حسام الشاعر : افتتاح المتحف الكبير تتويج لمسيرة إنجازات كبرى ومصر تمتلك كل مقومات الريادة في السياحة الثقافية والشاطئية
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
أكد حسام الشاعر، رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل حدثًا عالميًا واستثنائيًا يفخر به كل مصري، موجّهًا التهنئة إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وجموع المصريين بهذه المناسبة التاريخية التي تجسد عظمة الحضارة المصرية وتعيد وضع مصر في صدارة خريطة السياحة العالمية.
وأوضح الشاعر، في تصريحاته لبرنامج آخر النهار مع الإعلامي خالد أبو بكر على قناة النهار، أنه يفخر بكونه عضوًا في مجلس إدارة المتحف المصري الكبير وشاهدًا على هذا المشروع العملاق الذي يعد من أعظم المنجزات الثقافية في العصر الحديث، مؤكدًا أن الزخم الدعائي والإعلامي العالمي المصاحب لافتتاح المتحف يجب استثماره بشكل فعّال في تعزيز مكانة مصر كوجهة أولى للسياحة الثقافية.
وأضاف أن افتتاح المتحف سيسهم بقوة في جذب المزيد من السياح للمزارات الأثرية في القاهرة والأقصر وأسوان، مشددًا على أهمية استضافة فعاليات ومعارض وأحداث دولية كبرى داخل المتحف لتعظيم العائد الدعائي والسياحي منه.
وأشار رئيس الاتحاد إلى أن الأمن والاستقرار الذي أرساه الرئيس عبد الفتاح السيسي كان العامل الرئيسي في زيادة أعداد السياح من نحو 15 إلى 18 مليون سائح سنويًا، مؤكدًا أن الرئيس وضع القطاع السياحي على طريق المنافسة العالمية، وأن مصر قادرة على تحقيق قفزات أكبر إذا ما تم التغلب على بعض العقبات الإدارية وتبسيط إجراءات الاستثمار وتشجيع المستثمرين.
مبادرات تمويلية
وأكد رئيس اتحاد الغرف السياحية أن الحكومة قدمت دعمًا قويًا للقطاع السياحي من خلال مبادرات تمويلية لتشجيع المستثمرين على إنشاء وتطوير المنشآت الفندقية، إلى جانب جهودها في تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف والأهرامات، مشيرًا إلى وجود استشاري عالمي لوضع المخطط العام للمنطقة بما يضمن جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية وتحسين تجربة السائح.
وكشف أنه تقدّم بتصور لتطوير منطقة نزلة السمان لتحويلها إلى منطقة "بيوت إجازات" تُثري تجربة السائح وتطيل فترة إقامته، وقد لقي المقترح قبولًا كبيرًا من رئيس مجلس الوزراء، مشددًا على ضرورة إدخال مزيد من الأنشطة الترفيهية والمطاعم والفنادق العالمية في محيط الأهرامات والمتحف المصري الكبير لزيادة مدة إقامة السائح إلى نحو عشرة أيام.
كما دعا الشاعر إلى إزالة المعوقات التي تواجه المستثمرين في الحصول على تراخيص بناء الفنادق، والتي قد تستغرق أحيانًا عامين أو ثلاثة، مطالبًا باختصارها إلى أسبوع واحد فقط لتشجيع المستثمرين المحليين والدوليين على ضخ مزيد من رؤوس الأموال في القطاع.
السياحة الشاطئية
مفتاح النمو
وأشار رئيس اتحاد الغرف السياحية إلى أن 80% من حركة السياحة العالمية تتركز في السياحة الشاطئية، بينما تمثل باقي الأنواع الثقافية والعلاجية والرياضية وغيرها نحو 20% فقط، موضحًا أن مصر تتمتع بميزة استثنائية لامتلاكها بحرين من اجمل بحار العالم، المتوسط والأحمر، إلى جانب ما تتميز به من طقس معتدل وشمس مشرقة وشواطئ خلابة وآثار فريدة.
وأضاف أن مصر بحاجة إلى إضافة ما لا يقل عن 200 ألف غرفة فندقية جديدة خلال السنوات المقبلة، على أن تكون الحصة الأكبر في البحر الأحمر لمواكبة الطلب المتزايد على المقاصد الشاطئية، مؤكدًا أن القطاع الخاص شريك أساسي في تحقيق هذا الهدف.
وشدد على أهمية المنافسة في أسعار الأراضي في مناطق البحر الأحمر وشرم الشيخ لجذب مزيد من الاستثمارات، إلى جانب تطوير البنية التحتية الداعمة للسياحة، مشيدًا بالطفرة الكبيرة في شبكات الطرق، ومطالبًا بالإسراع في تنفيذ ازدواج طريق مرسى علم، وربط أسوان بمرسى علم، وكذلك إدفو بمرسى علم، بما يسهم في تسهيل حركة السياح وتنشيط المقاصد الجنوبية.
