OpenAI تستكشف الذكاء الاصطناعي لتوليد الموسيقى
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
أفادت تقارير حديثة بأن شركة OpenAI تعمل على مشروع جديد يهدف إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد الموسيقى بناءً على النصوص والمطالبات الصوتية، في خطوة قد تغيّر طريقة إنتاج الموسيقى والمحتوى الصوتي والمرئي على حد سواء. وفقًا لموقع The Information، استعانت الشركة بمجموعة من طلاب مدرسة جوليارد للموسيقى لتطوير بيانات التدريب اللازمة، حيث ساعدوا في شرح النوتات الموسيقية وكيفية تحويلها إلى صياغة يمكن للذكاء الاصطناعي فهمها ومعالجتها.
المشروع الجديد يتصور أداة يمكنها، على سبيل المثال، توليد موسيقى مرافقة لغيتار لمقطع صوتي محدد، أو إضافة موسيقى خلفية لمقاطع الفيديو، ما يوفر للمستخدمين إمكانية إنتاج محتوى موسيقي متكامل دون الحاجة إلى خبرة موسيقية مسبقة. ورغم الاهتمام الكبير بهذا المشروع، لم تكشف OpenAI بعد عن مدى التقدم الذي أحرزته في تطوير هذه التقنية أو موعد إطلاقها المتوقع.
مصادر مطلعة على المشروع أكدت أن الشركة تبحث في كيفية تحويل المعرفة الموسيقية التقليدية إلى صياغة رقمية قابلة للاستخدام في تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي، وهو ما يمثل تحديًا فنيًا وتقنيًا كبيرًا. فالموسيقى ليست مجرد نغمات متتابعة، بل هي أنماط معقدة من التوقيت والإيقاع والنغمات والتعبيرات العاطفية، وكل هذه العناصر يجب أن يتمكن الذكاء الاصطناعي من التعامل معها بطريقة طبيعية وواقعية.
هذه ليست المرة الأولى التي تستكشف فيها OpenAI الذكاء الاصطناعي في مجال الموسيقى. على مدار السنوات الماضية، شهدت الصناعة ظهور أدوات موسيقية مولدة بالذكاء الاصطناعي، سواء من شركات ناشئة مثل Suno وElevenLabs، أو عبر مشاريع تجريبية أخرى تهدف إلى دمج الإبداع البشري مع القدرات الحسابية للذكاء الاصطناعي. ومن الواضح أن التحدي يكمن في كيفية تحقيق توازن بين الابتكار التكنولوجي واللمسة الإنسانية التي تجعل الموسيقى جذابة ومؤثرة.
في الوقت نفسه، يثير المحتوى الموسيقي المولّد بالذكاء الاصطناعي جدلاً واسعًا على منصات البث. فقد غمرت هذه التقنية المكتبات الموسيقية بكميات كبيرة من المقاطع الصوتية، بعضها تجريبي وبعضها يحمل جودة متباينة، ما دفع بعض النقاد إلى التحذير من مخاطر الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي في إنتاج الموسيقى. ومن الأمثلة على ذلك مشروع The Velvet Sundown، الذي أظهر كيف يمكن أن تكون النتائج غير متوقعة أو مخيبة للآمال، لكنه أيضًا أشار إلى إمكانات واسعة للتطوير والتحسين.
ويعكس اهتمام OpenAI بالموسيقى جانبًا جديدًا من استراتيجية الشركة الهادفة إلى توسيع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي ليشمل مجالات إبداعية متنوعة. فإذا نجحت هذه الأداة في تقديم موسيقى متوافقة مع النصوص والمقاطع الصوتية، فقد تغيّر الطريقة التي ينتج بها صناع المحتوى الأفلام والإعلانات والفيديوهات التعليمية والألعاب، وتفتح المجال أمام ابتكار أشكال جديدة من التفاعل الصوتي والموسيقي.
بالنظر إلى التطورات الحالية في الذكاء الاصطناعي المولّد للمحتوى، يبدو أن صناعة الموسيقى على أعتاب مرحلة جديدة من الابتكار الرقمي، حيث يمكن لأي شخص تقريبًا، سواء كان محترفًا أو هاويًا، أن يبتكر موسيقى متقنة باستخدام أدوات تعتمد على التعلم الآلي. ومع استمرار الشركات الكبرى والصغيرة في التجريب، ستستمر النقاشات حول جودة الموسيقى المولدة، وقيمتها الإبداعية، وحقوق الملكية الفكرية، وكيفية دمج الذكاء الاصطناعي ضمن الصناعة الموسيقية التقليدية.
