العملات المشفرة تتراجع مع ترقّب الأسواق لاجتماع الفيدرالي ومحادثات ترامب - شي
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
تراجعت عملة البتكوين بشكل طفيف اليوم الثلاثاء، بعد موجة ارتفاع سابقة، وسط حذر متزايد من المستثمرين قبل اجتماع مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ومحادثات مرتقبة بين الولايات المتحدة والصين هذا الأسبوع.
وانخفضت بتكوين بنسبة 1.6% إلى 113.760 دولار بعد أن لامست مستوى 116.000 دولار أمس الاثنين، في ظل عمليات جني أرباح عقب مكاسب قوية في الجلسات السابقة، بحسب موقع (كوين ديسك) الأمريكي المختص في العملات الإلكترونية.
ويتوقع المستثمرون أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس عند ختام اجتماعه غدا الأربعاء، بعد بيانات تضخم جاءت أضعف من التوقعات ومؤشرات على تباطؤ سوق العمل الأمريكي، وهو ما يعزز الرهانات على مزيد من التخفيضات النقدية في الأشهر المقبلة، سيناريو يُعتبر داعمًا لأسواق العملات المشفّرة.
وفي الوقت نفسه، يترقب المتعاملون المحادثات بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج، التي تهدف إلى تعزيز إطار اتفاق تجاري لتخفيف حدة التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم.
وفي تطور لافت، أعلنت شركة ميتابلانِت (Metaplanet Inc) اليابانية المعروفة بتحويل جزء كبير من ميزانيتها إلى خزينة بتكوين أنها ستعيد شراء ما يصل إلى 13.13% من أسهمها، بقيمة تقارب 75 مليار ين (500 مليون دولار).
وقفز سهم الشركة بأكثر من 6% في بورصة طوكيو بعد الإعلان، ليواصل تعافيه من أدنى مستوى في ستة أشهر.
وذكرت الشركة أنها ستمول عملية إعادة الشراء عبر تسهيلات ائتمانية بقيمة 500 مليون دولار.
وتُعد ميتابلانِت رابع أكبر شركة في العالم من حيث حيازة بتكوين، إذ تمتلك 30، 823 عملة وقد زادت مشترياتها من العملة المشفرة على مدى العام الماضي عبر عدة جولات تمويلية، رغم تعرض سهمها لضغوط في الشهرين الأخيرين نتيجة تزايد الشكوك حول استدامة استراتيجيات الشركات القائمة على الاحتفاظ بالبتكوين.
وعن العملات المشفرة الأخرى، تراجعت معظم العملات الرقمية حيث هبطت الإيثيريوم بنسبة 3.9% إلى 4، 072 دولار، كما انخفضت "أكس أر بي XRP" بنسبة 1.1%، في حين تراجعت كاردانو وسولانا بين 2.5% و4%.
أما في فئة العملات الميمية، فقد خسرت دوجكوين 4.6%، بينما ارتفع رمز $TRUMP بنسبة 8.5%.
ويُظهر الأداء العام أن الأسواق الرقمية تشهد مرحلة حذر جماعي بانتظار إشارات من السياسة النقدية الأميركية ومآلات العلاقات الاقتصادية بين واشنطن وبكين، وهما عاملان أساسيان في تحديد اتجاهات السيولة والمخاطر خلال الفترة المقبلة.
اقرأ أيضاًأسعار العملات العربية والأجنبية اليوم الاثنين 27 أكتوبر 2025
زيادة استخدام العملات الرقمية في الدفع 70% منذ صدور اللوائح الأمريكية
العملات الرقمية تتراجع.. وبيتكوين تهبط إلى 107 آلاف دولار
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: العملات المشفرة اجتماع الفيدرالي الرئيس دونالد ترامب عملة البتكوين الصيني شي جين بينج محادثات ترامب شي
إقرأ أيضاً:
من الملياردير الغامض المتهم بسرقة 14 مليار دولار من العملات الرقمية؟
قالت وسائل إعلام إن رجل الأعمال الصيني الكمبودي تشن تشي، البالغ من العمر 37 عاما يقف وراء شبكة احتيال سيبراني واسعة النطاق وصفتها بأنها "إمبراطورية إجرامية بُنيت على معاناة بشرية".
