انطلاق دوري المجد لقفز الحواجز
تاريخ النشر: 27th, October 2025 GMT
"عُمان": انطلقت أولى منافسات دوري المجد لقفز الحواجز 2026/2025 بإشراف الاتحاد العُماني للفروسية والسباق وبتنظيم مشترك بين إسطبلات آل سعيد ومركز تدريب الفروسية الأولمبية وإسطبلات الريان ونادي هورسيرا للفروسية، وذلك على ميدان مركز تدريب الفروسية الأولمبية بمشاركة مجموعة من الفرسان والفارسات من مختلف وحدات الخيالة الحكومية والإسطبلات الخاصة على أربع فئات وهي: فئة 50 سنتيمترًا، وفئة 70 سنتيمترًا، وفئة 90 سنتيمترًا من 10 إلى 16 سنة، وفئة 90 سنتيمترًا مفتوحًا.
حيث شارك في فئة 50 سنتيمترًا 17 فارسًا وفارسة، وتوّج بالمركز الأول الفارس عبدالرحمن الوهيبي على "صحيح" من إسطبلات الأصايل للفروسية، وحل بالمركز الثاني الفارس عادل بن سعيد الجهضمي على "كاسنات"، وجاءت بالمركز الثالث الفارسة كلمنتس فكتوريا على "باشا" من مدرسة العربية.
أما في فئة 70 سنتيمترًا فشارك 46 فارسًا وفارسة، وخطف المركز الأول الفارس أيمن بن عيسى الحراصي على "ويوي" من نادي هورسيرا للفروسية، بينما حصل على المركز الثاني الفارس محمد زكريا على "هاني" من موجو للفروسية، وحل بالمركز الثالث الفارس عبدالله حمد على "جاز" من موجو للفروسية.
كما شارك في فئة 90 سنتيمترًا من 10 إلى 16 سنة فارسان، حيث حققت المركز الأول الفارسة إيميلا على "تشارمينجر" من إسطبلات سعيد الهاشمي، وجاء في المركز الثاني الفارس ناصر بن عامر الرحبي على "كاس" من إسطبلات سعيد الهاشمي.
بينما شارك في فئة 90 سنتيمترًا مفتوحًا 30 فارسًا وفارسة، حيث خطفت المركز الأول الفارسة وفاء راشد على "غيثا" من شرطة عُمان السلطانية، وحل في المركز الثاني الفارس القاسم بن محمد المنذري على "كولونيل" من مدرسة السيب للفروسية، وأتى في المركز الثالث الفارس محمد بن حمود الطوقي على "كامبيرا" من مركز تدريب الفروسية.
وفي ختام كل فئة تم تكريم الفرسان والفارسات الحاصلين على المراكز الأولى تشجيعًا لهم على ما قدموه من أداء في الفئات المختلفة.
وقال العقيد متقاعد فاروق بن صالح العدوي: إن إقامة مثل هذه المسابقات تعد هي الأساس لرياضة قفز الحواجز من أجل بناء قاعدة حقيقية لفرسان قفز الحواجز ومن ثم مشاركتهم في المستويات العالية مستقبلًا على مستوى الفرسان والخيل، وأُشيد بما شاهدته من منافسة وجهد للجنة المنظمة التي اجتهدت في تنظيم دوري المجد، متمنيًا لهم التوفيق والنجاح.
وأشار حمود بن سلطان الطوقي صاحب مركز تدريب الفروسية الأولمبية إلى أن فكرة دوري المجد لقفز الحواجز جاءت من خلال فكرة ملهمة للإسطبلات الأربعة تمثلت في تمكين الفرسان وعمل منافسة بينهم ومن ثم مشاركتهم على مستوى البطولات الرسمية للاتحاد، وهذا يُسهم في رفع مستواهم ومشاركتهم بفعالية أكبر.
