صحفي يوثق موجة العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
تنفذ ميليشيات المستوطنين الإسرائيليين، بدعم من الجنود، أعمال عنف واسعة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، تشمل الضرب والحرق وتدمير الممتلكات وذبح الحيوانات، وفق تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" للكاتب جوناثان بولاك، الذي يرافق المزارعين الفلسطينيين خلال موسم قطف الزيتون، ووثق ما شاهده بنفسه.
وشهد العامان الماضيان، تصاعدا غير مسبوق في العنف الإسرائيلي، سواء في غزة أو الضفة الغربية، حيث تمارس الاعتداءات بتنسيق بين مختلف أجهزة الاحتلال الإسرائيلية، بما فيها الجيش والشرطة وحرس الحدود وجهاز الأمن العام (الشاباك) ومصلحة السجون ومنسقو أمن المستوطنات، إلى جانب المدنيين المسلحين الذين يشكلون ميليشيات خارجة عن القانون، لكنها تحظى بدعم رسمي.
وتوضح "هآرتس" أن بعض هذه الاعتداءات يقودها المدنيون ثم تتدخل القوات النظامية لتوفير الغطاء، بينما في حالات أخرى تبدأ الأجهزة الأمنية بالهجوم لتلحق بها المجموعات المدنية، ما يجعل النتيجة واحدة، وهي تصعيد دموي منظم ضد الفلسطينيين، بلغ ذروته منذ بدء موسم قطف الزيتون.
ويستعرض الكاتب أحداث 11 تموز/يوليو 2025 في جبل الباطن شرق رام الله، حيث استشهد محمد الشلبي وسيف الدين مسلط بعد مطاردة مسلحين إسرائيليين لهما، ويصف بولاك كيف تحولت تلك الليلة إلى "مذبحة مكتملة الأركان" شارك فيها جنود ومدنيون، مؤكدا أنه تعرض شخصيا للضرب المبرح أثناء محاولته مساعدة الجرحى، قبل أن يعتقله جنود الاحتلال مع آخرين.
ولاتقتصر الاعتداءات على القتل والضرب، بل تشمل منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، وإتلاف محاصيلهم، وسرقة ثمار الزيتون، واقتلاع الأشجار، ما يعمق عملية "التطهير العرقي" ويقوّض الارتباط العاطفي للأهالي بأرضهم، وصولًا إلى محو ثقافي وهوية مهددة بالاندثار.
ويشير بولاك إلى أن الاعتداءات تزامنت مع حملة "زيتون 2025"، التي أطلقها نشطاء فلسطينيون لدعم المزارعين وتنسيق جهود الحصاد رغم الاعتقالات والمضايقات، مشيرًا إلى اعتقال منسق الحملة ربيع أبو نعيم من قرية المغير شرق رام الله، ووضعه قيد الاعتقال الإداري.
وشهدت القرية نفسها اقتلاع جيش الاحتلال الإسرائيلي نحو 8500 شجرة زيتون، بينما أتم المستوطنون المهمة باقتلاع مئات أخرى، كما أحصى الكاتب عشرات الاعتداءات خلال موسم الحصاد، شملت قرى جوريش، عقربا، دوما، خربة يانون، دير استيا، كفر ثلث، فرعتا، كوبر، بورين، بيتا، سلواد، المغير، ونعمة.
في قرية بيتا وحدها، جنوب نابلس، هاجمت قوات الاحتلال ومستوطنون نحو 150 مزارعًا في 10 تشرين الأول/أكتوبر، مستخدمين الأسلحة النارية والهراوات والحجارة، ما أدى إلى إصابة عشرين شخصا بجروح، بينهم صحفيون مثل جعفر أشتية وهج بني مفلح وسجاح العلمي، كما أُحرقت ثماني سيارات وانقلبت سيارة إسعاف بحسب الصحيفة.
وذكر التقرير، أنه في برقة قرب رام الله، أطلق الجنود والمستوطنون النار على المزارعين وسرقوا معداتهم وثمارهم، فيما شهدت المغير قطع 150 شجرة زيتون. كما وثّقت الصحيفة حوادث مشابهة في اللبن الشرقية وترمسعيا وبرقة، حيث تم اقتلاع مئات الأشجار وتجريف أراضٍ زراعية واسعة.
