قالوا عن المتحف المصري الكبير.. وزيرة التنمية المحلية في مقال لوكالة أنباء الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 27th, October 2025 GMT
تواصل مصر رسالتها الحضارية الفريدة بافتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يضيف إلى كنوز مصر وهداياها للعالم، كنزاً حضارياً يتيح الفرصة للملايين حول العالم للتعرف على آثار أجدادنا وقصصهم الملهمة، والتعلم من الحضارة المصرية التي تقدم برهانًا حيًا على قدرة المصري على البناء والبحث العلمي والتقدم.
وقد حرصت الدولة المصرية في بناء هذا الصرح على أن تكون الاستدامة هي العامل الذي يجمع بين التاريخ والحداثة، فجاء المتحف المصري الكبير "متحفًا أخضر صديقًا للبيئة ومحايدًا كربونيًا"، ليكون الأول من نوعه في الشرق الأوسط في تطبيق معايير الاستدامة البيئية الكاملة، بما يعكس حجم الالتزام الوطني والدولي بالتحول الأخضر، ويبرز التراث التاريخي والإنساني للدولة في صورة تعكس أمانتها الحضارية ومسؤوليتها تجاه العالم.
وتنفذ وزارة البيئة خطة شاملة للتحول الأخضر بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ومرفق البيئة العالمي (GEF)، تركز على توفير الطاقة المستدامة عبر الاعتماد على الطاقة الشمسية كمصدر رئيسي للكهرباء، بما يساهم في خفض البصمة الكربونية للمتحف، وتحويله من مستهلك تقليدي للطاقة إلى نموذج نظيف للاكتفاء الذاتي.
كما تستهدف الخطة تحقيق كفاءة الموارد من خلال نظم ذكية لترشيد استهلاك الطاقة والمياه، وإدارة المخلفات وإعادة التدوير وفقًا لأعلى المواصفات العالمية، والسعي نحو الحياد الكربوني عبر تقييم البصمة الكربونية وتنفيذ مشروعات للتعويض، مثل التشجير والطاقة المتجددة، في رسالة واضحة مفادها أن حماية البيئة جزء أصيل من مسؤوليتنا تجاه الأجيال القادمة.
ولا يقتصر تميز المتحف بيئيًا على بنيته الذكية فحسب، بل يمتد إلى رسالته التوعوية، حيث سيتلقى الزائرون عناصر معرفية بطريقة سلسة حول أهمية الاستدامة ودور مصر الريادي في مواجهة التغيرات المناخية وصون الموارد الطبيعية، تأكيدًا على أن حماية التراث المادي والحضاري لا ينفصل عن حماية البيئة.
وإلى جانب هذه الرؤية البيئية الرائدة، يكتسب المتحف المصري الكبير بعدًا تنمويًا يواكب طموح الدولة المصرية في بناء حاضر حديث قائم على الاعتزاز بالهوية. فالمتحف ليس مجرد مشروع أثري أو سياحي، بل أحد أهم المشروعات الوطنية التي تعيد صياغة مكانة مصر الحضارية وتقدمها للعالم في ثوب يليق بتاريخها وإنسانها. وكل قطعة أثرية تعرض داخله تحمل رسالة بأن المصري عبر العصور كان وما زال صانعًا للحضارة، مؤمنًا بقيمة العمل والإتقان.
لقد أصبح هذا الصرح رمزًا لمرحلة جديدة من البناء الوطني تتكامل فيها مشروعات البنية التحتية مع المشروعات الثقافية، ليبقى الإنسان المصري في قلب عملية التنمية، منذ انطلاق العمل فيه، جاء التنسيق بين الوزارات والهيئات مثالًا للإدارة الرشيدة والتكامل المؤسسي، وهو ما جعل من هذا المشروع نموذجًا يحتذى في التخطيط والتنفيذ والدقة المتناهية.
ويمثل المتحف نقطة انطلاق تنموية جديدة للدولة المصرية، إذ تمتد آثاره إلى تطوير المنطقة المحيطة، وتنشيط الصناعات التراثية، وخلق فرص عمل جديدة، ودعم الخدمات المحلية، بما يعزز من مردود اقتصادي واجتماعي مستدام للمجتمع المحلي، ويجسد تكامل التنمية المكانية مع التنمية الثقافية.
كما يعكس هذا المشروع إيمان القيادة السياسية بأن الحفاظ على الهوية الوطنية جزء لا يتجزأ من معادلة التنمية، وأن الاستثمار في الوعي لا يقل أهمية عن الاستثمار في البنية التحتية. فكل ما يجري اليوم من تطوير للقرى والمدن وتجميل للميادين يصب في هدف واحد: بناء وطن قوي بجذوره، مزدهر بعقله، متماسك بروحه.
وفي وزارة التنمية المحلية، ننظر إلى المتحف المصري الكبير كنموذج للإدارة الواعية التي تضع المواطن في قلب التنمية، وتربط بين الماضي والمستقبل في إطار من العمل والعزيمة. إننا نؤمن بأن كل مشروع قومي، مهما كان مجاله، هو جزء من منظومة متكاملة تصنع وجه مصر الحديث وتبرز هويتها الراسخة في وجدان أبنائها.
إن مصر التي شيّدت الأهرامات، هي نفسها التي بنت اليوم المتحف المصري الكبير، لتؤكد أن الحضارة ليست ذكرى تُروى، بل مسيرة ممتدة من الإبداع والإنجاز، يقودها شعب يعرف قيمة ما ورثه، ويصنع من تاريخه طاقة لمستقبله.
وختامًا، تمضي مصر بخطى واثقة نحو المستقبل، تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتحمي تراثها كما تحمي بيئتها، لتثبت أن التنمية ليست حلمًا بعيدًا، بل واقعًا يصنعه المصريون كل يوم.
اقرأ أيضاًافتتاح المتحف المصري الكبير 2025.. مواعيد الزيارة وأسعار التذاكر وخريطة الوصول (دليل شامل)
افتتاح المتحف المصري الكبير.. حدث القرن على المستويين الثقافي والحضاري
باقي 4 أيام.. موعد افتتاح المتحف المصري الكبير وأسعار التذاكر
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: المتحف المصري الكبير افتتاح المتحف المصري الكبير المتحف المصرى الكبير افتتاح المتحف المصرى الكبير من داخل المتحف المصري الكبير تاجيل افتتاح المتحف المصري الكبير القائم بأعمال وزير البيئة جولة في المتحف المصري الكبير المتحف المصري الكبير 2025 لمتحف المصري الكبير تطوير المتحف المصرى الكبير المتحف المصری الکبیر
إقرأ أيضاً:
السفارة البريطانية: المتحف المصري الكبير صرح عالمي يليق بروائع الحضارة المصرية
أكدت السفارة البريطانية بالقاهرة، أن المتحف المصري الكبير يعد صرحاً عالمي المستوى بكل المقاييس، وسيوفر منصة مبهرة تليق بعرض روائع الحضارة المصرية القديمة.
وقال متحدث باسم السفارة البريطانية- ردا على سؤال لوكالة أنباء الشرق الأوسط حول دلالات افتتاح المتحف المصري الكبير- إن السفارة تشعر بحماس بالغ للافتتاح الكبير للمتحف المصري الكبير، مشيراً إلى أنه من المقرر أن يحضر حفل الافتتاح، /السبت/ المقبل، ممثل رفيع المستوى من الحكومة البريطانية.
وأضاف متحدث السفارة، أن المملكة المتحدة تفخر بدعمها لتطوير هذا المعلم الثقافي الأيقوني، مما يعزز العلاقات الثنائية في قطاعي الثقافة والسياحة.
وأوضح أنه ومن خلال برنامج تسريع السوق للبناء الأخضر (MAGC) التابع للمملكة المتحدة ومؤسسة التمويل الدولية، حصل المتحف المصري الكبير (GEM) على شهادة "إيدج- EDGE" المرموقة للمباني الخضراء المتقدمة من مؤسسة التمويل الدولية، لافتا إلى أن هذا التقدير يجعل المتحف المصري الكبير أول متحف في إفريقيا والشرق الأوسط، وواحدا من المتاحف القليلة عالمياً، التي تحصل على هذا المستوى من الشهادة الخضراء.
وأشار إلى أن شراكة المملكة المتحدة ومؤسسة التمويل الدولية لعبت دوراً رئيسياً في تمكين التصميم والبناء الموفر للموارد والذكي للمناخ، مما ساعد المتحف على تقليل استهلاك الطاقة بأكثر من 60% واستخدام المياه بنسبة 34% مقارنة بالمباني التقليدية ذات الحجم والوظيفة المماثلتين.
وأكد أن مصر تظل وجهة رئيسية للسياح البريطانيين، حيث تحتل المملكة المتحدة المرتبة الخامسة بين الدول المصدرة للزوار في عام 2024 وحده، إذ زار مصر ما يقرب من 750 ألف سائح بريطاني، مما يعكس الروابط الشعبية المتينة بين بلدينا.
وتابع: "ونتطلع إلى الاحتفال بهذه الروابط بشكل أكبر عندما يزور رئيس الوزراء مصر للارتقاء بعلاقتنا إلى شراكة استراتيجية في وقت لاحق من هذا العام".
كما أضاف متحدث السفارة، أنه علاوة على هذا المشروع، دعم برنامج تسريع السوق للبناء الأخضر "MAGC" مبادرات البناء الأخضر في 23 دولة من خلال توفير تمويل ميسّر ومساعدة فنية لتوسيع نطاق ممارسات البناء المستدام، كما شهدت "إيدج- EDGE"، المدعومة بتمويل من المملكة المتحدة، نمواً سريعاً، حيث تجاوزت قيمة الأصول العقارية المعتمدة 80 مليار دولار أمريكي اعتبارا من أبريل 2024.