ترقب إسرائيلي لانتخابات عمدة نيويورك وقلق من فوز محتمل لممداني
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
تتجه الأنظار الإسرائيلية إلى ما توصف "المعركة الأهم في العالم اليهودي"، وهي انتخابات عمدة ولاية نيويورك بعد أسبوعين، وهي المدينة الأكثر يهودية في الولايات المتحدة، وسط ارتفاع أسهم المرشح الديمقراطي ممداني، وتزايد مواقفه الرافضة للاحتلال في الآونة الأخيرة.
وذكر الكاتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت" آفي شيلون، ذكر أن "هذه المعركة تُعدّ مهمة للمجتمع اليهودي والإسرائيليين في الولاية، لكن يُمكننا أيضًا استخلاص دروس منها حول السياسة بشكل عام، بما في ذلك هنا في دولة إسرائيل، فمن جهة، يقف المرشح الديمقراطي الأبرز، زهران ممداني، 34 عامًا، الذي لم يشغل منصبًا مهمًا في حياته؛ ويواجهه في الجهة الأخرى، أندرو كومو، السياسي المخضرم الديمقراطي السابق، وهو الآن يترشح بصورة مستقلة، لكن أقدميته في المؤسسة السياسية تشكل عائقًا أمامه في نظر العديد من الناخبين، الذين يبحثون عن مرشح من خارج النظام".
وأضاف شيلون، في مقال ترجمته "عربي21" أن "ممداني لديه أفكارٌ قيّمةٌ ومتنوعة، معظمها يتعلق بتعزيز منظورٍ اجتماعيٍّ في مدينةٍ تُولي المال اهتمامًا خاصًا، كما يحظى بدعم العديد من اليهود التقدميين والشباب الذين ينجذبون لأفكاره الاشتراكية، ويميلون أيضًا للموافقة على انتقاده للسياسة الإسرائيلية، ومن ذلك على سبيل المثال، أنه وعد بعد انتهاء الحرب سيعتقل رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو إن زار نيويورك".
وأكد أن "مشكلة ممداني لا تكمن في انتقاد نتنياهو فحسب، لأنه بذلك لا يختلف عن نصف الإسرائيليين على الأقل، لكن مشكلته تكمن في أنه يُعطي انطباعًا عدائيًا لدرجة أن تعيينه يُزعج العديد من الليبراليين في المجتمع اليهودي أيضًا، فرغم أنه بذل مؤخرًا جهدًا لإظهار المودة له، لكنه عندما سُئل عما إذا كان سعيدًا بعودة المختطفين الإسرائيليين من غزة، وجد صعوبةً بالاكتفاء بإجابةٍ إنسانيةٍ بسيطة، فقال: "نعم، كما أنا سعيدٌ بتوقف الإبادة الجماعية في غزة".
وأوضح أن "ممداني عندما سُئل عما إذا كان يعترف بحق إسرائيل في الوجود، أجاب: نعم، لكنني لا أؤيد أي دولة تقوم على تعريفات عرقية أو دينية، بمعنى آخر، لا يعتقد ممداني أن دولة إسرائيل يجب أن تكون موجودة، لأنها تُعرّف نفسها بأنها يهودية، علاوة على ذلك، فهو لم يعد شابًا تقدميًا انضم للتيار المناهض للاحتلال دون أن يفهم عمق الصراع، لأن والده، محمود ممداني، أستاذ جامعي مرموق، تُروج أبحاثه لفكرة أن الصهيونية مشروع استعمار استيطاني، بمعنى آخر، فقد نشأ في بيئة ترفض الصهيونية من حيث المبدأ".
وتساءل "كيف سيقود ممداني مدينة ذات حضور يهودي قوي، حتى لو كانت يهودية ليبرالية للغاية، فلا تزال أغلبية ساحقة من اليهود تؤيد وجود دولة إسرائيل، وبالتأكيد عودة المختطفين، وهو حدث من المفترض أن يُحرك ليس اليهود فقط، لكن السبب في ذلك أن السياسة أمرٌ معقد".
وأوضح أنه "بين المرشحين ممداني وكومو، هناك مرشح جمهوري، كورتيس ساليفا، وهو مناوئٌ لممداني بشدة، لكن وجوده في السباق يصب في صالح الأخير، إذ كان بإمكان مؤيديه التصويت لكومو، لذا، في كل حملة انتخابية، يجب على المرء أن يقرر من يترشح بناءً على من يدعمه ترشيحه، صحيح أن كومو ينجح في مهاجمة ممداني في السياق الإسرائيلي، لكن كغيره من الديمقراطيين من الجيل الأكبر سناً، يفشل في تقديم رؤية إيجابية ومستقلة وجذابة، إضافة لحقيقة أنه مشتبه به أيضاً بالتحرش الجنسي في الماضي، ويُنظر إليه، مثل كامالا هاريس، على أنه جزء من المؤسسة القديمة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلية نيويورك الولايات المتحدة ممداني إسرائيل الولايات المتحدة نيويورك ممداني صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
بين الانهيار والاستثمار.. قصة بيوت اليهود في دمشق
دمشق- في جزء من دمشق القديمة، لا يزال يعيش 6 سوريين يهود حتى يومنا هذا، 4 رجال، وسيدتان يقطنون حيّا قديما يحمل اسمهم "حارة اليهود" المتاخم لمنطقة سكن المسيحيين في باب شرقي وحي القشلة.
