مغطاة بالسجاد العجمي.. سيارات جي-واغن وبي إم دبليو كما لم ترها من قبل
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- هل يمكن أن تكون هناك علاقة بين السجاد العجمي التقليدي والسيارات العصرية؟
للوهلة الأولى، قد يبدو السؤال غريبًا، إذ يُعتبر السجاد العجمي بمثابة جزء من تقاليد إيرانية عريقة وساحرة، بينما تمثّل السيارات رمزًا للعالم الحديث.
لكن هذا التباين لم يمنع المعماري والفنان الإيراني محمد سيمَري من دمج العالمين معًا، باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
وتمثلت النتيجة بصور آسرة تُعيد تخيّل سيارات فارهة من طراز "بوغاتي"، و"بورش"، و"مرسيدس بنز" وهي مغطّاة بالكامل بنقوش السجاد الإيراني.
نشأ سيمَري في منزل حيث كان السجاد جزءًا لا يتجزأ من تفاصيله اليومية، إذ يحمل السجاد بالنسبة لغالبية الإيرانيين، دلالات ثقافية وعاطفية عميقة.
في المقابل، ترعرع الفنان الإيراني أيضًا في عالمٍ تشكّل بشكل متزايد في ظل تأثير التكنولوجيا والصور الرقمية.
وقال سيمَري في مقابلة مع موقع CNN بالعربية:"اندمجت هاتان التجربتان بشكلٍ طبيعي في ذهني، حيث كان هذا المشروع بمثابة محاولة لإعادة تفسير الجمال الخالد للسجاد الإيراني التقليدي من خلال عدسة التكنولوجيا الحديثة".
تبدأ العملية الإبداعية دائمًا بفكرة بسيطة، وفقًا لما قاله الفنان الإيراني، ومن ثم يتم الاعتماد على الجانب البصري باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وأوضح سيمَري: "أتولى التوجيه البصري، واختيار المراجع، والأسلوب، واللون، والشكل، والضبط الدقيق، بينما يدعم الذكاء الاصطناعي الإمكانيات ويوسّعها".
بعد الوصول إلى النتيجة البصرية المرجوة، يقوم الفنان الإيراني بصقل العمل النهائي بعناية.
وقد نالت أعماله اهتمامًا واسعًا، إذ نُشرت في مجلات عالمية في إيطاليا وإسبانيا، وشاركت في معارض ومسابقات دولية. كما تم اختياره ضمن أفضل خمسة فنانين في أسبوع الذكاء الاصطناعي لعام 2025 في مدينة ميلانو الإيطالية.
شهدت هذه الأعمال تفاعلاً واسعًا من جمهور عالمي، سواء من الإيرانيين أو من غيرهم.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي تصاميم ذكاء اصطناعي عادات وتقاليد فنون الذکاء الاصطناعی الفنان الإیرانی
إقرأ أيضاً:
OpenAI تضاعف استثماراتها في رقاقات الذكاء الاصطناعي
في أحدث تحركاتها الطموحة لتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة OpenAI عن توقيع صفقات ضخمة مع كل من AMD وBroadcom لبناء أعداد هائلة من الرقاقات المخصصة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
هذه التحركات ليست مجرد استثمارات مالية ضخمة، بل تمثل نقطة محورية في صناعة التكنولوجيا العالمية، مع آثار واسعة على موردي الرقاقات وقطاع الذكاء الاصطناعي ككل، لا سيما على شركة TSMC، المصنع الرئيسي لهذه الشرائح الحيوية.
تتضمن الصفقة مع AMD بناء وحدات معالجة رسومية (GPU) بقدرة إجمالية تبلغ 6 جيجاوات خلال السنوات القليلة المقبلة، ومن المقرر أن يبدأ أول نشر لشريحة Instinct MI450 بقدرة 1 جيجاوات في أواخر 2026، مع توسعات إضافية لاحقًا.
ووفقًا لجان هو، المدير المالي لشركة AMD، فإن هذه الشراكة ستدر إيرادات بعشرات المليارات من الدولارات، ما يبرر الحاجة إلى تمويل واسع ومعقد لضمان تلبية الاحتياجات المستقبلية.