مشروع OpenAI الموسيقي قد يكون البداية فقط، لكنه يسلط الضوء على المستقبل الذي ستشكل فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من الإبداع الموسيقي وصناعة المحتوى الرقمي، حيث تتلاقى الموسيقى والتكنولوجيا لتقديم تجربة جديدة للمستخدمين حول العالم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
«أبوظبي التجاري» يطلق خطة تحول قائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي
أﺑﻮﻇﺒﻲ (الاتحاد)
أعلن بنك أبوظبي التجاري عن إطلاق خطة تحول استراتيجي تضع تقنيات الذكاء الاصطناعي في جوهر منظومة أعماله وتمثل هذه الخطوة تطوراً محورياً في طريقة تشغيل البنك وتعزيز قدرته التنافسية وتحقيق قيمة مستدامة، حيث يتم اعتماد الذكاء الاصطناعي كمحفز رئيس لتنفيذ الاستراتيجية متوسطة الأجل التي تم الإعلان عنها في 27 يناير 2025.
ولتحقيق هذه الرؤية الطموحة، أطلق بنك أبوظبي التجاري خريطة طريق شاملة لتطبيق الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، وتضم الخطة حتى الآن أكثر من 150 حالة استخدام للذكاء الاصطناعي يتم تنفيذها بوتيرة متسارعة خلال السنوات المقبلة، مدعومةً باستثمارات نوعية في بنية تحتية مرنة وقابلة للتوسع إلى جانب قدرات الحوسبة السحابية وأنظمة بيانات متقدمة، وسيحظى العملاء بتجارب غير مسبوقة تمتاز بمزيد من السرعة والسهولة والتي يتم تصميمها لتلبية مختلف متطلباتهم، تجمع بين الموافقات الفورية والتحليلات الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي والعروض المصممة خصيصاً لهم، إلى جانب خدمات الدعم الذكي المتاح في جميع الأوقات.
وقال معالي خلدون خليفة المبارك، رئيس مجلس إدارة بنك أبوظبي التجاري: «الرؤية الطموحة التي وضعتها إمارة أبوظبي بجعل الذكاء الاصطناعي محور مستقبلها الاقتصادي، تدفعنا في بنك أبوظبي التجاري إلى الارتقاء بطموحاتنا والمساهمة الفاعلة في هذا التحول. تمثل هذه الخطة فرصة استثنائية لتطوير نهج عملنا وتقديم قيمة مستدامة لعملائنا ومساهمينا واقتصاد دولة الإمارات».
استناداً إلى هذا التوجه، أوضح الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك أبوظبي التجاري، المسار الاستراتيجي للبنك قائلاً:«تماشياً مع رؤية دولة الإمارات، ونظراً لأهمية الدور الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي كعامل أساسي للتحوّل في مختلف القطاعات، يخطو بنك أبوظبي التجاري بثبات نحو مرحلة جديدة يشكل فيها الذكاء الاصطناعي الركيزة الأساسية للنمو وتعزيز الإنتاجية والمرونة والريادة في خدمة العملاء. ونسعى لأن نكون مؤسسة مصرفية تعتمد الذكاء الاصطناعي بشكل متكامل، عبر دمجه في جميع عملياتنا، بما يحقق أثراً مالياً مستداماً يفوق 4 مليارات درهم خلال السنوات القليلة القادمة، ويرسخ مكانة البنك كمؤسسة ريادية في طليعة المصارف المبتكرة في هذا المجال».
وحرصاً على تسريع مسيرة التحول، عزز بنك أبوظبي التجاري قدراته القيادية والتنفيذية من خلال تعيين كبير مسؤولي الذكاء الاصطناعي، ليتولى قيادة فريق متخصص يعمل على تطبيق المبادرات في مختلف المجالات في البنك، كما شكل البنك شراكات استراتيجية مع أبرز الشركات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي لتسريع دمجه في عمليات اتخاذ القرار اليومية وآليات التنفيذ، ويؤكد البنك التزامه الراسخ باستخدام الذكاء الاصطناعي على نحو مسؤول، واعتماده ضمن إطار يراعي أعلى معايير الأمان والموثوقية والمساءلة.
وفي هذا السياق، تم إطلاق عدة منصات مدعومة بالذكاء الاصطناعي في بنك أبوظبي التجاري، حيث يتم استخدامها من قبل مجلس الإدارة وفرق ولجان الإدارة التنفيذية والموظفين، في مؤشر واضح على مستوى الجاهزية والقدرة على التنفيذ على نطاق واسع. ومع اكتمال البنية التحتية الأساسية، يستعد البنك لتوسيع أجندة الذكاء الاصطناعي، بما يضمن تحقيق وتعزيز القيمة المستدامة والمحافظة عليها على المدى الطويل.