عربي21:
2025-10-24@15:23:49 GMT

مقابلة ربما تكلف ترامب حياته

تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT

نشرت مجلة التايم الأمريكية الشهيرة حوارا صحفيا مطولا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تناول موضوعات كثيرة؛ كان أبرزها هو الشرق الأوسط واتفاق وقف إطلاق النار في غزة وخطة السلام التي أعلن عنها ترامب في قمة شرم الشيخ الأخيرة.

"نحن نغرق الرأي العام بالأخبار والتصريحات"

هذه السياسة التي أعلن عنها ستيف بانون مستشار ترامب السابق في كيفية تعاملهم مع الإعلام والرأي العام في أمريكا؛ هي بالضبط ما التزم به ترامب في مقابلته مع مجلة التايم.

أغرق ترامب الرأي العام بكم هائل من التصريحات والاعترافات والتهديدات؛ التي ربما يذهب بعدها به إلى قاعة المحكمة وقد يكلفه البعض الآخر حياته.

البداية من العراق وخطأ جورج بوش الابن في غزوه وتدمير بلد عربي قوي كان صمام الأمان في مواجهة الأطماع الإيرانية في التوسع وتهديد المنطقة، على حد وصف ترامب، فالرئيس الأمريكي اعترف أن مصلحة أمريكا كانت في ترك الساحة للحرب الإيرانية العراقية التي تهدأ لفترة ثم ما تلبث أن تعود مرة أخرى، ومن وجهة نظره أن هذا الصدام المستمر كان لمصلحة أمريكا وإسرائيل ودول المنطقة بأسرها.

لم تتعود إسرائيل أن تتلقى هذه الضربات وهذه الانتقادات من رئيس أمريكي، وربما كانت المرة الأولى التي يهدد فيها رئيس أمريكي الاحتلال بهذه الطريقة ويستخدم معها خطابا عنيفا بهذا الشكل
ما جرى هو تدمير العراق والسماح لإيران بالتوحش وامتلاك ترسانة أسلحة شبه نووية، وصناعة أذرع لها في دول المنطقة، وهو ما اعتبره ترامب الخطر الأكبر الذي يهدد إسرائيل كما يهدد دول الخليج العربي، ويمنع أي عملية سلام شامل في الشرق الأوسط.

ترامب الذي يبدو أحيانا أنه لا يعرف ما يقول ويبدو في أحيان أخرى يدرك جيدا قيمة كل حرف وكلمة تخرج من فمه، اعترف بتورطه في عملية تفجيرات البيجر الشهيرة التي استهدفت بها إسرائيل مقاتلي حزب الله اللبناني، والتي قادت في نهاية الأمر إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

اعتراف ترامب قد يذهب به إلى المحكمة وينهي حياته السياسية، فالرجل قال إن إسرائيل نسقت معه عملية البيجر لأنها تحترمه وتحترم الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن الغريب أن ترامب لم يكن وقتها رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، فلماذا نسقت معه إسرائيل عملية كهذه؟ وكيف لمواطن أمريكي أو مرشح رئاسي في هذا الوقت أن يتواصل مع استخبارات دولة أجنبية ويطلع على أسرار عملية عسكرية ستجري على أراضي دولة أخرى؟

ولكن الحياة السياسية لترامب أو المعارك القضائية لا تمثل له مشكلة على الإطلاق، فالرجل تعوّد أن يخوض معارك كهذه ويخرج منتصرا للدرجة التي جعلته يطالب بتعويض مالي قيمته 230 مليون دولار من وزارة العدل الأمريكية لتحقيقيها معه في قضايا سابقة.

المشكلة الأساسية والخطر الحقيقي الذي ربما يهدد حياة ترامب الشخصية وليست السياسية؛ هي تصريحاته ضد نتنياهو وإسرائيل، والتي حملت مزيجا من التهديد والوعيد مع كثير من الفضائح والتعرية لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، وتبني مواقف فُهم منها دعمه للقضية الفلسطينية.