ووفقا لتقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فإن وزارة العدل في الولايات المتحدة وجّهت لتشي اتهامات بإدارة مجمعات احتيالية في كمبوديا سرقت مليارات الدولارات من العملات الرقمية من ضحايا حول العالم. كما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية مصادرة نحو 14 مليار دولار أميركي من عملة البيتكوين المرتبطة به، في أكبر عملية مصادرة من نوعها في تاريخ العملات المشفّرة.
ويقدَّم تشي على موقع شركته "مجموعة برنس" بأنه رائد أعمال مرموق ومحسن معروف، وأن رؤيته جعلت المجموعة "تلتزم بالمعايير الدولية". وأشارت بي بي سي إلى أنها تواصلت مع "مجموعة برنس" للحصول على تعليق دون رد.
ونشأ تشي في مقاطعة فوجيان جنوب شرقي الصين، وبدأ نشاطه في شركة صغيرة لألعاب الإنترنت، قبل أن ينتقل إلى كمبوديا عام 2011 حيث دخل سوق العقارات المزدهر آنذاك. تزامن وصوله مع موجة من الاستثمارات الصينية في البلاد، ضمن مبادرة "الحزام والطريق"، ما جعل العاصمة بنوم بنه ومدينة سيهانوكفيل تتحول إلى غابة من الأبراج الزجاجية والمشروعات الفندقية الفاخرة.
وفي عام 2014 حصل على الجنسية الكمبودية مقابل تبرع للحكومة لا يقل عن 250 ألف دولار أميركي، ليصبح بإمكانه شراء الأراضي باسمه. كما ورد في وثائق مصرفية عام 2019 أنه تلقى مليوني دولار أميركي من عمٍّ غير معروف لبدء أول مشروع عقاري، بدون تقديم دليل على مصدر الأموال.
تمدّد سريع ونفوذ سياسي لافتوتأسست "مجموعة برنس" عام 2015 عندما كان تشي في الـ27 من عمره، وتركّزت أعمالها على التطوير العقاري. وفي عام 2018 حصل على ترخيص مصرفي لتأسيس "بنك برنس"، كما نال في العام نفسه جواز سفر قبرصي مقابل استثمار قدره 2.5 مليون دولار، ما أتاح له دخول الاتحاد الأوروبي بحرية، ولاحقا حصل أيضا على جنسية فانواتو.
وتضيف بي بي سي أن تشي وسّع أنشطته لتشمل الطيران والمشروعات التجارية الكبرى، إذ أنشأ ثالث شركة طيران في كمبوديا ثم حصل عام 2020 على رخصة لتشغيل رابعة، إضافة إلى مشروع ضخم تبلغ قيمته 16 مليار دولار لإقامة "مدينة بيئية" في سيهانوكفيل تُعرف باسم "خليج الأنوار".
إعلانوفي عام 2020 منحه ملك كمبوديا اللقب الأعلى "نياك أوكنا" بعد تبرّع لا يقل عن 500 ألف دولار، كما أصبح مستشارا لوزير الداخلية سار خين منذ عام 2017، وشريكا في الأعمال مع ابنه، ومستشارا لرئيس الوزراء هون سين، ولاحقا لابنه هون مانيت بعد توليه المنصب عام 2023. وقد احتفت وسائل الإعلام المحلية به بوصفه "محسنا وطنيا" تبرّع لمنح دراسية وساهم في جهود مواجهة جائحة كورونا.
ورغم هذا الحضور السياسي والإعلامي، ظل تشي شخصية غامضة نادرا ما يظهر أو يدلي بتصريحات علنية.
