سفيرة المناخ تحذر العالم بلوحات تشكيلية (صور)
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
رسالة تحذير شديدة وجهتها سفيرة المناخ الفنانة التشكيلية أسماء عادل السيد، إلى شعوب العالم من خلال 72 لوحة فنية في معرضها (كوكبنا في خطر)، الذي أقيم بقاعة أدم حنين بـ مركز الهناجر الذي شاهد اهتماماً كبيراً على مستوى الدوائر الرسمية والثقافية، حيث افتتح المعرض الوزير المفوض بـ جامعة الدول العربية السفير حيدر الجبوري، ودكتور حسام الدين محمود رئيس مركز إفريقيا للتخطيط الاستراتيجي والخبير الدولي في السياسات المناخية، ودكتور محمود برعي رئيس منتدى الحوار الوطني أصدقاء المناخ.
وأشارت الفنانة أسماء عادل، إلى سعادتها بتحقق حلمها بعد عامين من العمل حتى خرج المعرض إلى النور لتسجل موقفها كسفيرة للمناخ وتحذر العالم من خلال لوحتها عن خطورة تغيير المناخ للاسوأ وتأكل الشواطئ ومشكلة التصحر، وقطع الأشجار، والصيد الجائر للحيوانات والطيور، وتغيير ألوان الشعب المرجانية نتيجة للحرارة الشديدة، وتغيير سلوك الأسماك.
وأشار الشاعر مصطفى جعفر رئيس لجنة الاعلام باتحاد شباب العرب للإبداع والابتكار، إلى سعادته بنجاح المعرض الذي قدم فكرة مبتكرة في الافتتاح بجدارية رائعة خلف الأبواب لنكتشف بعد افتتاحها إنها تتناول العالم الذي نأمله، كما اختتم المعرض بلوحة للإنسان الذي يتحمل كل المسئولية في وضع كوكبنا في خطر.
وأكد شريف جاد رئيس الجمعية المصرية لخريجي الجامعات الروسية والسوفيتية ومدير النشاط الثقافي بالمركز الروسي، الأهمية القصوى للمعرض بحكم أن القضايا الهامة المتعلقة بالبيئة تم تناولها في شكل فني، كون الفن التشكيلي أحد عناصر القوى الناعمة وله تأثير فعال على المجتمع للتنبية عن خطورة الوضع الراهن، وأعرب "جاد" عن أمله في تبني المؤسسات المعنية للمحافظة على البيئة لهذا المعرض الذي فجر قضايا شديدة الأهمية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الشعب المرجانية مركز الهناجر مصطفى جعفر
إقرأ أيضاً:
الصاروخ اليمني وتغيير المعادلات.. كيف فرضت اليمن الحصار الجوي على “إسرائيل”؟
في لحظة خاطفة، تهاوى وهم “السماء المحصّنة”. ففي الرابع من مايو 2025، لم يكن الشرق الأوسط على موعد مع مجرّد تصعيد جديد، بل مع ولادة معادلة استراتيجية غير مسبوقة. بإعلان القوات اليمنية المسلحة فرض “حصار جوي شامل” على الكيان “الإسرائيلي”، تحوّلت خارطة الاشتباك من جغرافيا غزّة إلى فضاء إقليمي مفتوح، تجاوز خطوط التماس المباشر، ليضرب أحد أكثر رموز البنية التحتية “الإسرائيلية” حساسية: مطار “بن غوريون” الدولي.
الصاروخ الذي استهدف مطار “بن غوريون” لم يكن اعتياديًا. لقد اخترق طبقات الدفاع المتعددة، الأمريكية و”الإسرائيلية”، ليصيب هدفه بدقة، وسط صدمة استخبارية لم تنفع معها التبريرات. فشل منظومات الدفاع “القبابيّة” كشف هشاشة ما سُمّي لعقود بـ”حصن الردع الإسرائيلي”، وكشف معه محدودية القدرة الأمريكية في تأمين الحليف المدلل في لحظة الحقيقة.
منذ سبتمبر 2024، دأبت القوات اليمنية على إطلاق صواريخها باتجاه البحر الأحمر والأراضي الفلسطينية المحتلة، دعمًا واضحًا وصريحًا للمقاومة في غزة. لكن استهداف المطار المركزي لـ”إسرائيل” شكل نقطة تحوّل: فالأمر لم يعد مجرّد إسناد رمزي، بل دخول فعلي في معركة فرض المعادلات.