على الجانب الآخر، ستتعاون OpenAI مع Broadcom لبناء مسرعات ذكاء اصطناعي وأنظمة إيثرنت بقدرة 10 جيجاواط، مخصصة لتسريع الاتصال بين الأنظمة المختلفة في مراكز بيانات OpenAI.
ومن المقرر أن يبدأ النشر في النصف الثاني من 2026 ويستمر حتى 2029، مما يعكس مدى الطموح في بناء بنية تحتية ضخمة لدعم الجيل القادم من تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
فيل بور، خبير صناعة الرقاقات ورئيس قسم المنتجات في Lumai، أوضح أن Broadcom ستستخدم مكونات مسبقة التصميم لتجميع الأنظمة وفق مواصفات OpenAI، دون تصميم رقاقات جديدة بالكامل.
وأضاف أن هذه المسرعات ستزيد كفاءة تشغيل النماذج، من خلال تخصيص عبء العمل وتقليل استهلاك الطاقة وزيادة الأداء، لكن الفوائد الأساسية ستظل لصالح OpenAI، وليس للصناعة ككل.
وأكد بور أن الحديث عن "الجيجاوات" في مجال الذكاء الاصطناعي يعكس عدم اليقين بشأن عدد الرقاقات المطلوب لتشغيل هذه الأنظمة، موضحًا أن كل واط يُستخدم في المعالجة يتطلب واطًا إضافيًا لتبريده، ما يزيد من التعقيد التقني والمالي لهذه المشروعات.
على الرغم من تنوع الموردين الظاهر، فإن جميع الرقاقات عالية الأداء تعتمد في النهاية على مصنع واحد هو TSMC في تايوان، يُعتبر هذا المصنع أكبر وأهم مورد للشرائح المتقدمة، ويهيمن على السوق بفضل خبرته الطويلة وإتقانه لتقنيات الطباعة فوق البنفسجية الشديدة (EUV)، التي تجعل من الممكن إنتاج رقاقات متقدمة للغاية بدقة تصل إلى 3 نانومتر.
يشير الخبراء إلى أن اعتماد الصناعة على TSMC يمثل نقطة ضعف كبيرة. جيل لوريا، رئيس أبحاث التكنولوجيا في DA Davidson، وصف الشركة بأنها "أكبر نقطة فشل محتملة للاقتصاد العالمي"، محذرًا من أن أي خلل في إنتاجها سيؤثر على الهواتف الذكية، السيارات، وحتى قطاع الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر.
وقد سبق أن شهدت الصناعة تأخيرات كبيرة بسبب قيود الطاقة الإنتاجية وقيود التصدير، كما حدث مع طلبية NVIDIA لرقاقات H20 AI.
تعمل TSMC على زيادة طاقتها الإنتاجية في تايوان والولايات المتحدة، مع بناء مصانع ضخمة في أريزونا لتصنيع رقاقات بدقة 4 و1.4 نانومتر، الهدف هو تقليل الفجوة بين الطلب الهائل والعرض المحدود، لكن الخبراء يحذرون من أن الصناعة ستظل تعتمد بشكل كبير على تايوان لعقود مقبلة، وأن أي خلل هناك قد يؤدي إلى اضطراب عالمي واسع النطاق.
صفقات OpenAI مع AMD وBroadcom تمثل خطوة حاسمة لتعزيز قدراتها، لكنها أيضًا تضع ضغوطًا هائلة على سلسلة التوريد العالمية، الشركات الكبرى الأخرى مثل Apple وNVIDIA وQualcomm تعتمد جميعها على TSMC، مما يجعل أي طارئ في تايوان تهديدًا مباشرًا للإنتاج العالمي.
ومع استمرار الطلب على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة في الارتفاع، تصبح الحاجة إلى تنويع مصادر الرقاقات والتقنيات أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
في النهاية، تكشف هذه التحركات الطموحة كيف أن سباق الذكاء الاصطناعي ليس مجرد منافسة برمجية، بل يعتمد بشكل كبير على قدرة OpenAI وشركائها على إدارة سلسلة توريد معقدة وحساسة للغاية، حيث كل خطوة لها انعكاسات مالية وتقنية على مستوى الصناعة العالمية بأكملها.