اتفاق غزة.. بين الصمود والانفراط
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
أكثر من أسبوعين على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وما يزال الجوع ينهش في أجساد الغزيين في ظل سياسة العصا والجزرة التي يتبعها كيان العدو الإسرائيلي في تعاطيه مع ملف المساعدات الغذائية والإغاثية والإيوائية الطارئة لأكثر من مليونين ونصف مواطن في قطاع غزة، والتي ما يزال يقف حجر عثرة أمام تدفقها على القطاع وفق الخطة والبرنامج الزمني المحدد في الاتفاق وبالكميات المعلومة الغير خاضعة للاجتهادات وما يزال معبر رفح موصدا أمام إدخال المساعدات للقطاع على مرأى ومسمع العالم وفي مقدمتهم الوسطاء العرب والأمريكي الراعي الرسمي لهذا الاتفاق والمشرف على تنفيذه وكأن المسألة لا تعنيهم لا من قريب ولا من بعيد.
هذه المماطلة والعرقلة الإسرائيلية لإدخال المساعدات، تأتي مصحوبة بمماطلة مماثلة وتعنت واضح من جانب الكيان في إدخال الجرارات والمعدات الثقيلة الخاصة برفع الأنقاض والمساهمة في انتشال جثث ما يقارب من عشرة آلاف شهيد ما تزال جثثهم تحت أنقاض منازلهم المدمرة منذ أشهر طويلة، في تصرف يعكس النفسية الصهيونية المريضة والمأزومة، ويتنافى مع مضامين الاتفاق ذات الصلة والتي لم ينفذ منها إلا ما يخص انتشال جثث الأسرى الصهاينة الذين قتلوا جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت المناطق التي كانوا يتواجدون فيها، وهو ما يشكل تهديدا خطيرا لهذا الاتفاق.
أضف إلى ذلك الخروقات المتواصلة التي يرتكبها هذا الكيان بتوجيهات مباشرة من قبل المجرم نتنياهو والتي لم تتوقف والتي خلفت مئات الشهداء والجرحى والتي تشكل التهديد الأكثر خطورة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتقلص من فرص استمراريته وخصوصا في ظل الوقاحة الإسرائيلية والمبررات الكاذبة لذلك، والتي لا أساس لها من الصحة، وإنما تندرج في سياق المغالطات الإسرائيلية، وثقافة الغدر والمكر والخيانة التي نشأ اليهود الصهاينة وتربوا عليها، والتي باتت سمة خاصة بهم على مر العصور.
وزد على ذلك لجوء الموساد الإسرائيلي إلى تحريك أذنابه وأدواته في الداخل الفلسطيني الغزاوي منذ اللحظات الأولى لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وتكليفهم بتدشين مسلسل الاغتيالات لرموز وقادة المقاومة وفرسان الصمود في قطاع غزة بكل دم بارد، في مخطط شيطاني يسعى لاستهداف القيادات والكوادر التي كان لها الحضور البارز في المشهد الغزاوي السياسية منها والإعلامية والعسكرية والاجتماعية والتي فشل الإسرائيلي في استهدافها على مدى العامين من القصف والتدمير والإجرام والتوحش، والتشنيع على المقاومة لقيامها باستهداف هذه الخلايا التجسسية العميلة التي لا تقل خطرا عن جنود كيان العدو الصهيوني، والمطالبة بإيقاف حملات التعقب والاعتقال والاستهداف لهم والتي تمثل حقا مشروعا للمقاومة لا غبار عليه على الإطلاق.