شبكة اتهامات معقّدة وجرائم عابرة للحدودوبحسب بي بي سي، بدأت الشبهات تحيط بإمبراطورية تشي بعد انفجار فقاعة العقارات في سيهانوكفيل عام 2019، حين انهارت أعمال المقامرة الإلكترونية التي كانت تجذب رؤوس الأموال الصينية. وبضغط من بكين، حظرت كمبوديا المقامرات عبر الإنترنت، وغادر نحو 450 ألف صيني المدينة، تاركين مباني سكنية فارغة ومشروعات متوقفة.
لكن رغم ذلك، واصل تشي توسيع استثماراته في الداخل والخارج، وتشير السلطات البريطانية إلى أنه اشترى عام 2019 قصرا شمال لندن بقيمة 15 مليون دولار ومبنى مكاتب في الحي المالي بقيمة 120 مليون دولار. وتقول السلطات الأميركية إنه امتلك كذلك عقارات في نيويورك وطائرات خاصة ويخوتا ولوحة أصلية لبيكاسو.
وتضيف بي بي سي أن السلطات الأميركية والبريطانية فرضت عقوبات على 128 شركة و17 شخصا من 7 جنسيات على صلة بتشي ومجموعته، بعد اتهامهم بغسل الأموال والاتجار بالبشر وتشغيل "مزارع هواتف" للاحتيال عبر الإنترنت. وتصف الوثائق القضائية الشبكة بأنها "تنظيم إجرامي عابر للحدود يستفيد من سلسلة طويلة من الجرائم، منها الابتزاز الجنسي وغسل الأموال والاتجار القسري بالبشر وتشغيل مجمعات احتيال في كمبوديا".
الصحفي جاك آداموفيتش ديفيز، الذي أجرى تحقيقا استقصائيا دام 3 سنوات حول تشي لصالح "راديو آسيا الحرة"، نقل عن شهود عيان قولهم إن العاملين في مجمع "غولدن فورتشن" التابع للمجموعة كانوا يتعرضون "للتعذيب والضرب الوحشي" إذا حاولوا الفرار. وأضاف: "إن حجم العمليات التي يديرها تشي هو ما يجعله مميزا ومقلقا في آن، فكيف استطاع بناء شبكة بهذا الاتساع بدون أن يدق أحد ناقوس الخطر؟".
وبعد إعلان العقوبات الأميركية والبريطانية، سارعت مؤسسات مالية آسيوية إلى تجميد أصول مرتبطة بـ"مجموعة برنس". فقد جمدت كوريا الجنوبية 64 مليون دولار من ودائع المجموعة في مصارفها، بينما أعلنت سنغافورة وتايلند فتح تحقيقات في فروعها المحلية. كما أصدر البنك المركزي الكمبودي بيانا يطمئن المودعين بأن بإمكانهم سحب أموالهم من "بنك برنس" بشكل طبيعي.
وتقول بي بي سي إن الحكومة الكمبودية التزمت الصمت، مكتفيةً بالدعوة إلى التأكد من وجود أدلة كافية قبل إصدار الاتهامات. غير أن مراقبين يرون أن من الصعب على النخبة الحاكمة في كمبوديا النأي بنفسها عن تشي بعد علاقات وثيقة استمرت سنوات.
وتقدّر مصادر اقتصادية أن أنشطة الاحتيال عبر الإنترنت باتت تشكل ما يقارب نصف الاقتصاد الكمبودي، وهو ما يجعل تداعيات القضية تتجاوز شخص تشي لتكشف هشاشة البنية الاقتصادية والسياسية في البلاد.
إعلانوحتى الآن، لم يُشاهد تشي علنا منذ إعلان العقوبات الأسبوع الماضي، ويبدو أن الرجل الذي كان أحد أبرز أثرياء كمبوديا قد اختفى تماما، تاركا وراءه أسئلة مفتوحة حول أكبر قضية احتيال رقمي في آسيا، ومصير إمبراطورية مالية بلغت ذروتها بثروة تُقدّر بمليارات الدولارات.