ترامب هدد إسرائيل علنا بوقف الدعم الأمريكي لها إذا ضمت الضفة الغربية، وكشف لنتنياهو حقيقة إسرائيل أمام العالم بعد عامين من الإبادة الجماعية؛ لم تعد محبوبة وسيحاربها العالم أجمع، أهان نتنياهو وأخبره أن قصف قطر كان خطأ تكتيكيا كاد يكلفهم المنطقة بأسرها، ووضع إسرائيل في مكانتها الطبيعية عالميا بقوله ان إسرائيل مكان صغير جدا أمام العالم الغاضب منها.

لم تتعود إسرائيل أن تتلقى هذه الضربات وهذه الانتقادات من رئيس أمريكي، وربما كانت المرة الأولى التي يهدد فيها رئيس أمريكي الاحتلال بهذه الطريقة ويستخدم معها خطابا عنيفا بهذا الشكل، وهو ما رفضته نخب إسرائيلية يمينية على رأسها بن غفير الذي علق على خطاب ترامب قائلا إن إسرائيل دولة ذات سيادة.

في الشهرين الماضيين، عاشت إسرائيل أسوأ أيامها حرفيا داخل الولايات المتحدة الأمريكية، والسبب اتهامات من مؤثرين محافظين مثل تاكر كارلسون وكانديس أوينس ومارجوري تايلور جرين وميجان كيلي؛ لإسرائيل بأنها تورطت في اغتيال الناشط الأمريكي تشارلي كيرك بعدما تجرأ وانتقد إسرائيل بشكل علني.

إما أن يعود ترامب لرشده وينفذ ما تريده إسرائيل ونتنياهو بشكل كامل، وإما أن يتعرض لضغوط هائلة وضربات متتالية
تشارلي كيرك تحدث علانية عن استهدافه من قبل إسرائيل، وقال إنه لا يحب بنيامين نتنياهو، واشتكى أكثر من مرة من ضغوطات اللوبي الإسرائيلي ضده لاستضافته أصواتا رافضة لما تفعله إسرائيل في قطاع غزة، والنتيجة تم اغتياله بطريقة وحشية داخل جامعة يوتا في أيلول/ سبتمبر الماضي، وكان نتنياهو أول من نعاه على مواقع التواصل الاجتماعي.

إسرائيل تعلم جيدا أنها فقدت كل دعم غربي حقيقي، وشعبيتها في انهيار داخل الولايات المتحدة الأمريكية، فقد خسرت الأجيال الصغيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، ويرفض نواب الحزب الديمقراطي تمويلات أيباك، منظمة اللوبي الصهيوني الأشهر في أمريكا، لكن كل هذا لا يمثل قطرة في الطوفان الذي أحدثه دونالد ترامب بتصريحاته وتهديداته لإسرائيل بالأمس في مقابلة مجلة التايم الأمريكية.

إسرائيل تملك أوراق ضغط حقيقية ضد دونالد ترامب، أبرزها وأهمها ملفات جيفري إبستين والتي تظهر وتخفت في وسائل الإعلام حسب الطلب، وربما تستخدمها إسرائيل عن طريق أذرعها الإعلامية في الولايات المتحدة، وعلى رأسهم لاري إليسون، إمبراطور الإعلام الجديد، للضغط على ترامب وتعديل مواقفه من إسرائيل.

إما أن يعود ترامب لرشده وينفذ ما تريده إسرائيل ونتنياهو بشكل كامل، وإما أن يتعرض لضغوط هائلة وضربات متتالية بواسطة ملفات إبستين وغيرها، وإما أن تهدده إسرائيل بمصير مثل مصير تشارلي كيرك، وعندها ربما تكون مقابلة مجلة التايم هي ما كلفت ترامب حياته.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه ترامب إسرائيل نتنياهو إسرائيل امريكا نتنياهو ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المتحدة الأمریکیة الولایات المتحدة رئیس أمریکی مجلة التایم

إقرأ أيضاً:

إجراء عاجل من الكرملين بشأن الولايات المتحدة الأمريكية

نقلت سي إن إن عن مصادرها أن المبعوث الخاص للكرملين وصل إلى واشنطن لإجراء محادثات عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض عقوبات جديدة على روسيا.

