الأمير أندرو.. ابن قصر برمنغهام تخلى عن لقبه الملكي
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
الأمير أندرو، دوق يورك، شقيق الملك تشارلز الثالث، هو الابن الثالث للملكة الراحلة إليزابيث الثانية والأمير فيليب دوق إدنبرة. ولد عام 1960 وهو الثامن في ترتيب ولاية العرش البريطاني.
خدم في البحرية الملكية البريطانية وشارك في حرب فوكلاند عام 1982، ونال أوسمة عسكرية عدة، وبعد تقاعده من الخدمة العسكرية، اضطلع بمهام رسمية باسم العائلة الملكية البريطانية حتى عام 2019.
وفي ذلك العام توقف عن واجباته العامة بقرار من القصر، على خلفية ارتباط اسمه بقضية رجل الأعمال جيفري إبستين، مما أثار جدلا واسعا وأثر على سمعته وصورته الاعتبارية داخل المملكة المتحدة.
المولد والنشأةولد الأمير أندرو ألبيرت كريستيان إدوارد في 19 فبراير/شباط 1960، بقصر باكنغهام بالعاصمة البريطانية لندن، وهو الابن الثالث والولد الثاني للملكة الراحلة إليزابيث الثانية والأمير فيليب.
نشأ في كنف العائلة الملكية البريطانية، وتلقى تربية تقليدية تعتمد أساسا على قيمة الانضباط من جهة -والذي يتجسد في الالتزام اليومي الصارم بمقتضيات الحياة الملكية- وقيمة الواجب العام والمسؤولية تجاه المجتمع البريطاني وخدمة الدولة من الأنشطة العسكرية والرسمية من جهة أخرى.
تزوّج الأمير أندرو في 23 يوليو/تموز 1986 من سارة فيرغسون، في احتفال ملكي أقيم في كنيسة ويستمنستر وحظي بمتابعة إعلامية عالمية.
أنجب الزوجان ابنتين، هما الأميرة بياتريس المولودة عام 1988، والأميرة يوجيني التي رأت النور عام 1990، قبل أن ينفصلا عام 1996.
الدراسة والتكوين العلميتلقّى أندرو تعليمه الابتدائي في مدرسة هيذر داون ببلدة أسكوت في مقاطعة بيركشاير في جنوب شرقي إنجلترا، ثم انتقل إلى مدرسة غوردونستون بمنطقة موراي في شمال شرقي أسكتلندا، وهي المؤسسة التعليمية نفسها التي درس فيها والده وشقيقه تشارلز.
بعد إنهاء دراسته الثانوية، انضم الأمير إلى الكلية البحرية الملكية في دارتموث عام 1979، وهي المؤسسة الموكول لها تأهيل ضباط البحرية الملكية البريطانية، وتقع بمقاطعة ديفون في جنوب غربي إنجلترا، على ضفاف نهر دارت، وهناك تلقى تكوينه العسكري البحري قبل أن يبدأ مسيرته المهنية في سلاح البحرية الملكية البريطانية.
الخدمة العسكريةالتحق الأمير أندرو بسلاح البحرية الملكية البريطانية عام 1980، برتبة ملازم بحري تحت التدريب، قبل أن يواصل تدريبه في مجال الطيران الحربي، إذ تلقى تدريبا متقدما على قيادة الطائرات في قاعدة سلاح الجو الملكي في ليمنغ، ثم على قيادة المروحيات في قاعدة البحرية الملكية "كولدروز" في مقاطعة كورنوال بجنوب غربي إنجلترا.
إعلانوبصفته ملازما بحريا تخصص في قيادة مروحية من طراز "سي كينغ"، والتحق بأول وحدة عملياتية له ضمن السرب البحري 820 على متن البارجة إنفينسيبل أوائل عام 1982، قبل المشاركة في حرب جزر فوكلاند في أبريل/نيسان من العام نفسه.