كل هذه المعطيات السالفة الذكر تكشف عن نوايا إسرائيلية شيطانية، تهدف إلى انفراط عقد هذا الاتفاق والعودة إلى حرب الإبادة وسياسة التجويع والتهجير بحق أهالي قطاع غزة الذين كانت سعادتهم غامرة، وفرحتهم بوقف إطلاق النار لا توصف، وكانت مشهدية عودتهم إلى مناطقهم والإقامة على أنقاض منازلهم أو على مقربة منها عصية على الوصف، تحكي عن مدى ارتباطهم بأرضهم وتمسكهم بحقهم المشروع في العيش والإقامة فيها وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، والتي تعد من الثوابت التي لا يمكن التفريط بها أو المساومة عليها مهما كان الثمن .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو أين دور الوسطاء العرب من كل ما سبق ذكره من انتهاكات إسرائيلية خطيرة تهدد بنسف الاتفاق بالكلية؟! لماذا تلزم مصر وقطر الصمت تجاه تنصل الكيان عن إدخال المساعدات الإغاثية المنصوص عليها في الاتفاق؟! لماذا لم يصدر أي بيان مشترك للوسطاء العرب يدين الانتهاكات الإسرائيلية السافرة لاتفاق وقف إطلاق النار؟! لماذا كل هذه السلبية المفرطة؟! وأين الوسيط الأمريكي صاحب الخطة والمشرف على الاتفاق، والضامن على الكيان من كل ما سبق ذكره؟! لماذا كل هذه (الدعممة) واللا مبالاة التي تمثل إساءة لهم، ومعيبة في حقهم ؟!!
خلاصة الخلاصة : لا عهد ولا ميثاق لليهود الصهاينة، الغدر من شيمهم، والمكر والخديعة من صفاتهم، وكان الله في عون الإخوة في حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وبقية فصائل المقاومة الفلسطينية، فالحمل عليهم ثقيل، والضغوطات التي تمارس عليهم أثقل، والتحديات الماثلة أمامهم صعبة، وعليهم أن يكونوا أكثر حيطة وحذرا، فالمؤامرة كبيرة جدا، وعليهم تطهير القطاع من رجس العملاء والجواسيس وأن يحافظوا على الحاضنة الشعبية في غزة، وليثقوا بأننا في اليمن معهم وإلى جانبهم ولن نخذلهم أو نتركهم لوحدهم بإذن الله وعونه وتوفيقه، هذا هو عهدنا ووعدنا لهم .
والعاقبة للمتقين .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
مغردون: إسرائيل تسعى لفرض نموذج لبنان في غزة
رغم مرور أكثر من أسبوعين على سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، فإن الخروقات الإسرائيلية للاتفاق تتواصل وسط تصاعد المخاوف من انهيار الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية ومصرية وتركية وأميركية.
فقد شن سلاح الجو الإسرائيلي أمس السبت غارة جوية استهدفت سيارة مدنية في مخيم النصيرات وسط القطاع، في أول إعلان رسمي للجيش الإسرائيلي عن استهداف عناصر من المقاومة الفلسطينية منذ إعادة العمل بالتهدئة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2رقصة ترامب في مراسم رسمية بكوالالمبور تشعل مواقع التواصلlist 2 of 2جثامين مجهولي الهوية بغزة.. قصص معلقة بصمت المقابر وأحزان البيوتend of listوتعد هذه المرة الأولى التي يعلن فيها الاحتلال استهداف عناصر من المقاومة منذ عودة سريان التهدئة، وذلك بعد الغارات العنيفة التي شنها الأحد الماضي على مناطق متفرقة من القطاع وأسفرت عن استشهاد عشرات الفلسطينيين في أكبر خرق للاتفاق المبرم في التاسع من الشهر الجاري.
إسرائيل تخترق اتفاق وقف إطلاق النار وتزعم تنفيذ عملية اغتيال لقائد في سرايا القدس باستهداف سيارته في النصيرات وسط قطاع غزة.
إسرائيل تسعى لتغيير اتفاق وقف إطلاق النار لتطبيقه بالقوة على الطريقة اللبنانية، عكس ما تم الاتفاق عليه، وبضمان الوسطاء.
هذه مجرد البداية فقط pic.twitter.com/iEpxPO3ndE
— Tamer | تامر (@tamerqdh) October 25, 2025
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن "طائرات مسيرة أغارت بدقة على عنصر من حركة الجهاد الإسلامي كان يخطط لتنفيذ مخطط إرهابي على المدى الزمني الوشيك".
