علي جمعة: المتطرف يوظف الدين لمصلحته.. ونموذج النبي ﷺ لا يعرف المكر ولا الخداع
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، انه يخلط بعض النماذج التي نطلق عليها بـ"نموذج الكراهية" بين الدين كعلم ومعرفة، وبين التدين كسلوك وعمل، فالعالم عندهم بالدين هو المتدين أو المواظب على التعبد، وإن كان في الظاهر فقط، هو المؤهل لأن يُؤخذ عنه الدين، دون غيره.
وضرب جمعة، مثالا في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قائلا:" فمثلًا، العالم الأزهري إذا كان حليقًا فهو -بحسب رأيهم- لا يفقه شيئا في دينه وليس قدوة، وأما الجاهل من أتباعهم الذي يقصر ثيابه ويطلق لحيته فهو الإمام القدوة الذي يسمعون له ويأخذون عنه".
وحينما يفقد الإنسان العقلية المؤهلة للتمييز بين العقل وعدمه وبين العلم والجهل، فقد صار صاحب هذه الشخصية في الضلال المبين، الأمر الذي يجعل رده إلى جادة الصراط المستقيم أمرا صعبا، لأن عناده مركب وجهله معقد، وليس هناك أدوات أو بدهيات يمكن البدء منها في إقناعه بالصواب.
أما "نموذج المحبة" الذي رسمه لنا سيدنا رسول الله ﷺ فلا يعرف الخداع والمكر، ولا التفريط في المبادئ والغايات السامية من أجل عرض زائل من الدنيا ، بل كان ﷺ القدوة ، سره كعلانيته.
دَخَلَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -ﷺ- عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالُوا يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ حَدِّثِينَا عَنْ سِرِّ رَسُولِ اللَّهِ -ﷺ-. قَالَتْ كَانَ سِرُّهُ وَعَلاَنِيَتُهُ سَوَاءً.
ولقد جاء مشركو مكة إلى سيدنا رسول الله ﷺ ليراوده ويساوموه بالدنيا وسلطانها، فاختبروه وقالوا: (إنْ كُنْتَ إنَّمَا تُرِيدُ بِمَا جِئْتَ بِهِ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ مَالًا ، جَمَعْنَا لَكَ مِنْ أَمْوَالِنَا حَتَّى تَكُونَ أَكْثَرَنَا مَالًا، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ بِهِ شَرَفًا سَوَّدْنَاكَ عَلَيْنَا، حَتَّى لَا نَقْطَعَ أَمْرًا دُونَكَ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ بِهِ مُلْكًا مَلَّكْنَاكَ عَلَيْنَا).
وأما "نموذج المتطرف" فإنه ينظر إلى الدين كأداة أو وسيلة يُسخِّرها متى شاء وأحب ، لكسب تعاطف الناس واستقطابهم وحشدهم من أجل تحقيق مصلحة جماعته وفرقته.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة الكراهية التدين المحبة
إقرأ أيضاً:
سورة الفاتحة تفضح محاولة البريطاني المتطرف تومي روبنسون دخول الأقصى
حاول اليميني المتطرف تومي روبنسون، المعروف بخطاباته المعادية للإسلام في بريطانيا، التظاهر بأنه شخص مسلم لدخول المسجد الأقصى، وفي مقاطع مصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر روبنسون في القدس برفقة اليميني المتطرف الأسترالي الإسرائيلي آفي يمني، وصانع محتوى تركي الأصل كان مسلمًا في السابق ويُدعى رضوان أيدمير.
وأظهرت اللقطات روبنسون -واسمه الحقيقي ستيفن ياكسيلي لينون- وهو يتلقى معلومات في ساحة المسجد الأقصى من الحاخام الإسرائيلي اليميني المتطرف يهودا غليك، قبل أن يحاول دخول المسجد، وعندما طلب منه أحد أفراد الأمن الفلسطينيين عند المدخل إبراز هويته، أجاب روبنسون ملوحًا بأنه مسلم قائلاً: "نعم، أنا مسلم".
وطلب منه الحارس تلاوة سورة الفاتحة من القرآن الكريم لتأكيد ادعائه، غير أن روبنسون لم يتمكن من قراءتها، فتدخل أيدمير المرافق له وتلا السورة بالعربية. وعندها سمح الحارس بدخول أيدمير، لكنه رفض إدخال روبنسون الذي اعترض على القرار مدعيًا أن أيدمير هو "شيخه"، لكن الحارس أوضح أن المسجد مفتوح للمسلمين فقط وطلب منهم التوقف عن التصوير.