وأوضحت عبير رياض سلطان صاحبة نادي هورسيرا للفروسية أن الشراكة بين الإسطبلات الأربعة بالتعاون مع الاتحاد جاءت من أجل تطوير رياضة قفز الحواجز والتركيز على فئة المبتدئين والناشئين وإيجاد روح التنافس بينهم في أجواء تسودها المنافسة بشكل أكبر، وهذه الفئة تعد الأهم لأنها أساس الرياضة ومنها ينطلق الفرسان إلى ارتفاعات أعلى، واليوم أولى هذه المسابقات التي رأينا فيها عددًا كبيرًا من المشاركين وكذلك حضورًا جماهيريًا واسعًا يعكس أهمية مثل هذه المسابقات، ونسعى إلى تطويرها وإقامتها بشكل متواصل، وهدفنا زيادة الأعداد المشاركة واستقطاب أفضل الخيول في هذه الرياضة باعتبارها الركيزة للمستقبل، وبيّنت أن رياضة الفروسية بشكل عام ورياضة قفز الحواجز تحتاج إلى تكاتف الجميع ودعم القطاعين العام والخاص من أجل تطويرها واستمرارها.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المرکز الثانی الفارس المرکز الأول الفارس قفز الحواجز دوری المجد فی فئة
إقرأ أيضاً:
يوم الشباب العُماني
ناجي بن جمعة البلوشي
في كل عامٍ، يُطل السادسُ والعشرون من أكتوبر؛ حيث يُشرق في سمائكِ يا أرضي وموطني العظيم يومٌ ليس كسائر الأيام؛ يومٌ خُصص للشباب في لفتة كريمة من باني النهضة الحديثة الراحل السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- وبدعم سخي من مجدد مسيرة النهضة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- هذا اليوم الذي في حقيقته عيدُ الأمل للشباب، وموسمُ النهوض الوثاب، ومهرجانُ الروح حين تُزهر فيها عزيمةُ الإنسان؛ فاليوم الذي خُطَّ على صفحة الزمان بمدادٍ من المجد، وأُعلن فيه أنَّ الشباب ليسوا أبناءَ الحاضر فحسب؛ بل صنّاعُ الغد، وحُرّاسُ الرسالة، ومهندسو المعنى في كل لبنةٍ تُقام لبناء هذا الوطن العريق.
يا شبابَ عُمان، أنتم النورُ الذي تقتبس منه البلادُ مصابيحها، والريحُ التي تدفع السفينة نحو آفاقٍ لا تحدّها المياه. فيكم وهجُ الطموح، وفي عيونكم بريقُ الإرادة التي لا تخبو، كأنها شُعلةُ نارٍ عُمانيّةٍ أزليةٍ اشتعلت على سفوح الجبال الشمالية في مسندم وامتدت عبر شطآن النهضة إلى أقصى الجنوب لترى من قمم سلسلة جبال سمحان في ظفار المجد.
لقد آمن السلطان الراحل بقدرتكم على النهوض بالوطن فكان سلطانا حكيما حيث رأى فيكم وعدَ النهضة وثمار الغرس، فقال: "إنّ الأمم لا تنهض إلا بسواعد شبابها." ومنذ ذلك القول، سال نهرُ الإلهام في عروق الوطن من أبنائه، فأنبت أجيالًا تعرف أن العطاء منهج، وأن خدمة الوطن في أشرف الميادين أي على أرضه واجب مقدس. فاليوم لكم أن تفتخروا في يومكم هذا، ليُصافح المجدُ وجوهكم، وتُزيَّن السماءُ بأحلامكم، وتُفتح الدروب أمام أقدامٍ لم تعرف التردد يوما. فأنتم جيل اليوم الذي يكتبُ التاريخ للمستقبل لا بالحبر، بل بالفعل؛ لا بالكلمات؛ بل بالمنجزات المشهودة.