واصل الأمير أندرو خدمته في البحرية الملكية على مدى اثنين وعشرين عاما، شغل أثناءها رتبا ومسؤوليات قيادية، واكتسب خبرة واسعة في مجال الطيران البحري والتنسيق العملياتي. أنهى خدمته في يوليو/تموز 2001 برتبة قائد، واختتم بذلك مسيرة عسكرية امتدت أكثر من عقدين.
حصل الأمير أندرو طوال مسيرته العسكرية على أوسمة وميداليات، منها:
وسام اليوبيل الفضي للملكة إليزابيث الثانية عام 1977. وسام الخدمة في حرب فوكلاند عام 1982. ميدالية إحياء ذكرى نيوزيلندا (وسام نيوزيلندي) عام 1990. وسام اليوبيل الذهبي للملكة إليزابيث الثانية عام 2002. وسام الرباط بدرجة فارس عام 2006. وسام اليوبيل الماسي للملكة إليزابيث الثانية عام 2012. وسام الخدمة الطويلة وحسن السلوك بالبحرية الملكية عام 2016. علاقته بقضية جيفري إبستينفي أواخر عام 2019، واجه الأمير أندرو واحدة من أكبر الأزمات في مسيرته العامة، بعدما تصاعدت التقارير الصحفية عن علاقته برجل الأعمال الأميركي الراحل جيفري إبستين، الذي كان متهما بالاتجار بالبشر واستغلال القاصرات.
أثيرت القضية على نطاق واسع بعد بثّ مقابلة تلفزيونية مع الأمير عبر قناة "بي بي سي" في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، تركز الحوار فيها أساسا على ادعاءات الاعتداء الجنسي الموجهة له، وعلى العلاقات التي كانت تربطه بمرتكب الجرائم الجنسية جيفري إبستين.
حاول الأمير الدفاع عن نفسه ونفى ارتكاب أي مخالفات، إلا أن خروجه الإعلامي هذا على عكس المتوقع منه، زاد الانتقادات حدة، بسبب ما اعتبره طيف واسع من الرأي العام البريطاني ضعفا في تقدير الموقف وافتقارا للتعاطف مع الضحايا.
وعقب هذه المقابلة التلفزيونية وما خلفته من تداعيات، أعلن قصر باكنغهام في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 أن الأمير أندرو سيتنحى عن مهامه العامة "فترة غير محددة"، بعد أن أصبح وجوده عبئا على المؤسسة الملكية.
وفي يناير/كانون الثاني 2022، جرّدته الملكة إليزابيث الثانية رسميا من ألقابه العسكرية الفخرية وامتيازاته الملكية العامة، ومنعته من استخدام لقب "صاحب السمو الملكي" في أي مناسبة رسمية.
وفي فبراير/شباط 2022، توصّل الأمير أندرو إلى تسوية مالية خارج القضاء مع فيرجينيا جوفري، وهي إحدى المدعيات في قضية إبستين (انتحرت في أبريل/نيسان 2025)، دون أن يقر بالجريمة المنسوبة إليه، وقد أنهت هذه التسوية الإجراءات القضائية ضده، لكنها لم توقف الجدل العام والمطالب المتزايدة بمساءلته أخلاقيا وسياسيا.
رغم ابتعاده عن الحياة العامة منذ 2019 ظلّ الأمير أندرو يحمل لقب "دوق يورك"، الذي منحه إياه والده الملك فيليب في يوم زفافه عام 1986.
إعلانومع تزايد انتقادات الرأي العام البريطاني على خلفية ارتباط اسمه بفضيحة إبستين، تجددت المطالب السياسية في أكتوبر/تشرين الأول 2025 داخل البرلمان البريطاني بتجريده رسميا من لقب الدوق.
فقد قدّم نواب من الحزب القومي الأسكتلندي وحزب العمال مذكرة برلمانية تطالب الحكومة بسنّ قانون يمنح الملك صلاحية سحب الألقاب النبيلة من أي فرد في حال الإضرار بسمعة الدولة أو المؤسسة الملكية.
ووفقا لنتائج استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "يو غوف" في الشهر ذاته، أبدى 80% من البريطانيين تأييدهم تجريد الأمير أندرو من اللقب نهائيا.
وفي 17 أكتوبر/تشرين الأول 2025 أعلن الأمير أنردو أنه سيتخلى عن لقب "دوق يورك" وعن الأوسمة التي منحت له، وحرص في الوقت نفسه على نفي الاتهامات الموجهة إليه.
وقال في بيان، إن تلك الاتهامات صرفت الانتباه عن عمل شقيقه الملك تشارلز الثالث وأضرت بالعائلة الملكية البريطانية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات البحریة الملکیة البریطانیة إلیزابیث الثانیة جیفری إبستین الأمیر أندرو
إقرأ أيضاً:
رئيس الجامعة البريطانية في مصر يستقبل سفيرة الاتحاد الأوروبي
استقبل الدكتور محمد لطفي رئيس الجامعة البريطانية في مصر، السفيرة أنجلينا آيخورست، سفيرة الاتحاد الأوروبي لدي مصر، لبحث سبل التعاون المشترك، بحرم الجامعة البريطانية بمدينة الشروق.
جاء ذلك بحضور الدكتور جيمس جازارد النائب الأكاديمي لرئيس الجامعة البريطانية، والدكتور يحيي بهي الدين نائب رئيس الجامعة البريطانية للبحوث والمشروعات، و الدكتورة ودودة بدران نائب رئيس الجامعة للقطاع الأدبي، والسفير محمود كارم مدير مركز مصر والشرق الأوسط بالجامعة، و الدكتورة هادية فخر الدين، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وإدارة الأعمال، و الدكتورة أماني خضير رئيس قسم العلوم السياسية، و الدكتور حسام شعبان نائب عميد كلية القانون بالجامعة، والدكتورة سارة الخشن مديرة إدارة التطوير الإستراتيجي ورئيس برنامج محاكاة قمة المناخ بالجامعة البريطانية في مصر.
بدوره، أكد الدكتور محمد لطفي، رئيس الجامعة البريطانية في مصر، أن منذ تأسيس الجامعة وهي تعد كأحد أبرز إنجازات الراحل المهندس محمد فريد خميس، وتحمل رسالة واضحة ترتكز على بناء مؤسسة أكاديمية رائدة تلبّي احتياجات الدولة والمجتمع، وتُقدّم نموذجًا مشابهًا لجامعات رائدة مثل "صبّاتشي" في تركيا من حيث التركيز على المشروعات التطبيقية والتنموية، وتحت قيادة السيدة فريدة خميس، رئيس مجلس الأمناء، واصلت الجامعة مسيرتها في تحقيق التوازن بين الأدوار الاكاديمية وغير الاكاديمية، من خلال منظومة تعليمية تتمحور حول الطالب وتجمع الإبداع، الابتكار والتعليم في وحدة لا تنفصل، مشيرًا إلى أن الجامعة تفخر بكونها عضوًا في مرصد الماجنا كارتا وقد حصلت على الاعتماد المؤسسي من هيئة الجودة البريطانية QAA، كأول جامعة في مصر وشمال أفريقيا، مما يعكس التزامها باستراتيجية واضحة تستهدف تحقيق رؤية مصر 2030 على المستوى القومي، وأهداف التنمية المستدامة على المستوى العالمي.
وأعربت سفيرة الاتحاد الأوروبي عن تقديرها لمستوى الجامعة البريطانية في مصر وما تشهده من تطور ملحوظ في مشروعاتها البحثية والتعليمية، مشيدة بما اطلعت عليه من نماذج متميزة لطلاب الجامعة وقدرتهم على الابتكار والمشاركة الفعّالة في القضايا العالمية. وأبدت السفيرة انبهارها بالمبادرات والمشروعات المجتمعية التي تتبناها الجامعة، وخاصة تلك المرتبطة بأهداف التنمية المستدامة، مؤكدة أن هذا النجاح يعكس قيادة حكيمة ورؤية استراتيجية واضحة تسهم في إعداد جيل قادر على المنافسة عالميًا وخدمة وطنه بوعي ومسؤولية.