ذاك المؤثر المتطرف والعنصري البريطاني تومي روبنسون حاول دخول المسجد الأقصى برفقة سياسي إسرائيلي سابق عبر الكذب والادعاء بأنه مسلم.
ويبدو أن هناك حملة من جماعة 7000$ تهدف إلى تشويه صورة الفلسطيني المسلم، ونشر ادعاءات كاذبة تُظهر أن إسرائيل تمنح حرية العبادة، بينما المسلمون هم من… https://t.co/fkXCqoIdD9 pic.twitter.com/UI0FkbSpz1 — Tamer | تامر (@tamerqdh) October 24, 2025
وظهر في مقطع آخر أحد الحراس وهو يقول لروبنسون: "لأسباب سياسية، لا يُسمح لغير المسلمين بالدخول"، وقد عرض روبنسون وفريقه الحادثة على أنها "منع من دخول المسجد الأقصى"، إلا أن إدارة الأوقاف الإسلامية أكدت أن المسجد مغلق أمام جميع الزوار غير المسلمين، وأن الصلاة فيه مخصصة للمسلمين فقط.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Friends Of Al-Aqsa (@friendsofalaqsa)
وخلال زيارته للأراضي الفلسطينية المحتلة، التقى روبنسون عددًا من الشخصيات اليمينية المتطرفة، وأدلى بتصريحات مؤيدة للهجمات على غزة، كما استخدم عبارات معادية للعرب، وأثارت الزيارة ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل المسلمين البريطانيين وبعض الجماعات اليهودية.
وتداول ناشطون مقطعا مصورا يظهر فيه تومي روبنسون أثناء الجولة التي قام بها بتمويل من حكومة الاحتلال، أخبره المتحدث باسم الطائفة اليهودية في الخليل يشاي فلايشر أن البريطانيين "لديهم مكان خاص في الجحيم بسبب عدوانهم على الشعب اليهودي"، إلا أن روبنسون - الذي يصور نفسه على أنه قومي بريطاني - جلس وتقبل الأمر، مؤكداً له أن البريطانيين يحبون "إسرائيل".
During Tommy Robinson's Israeli govt-funded tour, Israeli spox Yishai Fleisher tells him the British "have a special place in hell for turning on the Jewish people."
Robinson—who fashions himself a British nationalist—just sits there and takes it, assuring him Brits love Israel. pic.twitter.com/wJbXtJK0xb — Chris Menahan ???????? (@infolibnews) October 21, 2025
وتومي روبنسون الناشط الأربعيني له سجل إجرامي حافل وقضى أحكامًا متعددة بالسجن، وقد تضمنت إدانته الجنائية الاعتداء على ضابط شرطة، إضافة لحيازة المخدرات والاحتيال والمطاردة وازدراء القضاء ودخول أمريكا بجواز سفر مزور، وفق ذي "آيريش تايمز" فضلا عن مواقفه المناهضة للهجرة والإسلام، وسُجن في العام 2018 بتهمة ازدراء المحكمة، ثمّ سُجن مجددا في العام 2024 لتكراره تصريحات تشهيرية بحق أحد اللاجئين، وأُطلق سراحه في شهر أيار/مايو، وحظي بدعم الملياردير الأمريكي إيلون ماسك.
ومن المقرّر أن يمثل تومي روبنسن مجددا أمام المحكمة في تشرين الأول/أكتوبر 2026، لرفضه تقديم رقم التعريف الخاص بهاتفه المحمول، امتثالا لطلب الشرطة بموجب صلاحياتها الواسعة التي منحها إياها قانون الإرهاب الصادر في العام 2020.
في الماضي، نجحت عدّة تظاهرات نظمها أنصاره في جذب الآلاف أو حتى عشرات الآلاف من الأشخاص، وهو ما حدث في تموز/يوليو 2024 عندما بلغ عدد المشاركين في إحدى الاحتجاجات ما بين 20 ألفا و30 ألف شخص، وفقا لتقديرات منظمة "هوب نات هايت" (Hope Not Hate) المناهضة للعنصرية.