يا أبناءَ عُمان، سيروا على هديِ أجدادكم الذين طوّعوا البحر بين أيديهم وسفنهم، وحرثوا الرمل في كل بيئاته وتضاريسه، وأقاموا من الصخر حضارةً؛ بل حضارات تشهد لها النجوم وبقايا بيوت حمراء العبريين شاهد. اجعلوا من هذا اليوم ميثاقًا يتجدّد بينكم وبين الوطن، وأعلموا بأنّ المجد لا يُورث، بل يُصنع بأيد، وأنّ رايةَ الوطن لا تُرفع إلا بسواعدٍ مؤمنةٍ تُحبّ الأرض كما تُحبّ السماء والهواء للوطن. فلتكن أصواتكم نغمًا من نغمِ النهضة، وقلوبكم مرآةً للعزمِ والإيمان، ففيكم تتجدّد عُمان شابّةً أبد الدهر، نابضةً بالعزة، ماضيةً نحو غدٍ يليق بتاريخها المجيد.
يا أيها الشباب العُماني، أنتم نغمةُ الحياة في السكون، وأنتم مداد الصفحة البيضاء التي يكتب عليها الوطنُ قصيدته الكبرى. وفي مآقيكم وهجُ البحر، وفي أكفّكم صلابةُ الجبل، وفي أرواحكم دويُّ التاريخ حين يستفيق من سباته ليعلن ميلاد المجد من جديد.
لقد شاء السلطان قابوس- طيّب الله ثراه- أن يُؤرِّخ لهذا اليوم يوم يكون للشباب فيه عهد خالد بينهم وبين الوطن، إذ علم أن الأمم لا تُبنى بالحجارة؛ بل بالهمم، ولا تُقام بالحدود؛ بل بالقلوب التي تؤمن، ولا تُخلّد بالأموال؛ بل بالعقول التي تبتكر وتُجدّد. ومنذئذٍ صار يوم الشباب العُماني عنوانًا على أن النهضةَ لا تنتهي والسمو لا يتوقف، بل يتناسل كالنور في المرايا.
وها نحن اليوم في عهد مولانا السلطان هيثم بن طارق- حفظه الله ورعاه- نلقى فيكم عظيم الاهتمام السامي والرعاية الكريمة من لدنه في كل خطاب ومحفل ومناسبة، ففي خطابه الأول قال مخاطبا إياكم: "إن الشباب هم ثروة الامم، وموردها الذي لا ينضب، وسواعدها التي تبني، هم حاضر الامة ومستقبلها وسوف نحرص على الاستماع لهم".
ويا شباب الوطن، يا أبناءَ المجدِ الموشّى بالبحر والسفن واللبان والأفلاج والعلعلان والشلي، كونوا مع الله يكن معكم فإنّ الله إذا أحبَّ أمةً، أودع في شبابها سرّ النهوض، وعلّمهم أن العُمر لا يُقاسُ بالسنين؛ بل بالأثر. وهكذا كنتم، أنتم سلالةُ الطموح، وحراسُ الكبرياء، وسدنةُ الأمل.
بكم تُزهر الحروف إذا نُطقت كلمةُ "عُمان"، وبكم يتجدّد العهد بأن الأرض لا تُنبت إلا لمَن يُشبهها في الصبر والكرامة والخلود.
هيا انهضوا واكتبوا في دفتر الغد ما يُبهج التاريخ عنكم واصنعوا من عزائمكم جسرًا يعبر به الوطن إلى غده البهيّ. واعلموا أن المجد لا يُمنَح كما تُعطى الهبة، بل يُنتزع كما يُنتزع السرّ من الغيب. ففي هذا اليوم، تتزيّن عُمان بنداءٍ واحد: أنّ الشبابَ في عُمان ليسوا ركنًا من أركان الحاضر فحسب، بل هم روحُه، وهم وعدُه، وهم سِرُّ الخلود في دولةٍ خُلقت لتبقى.
سلامٌ على الشباب إذا تنفّسوا عشقًا، وسلامٌ على عُمان إذا ابتسمت بهم، وسلامٌ على هذا اليوم الذي يكتب في دفتر السماء أنّ للأوطان أرواحًا، وأنّ روح عُمان شبابها؛ فهُم وحدهم القادرون على أن يُولِّدوا الفكرةُ في رحمِ الإرادة، ويبتكروا الحلول باسمِ الأرضِ التي إذا مسَّها العزمُ اهتزّت وأورقت، وهم العازمون على بقاء الخُلِق ليكونَ صدى الشباب في وجدان الوطن والزائر.
رابط مختصر