الجرائم تكشف خطل الشعارات المرفوعة على أسنة بنادق أبريل
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
ياسر عرمان
كان اليوم يوماً حزيناً من أيام حرب أبريل اعاد ماضي الانتهاكات وجرائم الحرب التي أُهل بها بأسم حرب الكرامة ودولة ٥٦ والسودان الجديد.
انقلاب ٢٥ أكتوبر وحرب أبريل رجس من رجس الاسلاميين لن تبني بنادقه منفردة او مجتمعة سودان جديد أو تُبقي كرامة لشعبنا فقد شرّدته وأزلته ايما إزلال، حرب أبريل نسخة جديدة ونوعية من جرائم الإنقاذ.
وضعت البشرية للحرب قوانين، وفديوهات اليوم وقبلها فديوهات الدواعش والكنابي وغيرهم خصم على كل قانون، وأفسدت الفديوهات التباهي بنصر الفاشر واعادت جراحات قديمة جديدة، فان الموت لا يجني سوى مزيداً من الموت ولا يستحق الاحتفاء بل يجلب المرارة والحزن والسودانيين أهل وأخوة على ضفتي الحرب فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله.
لماذا يوثقون الجرائم في فديوهات حتى ان احدهم وهو يهين أسير يقول له “هذا الديناري من الولاية الفلانية هدية لعمسيب” ان عمسيب هذا وأخته في الرضاعة حياة عبدالملك عاطلين من كل إنسانية ووظيفة ووظيفتهم الوحيدة نشر العنصرية ووضع العصي لافساد مستقبل السودان ولا يعجب بعمسيب إلا من هو عمسيب وعلى العقلاء لجم انفلات الغرائز قبل فوات الاوان.
النصر في معركة لا يعني النصر في الحرب والانتصار في الحرب لا يعني بناء مجتمع جديد. حينما استولى الدعم السريع على ولاية الجزيرة قلنا صادقين انها مكيدة لا تخدم مصلحة الدعم السريع في السياسة او العسكرية وما حدث بعد ذلك معلوم ومؤلم.
بعد يوم الفاشر هذا نقول مجدداً انه من الضروري التعامل بعقل وحكمة مع المدنيين وخاصة النازحين، وللنازحين في دارفور تاريخ طويل وطريق مليء بالانتهاكات والأشواك، كذلك يجب التعامل بحكمة مع امبرو وكروني والطينة فهي ليست حاميات عسكرية مجردة بل ايضاً مجتمعات، ان الحديث المستمر عن ولايتي الشمالية ونهر النيل وكأنها ولايات شهادات بحثها مملوكة للمؤتمر الوطني حديث غير صحيح ويمكن ان يفسد كامل الحرب على فسادها ويعمق الجراحات المجتمعية ويقلب الاجندة من سياسية إلى إثنية مميتة لا تجلب انتصار وهذا لا يخدم اهلنا وشعبنا في كل السودان فالحرب تنتهي والجراح تبقى وعلينا ان نمضي في طريق المصالحة والأخوة الشريفة لا طريق الدماء، وان تنحصر الحرب بين العسكريين لا بين المجتمعات.
نطالب الطرفين بوقف الاعتداءات على المدنيين والبنية التحتية المدنية فإنها جرائم حرب لا تسقط بالتقادم، وعلينا داخل السودان وخصوصاً خارجه ان نجتهد في حملات واسعة لوقف الحرب وجميعنا ندرك ان بلادنا على شفا التمزق والانهيار، واذا فقدنا شعبنا وارضنا فبأي انجازات شخصية او عامة نحتفي.
أخيراً اننا ندعو المجتمع الدولي للضغط على الطرفين لفتح المسارات الانسانية وحماية المدنيين وخروج كل المسلحين من المدن والقرى الخاضعة لسيطرتهم وتركها لشرطة مدني، وتوسيع الفضاء المدني على حساب الفضاء العسكري والسماح لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات الانسانية بتقديم المساعدات وان يشرف الصليب الأحمر الدولي على الاسرى والمحتجزين، ولكي يتم ذلك فإننا نناشد بلدان الرباعية بقيادة الولايات المتحدة بالدعوة فوراً لاجتماع عالي المستوى في جدة بالمملكة العربية السعودية لوقف اطلاق نار إنساني لأن الحرب متجهة للتمدد، ونناشد الرباعية الأخرى التي يقودها الاتحاد الأفريقي لعقد اجتماع عالي المستوى والتنسيق مع الرباعية بقيادة الولايات المتحدة لوقف انهيار السودان الذي سيولد اثار عميقة اقليمية ودولية لا تخطئها العين وكل ذلك يحتاج لتشاور مع اهل السودان وقواهم المدنية الديمقراطية وطرفي الحرب.
٢٧ أكتوبر ٢٠٢٥
الوسومياسر عرمانالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: ياسر عرمان
إقرأ أيضاً:
مخاوف على المدنيين بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على الفاشر غرب السودان
جوتيريش: المعارك «تصعيد مروع للنزاع»
بورت سودان كوالالمبور "أ ف ب": تسود مخاوف متزايدة حيال الوضع الإنساني في مدينة الفاشر بغرب السودان، حيث فرّ السكان وعلق مئات الآلاف من المدنيين وسط انقطاع تام للاتصالات، غداة إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على المدينة الإستراتيجية في إقليم دارفور.
وكانت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان، آخر مدينة كبيرة بين أيدي الجيش بقيادة الفريق عبدالفتاح البرهان، وذلك بعد حصار استمرّ 18 شهرا.
ولم يصدر أي تعليق من الجيش السوداني على إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على مقر القيادة العسكرية في المدينة.
وفي حال تأكدت السيطرة، تكون قوات الدعم السريع قد أحكمت قبضتها على كامل إقليم دارفور، حيث أنشأت إدارة موازية تتحدى سلطة البرهان، الحاكم الفعلي للسودان منذ انقلاب العام 2021 والمتمركز في بورتسودان بشرق السودان.
ويحذّر محللون من أن هذا التطور قد يؤدي فعليا إلى تقسيم السودان، مع احتفاظ الجيش بالسيطرة على الشمال والشرق والوسط، فيما تهيمن قوات الدعم السريع على دارفور وأجزاء من الجنوب.
ورأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين أن ما يجري في الفاشر "تصعيد مروّع للنزاع" في السودان، معتبرا أن "مستوى المعاناة التي نشهدها في السودان لا يمكن تحمّله".
وأظهرت صور ومشاهد نشرتها تنسيقية "لجان المقاومة-الفاشر" عبر حسابها على فيسبوك، مدنيين يفرّون من المدينة وجثثا متناثرة على الأرض قرب سيارات محترقة.
"آخر نفس"
وتعذّر على وكالة فرانس برس التحقق من مجريات الأحداث ميدانيا أو التواصل مع مدنيين في الفاشر من مصادر مستقلة.
وبحسب نقابة الصحفيين السودانيين، قُطعت كافة اتصالات "ستارلينك"، شبكة الإنترنت الوحيدة التي كانت تعمل في المدينة، ما أدخل الفاشر في "ظلام إعلامي تام".
وأوضحت تنسيقية "لجان المقاومة-الفاشر" أن المعارك تواصلت الإثنين في محيط مطار المدينة وفي مناطق عدة غربها، مؤكدة أن "نحن الذين بقينا داخل المدينة نحن من سيبقى هنا حتى آخر نفس يقاوم" وسط تقدم قوات الدعم السريع.
من جهته، دعا حاكم إقليم دارفور الموالي للجيش مني أركو مناوي في منشور على منصة إكس إلى حماية المدنيين المحاصرين في المدينة قائلا "نطالب بحماية المدنيين، والإفصاح عن مصير النازحين، وتحقيق مستقل في الانتهاكات والمجازر التي تقوم بها مليشيا (الدعم السريع) بعيدا من الأنظار".
ولفتت تنسيقية "لجان المقاومة-الفاشر" إلى أن الفاشر "إن سقطت فلن يكون السقوط بيد الأعداء وحدهم لكن بخيانة قيادات دارفور التي ظلت صامتة ومتشبثة بالسلطة".
وطالب منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر، بتأمين ممرات آمنة للمدنيين، مؤكدا أن "مئات الآلاف من السكان محاصرون داخل المدينة في حالة من الرعب، يتعرضون للقصف والجوع، ولا يستطيعون الوصول إلى الغذاء أو الرعاية الطبية أو الأمان".
كذاك، دعا المبعوث الأمريكي إلى إفريقيا مسعد بولس، قوات الدعم السريع إلى فتح "ممرات إنسانية" لإجلاء المدنيين.
"القتل والسرقة"
ونشرت التنسيقية عبر صفحتها على فيسبوك فيديو يظهر امرأة ميتة ممددة على الأرض وعلّقت عليه بالقول "تجمعت المليشيات والمرتزقة من كل حدب في سبيل القتل والسرقة .. شعارهم قتل كل ما يتحرك داخل الفاشر وخارجها".
من جهتها، بثت قوات الدعم السريع في الساعات الماضية مقاطع مصوّرة تُظهر مئات الرجال بالزي المدني جالسين على الأرض ومحاطين بمقاتلين، وقدّمتهم على أنهم أسرى من صفوف الجيش أو القوات المشتركة الحليفة له.
وأعربت نقابة الصحافيين عن "قلقها العميق على سلامة الصحافيين الموجودين في مدينة الفاشر في ظل هذه الظروف الاستثنائية والصعبة".
وقالت إن الصحفي المستقل معمر إبراهيم محتجز لدى قوات الدعم السريع منذ الأحد، مؤكدة صحة صور متداولة على مواقع التواصل تُظهره محاطا بمقاتلين من تلك القوات.
وفي الأشهر الأخيرة، تحولت الفاشر إلى إحدى أبرز جبهات القتال في الحرب السودانية التي دخلت عامها الثالث وأودت بعشرات الآلاف وتسببت بتهجير نحو 12 مليونا، في ما وصفته الأمم المتحدة بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم".
وتقول المنظمة الدولية إن قوات الدعم السريع تحاصر نحو 260 ألف مدني داخل الفاشر، يعانون استشراء الجوع وانعدام الرعاية الصحية وانقطاع الاتصالات، فيما فرّ أكثر من مليون شخص من المدينة منذ اندلاع الحرب.
وقال غوتيريش إنه "حان الوقت ليقول المجتمع الدولي بوضوح لكل الدول التي تتدخل في هذه الحرب وتزوّد أطرافها الأسلحة أن تتوقف عن ذلك".