وبالرغم من عدم فوز هنري حمره من الطائفة اليهودية بمقعد في مجلس الشعب السوري، الذي جرت انتخاباته في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، فإن هذا الترشّح يعدُّ سابقة في الحياة السياسية للسوريين.
ويوضح رئيس الطائفة اليهودية في سوريا، بيخور شمنطوب، أن نظام حافظ الأسد كان يمارس مضايقات شتى بحق اليهود في سوريا، أهمها عدم السماح لهم بالسفر، أو التملّك.
ويقول للجزيرة نت "وصل عدد اليهود حتى مطلع التسعينيات في سوريا إلى نحو 5 آلاف، وبعد السماح لهم بالسفر عام 1992، انخفض عددهم إلى نحو 30 شخصا، بقي منهم 6 على قيد الحياة".
وبحسب محمد الجيلاني، أحد أصحاب المحلات التجارية في شارع الأمين داخل دمشق القديمة، فإن يهود سوريا كانوا يعيشون حياة طبيعية دون تمييز.
ويضيف للجزيرة نت "كان معظمهم يمتهن العمل التجاري، كما اشتغلوا بأعمال صياغة الذهب، والحفر على النحاس، واشتهر منهم أطباء مثل إيزاك طحطح، وجميل ربيع، وكانت عيادتهما هنا في شارع الأمين".
ومن السهل تمييز بيوت اليهود داخل الحيّ الدمشقي القديم، إذ تظهر أبوابها موصدة من الخارج بسلاسل معدنية، وأقفال، وتبدو معالمها منهكة ومتآكلة بفعل الإهمال، وغياب أعمال الترميم والصيانة الدورية لها.
ومنذ شهر فبراير/شباط الماضي، بدأ تنظيم عقود استثمار لعدد من تلك المنازل، يقوم بموجبها الطرف المستفيد بترميم المنزل على نفقته الخاصة، واستئجاره مدّة تتطابق مع كلفة الترميم، والتي تتراوح غالبا بين 3 إلى 5 سنوات.
إعلانأما صاحب هذه المبادرة، فهو أمين سرّ "إدارة أملاك اليهود الغائبين" المهندس يوسف حمدان، وهي دائرة حكومية كانت تتبع لفرع فلسطين (أحد أكثر الأفرع الأمنية توحشا ودمويّة أيام النظام السابق) وبعد سقوط نظام بشار الأسد، أصبحت تتبع لوزارة الداخلية السورية.
ويقول حمدان للجزيرة نت "لا داعي للقلق حيال موضوع أملاك اليهود في دمشق، فهي مصانة وفق القوانين السورية"، مؤكدا أن تلك العقود ليس فيها تحايل ونقل ملكية، ويبررها بأنها تُخلّص المنطقة من البيوت المتهالكة، والآيلة للسقوط، والتي قد تُضر بالمساكن المجاورة لها.
لكن هذا الإجراء، يقرؤه بيخور شمنطوب، المعروف أيضا باسم "عيد" داخل الحيّ اليهودي الذي يقطنه، كعنوان واضح لاستباحة بيوت اليهود في دمشق.
ويقول للجزيرة نت "الحكومة السورية الحالية تدعو اليهود السوريين للعودة إلى منازلهم، لكنها في الوقت نفسه تسمح باستثمار تلك المنازل، لقد أصبحت أملاك اليهود السوريين مستباحة، ولم تكن كذلك أيام النظام البائد، واليهود مستاؤون من هذا الإجراء".
ويدافع شمنطوب عن موقعه الاجتماعي كمواطن سوري، وينفي أن يكون قد تعرّض ذات يوم إلى أي مضايقة بسبب دينه، ويقول "جاري فلسطيني وهو صديقي، وأنا ابن هذا المكان، وعلاقتي جيدة مع الجميع".
ويعتبر المحامي عادل مارديني، الذي يتابع واحدة من تلك القضايا، أن عقود الاستثمار مرتبطة فقط بمنازل كان يستأجرها اليهود، وبالتالي ينطبق عليها قانون الإيجار السوري.
ويوضح للجزيرة نت "عقود استثمار منازل اليهود تتم عادة لبيوت كان يستأجرها يهود وفق عقود إيجار قديمة، وامتنعوا عن تسديد مبلغ الإيجار بسبب غيابهم".
ويضيف موضحا المسار القانوني "من حق صاحب البيت اللجوء إلى القضاء لاسترداد منزله عبر رفع دعوة استرداد حيازة عقارية، أما بيوت اليهود المملوكة بأوراق طابو، فلا أحد يقترب منها".
وكذلك يبدي حمدان الكثير من المرونة في هذا الشأن، ويقول إن اليهودي إذا عاد إلى سوريا من حقه استرداد منزله، شرط أن يدفع الكلفة التي أنفقها المستثمر على بيته، أو أن ينتظر انتهاء مدة العقد، ويسترد منزله دون أن يدفع أي مبلغ.
وهناك حوالي 22 كنيسا يهوديا في منطقة سكن اليهود بدمشق القديمة، وجميعها مغلق، ولديهم أيضا مدرسة ابن ميمون الخاصة بهم، وتضم جميع الصفوف التعليمية، لكنها الآن مغلقة، إضافة إلى مدفنهم الكائن مقابل كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية.