المتحف المصري الكبير.. مصر تحتفل بعودة مجد الحضارة في يوم إجازة وطنية وتاريخ ثقافي يسطع من قلب الجيزة
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
تترقب الأنظار من مختلف أنحاء العالم الحدث الثقافي الأبرز في القرن الحادي والعشرين، الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، الذي يمثل ذروة الإنجازات الحضارية لمصر الحديثة، ومشروعًا وطنيًا طال انتظاره لسنوات.
فمع حلول السبت 1 نوفمبر 2025، تشهد مصر لحظة فارقة في تاريخها الثقافي، حيث يُفتح أعظم صرح أثري في العالم أمام الزوار والباحثين، جامعًا بين أصالة التاريخ وروعة الحاضر، ليعيد رسم ملامح مصر كمركز للحضارة والهوية الإنسانية.
وفي إطار هذا الحدث العظيم، أصدر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، قرارًا باعتبار يوم الافتتاح إجازة رسمية مدفوعة الأجر في جميع مؤسسات الدولة، العامة والخاصة، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي شدد على جعل هذا اليوم عيدًا وطنيًا يحتفي فيه المصريون بمجد أجدادهم وبإنجاز دولتهم الحديثة.
إجازة رسمية بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبيرأعلن مجلس الوزراء المصري أن يوم السبت 1 نوفمبر 2025 سيكون إجازة رسمية مدفوعة الأجر لجميع العاملين في الوزارات والمصالح الحكومية والهيئات العامة ووحدات الإدارة المحلية وشركات القطاعين العام وقطاع الأعمال العام.
وجاء القرار بعد اجتماع عقده الرئيس السيسي لمتابعة الاستعدادات النهائية للاحتفالية الكبرى، التي ستكون بمثابة عرض عالمي يجمع بين العراقة والحداثة، ويؤكد للعالم أن مصر لا تزال منارة للثقافة والتراث الإنساني.
وفي السياق ذاته، أعلن وزير العمل محمد جبران أن الإجازة تشمل أيضًا العاملين في القطاع الخاص المخاطبين بأحكام قانون العمل رقم 14 لسنة 2003، مشيرًا إلى أن لصاحب العمل الحق في تشغيل العامل إذا اقتضت طبيعة العمل ذلك، على أن يُمنح العامل أجرًا مضاعفًا أو يومًا بديلًا.
وأكد الوزير أن هذا القرار يأتي تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية، التي حرصت على أن يشارك جميع المصريين في الاحتفال بهذا الحدث التاريخي الذي يُعيد لمصر مكانتها الثقافية والحضارية عالميًا.
موعد الافتتاح الرسمي وجدول الاحتفالاتبحسب تصريحات رسمية، يفتتح المتحف المصري الكبير رسميًا يوم السبت 1 نوفمبر 2025، في احتفالية كبرى تمتد على مدار ثلاثة أيام، بحضور رؤساء دول ووفود دولية بارزة، إلى جانب شخصيات عالمية من مجالات الثقافة والفن والآثار.
أما افتتاح المتحف للجمهور العام فسيكون اعتبارًا من الثلاثاء 4 نوفمبر 2025، ليتاح للمصريين والسائحين معًا اكتشاف الكنوز الفرعونية في ثوبها الجديد، داخل أكبر متحف مخصص لحضارة واحدة في العالم.
رؤية الدكتور ممدوح المصري.. المتحف ذروة الإنجازات الثقافية
قال الدكتور ممدوح المصري، عميد كلية الآداب بجامعة طنطا، في تصريح خاص حول الحدث التاريخي المرتقب والمتمثل في الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير في الأول من نوفمبر المقبل، إن هذا الحدث يمثل ذروة الإنجازات الثقافية والحضارية في القرن الحادي والعشرين، ليس فقط على مستوى مصر، بل على مستوى العالم أجمع، لما يحمله من رسائل رمزية وإنسانية وتاريخية عميقة، تؤكد أن مصر لا تزال مهد الحضارات وقلب التاريخ الإنساني النابض.