كفاءة المطارات
وأكد الشاعر ضرورة توسعة ورفع كفاءة مطارات الغردقة وشرم الشيخ وسفنكس الدولي لاستيعاب الزيادة المتوقعة في أعداد السياح، ودعا إلى الاستعانة بالقطاع الخاص في إدارة المطارات وتقديم الخدمات والتسهيلات اللازمة للسياح، بالإضافة إلى ضرورة دعم أسطول الطيران المصري وزيادة الرحلات المباشرة إلى المقاصد السياحية المختلفة.
واختتم الشاعر تصريحاته بالتأكيد على أن مصر تمتلك كل المقومات التي يحلم بها صانعو السياحة في العالم، من طبيعة خلابة وتنوع فريد وبنية تحتية متطورة وأمن واستقرار، مشيرًا إلى أن التعاون الوثيق بين الحكومة والقطاع الخاص هو السبيل لتحقيق طفرة شاملة في السياحة المصرية خلال السنوات القادمة.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
المتحف المصري الكبير.. مصر تعيد رسم خريطة السياحة العالمية
بعد أكثر من عشرين عامًا من التخطيط والإنشاء، تستعد مصر لافتتاح المتحف المصري الكبير في حفل عالمي ضخم يقام يوم السبت 1 نوفمبر 2025، ليكون أضخم متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة، ووجهة جديدة تعيد رسم خريطة السياحة الثقافية في مصر والعالم.
يقع المتحف على بعد كيلومترين فقط من هضبة الأهرامات، ويتصل بها من خلال ممشى سياحي جديد يتيح للزوار التنقل سيرًا بين المعلمين التاريخيين في تجربة غير مسبوقة.
من فكرة إلى إنجاز عالميبدأت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير في أواخر تسعينيات القرن الماضي، مع تزايد الحاجة إلى تطوير منظومة العرض المتحفي في ظل محدودية المتحف المصري بالتحرير الذي ضاق بآلاف القطع الأثرية المكتشفة حديثًا.
وفي عام 2005، بدأت أعمال الإنشاء رسميًا، لكنها واجهت تحديات عديدة تمثلت في نقص التمويل، وأزمة جائحة كورونا، وأخيرًا الاضطرابات الإقليمية.
ورغم كل تلك العقبات، نجحت مصر، بدعم من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، في إتمام المشروع الذي تجاوزت تكلفته الإجمالية مليار دولار أمريكي (حوالي 47 مليار جنيه مصري)، ليقف اليوم شامخًا كأكبر متحف أثري في العالم بمساحة تبلغ نصف مليون متر مربع.
تصميم ذكي ومعايير بيئية عالميةحصل المتحف في عام 2024 على شهادة EDGE Advanced من مؤسسة التمويل الدولية، ليصبح أول متحف في إفريقيا والشرق الأوسط، ومن القلائل عالميًا، الذي يحقق هذا التصنيف البيئي المتقدم.
ويتميز التصميم المعماري للمتحف بأسقفه العاكسة وأجهزة مراقبة استهلاك الطاقة والمياه في الوقت الحقيقي، ما يتيح له توفير أكثر من 60% من استهلاك الطاقة وخفض المياه بنسبة 34% مقارنة بالمباني المماثلة.
كنوز توت عنخ آمون تشرق من جديدسيكون الزوار على موعد مع لحظة تاريخية داخل قاعة الملك توت عنخ آمون، حيث تعرض للمرة الأولى في مكان واحد جميع مقتنيات المقبرة الملكية الشهيرة البالغ عددها أكثر من 5 آلاف قطعة، من بينها القناع الذهبي والعرش الملكي والعربات الحربية، بعد نقلها بعناية فائقة من المتحف القديم.
وإلى جانب قاعة توت، يضم المتحف صالات عرض واسعة تشمل 100 ألف قطعة أثرية توثق خمسة آلاف عام من التاريخ المصري، إضافة إلى حدائق ومطاعم ومناطق تسوق تحمل طابعًا مصريًا أصيلًا، حيث تشارك علامات محلية مثل عزة فهمي ونخلة للمجوهرات في تقديم منتجات مستوحاة من التراث الفرعوني.
افتتاح عالمي ورسائل ثقافيةمن المنتظر أن يشهد الافتتاح الرسمي حضورًا مهيبًا بمشاركة أكثر من 60 ملكًا ورئيسًا ورئيس وزراء، إلى جانب شخصيات ثقافية عالمية ومشاهير من مختلف الدول.
وقد انتشر مؤخرًا مقطع مصور يظهر عالم المصريات الياباني الشهير البروفيسور ساكوجي يوشيمورا وهو يتلقى دعوة ذهبية لحضور حفل الافتتاح، في مشهد أثار تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل.
تستعد مصر كذلك لإطلاق عملات تذكارية ذهبية وفضية بهذه المناسبة، فيما من المقرر أن يبدأ الاستقبال العام للجمهور في 4 نوفمبر، تزامنًا مع الذكرى الـ103 لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922.
ويرى خبراء السياحة أن المتحف المصري الكبير سيكون ركيزة أساسية لتحقيق هدف الحكومة بجذب 30 مليون سائح سنويًا بحلول عام 2028، مقارنة بـ15.8 مليون زائر في عام 2024.