ويشارك جيش الاحتلال بطرق مختلفة، سواء بمرافقة المعتدين أو بعدم التدخل أو بالمشاركة المباشرة في الاعتداءات، بل إن بعض الجنود، كما يروي بولاك، أعلنوا قرى بأكملها "مناطق عسكرية مغلقة" لمنع الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم، ففي 16 تشرين الأول/أكتوبر، وحول الجيش قرية بورين إلى منطقة مغلقة بالكامل واعتقل 32 ناشطًا مؤيدًا للفلسطينيين.
كما شهدت بلدة سلواد شرق رام الله، في 17 تشرين الأول/أكتوبر، هجمات متواصلة من المستوطنين على الحصادين، تخللتها اعتداءات بدنية وتخريب لسيارة إسعاف وسرقة لمعدات وأكياس الزيتون، وفق رواية بولاك في "هآرتس".
ويختم الكاتب مقاله قائلا، إن موسم الزيتون لم يبلغ منتصفه بعد، لكن الهجمات مستمرة بلا توقف، مؤكدا أن ما يجري ليس مجرد عنف وسلب، بل محاولة منهجية لاقتلاع الفلسطينيين من جذورهم، يقابلها إصرار الأهالي على الصمود، ناقلا عن الناشط المعتقل ربيع قوله: "إذا انقرضت أشجار الزيتون في القرية، فسنحصد أشجار البلوط، وإذا لم يبقَ عليها بلوط، فسنحصد أوراقها".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيليين الضفة الغربية غزة إسرائيل غزة نتنياهو الضفة الغربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رام الله
إقرأ أيضاً:
الجامعة العربية تدين اعتداءات المستوطنين خلال موسم قطف الزيتون
أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، اليوم الاثنين، اعتداءات المستوطنين على المواطنين خلال موسم قطف الزيتون في الضفة الغربية المحتلة.
وأكد بيان صادر عن "قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة" بالجامعة العربية، أن تصاعد الاعتداءات، واقتحام المدن والقرى والمخيمات، ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، وتدمير الممتلكات، يشكل حلقة من حلقات العدوان المنظم الذي يهدف إلى تهجير الفلسطينيين، والاستيلاء على المزيد من الأراضي لصالح خطط التوسع الاستعماري وأهدافه، وفرض الوقائع بالقوة.
كما أدانت الأمانة العامة بشدة ملاحقة سلطات الاحتلال لنشطاء أجانب كانوا مشاركين في حملة تضامنية لمساندة الأهالي في قطف الزيتون وتوثيق جرائم المستعمرين، معتبرة أن هذه الممارسات تمثل جزءا من سياسة تستهدف التغطية على جرائم الاحتلال.
وشدد البيان، على أن هذه الانتهاكات الجسيمة تشكل خرقا فاضحا للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية، داعيا المجتمع الدولي خاصة مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته السياسية والقانونية والأخلاقية، إزاء ما يجري في الأرض الفلسطينية المحتلة لإلزام الحكومة الإسرائيلية وقف هذه الجرائم وضمان مساءلة مرتكبيها ولتوفير الحماية الدولية لأبناء الشعب الفلسطيني، تأكيدا لمبادئ العدالة وعدم الإفلات من العقاب.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الاحتلال يهاجم طلبة الخضر جنوب بيت لحم ويصيب عددا منهم بالاختناق السلطات الإسرائيلية تهدم منزلين في بلدة الكعبية داخل أراضي الـ48 الاحتلال يقتحم قرية الفندق شرق قلقيلية ويحاصر منزلا الأكثر قراءة ويتكوف وكوشنر يصلان إسرائيل ولقاء مع نتنياهو لبحث المرحلة الثانية الاحتلال ينتشر بكثافة في طولكرم ويغلق شارع مستشفى ثابت ثابت آيزنكوت: فتح معابر غزة جاء مبكرا وإدارة الأميركيين للقطاع إشكالية الاحتلال يفتح معبري كرم أبو سالم وكيسوفيم لإدخال المساعدات إلى غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025