تضييق ممنهج.. الحوثيون يستهدفون الناشطين والمحامين في شمالي اليمن
تاريخ النشر: 16th, May 2025 GMT
صعدت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران بشكل ملحوظ حملات القمع والتضييق التي تمارسها بحق المعارضين والمدافعين عن الحقوق والحريات العامة.
ومنذ انقلابها وسيطرتها على أجزاء واسعة من شمال اليمن عام 2014، حوّلت مليشيا الحوثي الاعتقال التعسفي والاختطاف إلى أدوات استراتيجية تسعى من خلالها إلى إسكات الأصوات التي تطالب بالعدالة ورفع العلم الجمهوري، في انتهاك صارخ للدستور والقوانين اليمنية والمواثيق الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان.
خلال الأسابيع الماضية، شهدت العاصمة المختطفة صنعاء ومدينة ذمار مركز المحافظة حوادث اختطاف واحتجاز دون مبرر قانوني واضح، طالت ناشطين معروفين بدفاعهم عن قضايا المجتمع والدولة.
وتعكس هذه الانتهاكات تصعيداً غير مسبوق في استهداف الفاعلين الحقوقيين والقانونيين، الذين باتوا عرضةً للخطف من مكاتبهم أو من منازلهم، أو للاحتجاز في أقسام شرطة تابعة للجماعة، بعيداً عن أي إجراءات قضائية أو محاكمات عادلة.
في 15 مايو 2025، اختطفت عناصر ما يسمى جهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين الناشط المجتمعي محمد محمد صالح اليفاعي من أحد شوارع مدينة ذمار، واقتادته إلى أحد معتقلاتهم السرية.
ويُعزى سبب الاختطاف إلى نشاطه البارز في مناصرة قضايا المواطنين، لا سيما حملته الأخيرة للمطالبة برفع العلم الوطني فوق المؤسسات الحكومية.
والأحد الماضي احتجزت ميليشيا الحوثي المحامي نجيب عبد الله النهاري في قسم شرطة “30 نوفمبر” بصنعاء، دون فتح محضر رسمي أو توجيه تهم محددة.
وقد وثقت نقابة المحامين اليمنيين – فرع صنعاء تعرضه للاعتداء اللفظي، وأعدّت بلاغاً رسمياً إلى وزيري الداخلية ومدير عام الشرطة المعينين من قبل الجماعة.
ومساء الخميس الماضي، اقتحمت عناصر حوثية مكتب المحامي محمد لقمان، رئيس منظمة “محامون بلا حدود”، الكائن في حي الدائري بصنعاء، واعتقلته دون أي إنذار أو مذكّرة اعتقال. وفقا لمصدر محلي.
ونفت المليشيا الحادثة، مدعيةً أنه يخضع لـ”دورة ثقافية تأهيلية”، في حين يؤكد مصدر حقوقي أن أسرته تعرضت لضغوطٍ لإنكار الحادث.
وانتقد المحامي لقمان وفقاً لحسابه على موقع "فيسبوك" قبل عملية اختطافه ما وصفه بالتجاهل المؤسسي لحقوق الضحايا المدنيين جراء الغارات الجوية الأمريكية والبريطانية والاسرائيلية، متسائلاً "هل هناك ضحايا أو إصابات أو أضرار نتيجة لاستهداف المواقع التي طاولتها الهجمات أم أنها غير ذات قيمة؟".
وقال في منشوره "إن للضحايا حقوقاً أقلها أن يُوثقوا في سجلات وبيانات وزارتي الداخلية والصحة أم أن ذكرهم سيُقلل من قيمة النصر؟"، وهي عبارة تحمل سخرية من ادعاء الحوثيين انتصارهم على الولايات المتحدة، بعدما أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السادس من مايو الجاري إلى "استسلام الحوثيين"، وقال إنهم "طلبوا من الولايات المتحدة وقف الغارات عليهم".
تعكس هذه الحوادث سياسة ممنهجة تهدف إلى ترويع المدافعين عن الحقوق والحريات وإرهاب المجتمع المدني، وهو ما يستدعي تحركاً دولياً عاجلاً لمساءلة قيادة الجماعة وإطلاق سراح جميع المعتقلين التعسفيين، وضمان الوصول غير المقيد للمنظمات الحقوقية إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
رئيس كتلة الإصلاح البرلمانية يدين الإعتداءات الإسرائيلية على اليمن ويُحمّل الحوثي المسؤولية
أدان رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح عبدالرزاق الهجري، الخميس، الإعتداءات الإسرائيلية على مطار صنعاء والمواني اليمنية، محملا جماعة الحوثي المسؤولية.
جاء ذلك في كلمة وفد الجمهورية اليمنية البرلماني، أمام مؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي والمنعقد بالعاصمة الإندونيسية جاكارتا.
وقال رئيس وفد مجلس النواب عضو المجلس عبدالرزاق الهجري، إن اليمن يخوض معركة مصيرية ضد جماعة الحوثي التي انقلبت على الدولة وجرّت الويلات على الشعب وارتكبت بحقه جرائم وانتهاكات جسيمة.
وأشار إلى أن جماعة الحوثي استباحت المدن، وقتلت عشرات الآلاف من أبناء الشعب اليمني، وهجّرت الأبرياء، وفجّرت المساكن والمدارس والمساجد وجنّدت الأطفال، ونهبت مؤسسات الدولة، وانتهكت الحريات العامة والخاصة، وعملت على تفتيت النسيج المجتمعي، وفرضت مشروعاً طائفياً عنصرياً يهدد استقرار اليمن والإقليم ويبتز العالم بتهديد طرق الملاحة الدولية تنفيذًا لأجندات خارجية اضرت بالمنطقة والعالم.
وأوضح أن جماعة الحوثي، تسببت في جلب الخراب والدمار لليمن ومقدراته وكان آخرها الاعتداءات على الموانئ والمطارات ومصالح الشعب اليمني، مؤكدا الرفض والإدانة الشديدة لتلك الضربات والاعتداءات الصهيونية، محملا في الوقت ذاته جماعة الحوثي مسؤولية تحويل اليمن إلى ساحة صراع لحماية مصالح مموليها.
ودعا الهجري، الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ومجالسها البرلمانية إلى بذل اقصى الجهود للضغط على المجتمع الدولي لوقف المجازر الصهيونية بحق أبناء الشعب الفلسطيني ووقف العدوان الإسرائيلي على لبنان واليمن وسوريا.
وأكد أن واجبهم كبرلمانيين هو توحّيد صوت الأمة، وتحمل مسؤوليتهم التاريخية في مواجهة الظلم بكل أشكاله، سواء أكان في فلسطين الجريحة، أو اليمن الصابر، أو في أي بقعة أخرى من جسد هذه الأمة الذي أنهكته التجزئة والصراعات.
وأوضح أن فلسطين ستبقى القضية الأولى، وأن الوقوف مع شعبها الصامد واجب مقدس على كل من ينتمي لهذه الأمة.