وأضاف الدكتور"لطفي"، أن الجامعة البريطانية تٌعد نموذجًا فريدًا للتعليم الدولي، من خلال شراكاتها الأكاديمية مع ثلاث جامعات بريطانية تمنح طلابها شهادات مزدوجة، إضافة إلى بيئة بحثية نشطة تضم أبحاثًا متقدمة في الطاقة الخضراء وتكنولوجيا النانو، وقد نجحت الجامعة في إعداد كوادر مؤثرة؛ فالتحق ثمانية من خريجي العلوم السياسية بالسلك الدبلوماسي، كما انضم خريجو كلية القانون إلى النيابة العامة ومجلس الدولة، فضلًا عن أن الجامعة أنشئت أول مجمع شامل للخدمات الطلابية SLC الذي يتيح للطلاب قيادة الأنشطة والمبادرات، كما أن للجامعة دور بارز في دعم أهداف الاستدامة بتنظيم ماراثونات من أجل التنمية المستدامة وبرامج دولية كمحاكاة قمة المناخ.
وأوضح الدكتور "لطفي"، أن الجامعة تٌعد أول مؤسسة جامعية توقع بروتوكول تعاون مع مبادرة "حياة كريمة"، وتُسيّر قوافل أسبوعية للقرى الأكثر احتياجًا، فضلًا عن مستشفى طب الأسنان بالجامعة والذي يستقبل يوميًا من 800 إلى 1000 مواطن للعلاج المجاني، واختتم رئيس الجامعة معربًا عن سعادته بهذه الزيارة وعن حرص الجامعة لبحث سبل للتعاون المشترك التي تسهم في خدمة طلابها وتعزيز فرصهم الأكاديمية والتدريبية دوليًا، انطلاقًا من إيمانها بدور الشراكات الدولية في بناء جيل يمتلك وعيًا عالميًا وقدرة حقيقية على الإسهام في تحقيق التنمية المستدامة. وتأتي هذه الزيارة كفرصة لتعميق الحوار وتبادل الخبرات، بما يدعم مسيرة الجامعة في ترسيخ التعليم الدولي الذي يجمع بين الريادة الأكاديمية والمسؤولية المجتمعية.
وعلى هامش فعاليات الزيارة، نظم مكتب دراسات مصر والشرق الأوسط، جلسة حوارية مفتوحة للسفيرة مع طلاب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وإدارة الأعمال، حرصت خلالها على توجيه مجموعة من الرسائل الملهمة، مؤكدة أهمية التحلي بروح الفضول والسعي الدائم وراء المعرفة والبحث عن الإجابات، وأشارت إلى عمق التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي في مختلف المجالات، وعلى رأسها التعليم، موضحة أن الدعم الذي يقدمه الاتحاد لمصر هو الأكبر في تاريخه لدولة عربية، وهو ما يعكس الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين في شتى القطاعات، خاصة تلك التي تستهدف بناء الإنسان وتعزيز قدراته.
كما شددت السفيرة على أن دعم التعليم والطلاب يأتي في مقدمة أولويات الاتحاد الأوروبي، داعية الطلاب إلى الفخر بانتمائهم للجامعة البريطانية في مصر، التي تضع أهداف التنمية المستدامة في قلب رسالتها الأكاديمية، بخلاف العديد من المؤسسات التعليمية الأخرى، وأوضحت أن 70% من استثمارات الاتحاد الأوروبي في القارة الأفريقية، ومنها مصر والمغرب، تمثل التزامًا طويل الأمد بدعم التنمية.
واختتمت حديثها بالتنبيه إلى أهمية الحفاظ على البُعد الإنساني في عصر الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أنه لا يجب السماح للتكنولوجيا بأن تقود الإنسان، بل ينبغي العمل على وضع أطر تضمن استخدامها بما يخدم التقدم دون فقدان القيم الإنسانية.