وقالت المصادر: مبعوث بوتين سيلتقي مسؤولين من إدارة ترامب لمواصلة بحث العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا.

وذكرت المصادر: واشنطن رفعت مؤقتا عقوبات مفروضة على مبعوث الكرملين لمنحه تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة.

وفي وقت لاحق ؛ أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء اجتماعه المترقب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مشيرًا إلى أنه قد يلتقيه في وقت لاحق، لكنه شدد على أن العقوبات المفروضة على كبرى شركات النفط الروسية ستكون قاسية وهائلة التأثير.

ووفقا لتقرير عرضته “العربية”، ألغي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اجتماعه المرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرا إلى أنه سيلتقيه فى المستقبل القريب.

كما أكد ترامب على أن أثر العقوبات المفروضة على أكبر شركتي نفط روسيتين سيكون كبيرا وهائلا، معربا عن أمله فى أن تساهم بإنهاء الحرب.

ونفي ترامب، ما وردته صحيفة وول ستريت جورنال بمنح أوكرانيا أى إذن باستخدام صواريخ بعيدة المدي، مؤكدا أنه لا علاقة بالولايات المتحدة بإستخدام تلك الصواريخ ولا مصدرها، واصفا ما ذكرته الصحيفة بأنه مزيف وغير دقيق.

وفى الوقت نفسه أعلن وزير الخزانة الأمريكي، فرض عقوبات على روسيا مرتبطة بقطاع النفط، قائلا إن الرئيس ترامب يشعر بخيبة أمل إزاء تعثر محادثات إنهاء الحرب فى أوكرانيا، مضيفا أن الرئيس الروسي لم يكن صريحا مع ترامب خلال المحادثات السابقة.

ووفقا لتصريحات فضائية “العربية”، فى تقرير، فإن الجميع فى واشنطن يري الرئيس بوتين غير جاهز حتي الآن ليدخل فى مفاوضات سلام أو وقف إطلاق النار، ولكن الرئيس ترامب فى كل مرة يتصل به ويقول إن المكالمة كانت جيدة وأنهم كان لديهم اتفاق.

وأضاف التقرير، أنه فى نفس الوقت، بعد قناعة من الرئيس ترامب بأن الرئيس بوتين غير جاد فى هذه المفاوضات، نصح الرئيس بأن عليه إلغاء الاجتماع الذى كان مقررا أن يحدث خلال أسبوع بينهما.

روسيا.. البنك المركزي يخفض سعر الفائدةخلال ساعة.. روسيا تعلن إسقاط 25 مسيّرة أوكرانيةكيم جونج أون: علاقاتنا العسكرية مع روسيا تتقدم بشكل مستمر طباعة شارك الكرملين روسيا واشنطن ترامب العقوبات ضد روسيا

مقالات مشابهة

  • إجراء عاجل من الكرملين بشأن الولايات المتحدة الأمريكية
  • واشنطن تقول “لا” في وجه تل أبيب لأول مرة وترامب يهدد بسحب الدعم عن إسرائيل بشأن الضفة الغربية
  • تقدير إسرائيلي: القاطرة الأمريكية لا تتوقف عن الضغط على إسرائيل لكبح جماحها
  • أمريكا:تحرك إسرائيل نحو ضم الضفة الغربية يهدد خطة ترامب لإنهاء الصراع في غزة
  • ماذا نعرف عن جون بريسلو الذي رشحه ترامب ليكون سفير الولايات المتحدة لدى قبرص؟
  • تحليل.. من يقود غزة في الوقت الذي يقوم ترامب برعاية نتنياهو؟
  • الخارجية الأمريكية: التحرك نحو ضم الضفة يهدد خطة "ترامب" بغزة
  • إسرائيل.. انضمام قوة بريطانية لمركز تنسيق أمريكي “لدعم غزة”
  • بريطانيا تنشر ضباطا في إسرائيل ضمن فريق أمريكي لتنفيذ خطة ترامب في غزة