ما جرى لم يكن فقط خرقًا أمنيًا؛ بل خرقًا مفهوميًا لمعنى “الحدود الآمنة”، وأسّس لمرحلة جديدة، تُفقد “تل أبيب” تفوقها الجوي والناري، وتضع مطاراتها ومرافئها تحت رحمة قرار يُتخذ من جبال صعدة أو كهوف عمران.
القدرة على التحرك الجوي كانت جزءًا من تفوق “إسرائيل” الاستراتيجي: حركة الطيران المدنية والعسكرية، استقبال الدعم الخارجي، والهروب نحو الملاذات الدولية عند الأزمات. اليوم، كل تلك القواعد باتت مهددة. فحين تُصبح مطارات “اللد” و”إيلات” و”ريشون لتسيون” ضمن مدى نيران منظمة ومتكررة، فإن “إسرائيل” لم تعد نقطة منيعة في شرق المتوسط، بل هدفًا مرصودًا ضمن مجال ناري يمتد من اليمن إلى لبنان، مرورًا بسورية والعراق.
ما يحرج واشنطن أكثر من الضربة نفسها هو العجز عن منعها. الغارات الأمريكية على اليمن، وإسقاط طائرة “إف-18 سوبر هورنت” في البحر الأحمر، والانكشاف الاستخباري أمام منصات الإطلاق المتنقلة، جميعها مؤشرات على مأزق الردع الأمريكي، لا تجاه اليمن فحسب، بل تجاه المحور الذي تقوده طهران ويضم صنعاء وبغداد وبيروت وغزة.
الإدارة الأمريكية، العالقة بين مستنقع أوكرانيا وارتدادات صراع غزة، تدرك أن توسيع الجبهة ضد إيران لم يعد خيارًا واقعيًا، خصوصًا بعد دخول روسيا علنًا على خط الحلف الاستراتيجي مع طهران. فالاتفاقية العسكرية الموقّعة بين موسكو وطهران، والتي دخلت حيز التنفيذ لعشرين عامًا، تقلب طاولة التهديدات، وتجعل أي عدوان على إيران مغامرة غير محسوبة العواقب.
الضربات الأمريكية و”الإسرائيلية” لم توقف مسار الصواريخ اليمنية، بل زادت من وتيرتها ومن دقتها. وهذا بحد ذاته يُسقط إحدى أهم ركائز العقيدة العسكرية الغربية: القدرة على الضرب الاستباقي. فالحوثي – كما تُصرّف النخبة السياسية الغربية اسمه – لم يعد مجرد “متمرّد” في نظرهم، بل فاعل إقليمي يمتلك ناصية القرار في منطقة حساسة، تمتد من باب المندب إلى عمق الأراضي الفلسطينية.
أما التهديدات “الإسرائيلية” بالردّ “بسبعة أضعاف” فهي أقرب إلى الاستعراض الإعلامي منها إلى الخطط الفعلية. فتجربة اليمن أثبتت أن الحرب المفتوحة مع صنعاء مكلفة ومكشوفة ومحفوفة بالمخاطر، سواء من ناحية الجغرافيا أو القدرة القتالية أو حتى مناخ الإسناد الشعبي العربي المتصاعد.
اليوم، لم تعد صنعاء في موقع الدفاع عن غزة، بل أصبحت لاعبًا يفرض مفاعيل قراره على عمق “إسرائيل”. الحصار الجوي لم يأتِ كرد فعل، بل كخيار هجومي مدروس، ينقل المواجهة من الرمزيات التضامنية إلى فرض المعادلات الصلبة.
تل أبيب في مرمى النيران الدقيقة، وواشنطن في مأزق الخيارات، وعواصم الغرب أمام اختبار حقيقي لصدقية تحالفاتها. أما العرب، فإن لحظة الحقيقة أمامهم: إمّا أن يكونوا شهودًا على تغيير التاريخ، أو شهود زور في محكمة تسقط فيها فلسطين مرة أخرى.
الضربة اليمنية لم تُعطّل مطارًا فحسب، بل عطّلت أيديولوجيا بكاملها، تلك التي بُنيت على تفوّق السماء. لقد ولّى زمن الهيمنة الجوية، وبدأ زمن الأهداف المكشوفة. ومن لا يملك سماءه، لن يفرض شروطه على الأرض.