إيران العظمى بلا معكرونة
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
آخر تحديث: 28 أكتوبر 2025 - 10:12 صبقلم:إبراهيم الزبيدي سألوا شيخ قبيلة عن أحوال قبيلته فقال إنها بخير، لا ينقصها غير الخام والطعام. ويقول بزشكيان رئيس الجمهورية إن إيران تبيع النفط والغاز ولكن لا ينقصها غير الخام والطعام.وبهذه المناسبة لا بأس من أن نتذكر هنا أحد المعممين المهمين الإيرانيين، واسمُه علي يونسي، تولى عدة مناصب سياسية هامة في دولة ولاية الفقيه منها رئاسة وزارة الاستخبارات والأمن القومي من عام 2000 وحتى 2005، ثم منصب مستشار للرئيس الإيراني للشؤون الدينية والأقليات بعد ذلك.
فلهذا المستشار ذي المقام الرفيع تصريح شهير أدلى به في العام 2015 وغازل فيه مواطنيه بقوله “إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمكنت من تحقيق حلم الأجيال، وجعلت إيران إمبراطوريةً فارسية من جديد، عائدة إلى عاصمتها بغداد التي طُردت منها يوم هزمها الإسلام في القادسية، على يد القائد العربي سعد بن أبي وقاص. وفي حديث شهير سابق لقاسم سليماني الذي اغتاله الرئيس الأميركي ترامب عام 2020 قال “إننا نقاتل أعداءنا في العراق وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين لكي لا نقاتلهم داخل حدودنا”.وحين نتأمل مناسيب النقمة الشعبية الداخلية على النظام، المستمرة منذ سنين، بسبب تفاقم أزمة البطالة، ونقص فرص العمل، وتدني مستوى المعيشة، ندرك أن الذين يقودون هذا النظام أفقروا شعبهم، وقتلوا مئات الآلاف من أبنائه، وطالبوه، بقوة الأمن والمخابرات، بأن تحمل العوز والفقر والجوع والبطالة، مقابل قيام الإمبراطورية وعودة الإمام الغائب. الذي لا يمكن إخفاؤه ولا التستر عليه هو أن الاحتجاجات الشعبية، لم تتوقف ويبدو أنها لن تتوقف. فتارة على ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتارة على البطالة، والظاهر أن أكثر ما ينقص أهل الحكم في طهران هي العقلانية والواقعية لكي يدركوا، مبكرا، وقبل عشرات السنين، أنهم، بدون سلامة جبهتهم الداخلية، وصلابة اقتصاد دولتهم، وتأمين الضرورات الحياتية التي تُشبع شعبهم وتكفيه ذل الفقر والعوز والجوع، إنما يخوضون حروبا خاسرة وعبثية لابد أن ترتد عليهم أوزارها في النهاية. لقد دأب المرشد الأعلى علي خامنئي على المباهاة بأن إيران، رغم العقوبات المفروضة عليها، “تطلق الأقمار الصناعية، وترسل الكائنات الحية إلى الفضاء، وتنتج الطاقة النووية، وباتت واحدة من الدول العشر الأوائل في الكثير من العلوم الحديثة”.كما ظل يطالب الاثنين والتسعين إيرانيا بالصبر، وتحمل العوز والفقر والمهانة في انتظار النصر المؤزر القادم إليهم قريبا ولا ريب فيه. ومفيد هنا أن نتذكر نظرية أطلقها روبرت ماكنمارا، وزير الدفاع في عهد الرئيس الأميركي الأسبق جون كينيدي، عام 1962 تقول “لنجعل الاتحاد السوفييتي قلعة مسلحة، ولكن لا تملك الزبدة”.وبالفعل أجبرت أميركا وحلفاؤها الأوروبيون الاتحادَ السوفييتي على دخول سباق تسلح تقليدي ونووي باهظ التكاليف، وأدخلوه في حروب باردة وساخنة في جمهوريّاته المتعددة أنفق فيها القسم الأكبر من ثرواته على ترسانته الحربية الضخمة إلى أن أصبح ذا قوة نووية مخيفة، ولكن بشعبٍ يعيش على أقل من الكفاف، الأمر الذي عجل بسقوطه على يد ميخائيل غورباتشوف من الداخل، ودون حروب. وإيران اليوم داخلة إلى نفس تلك اللعبة القاتلة. والذي أقر بالواقع الإيراني المر ليس كاتبا من مجاهدي خلق، ولا محللا عميلا لأميركا وإسرائيل، بل هو رئيس جمهورية إيران الإسلامية العظمى، نفسُه، وبعظمة لسانه.