وأكد الدكتور المصري أن افتتاح المتحف المصري الكبير في هذا التوقيت الذي يتزامن مع الذكرى الـ103 لاكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، ليس مجرد تدشين صرح أثري جديد، بل هو تجديد للعهد مع التاريخ، وإعادة تقديم الحضارة المصرية القديمة بعيون العصر الحديث، مشيرًا إلى أن هذا المتحف يجمع بين عبقرية الماضي وروعة التكنولوجيا المعاصرة في تجربة ثقافية وسياحية فريدة.
تحليل الافتتاح ودلالاته الحضاريةوأوضح الدكتور ممدوح المصري أن الافتتاح الرسمي للمتحف الكبير، وما يتضمنه من عرض كامل لمجموعة الملك توت عنخ آمون، يمثل نقلة نوعية في مفهوم العرض المتحفي عالميًا. فالمتحف لا يكتفي بعرض القطع الأثرية، بل يقدم سردًا بصريًا ودراميًا لتاريخ الملك منذ ميلاده وحتى وفاته، في مشهد يعيد إحياء روح مصر القديمة بأسلوب عصري يدمج بين التراث، والفن، والتقنيات الرقمية المتقدمة.
وأشار إلى أن موقع المتحف الفريد بجوار أهرامات الجيزة يمنحه بعدًا بصريًا وتاريخيًا استثنائيًا، فالمتحف والأهرامات يمثلان معًا جسرًا حضاريًا بين الماضي والمستقبل. كما أن الربط بينهما عبر ممشى أثري بطول 2.5 كيلومتر يُعد تصميمًا يحمل في طياته رؤية فلسفية عميقة تعكس رحلة الإنسان المصري نحو الخلود.
الأبعاد الثقافية والسياحية والاقتصاديةوفي تحليله للجانب التنموي والاقتصادي، أكد الدكتور ممدوح المصري أن هذا المشروع العملاق سيساهم في تحويل مصر إلى مركز عالمي للسياحة الثقافية، لافتًا إلى أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى للعرض الأثري، بل هو مؤسسة ثقافية متكاملة تضم قاعات عرض، وسينما، ومركز مؤتمرات، ومتحفًا للأطفال، ومناطق ترفيهية وتجارية، ما يجعله منظومة اقتصادية وثقافية مستدامة تعزز من مكانة مصر عالميًا وتدعم خططها لزيادة عدد السياح إلى 30 مليون سائح سنويًا بحلول عام 2030.
وأضاف أن التعاون المصري الياباني في تنفيذ المشروع وتطويره يعكس قيمة الدبلوماسية الثقافية التي تتبناها الدولة المصرية، مشيرًا إلى أن مشاركة هيئة "جايكا" اليابانية في التمويل وتدريب الكوادر المصرية على أحدث تقنيات الترميم والنقل يعكس احترام العالم لمكانة مصر الثقافية والحضارية.
مراكب الشمس.. رمز الخلود وتجسيد العقيدةوفي حديثه عن مراكب خوفو داخل المتحف الكبير، قال الدكتور ممدوح المصري إن عرض مركبي الشمس جنبًا إلى جنب لأول مرة في التاريخ هو إنجاز أثري وروحي عظيم، حيث تمثل المراكب في العقيدة المصرية القديمة رمزًا للعبور إلى العالم الآخر ورحلة الإله رع عبر السماء.
وأوضح أن المتحف أعاد إحياء هذا الرمز القديم بتقنيات حديثة تتيح للزائر رؤية مراحل الترميم وإعادة التجميع أمام عينيه، مما يمنح التجربة طابعًا تفاعليًا وتعليميًا فريدًا. وأشار إلى أن تصميم القاعة بثلاثة مستويات يتيح للزائر التفاعل مع الأثر من زوايا مختلفة، وكأنه يشارك في رحلة الشمس الأبدية.
واجبات الافتتاح على مصر ومستقبل المتحفوشدد الدكتور ممدوح المصري على أن هذا الحدث التاريخي يضع على عاتق الدولة المصرية مسؤولية ثقافية كبرى، تتمثل في الحفاظ على هذا الصرح، واستثماره علميًا وثقافيًا وسياحيًا بأقصى طاقة ممكنة. كما دعا إلى تعزيز برامج التوعية والزيارات التعليمية لطلاب المدارس والجامعات، حتى يظل المتحف منارةً للهوية الوطنية ومصدر فخر للأجيال القادمة.
