170 تريليون قطعة بلاستيك بالمحيطات قد تستمر قرونا
تاريخ النشر: 27th, October 2025 GMT
كشفت دراسة جديدة أن 170 تريليون قطعة بلاستيكية تطفو على محيطات الكوكب. وحذر الباحثون من أن هذا التلوث البلاستيكي المستمر قد يؤدي إلى تدمير النظام البيئي الدور الحيوي للمحيطات في تنظيم المناخ.
وتشير الدراسة التي أجراها باحثون بجامعة كوين ماري في لندن، إلى أن التلوث البلاستيكي في المحيطات قد يستغرق أكثر من قرن من الزمان حتى يختفي، حتى لو توقفت جميع التلوثات الجديدة على الفور.
تتحلل معظم المواد البلاستيكية الكبيرة العائمة ببطء على السطح، وتتفتت إلى جزيئات أصغر على مدى عقود من الزمن، ولكن حوالي 94% من البلاستيك تغرق في نهاية المطاف ويمكن أن تستمر لعدة قرون في قاع المحيط.
وتؤكد نتائج الدراسة أن التلوث البلاستيكي مشكلة تنتقل بين الأجيال، مما يستلزم إستراتيجيات تخفيفية مثل الحد من إنتاج البلاستيك وتحسين تتبع مصادره بالكامل.
والبلاستيك ضار للغاية بصحة الإنسان والحيوان، إذ توجد جزيئات دقيقة تُعرف بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة والنانوية في الشرايين والأدمغة والقلب والأعضاء التناسلية. وبينما لا يزال الأطباء يدرسون آثارها، رُبطت هذه الجزيئات بالسرطان والسكري وأمراض القلب وتغيرات في صحة الأمعاء.
ويقول الباحث في الجامعة الدكتور نان وو "يفترض الناس غالبًا أن البلاستيك في المحيط يغرق أو يختفي ببساطة. لكن نموذجنا يُظهر أن معظم البلاستيك الكبير والطافي يتحلل ببطء على السطح، ويتفتت إلى جزيئات أصغر على مدى عقود".
ويمكن لهذه الشظايا الصغيرة أن تنضم إلى ثلوج البحر لتصل إلى قاع المحيط، لكن هذه العملية تستغرق وقتًا. وحتى بعد مرور 100 عام، لا يزال من الممكن العثور على حوالي 10% من البلاستيك الأصلي على السطح.
ويشير كبير العلماء في منظمة أوشيانا الدكتور كيم وارنر إلى أن "هذا الأمر قد يستمر لدهور ما لم يتطور شيء ما خلال ذلك الوقت لتفكيك البلاستيك في البيئة الباردة للغاية للمحيط".
إعلانوعلى الرغم من أن البلاستيك على السطح يتحلل عند تعرضه لأشعة الشمس أو تقاذفه الأمواج، فإن ما ينتهي به المطاف في قاع المحيط يتحلل ببطء أكبر، مما يؤثر على دور المحيطات في امتصاص الحرارة وثاني أكسيد الكربون، وإنتاج الأكسجين.
ووفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأميركية "إن أو إيه إيه" (NOAA)، تحتوي بعض أنواع البلاستيك على مواد كيميائية تجعلها أكثر مقاومة لتلك القوى.
وقال الباحثون إن نتائجهم تُظهر أن التلوث البلاستيكي قد يُثقل كاهل الحزام الناقل الطبيعي للمحيطات، وهي حركة حيوية تُسببها التيارات البحرية العميقة والسطحية التي تنقل الحرارة والمغذيات حول العالم.
وحسب الدراسة، تُسبب الولايات المتحدة الأميركية كميات هائلة من التلوث البلاستيكي العالمي، إذ تُنتج 507 ملايين طن من البلاستيك سنويا، في وقت يدخل فيه أكثر من 11 مليون طن من التلوث البلاستيكي إلى المحيطات سنويا، وفقًا لتقرير صادر عن منظمة الحفاظ على المحيطات.
ويتجاوز التلوث البلاستيكي المحيط إلى حد كبير، فهو موجود في الأنهار والجداول والبحيرات واليابسة، وتنتشر جسيماته الدقيقة حتى في الهواء الذي نتنفسه.
وتقول البروفيسورة كيت سبنسر، التي شاركت أيضا في الدراسة، إن النتائج التي توصل إليها الباحثون تؤكد طول عمر المشكلة التي خلقها البشر، وكيف باتت أزمة عالمية شديدة الخطورة.
وأضافت أن "هذا يخبرنا أن تلوث البلاستيك الدقيق مشكلة تنتقل بين الأجيال، وأن أحفادنا سيظلون يحاولون تنظيف محيطاتنا حتى لو أوقفنا التلوث البلاستيكي غدًا".
ويتم إنتاج نحو 450 مليون طن من البلاستيك عالميا كل عام، يُستخدم نصفها لمرة واحدة، في حين يُجمع 15% من النفايات البلاستيكية لإعادة التدوير، ولا يُعاد تدوير سوى نحو 10% منها فعليا.
وبينما ينتهي المطاف بحوالي 46% منها في مكبات النفايات، يُحرق 17% منها، وتساء إدارة 22% منها ويتحول إلى نفايات تؤثر بشكل خطير على الهواء والتربة والمحيطات وتتسبب في تلوث واسع النطاق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات تلوث التلوث البلاستیکی من البلاستیک على السطح
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تتجاوز حاجز 38 تريليون دولار في الدين العام لأول مرة في التاريخ
أظهرت بيانات وزارة الخزانة الأمريكية أن حجم الدين العام للولايات المتحدة تخطى لأول مرة في التاريخ حاجز 38 تريليون دولار، بعد أن شهد ارتفاعا بنحو 2.18 تريليون دولار خلال عام واحد فقط.
وكان الدين العام قد تجاوز عتبة 37 تريليون دولار لأول مرة في 13 اب/أغسطس 2025، وفق تقديرات سابقة للجنة الاقتصادية المشتركة التابعة للكونغرس، التي توقعت بلوغ 38 تريليون دولار بحلول شباط/فبراير 2026. غير أن وتيرة التراكم المتسارعة، خاصة في ظل تعطيل عمل الحكومة الفيدرالية مؤخرا، أدت إلى تجاوز هذا الرقم قبل الموعد المتوقع.
وأشارت وكالة أسوشييتد برس إلى أن هذه هي أسرع وتيرة لنمو الدين العام منذ جائحة كوفيد-19، ما أثار مخاوف متزايدة بشأن الاستدامة المالية على المدى الطويل.
وفي هذا السياق، حذر خبراء اقتصاديون من تداعيات هذا التصاعد، حيث قال البروفيسور كينت سميترز، أستاذ الاقتصاد في كلية وارتون للأعمال بجامعة بنسلفانيا٬ لوكالة أسوشييتد برس: "العبء المتزايد للدين يؤدي في النهاية إلى ارتفاع التضخم، ما يضعف القوة الشرائية للأمريكيين، ويجعل من الصعب على الأجيال القادمة تحقيق حلم امتلاك منزل".
بدورها، أوضحت دائرة المحاسبة العامة الأمريكية (GAO) أن ارتفاع الدين سيؤدي إلى تداعيات مباشرة على المواطنين، تشمل ارتفاع أسعار الفائدة على قروض الرهن العقاري وقروض السيارات، وانخفاض الأجور، وارتفاع أسعار السلع والخدمات.
كما اعتبر مايكل بيترسون، رئيس مؤسسة بيتر جي. بيترسون، لوكالة أسوشييتد برس٬ أن بلوغ عتبة 38 تريليون دولار في ظل تعطيل عمل الحكومة يمثل "مؤشر إنذار جديد يدل على أن المشرعين لا يوفون بواجباتهم المالية الأساسية".
وبحسب تقرير لشبكة "سي بي إس الإخبارية" استنادا إلى بيانات المؤسسة، من المتوقع أن ترتفع مدفوعات الفوائد على الدين العام من 4 تريليونات دولار خلال العقد الماضي إلى 14 تريليون دولار خلال العقد المقبل، ما سيؤدي إلى تقليص الإنفاق الحكومي والخاص في قطاعات اقتصادية حيوية، ويضع مزيدًا من الضغوط على الاقتصاد الأمريكي في السنوات القادمة.