وأفادت مصادر طبية بوصول 4 مصابين جراء الاستهداف إلى مستشفى العودة بمخيم النصيرات، وصفت حالة أحدهم بأنها خطرة جدا.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أن القيادة الجنوبية لا تزال تنتشر وفق صيغة اتفاق وقف إطلاق النار وتعمل "لإزالة أي تهديد فوري".
غضب شعبيوأثارت هذه الخروق موجة غضب واسعة في الشارع الغزي، حيث عبّر ناشطون ومدونون عبر منصات التواصل الاجتماعي عن استنكارهم لما وصفوها بـ"محاولات إسرائيلية لفرض اتفاق وقف إطلاق النار بالقوة" مثل النهج الإسرائيلي في لبنان.
الاحتلال يقصف دراجة نارية في النصيرات وسط قطاع غزة قبل قليل في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار، وفي خطوة يُفهم منها بدء سيناريو "نموذج لبنان" باستهداف المقاومين في غزة.
الكل سيُغمض عينيه، وسيظل الاتفاق عالقا بين "خط دموي أصفر"، واغتيالات فردية.. وتلاعب فيما تبقى من بنود.. لتصبح…
— Mohammed Haniya (@mohammedhaniya) October 25, 2025
إعلانورأى مغردون أن الاحتلال يسعى لتطبيق نموذج لبنان في غزة عبر تنفيذ اغتيالات فردية واستهداف مقاومين تحت ذرائع "منع التهديدات"، مشيرين إلى أن هذا السلوك يهدف إلى خلق واقع أمني جديد يخدم إسرائيل ويضعف المقاومة.
وقال أحد النشطاء "نتنياهو يريد تطبيق نموذج لبنان في غزة، وإذا لم يتم إيقافه سيكرر ذلك كل دقيقة".
وأضاف آخر "يجري تنفيذ سيناريو لبنان في غزة، ولكن بشكل أسوأ".
تحذيرات من التصعيدوأشار مدونون إلى أن استمرار إسرائيل في خرق وقف إطلاق النار يؤكد أن نواياها لم تتغير، وأنها تستخدم الاتفاق غطاء مؤقتا لإعادة ترتيب صفوفها واستئناف عدوانها.
وأكد آخرون أن ما جرى في النصيرات رسالة واضحة أن الاحتلال لا يعرف سوى لغة القوة، ولا يلتزم بأي اتفاق إلا إذا فُرض عليه بالقوة.
نفّذت قوات الاحتلال عملية اغتيال جبانة قبل قليل في مخيم النصيرات في المنطقة الوسطى،
هناك حالة غضب وحنق في الشارع الغزي بسبب ما جرى، ولكنه غضب وحنق في سياق متوقع، فمنذ اللحظة الأولى كانت هناك توجهات إسرائيلية واضحة تجاه تكرار سيناريو جنوب لبنان في غزة،
وأصوات تطالب المقاومة…
— Ali Abo Rezeg (@ARezeg) October 25, 2025
وحذر ناشطون من أن صمت الوسطاء سيشجع إسرائيل على تكرار مثل هذه الاغتيالات كما يحدث في لبنان، داعين إلى الضغط على تل أبيب لوقف خروقاتها والالتزام ببنود الاتفاق الذي تم توقيعه في شرم الشيخ.
نتنياهو يسعى لتفجير الاتفاقويرى مدونون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى منذ بداية الهدنة إلى تفجير الاتفاق تدريجيا تحت ذرائع متعددة، من بينها قضية الأنفاق والسلاح وإعادة جثث المخطوفين، في محاولة لفرض وقائع جديدة ميدانيا وسياسيا.
على كل خرق في غزة يجب أن يكون ردّ موحّد من الفصائل متى توفرت الفرصة “لكل فعل ردة فعل”؛ لا نريد تكرار سيناريو جنوب لبنان.#غزة #الردع
— أحمد بن سالم الاخزمي (@AaaAkhza) October 26, 2025
وحذر مدونون آخرون من أن استمرار هذه الخروقات قد يدفع الوضع الميداني في قطاع غزة إلى نقطة الانفجار، مما يهدد بانهيار الهدنة الهشة وعودة دوامة التصعيد العسكري من جديد، في وقت يعاني فيه القطاع من كارثة إنسانية متفاقمة.