وأكد أن الافتتاح المنتظر للمتحف المصري الكبير سيكون بمثابة إعادة كتابة للتاريخ المصري بلغة الحاضر، وسيجعل من مصر وجهة رئيسية لكل باحث ومحب للحضارة والإنسانية، قائلًا: "المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى للحجر، بل رسالة للعالم مفادها أن مصر ما زالت تصنع التاريخ، وتقدمه للعالم في أبهى صوره".
واختتم الدكتور ممدوح المصري حديثه قائلاً إن افتتاح المتحف المصري الكبير هو انتصار للثقافة المصرية ورسالة حضارية خالدة تُعلن أن مصر رغم مرور آلاف السنين لا تزال قادرة على الإبداع والتأثير وبناء الجسور بين الماضي والمستقبل.
فهو ليس فقط افتتاحًا لمتحف، بل ميلاد جديد لروح الحضارة المصرية القديمة في ثوب حديث يليق بعظمة هذا الوطن وتاريخه الممتد منذ فجر الإنسانية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المتحف المصري الكبير مصر العالم توت عنخ آمون التاريخ الدکتور ممدوح المصری المتحف المصری الکبیر الافتتاح الرسمی افتتاح المتحف المصری أن هذا الحدث افتتاح ا ا إلى أن أن هذا أن مصر
إقرأ أيضاً:
خبير: افتتاح المتحف المصري الكبير حدث عظيم ينتظره العالم
قال الدكتور شريف شعبان، الخبير في الآثار المصرية والمحاضر بتاريخ الفنون، إن افتتاح المتحف المصري الكبير في نوفمبر 2025 سيكون الحدث الثقافي والأثري الأضخم على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن العالم بأسره يترقب هذا اليوم منذ أكثر من عشر سنوات.
وأوضح أن المتحف تأجل افتتاحه عدة مرات لأسباب متعددة، منها أحداث عام 2011، وجائحة كورونا، ثم التوترات الإقليمية، غير أن مصر ظلت متمسكة بإتمام المشروع وفق أعلى المعايير العالمية ليصبح أكبر متحف أثري في العالم يحتوي على أكبر عدد من القطع الأثرية المصرية، في تصميم يجسد عظمة الحضارة المصرية القديمة.
وأضاف شعبان، خلال لقائه مع الإعلامي محمد سعيد محفوظ في برنامج "العاشرة" على شاشة إكسترا نيوز، أن المتحف الكبير يمثل رقمًا واحدًا عالميًا من حيث المساحة والتصميم الأخضر، إذ يمتد على مساحة 300 ألف متر مربع، منها 100 ألف مخصصة للمنشآت، والباقي مساحات خضراء شاسعة تعكس روح التنمية المستدامة.
وأكد أن هذا التصميم يحمل رسالة حضارية للعالم بأن مصر — مثلما كانت في الماضي — ما زالت تمزج بين الأصالة والابتكار، وتعيد إحياء فلسفة المصري القديم الذي بنى حضارته على الزراعة والطبيعة النظيفة والطاقة الشمسية.
وأكد الخبير في الآثار المصرية أن حفل الافتتاح سيكون على مستوى عالمي غير مسبوق، يليق بمكانة مصر الحضارية والتاريخية، وسيتضمن عروضًا فنية وأوركسترا سيمفونية تجمع بين المصريين والأجانب في رسالة وحدة إنسانية تعكس أن الحضارة المصرية إرث للبشرية جمعاء.
وأشار إلى أن تصميم المتحف يعتمد على أحدث تقنيات العرض المتحفي في العالم، بدءًا من المِسلة المعلقة لرمسيس الثاني التي تكشف للمرة الأولى النقوش السفلية المنقوشة على قاعدتها الزجاجية، وصولًا إلى تمثال رمسيس المهيب والدرج العظيم الذي يضم تماثيل ملوك ومعبودات مصر القديمة، ما يعيد تقديم الحضارة المصرية بروح جديدة تعكس عبقرية الفنان المصري القديم ودقته في النحت على أقسى أنواع الأحجار.