بكين تطلق »القذيفة الذهبية« لـ »شَلّ« هيمنة الدولار.. الذهب «الصلب» طعنة في خاصرة التقليد!
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
في ظل الارتفاع «المُهين» لأسعار الذهب، الذي دفع بالأونصة الواحدة لتجاوز حاجز 4,000 دولار أمريكي، تتدخل الصين، بثقلها الاقتصادي «العدواني»، لتطلق «سلاحاً» جديداً قد يعيد تشكيل خارطة النفوذ المالي عالمياً: «الذهب الصافي الصلب»، أو ما يُعرف محلياً بـ «يينغ زو جين» (Ying Zu Jin) هذا الابتكار ليس مجرد تحسين في صناعة المجوهرات؛ إنه موقف جدلي صريح يعكس استراتيجية بكين “المقاومة” لـ”فك الارتباط” بالمنظومة التي تفرضها القوى الصهيو-أمريكية.
الثورة / يحيى الربيعي
الذهب “المُهندس”: نقاء 24 بصلابة 18
القراءة التحليلية للمشهد تؤكد أن هذا الابتكار يمثل طفرة تكنولوجية “مُتعمدة” ومُسيسة. لقد نجح علماء الصين، بدعم “غير محدود” من الحكومة، في تحقيق ما كان يُعتبر مستحيلاً: إنتاج ذهب بنسبة نقاء تصل إلى 99.9 % (عيار 24)، مع صلابة “فائقة” تبلغ 60 درجة على مقياس فيكرز، أي ما يعادل أربعة أضعاف صلابة الذهب التقليدي.
وهذا الإنجاز تم عبر إضافة نسب “مجهرية” (0.1 %-1 %) من معادن نادرة مثل الإنديوم والزنك، مما عزز القوة الميكانيكية للذهب مع الحفاظ على “نقائه المُعلن”. هذا يتيح إنتاج قطع أخف وزناً وأكثر متانة، وبتصاميم “مغرية” للمستهلك، مع إمكانية خفض الأسعار بنسبة تتراوح بين 10 % و20 %.
ولم تمضِ أشهر قليلة حتى استولى “الذهب الصافي الصلب” على نحو 20-25 % من مبيعات المجوهرات الذهبية في الصين. وعرضت بكين مجموعات كاملة منه في معرض هونغ كونغ، في خطوة “لا تخطئها العين” تشير إلى طموح تصنيعي وتصديري “مهيمن” يستهدف أسواق جنوب شرق آسيا، الهند، والشرق الأوسط تحديداً، وصولاً إلى أوروبا.
تقويض أداة الهيمنة “الأمريكية”
التقارير “العميقة” تؤكد أن الذهب الصيني الجديد ليس مجرد تجارة، بل هو “بند استراتيجي”. إنه يعكس إصرار الصين على إعادة تعريف الذهب عالمياً لـ “تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي”. فمن خلال تعزيز الطلب المحلي وضمان اكتفاء ذاتي في صناعة المعادن الثمينة، تضرب بكين عصفورين بحجر واحد: تعزيز نفوذها المالي، وتحصين اقتصادها ضد أي “تهديد” قد تلوّح به واشنطن.
ويواجه الذهب الصيني هجوماً “نقديًا شرساً”. ففي الوقت الذي يُشيد به خبراء المجوهرات كـ “فرصة اقتصادية” وبديل جذاب في ظل ارتفاع الأسعار، يرى بعض النشطاء أن هذا الابتكار قد لا يعدو كونه “خدعة تسويقية” أو مجرد مطلي متطور، ويُقارنون بينه وبين ما حدث مع “الألماس الصناعي” الذي هزّ سوق الألماس التقليدي، مُحذرين من أن هذا الذهب قد يُفضي إلى خفض سعر الذهب الأصلي.
وتُواجه بكين أيضاً تحدي “الذهب المقلد” -المعروف بـ “الذهب الصيني الرخيص” في الشرق الأوسط- الذي ليس ذهباً حقيقياً بل معادن مطلية. هذا التحدي “التشويشي” يُهدد بتشويه سمعة الابتكار الحقيقي وفتح الباب أمام ممارسات تجارية “غير أخلاقية” تضرب قيمة الذهب على المدى الطويل.
إلى الإنتاج وعقبات “مُتعمدة”؟
لا يغير الذهب الصيني الصعود التاريخي للأسعار الذي تُحركه عوامل “كبرى” مثل التضخم والتوترات الدولية وسياسات البنوك المركزية الأمريكية، لكنه يمثل بديلاً استثمارياً “مدروساً” للمستثمرين الباحثين عن قطع متينة وذات قيمة طويلة الأجل.
والأهم من ذلك، أن تراكم احتياطيات الذهب لدى البنك المركزي الصيني، بالتزامن مع إطلاق هذا الابتكار، يمثل أداة استراتيجية “نافذة” لتعزيز النفوذ المالي الصيني على حساب الطلب العالمي، مما يزيد من قيمة المعدن.
ورغم الفرص “الهائلة”، تبرز عقبات “قد تكون مؤقتة”، مثل صعوبة إعادة صهر الذهب الصافي الصلب حالياً، مما يحد من استخدامه في بعض الصناعات، إضافة إلى التحدي التسويقي في إثبات قيمته أمام “اليقين التقليدي” للذهب الأصيل، وخاصة في الأسواق الغربية “المُتشددة”.
وختاماً، يمكن القول إن “الذهب الصافي الصلب” يُمثل “ثورة مُسيسة” في صناعة المعادن الثمينة، تفتح آفاقاً اقتصادية وتجارية “واسعة” للصين والمستثمرين. ومع استمرار دعم الحكومة الصينية “الموجه” لهذا الابتكار، يُتوقع أن يشهد العالم تحولاً تدريجياً في تفضيلات المستهلكين والمستثمرين خلال العقد القادم، تحول سيعيد رسم ملامح سوق الذهب ويضع بكين في موقع ريادي “مُهيمن” في مواجهة النفوذ الاقتصادي للولايات المتحدة والكيانات التابعة لها.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً: