وسط مطالب غربية وشروط صعبة.. إيران تؤكد استعدادها للتفاوض النووي
تاريخ النشر: 27th, October 2025 GMT
البلاد (طهران)
في ظل استمرار التوترات بين إيران والدول الغربية، وبالأخص الولايات المتحدة وإسرائيل، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن بلاده لا تزال مستعدة لإدارة العلاقات والدخول في مفاوضات لبناء الثقة وحل الخلافات حول برنامجها النووي.
وأشار عراقجي، في مقابلة عبر الإنترنت نقلتها وكالة”إيسنا”، إلى أن واشنطن طالبت طهران الشهر الماضي بتسليم اليورانيوم المخصب مقابل تأجيل تفعيل آلية الزناد الخاصة بالعقوبات، لكنه أكد أن إيران مستعدة للتفاوض وتنفيذ أي اتفاق يُبرم، مع التشديد على حق طهران في تخصيب اليورانيوم وعدم جواز حرمانها منه لأي سبب مهما كانت المخاوف الدولية.
وتأتي تصريحات عراقجي بعد أكثر من شهر على إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران، عقب فشل المفاوضات مع الترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) بشأن الملف النووي. ووضح علي لاريجاني، أمين مجلس الأمن القومي الإيراني الأعلى، أن سبب فشل تلك المفاوضات كان طلب الدول الغربية خفض مدى الصواريخ الإيرانية إلى أقل من 500 كيلومتر، وهو ما رفضته طهران باعتباره تهديداً لأمنها القومي وركيزة أساسية لقدراتها الدفاعية.
وقال لاريجاني خلال مراسم ذكرى مقتل حسين همداني في سوريا:”خفض مدى صواريخنا يُضعف أهم أدواتنا الدفاعية، وطلب الغرب يعد في الواقع مطلباً بالاستسلام”.
وكان وزير الخارجية الإيراني قد أعلن سابقاً أن بلاده لن تعود إلى المفاوضات طالما أن الولايات المتحدة تقدم مطالب وصفها بـ”غير المعقولة والمبالغ فيها”. وذكر أن العلاقات بين إيران وأميركا قابلة للإدارة، لكن التفاهم يحتاج إلى احترام الحقوق الوطنية الإيرانية، بما في ذلك برنامجها النووي والصواريخ الباليستية.
وتأتي هذه التصريحات في سياق تاريخي من التوترات، إذ شهدت الفترة الماضية خمس جولات من المفاوضات النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن، قبل أن تشن إسرائيل في يونيو الماضي حملة جوية استمرت 12 يوماً، شاركت فيها الولايات المتحدة بقصف منشآت نووية إيرانية. كما أعادت الترويكا الأوروبية في أغسطس الماضي تفعيل مسار”سناب باك”، ما أدى إلى إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
إيران: كان هناك مجال للتوصل لاتفاق مع واشنطن لكن أطماعها حالت دون ذلك
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن مفاوضات بلاده مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي كانت قريبة من التوصل إلى اتفاق، إلا أن ما وصفه بـ”التعنّت والطمع الأمريكي” حال دون تحقيق أي تقدم.
وجاءت تصريحات عراقجي في حديث للصحفيين بمطار “الشهيد هاشمي نجاد”، وفق وكالة “تسنيم” الإيرانية، مشيراً إلى أن إيران تلتزم بالحلول السلمية والدبلوماسية دون التنازل عن حقوق شعبها، ولن تدخل في جولات مفاوضات جديدة طالما بقيت التجارب السابقة قائمة.
وأعرب عراقجي، عن استيائه من التصريحات الأخيرة للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وقال عراقجي في تصريحات للصحفيين: “لا أدري إن كان قد قال هذا الكلام من باب القلق أم التهديد، لكن من يدلون بهذه التهديدات يجب أن يعلموا أن تكرار تجربة فاشلة لن يترتب عليه سوى فشل جديد بالنسبة لهم”، وفق ما نقلت وكالة “إيسنا” الإيرانية.
وكان غروسي قد صرح بأن “الأضرار التي تسببت بها الهجمات الإسرائيلية والأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية في صيف هذا العام كانت شديدة، غير أن التكنولوجيا الإيرانية لم تُدمّر”، مشيراً إلى أن أجهزة الطرد المركزي الإيرانية القادرة على تخصيب اليورانيوم قابلة لإعادة البناء.
وأكد غروسي أن إيران ما تزال تحتفظ بمخزون من اليورانيوم المخصب، بما في ذلك نحو 400 كيلوغرام بنسبة تخصيب 60%، أي أقل بقليل من المستوى العسكري، مضيفاً: “إذا استمر هذا المسار، فستمتلك إيران كمية كافية لصنع ما يقارب عشر قنابل نووية”.
وفي الوقت نفسه، شدد المدير العام للوكالة على أنه “لا يوجد أي دليل على أن طهران تعتزم صنع قنبلة نووية”، مؤكداً أن استئناف عمليات التفتيش ضروري للتأكد من ذلك.
وجاء ذلك في أعقاب إعلان وزارة الخارجية الإيرانية انتهاء صلاحية قرار مجلس الأمن رقم 2231 الصادر عام 2015، والذي كان يفرض قيوداً على برنامجها النووي.
وأكدت طهران أن البرنامج النووي الإيراني يجب أن يُعامل مثل أي برنامج نووي لدولة غير حائزة على السلاح النووي، وأن الهدف الأساسي من القرار تحقق بالكامل عبر التزام إيران بالاتفاق النووي، في حين نقضت الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة التزاماتها.
وفي هذا السياق، أعادت نيوزيلندا فرض عقوبات على إيران بدعوى برنامجها النووي، وهو ما اعتبرته طهران خطوة غير قانونية لا تؤثر على انتهاء صلاحية القرار 2231، مشيرة إلى دعم ست دول في مجلس الأمن، بما فيها عضوان دائمان، لموقفها، وأرسلت طهران مع الصين وروسيا رسائل مشتركة للأمين العام للأمم المتحدة لتأكيد ذلك، وفق “سبوتنيك عربي”.