت الاتفاق، مؤكدا أن الوقت "لم يحن بعد للتدخل بقوة"، وأن حماس "ستواجه نهاية سريعة وعنيفة ووحشية إن لم تفعل الصواب".
في غضون ذلك، قال رئيس حركة حماس خليل الحية إن تصريحات الوسطاء وترامب تضمن وقف الحرب، مؤكدا الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار وما تم التوافق عليه مع الفصائل الفلسطينية.
اتفاق أكبر من أن ينهاروتشير هذه المعطيات إلى أن الأمور تسير نحو مواصلة تنفيذ الاتفاق، برأي المحلل الإستراتيجي في الحزب الجمهوري أدولفو فرانكو، الذي قال إن زيارة المسؤولين الأميركيين "تعني أن هذا الاتفاق أكبر من أن ينهار، لأنه مختلف عن الاتفاقات السابقة".
وحسب ما قاله فرانكو -خلال برنامج مسار الأحداث- فإن الرسالة التي أرادت واشنطن إيصالها مفادها أن الوضع معقد، وأن هناك كثيرا من عدم الثقة والانتهاكات من الجانبين، لكن هذا "لا يعني انهيار الاتفاق".
إعلانفالولايات المتحدة، كما يقول فرانكو، لديها تأثير كبير على إسرائيل بينما حلفاء واشنطن في المنطقة وقوة الاستقرار الدولية سيكون لهما تأثير كبير على حماس، وهكذا سيمضي الطرفان في تنفيذ الاتفاق.
بيد أن تركيز الولايات المتحدة على الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق يهدف بالأساس إلى تحقيق كافة المصالح الإسرائيلية وفي مقدمتها نزع سلاح المقاومة، كما يقول أستاذ النزاعات الدولية الدكتور إبراهيم فريحات.
مرحلة شديدة الحساسيةفوجود المسؤولين الأميركيين الثلاثة في تل أبيب يعني -برأي فريحات- أن الولايات المتحدة عازمة على تنفيذ الاتفاق رغم محاولات نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– تعطيله خلال الأيام الماضية.
لذلك، فإن الفصائل الفلسطينية عليها أن تحضر نفسها جيدا للمفاوضات المقبلة التي ستركز غالبا على نزع السلاح والقوة الدولية، وهما قضيتان تتطلبان عملا جادا لتحقيق مصالح الفلسطينيين، برأي فريحات، الذي يعتقد أن حديث ترامب عن نزع السلاح "كلام فارغ".
ومع ذلك، يقول فريحات إن الحديث الأميركي قد يعني رغبة في قسم القطاع إلى نصفين أحدهما تحت سيطرة إسرائيل والآخر تحت سلطة حماس.
وردَّ فرانكو على هذا الكلام بقوله إن حماس وافقت على نزع السلاح في الاتفاق، وإنها ستواجه بالقوة إن لم تلتزم بما اتفقت عليه لأن واشنطن لن تسمح بتشكيل جماعات مسلحة في غزة مرة أخرى.
وبعيدا عن هذا الخلاف، فإن ما يحدث حاليا -برأي الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى- هو أن الولايات المتحدة قيدت قدرة إسرائيل على تخريب الاتفاق، وأعادت تعريف مصالحها المفترضة.
فعدم العودة للحرب بعد مقتل جنديين إسرائيليين في مدينة رفح جنوبي القطاع "مثل ضربة مؤلمة لنتنياهو"، وفق مصطفى الذي أكد أن الولايات المتحدة وحدها هي التي منعته من العودة للحرب بعد هذه الواقعة.
وبسبب هذا الموقف الأميركي، يعتقد مصطفى أن إسرائيل حاليا "تخشى أن يقل تأثيرها على أمور مركزية بالمرحلة الثانية من الاتفاق، أو أن يظل الوضع كما هو عليه الآن، لأن هذا يعني منح حماس فرصة إعادة بناء نفسها".
كما تخشى إسرائيل الانتقال للمرحلة الثانية دون ضمان مصالحها المتعلقة بنزع السلاح وإعادة الإعمار وطبيعة المشاركين في قوة حفظ الاستقرار.
وحتى مسألة نزع السلاح فهي محل خلاف في التعريف، لأنها تعني بنظر إسرائيل تدمير أنفاق المقاومة وليس نزع السلاح الشخصي أو القذائف، لأن عدم القضاء على هذه البنية العسكرية الأساسية "يعني فشل نتنياهو في تحقيق هدف رئيسي من أهداف الحرب"، كما يقول مصطفى.
وبالنظر إلى هذه التعقيدات، فإن الفلسطينيين يخشون حاليا مواصلة بقاء قوات الاحتلال في نصف القطاع وعدم تشغيل المعابر، بعدما تأكدوا من أن نتنياهو ليس راغبا في مواصلة الاتفاق، برأي مدير المؤسسة الفلسطينية للإعلام إبراهيم المدهون.
كما تدرك المقاومة حساسية المرحلة الحالية لأنها تعرف أن الهدف من المرحلة الثانية هو تفكيك سلاحها دون تقديم أي مشروع سياسي مستقبلي للقطاع.
ولأن التزام إسرائيل بما عليها في المرحلة الأولى كان سيئا، فإن المرحلة الثانية قد تكون أكثر سوءا، بنظر المدهون، الذي يعتقد أنه من الصعب المضي قدما في الاتفاق دون إلزام الجانب الإسرائيلي بما تم الاتفاق عليه.