فقد أدلى بتصريح صادم يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، خلال زيارة ميدانية لمحافظة أصفهان لافتتاح مشاريع، قال فيه: نبيع النفط والغاز، لكننا جياع، ودول تشتري النفط، مثل تركيا واليابان وكوريا، ولكن وضعها أفضل. ما ينقص أهل الحكم في طهران هي العقلانية والواقعية لكي يدركوا مبكرا أنهم بدون سلامة جبهتهم الداخلية وصلابة اقتصاد دولتهم إنما يخوضون حروبا خاسرة وعبثية والذي لا يمكن إخفاؤه ولا التستر عليه هو أن الاحتجاجات الشعبية، لم تتوقف ويبدو أنها لن تتوقف. فتارة على ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتارة على البطالة، وأخرى على شحة المياه، أو على اختفاء الدواء، أو على ضياع الكرامة والأمن والأمان. أم لثلاثة أطفال، وهي تنظر بذهول إلى سعر 500 غرام من المعكرونة الذي ارتفع من 75 ألف ريال إلى 20,000 ألف ريال، قالت لوكالة أسوشيتدبرس، أثناء تسوقها في أحد متاجر طهران: “أنا متأكدة من أن الحكومة لا تهتم بالمواطنين”.بدوره، شكا حسن شهبازاده، أحد سكان العاصمة، من أن الإيرانيين الذين توقفوا عن تناول اللحوم أو منتجات الألبان لتوفير المال لم يعد لديهم ما يتخلون عنه. وقال: الآن حتى المعكرونة تختفي عن مائدة طعامهم. ورغم كل هذه الضائقة أقدمت سلطات النظام، بشكل مفاجئ، على زيادة أسعار زيت الطعام والدجاج والبيض والألبان بنسبة تصل إلى 400 بالمائة.هذا بالتزامن مع تسجيل خسارة العملة الإيرانية 90 بالمئة من قيمتها لتصل إلى مليون وواحد وسبعين ألف ريال مقابل الدولار، بعد أن كان في مثل هذه الأيام من العام الماضي 42 ألف ريال للدولار الواحد.فأية إمبراطورية هذه التي يقول المرشد الأعلى عنها إنها “تطلق الأقمار الصناعية، وترسل الكائنات الحية إلى الفضاء، وتنتج الطاقة النووية، وباتت واحدة من الدول العشر الأوائل في الكثير من العلوم الحديثة”، وهي بلا معكرونة؟
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: ألف ریال
إقرأ أيضاً:
محسن صالح: لن نبدأ من الصفر لدعم المنتخبات.. ولكن سنتوسع في مراكز التدريب
أشار محسن صالح عضو اللجنة الفنية في الاتحاد المصري لكرة القدم إلى أننا لن نبدأ من الصفر لدعم المنتخبات ولكن سنتوسع في مراكز التدريب.
وقال محسن صالح في تصريحات خاصة لبرنامج "الكابتن"، مع الصقر أحمد حسن، المذاع على قناة dmc: "منتخب المغرب يعتمد على عدد كبير من المحترفين في الخارج وهذا ليس متاحا لدينا، واتفقنا على عمل سكاوتنج للبحث عن أولادنا المحترفين في الخارج، وكذلك البحث داخليا".
وأتم: "للأسف لا نمتلك لاعبين شباب يشاركون مع أنديتهم في الدوري العام، عكس المنتخبات الأخرى، التي تمتلك العديد من اللاعبين الذين يشاركون مع أنديتهم في الفريق الأول".
واستكمل: "من الممكن أن نتحدث مع الأندية لإعطاء فرصة للاعبين الصغار وعدم الاعتماد بشكل كبير على اللاعبين الأجانب".
واختتم محسن صالح حديثه قائلا: "في المغرب هناك العديد من مراكز تدريبات المنتخبات، ولدينا حوالي 6 مراكز فقط في المحافظات، ولن نبدأ من الصفر لدعم المنتخبات ولكن سنتوسع في مراكز التدريب".